عادل وليم يكتب عن : الشيخ الأحمر.. الشيوعي الملتحي

 

 

ولد خليل عبد الكريم  نصر..والشهير بالشيخ الأحمر  في محافظة أسوان جنوب مصر عام 1930، ودرس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وتخرج منها عام 1951..عمل خليل عبد الكريم محامياً وقضي أغلب حياته في القاهرة في حي بولاق الدكرور .

بدأ خليل عبد الكريم حياته في صفوف (جماعة الإخوان المسلمين) واعتقل على ذمةا لأخوان المسلمين مرتين ..الأولى فى السجن الحربي سنة 1954 والثانية فى سجن مزرعة طرة سنة 1965

ويقول (الشيخ خليل عبدالكريم ) لقد هالني (التقلب الاخواني )ووجود دائمآ شيء خفي في كل ما يقولون وما يفعلون وتبين للشيخ خليل عبدالكريم وجود جهاز سري

 ويقول الشيخ خليل عبدالكريم كنت أستمع في الاجتماعات إلى همسات عن الأخوة (تحت الأرض) وإلى ألفاظ مثل كافر وكفَرة ومرتد وضرورة إقامة حد الردة عليهم ..وإلى التوجيه الأثير والدائم الذي يتلقنه كلُّ كادر إخواني مفعماً بالولاء الكامل لقائله الإمام حسن البنا، وهو أنّ على الإخوان أن يتقنوا (لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت)، وقالوا له تستمر اللعبة حتى نتمكن، ثم ننقلب على الطاغوت، ولابد من الاستعداد الدائم لمثل هذا الانقلاب

مما جعل الشيخ  خليل عبدالكريم يفكر كثيرا وبدأ يبتعد تدريجيا عن صفوف الاخوان ويسلك طريقا هو النقيض. لقد ترك صفوف الإسلاميين، و بدأ يقترب رويدا رويداً من الرؤية اليسارية ،ومع نشأه  المنابر كان من المؤسسين لمنبر اليسار عام 1976م قبل أن ينضم إلى ( حزب التجمع ا التقدمي الوحدوي ) حيث أصبح أحد قادته

وقد آثار هذا الامر استفزاز وعداء جماعة الإخوان ودفعهم إلى  محاربته وإطلاق  العديد من التسميات على الأستاذ خليل عبدالكريم منها (الشيخ الاحمر ) (والشيوعي الملتحي ) وكان الدافع للاخوان المسلمين أنه لم يترك الإخوان فحسب ولا انتقدهم فقط  ؛وإنما انضم أيضاً إلى الحزب الأشد خصومة لأفكار وتوجهات الاخوان الا وهو ( حزب التجمع )الدكتور ( رفعت السعيد )يتذكر لقاءه الأول بخليل عبد الكريم: مع بدايات تأسيس حزب التجمع

دخل مكتبي شخص طويل القامة ضخم البنيان أسمر الوجه بحيث يبدو نوبياً ويرتدي جلباباًوأحاط رأسه بشال أبيض ملفوف كعمامة  ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا خليل عبدالكريم المحامي جئت أنضم إلى ( حزب التجمع ) إعجاباً بموقفكم ممن تسميهم أنت في كتاباتك بالمتأسلمين ..وأسميهم أنا بالإسلامويين وطلب نعناعاً، وامتلأت الغرفة بعبق العطر الإسلامي المميز والمستخدم من زيت العتر. وبدأ يحكي قصته مع الإسلامويين

كان معهم مبكراً، وعندما تخرج في كلية الحقوق عمل محامياً في مكتب الأستاذ عبدالقادر عودة المحامي، وأصبح كادراً إخوانياً. وهو ما أكده خليل عبدالكريم في حوارات عدة معه قائلاً: تركت الإخوان رافضاً لمسلكهم الفكري والعملي

وأتيت إلى التجمع لأنه الحزب الوحيد الذي رفض ذات المسلك الفكري والعملي  وهاجمه قولاً وفكراً وكتابة وعلى المستوى الجماهيري، متحدياً السائد آنذاك، سواء من الحكم أو الإعلام أو الكثرة الغالبة من السياسيين"

وقد كان خليل عبدالكريم محام مشهودًا له بالكفاءه  وقام متطوعا  بالدفاع عن (الدكتور نصر أبوزيد )أمام المحكمة عندما ( اتهم بالكفر ) كتب خليل عبد الكريم أكثر من 13 كتاباً وقد سببت له كتاباته مشاكل عنيفةوصدامات عديدة وصلت إلى حدإتهامه بالكفر والإلحاد وتهديده بالقتل

 ومن أهم الكتب التي ألفها:

مفاهيم خاطئة الصقوها بالإسلام

لتطبيق الشريعة لا للحكم

مجتمع يثرب – العلاقة بين الرجل والمرأة ، فى العهد المحمدي والخليفي

قريش من القبيلة الى الدولة المركزية

الاسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية

العرب والمرأة ، حفرية فى الإسطير المخيم

عرض وتحليل كتاب د.محمد احمد خلف الله ، الفن القصصي فى القرآن الكريم

فترة التكوين فى حياة الصادق الامين

النص المؤسس ومجتمعه – السفر الاول

النص المؤسس ومجتمعه – السفر الثاني

وقد توفي الشيخ خليل عبدالكريم في عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز ٧٢ عاما سلاما لروحه

يونيو 25, 2022