الجدل حول ارتداء الحجاب في المدارس الهندية ليس بالجديد، وبغض النظر عن الوضعية القانونية لارتداء الحجاب، إلا أن هذا الملف يبقى من المواضيع المثيرة للجدل داخل المجتمع الهندي، ففي الوقت الذي نرى فيه النساء المحجبات كجزء من هويتهن الثقافية والدينية.
بدأت قضية الحجاب في يناير في ولاية كارناتاكا، الهند، حين مُنعت ست طالبات
مسلمات في كلية PU الحكومية في أودوبي
من ارتداء الحجاب في الفصل. لقد أوضحت الكلية سبب سياسة الزي الرسمي، وبعد ذلك قدم
الطلاب التماسًا في محكمة كارناتاكا العليا، بحجة أن عدم السماح لهم بارتداء الحجاب
كان انتهاكًا للحقوق الأساسية بموجب المادتين 14 و25 من الدستور الهندي.
نشب جدل كبير في الولاية حول ارتداء المسلمات الحجاب في المؤسسات التعليمية،
وأطلق وسم هاشتاغ «الحجاب حقنا» للتضامن مع الطالبات المحجبات اللاتي تضررن من قرار
المنع من دخول صفوف الدراسة بسبب الحجاب.
مع تصاعد الجدل المثير حول الحجاب، أظهر الفيديو المنتشر على مواقع التواصل
الاجتماعي، الشابة مسكان خان وهي محاطة بطلاب هندوس يرتدون أوشحة الزعفران ويلوّحون
هتافات مثل «جي شري رام» عند وصولها إلى كليتها في مانديا، لقد ردت عليهم الفتاة بقوة
وحسم بتكبيرات زلزلت أرجاء الجامعة في مقطع حظي بانتشار واسع.
إن العديد من الولايات الهندية شهدت طوال الأشهر القليلة الماضية، أحداثًا ومواقف
رافضة لوجود المسلمين في البلاد. وتعهد متطرفون هندوس يعتنقون أيديولوجية «هندوتفا»
بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لتحول الهند للهندوس فقط.
تمثّل «هندوتفا» السياسة السائدة المعتمدة للقومية الهندوسية في الهند، وهي
عقيدة عنصرية متطرفة.
تصاعدت التوترات في ولاية كارناتاكا الجنوبية، حيث أثيرت القضية لأول مرة، حتى
أمر رئيس وزراء الولاية بعد ظهر الثلاثاء جميع المدارس والكليات بالإغلاق لمدة ثلاثة
أيام بينما حث الطلاب على الحفاظ على السلام والوئام.
لقد أثار الحظر المفروض على الحجاب غضب الطلاب المسلمين الذين قالوا إنه هجوم
على دينهم المنصوص عليه في الدستور العلماني للهند، بينما حاولت الجماعات اليمينية
الهندوسية منع النساء المسلمات المحجبات من دخول المؤسسات التعليمية مما تسبب في التوتر
في المجتمع الهندي.
على إثر هذا، صدرت حملة «الحجاب حقنا» من رواد منصات التواصل الاجتماعي في الهند
بعد قرار منع المحجبات من دخول صفوف الدراسة ببعض المناطق.
الحجاب جزء من حياة الفتاة المسلمة الهندية، وهي تسأل ما الضرر الذي يلحق بالآخرين
إذا لبست الحجاب ودخلت الكلية؟ وهي تسأل هذا السؤال مرارًا وتكرارًا، لا أحد يجيب عن
هذا السؤال.. هذا يثير ألف سؤال وسؤال...
**كاتب المقال
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية،كولكاتا - الهند
0 comments:
إرسال تعليق