تزايدت في الآونة
الأخيرة ارتفاع وتيرة الجريمة بشكل كبير، فلا يكاد يمر يوم، إلا ونكتشف جريمة جديدة،
وتلعب المخدرات دورًا مشترك في ارتكاب الجرائم مع الضغوط النفسية لتهيئ للشخص ارتكاب
الجريمة، ولمادة المخدرة بلا شك تأثير في سلوك الفرد ووعيه وقدرته على السيطرة على
تصرفاته خاصة المخدرات المُخلقة.
وتثار التساؤلات
حول خضوع هؤلاء الجناة لضغوط أو أمراض نفسية، أم تحت تأثير عامل مشترك في بعض تلك الجرائم،
وهو "المخدرات" هذا ما سنعرفه من خلال خبراء الطب النفسي والتأهيل السلوكي.
وفي هذا الصدد،
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ"بوابة الأهرام": هناك
مخدر طبيعي وهبه الله لنا يفرزه الجسم يسمى بـ"الأندروفين"، وعند تعاطي الشخص
لمخدر خارجي والاعتماد عليها يبدأ هذا الهرمون في التوقف واعتماد الجسم للحصول عليه
من المخدرات، ويمكننا القول على الشخص إنه مدمن عند تعاطيه المخدر لمدة خمس مرات هذا
في حالة تعاطي الهيروين.
وتابع: أما في
حالة المخدرات المُخلقة تكون هنا الصورة مختلفة تماما فيمكن أن يدمن الشخص من تعاطيه
جرعة مرة واحدة أو مرتين و ليس بالضروري تعاطيه أكثر من مرة وبالتالي يصبح مدمنا لها.
وتتكون هذا النوع
من المخدرات على سبيل المثال لا الحصر تكون تركيبتها من مضادات الاكتئاب مع أدوية تحدث
هلاوس سمعية وبصرية، وبالتالي عند تناوله يفقد الشخص السيطرة على ذاته ويعيش
"الغيبية" وتكون له تصرفات لا يشعر بها.
أما مخدر الترامادول
عند أخذ جرعات عالية منه يفقد معها الشخص الإنسانية وبالتالي لا يتأثر بأي شيء ويفقد
معها الإحساس بالآخرين.
ومن جانبه، يرى
الدكتور علاء الغندور، استشاري العلاج النفسي السلوكي والتحليل والتأهيل النفسي، أن
المخدرات تدمر الأسر، حيث إن هناك أنواعا مستحدثه من المخدرات مخدرات تخلقية والمخدرات
الكيميائية هذه الأنواع تفقد العقل وتدمر الخلايا العصبية للمخ وتفقد الإنسان توازنه وتصور له أمور غير حقيقة وتصيبه
ببعض الأمراض النفسية مثل البارانويا والهلاوس البصرية والسمعية وتجعله أكثر عنفا وميلا
للمشاجرة، وعند إدمانها يضطر للسرقة من بيته ومن أي مكان آخر حتى يستطيع شرائها وتعاطيها،
لافتًا أن هناك حالات تطوير للمخدر التقليدي مثل الحشيش عن طريق إضافة مواد كيماوية تدمر العقل و تغير من
فكر وسلوك المتعاطي.
ونوّه، أن هناك
انتشار أنواع جديدة من المخدرات يتم تصنيعها في البيوت، ويتم بيعها وتوزيعها بعيدا
عن الرقابة وعن الأمن وتحول بعض المتعاطين إلى موزعين من أجل الحصول على المخدر وعلى
المال، و من هنا نطالب وزارة الداخلية المشكورة على جهودها لبذل المزيد من الجهد في
تعقب المهربين والمصنعين والموزعين والبائعين.
أضاف، من المؤسف
انتشار هذه المخدرات بين شباب المدارس والجامعات بشكل ملحوظ لا يرقى إلى الظاهرة وهو
الأمر الذي نتج عنه زيادة الجرائم من التحرش والاغتصاب والسطو والسرقة و الانتحار وأخيرًا
القتل، فضلا عن المشاجرات الأسرية وزيادة التنمر.
كما نلاحظ أن زيادة
الحوادث في الفترة الأخيرة تعود إلى اضطرابات نفسية مختلطة بتعاطي المخدرات وكلاهما
يصنع مجرما.
وناشد الغندور،
الدولة بتوجيه مزيد من الاهتمام لتوفير التأهيل
النفسي والفكري والسلوكي للأمهات والآباء للتربية التربوية للأطفال، وحتى نهاية سن
المراهقة، وتأهيل المعلمين في المدارس للتربية التربوية للطلبة، وكذلك في الجامعات،
وتعيين أخصائي نفسي اجتماعي في جميع المراحل الدراسية المدرسية والجامعية، مشددًا على
ضرورة إيقاف المسلسلات الدرامية التي تشجع على العنف والمخدرات والاغتصاب ولا تقدم
فكر إيجابي.
وأكد الغندور ضرورة
زيادة برامج التوعية من متخصصين تربويين وقيام الأزهر بعمل حملات توعية دينية بأسلوب
سهل وبسيط يفهمه الشباب، وعلى جميع أفراد المجتمع مواجهة هذا الخطر الداهم من المخدرات
وأعداء الوطن الذين يريدون تدمير شعبنا وشبابنا.
المصدر: بوابة
الأهرام
0 comments:
إرسال تعليق