أيامٌ تتداولُ بين الناس ، منها الغثٌ ومنها السمين والطَيِّب وغير ذلك ، ولها مَثابات وفي أوقات متأرجحة بين التفاوت والتناوب ، المنظورة منها بوضوح والأقلُّ منها مشاهدة ، آمالٌ وآلام ، ولكلِّ مقامٍ مقال ، بعضه أنيس للنفوس يخرجُ من عظيمِ الوجدان ، وآخر من سويداء القلب تتفتح له الأبواب الموصَدة سَلفاً ودونما سابق إنذار ، يَشُفُهُ الحب دوماً ويشفه الحنين ، والدمع رقراق يتبعه حيناً من الدهر لا مترجياً تهليلْ أو تهدئة ، مثلهُ كمثلِ دمع الفرح حيث تُسَر النفوس والأبدان من وِقعِهِ بعد طول إنتظار .
نفسي أعرفها وهي تعرفني ونحن الإثنين على وفاق ،
فهي لا تعرف الحقد يوماً لأنها جُبِلتُ على
ذلك لدهور ولّما تَزَلْ على هذا الحال حتى أصبحت وأمست برفقتي وعلى الدوام ، ولم تفارقني
قطُّ مهما عَصَفَت بها مُدلَهمّات القُطوف وتبعتها النائبات ، الوفاءُ خِصلةٌ بائِنة
مثل بَيان الشمس التي لايَخفيها غِربال وإن صنعته أمهر الأيادي وأفضل العقول .
تبحث عني في غياهب الأقدار وظُلُماتِ الزمن ،
رغم أنها عارفةً بمكاني حيثُما أكون ولو طالت المسافات ، تدعو لي وأدعوا لها ويقيني
أن الدعاء له ملتقى ولو بعد حين .
0 comments:
إرسال تعليق