• اخر الاخبار

    الخميس، 17 فبراير 2022

    ملكوت العسس!! مرآى بقلم : الروائى :شوقي كريم حسن

     


     يقال/إن الحفاة الذين ماستر ساتر عريهم، وما نظر اليهم اصحاب الثراء والرفعة والسيادة بقبول حسن ،(هم أحباب الرب.. والاقرب إليه ،والاوفر حظاً  في منازل الملكوت العلوي،

    لهذا تعلموا  من ارباب الارض  ومعلني تعاليم الكهنة والسلاطين  ان الذلة  قسمة لايمكن الاعتراض عليها،ولابد من قبولها بصمت، واستمروا العبودية بكل سياطها ومواجعها التي لاتنتهي ،صارت حكايات الليل تسحلهم مثل أضاحي،الى أمكنة اسسها نفاق الحكائين،وخمول الارواح التي تذوب بحسرات اساها ،ما ان يفوه فم الحاكي المدرب،بحيل  يجددها كلما اراد الامساك بلعنة التأوه،من  أجل رغيف خبز،حتى وان كان من شعير يابس،يبلل رضاهم،بتواصيف ما سيكون مأوى وجودهم،ومحطة نعمهم ،ومسراتهم التي لن تنتهي ما بقي الزمان، بخيط مودة كاذب،يعد احلامهم،أن لايجوز مخالفة ما تقرر  في علو،واقر ساعةالهبوط،  كل ما يتحتم قوله،أننا ننتظر الميعاد لنرفل بحدائق وثمار،.. ونسوة ما رأتهن عيون بني آدم  وما جاستهن اكف النجاسات ،فلاداعي للنظر الى  ماعند غيرك، وتجمل بالصبر، واعد العدة بطاعة حامل الصولجان،حتى وان نز ظهرك  متألماً،من كثر ما لاحته السياط، يتصاعد دخان المواقد،مانحاً العيون فسحة بكاء مبكر،تسيل المدامع ببطء حار،دون  ان تدري لماذا؟

    يتنحنح الجالس عند صدر الديوان،  فتلتفت الوجوه المضببة اليه،يرفع كفيه، فترتفع الاكف، يهمس بما لايعرفه احد،تطرق الرؤوس بإنتظار لحظات الانبجاس ،والفيض،عند تلك اللحظة،غير المحسوبة العواقب،وبعد تبادل اشارات خفية،بين المجموعة ،التي تجلس في الطرف القصي من الظلمة المكان ،دون ان تلتفت العيون  الغارقة بدخان الموقد،الى ماكانت تثيره من همهمات ،مصحوبة بكركرات شيطانية،  تدربوا عليها منذ فقه القول السنتهم، وفكوا مغاليق  اعتقاداتهم  الموروثة ،ليكتشوا إن لاشيء يلوث الامل ،سوى انهار الاكاذيب التي تسقي العقول بآسنتها كلما سنحت الفرصة  ،صاح ( رشيد فاضل)العائد للتو   من دورب مدن  ماعرف احداً عنها شيئا ، تضيء مساءاتها ضحكات النسوة  واغاني المارة غير الابهين بانهدار اوقاتهم ومضيها الى غياهب النسيان عاد ،محملاً بالاسئلة،والهموم/— قل لي ايها العزيز هل كانت الجنة التي سكنها جدنا آدم وصاحبة التفاحة حواءه ..مسكونة بحور العين والملائكة والشياطين...لم كانت التفاحة خطيئة دون انهار الخمر او ثمار اشد هتكاً بالروح ونواياها؟!

    تضطرب الالسن بخوف  يوهم،أن صاعقة تحملها شياطين الفتنة،على اجنحة من نار السعير، ستضرب حدود الاملين بخلاص غير خلاص الحظات المنتظرة، منذ ذاك القربان الذي ماكان ليحدث لولا طمع ملأ النفوس!!

    يقول الجالس بهيبة،ملك ومسوح كاهن—-لاترمي بالغيب يابن ديار الكفر..؟

    — الاسئلة  حاجة معرفة..لاعنوان كفر؟

    —من علمك هذا.. السؤال حرمة تهتك مالايحق لنا معرفته؟!!

    — وكيف نحدد العارف من المعرف...مالعلة في ان اجوع أنا وينال غيري ما يشتهي..مالعلة في ان يأخذ غيري كل مايرغب فيه واظل أنا اراقب هتك الارواح وعذاب النفوس..مالعلة في هذا؟!!

    —ديار الكفر علمتك مالايجب..؟!!

    تململت النفوس المراقبة من بعيد مكانها،متمنية لو أنها  تمكنت من محو كل تلك المدونات المليئة بالزور والبهتان، مدونات  اوقفت مساعي العقول،عند ا

     

    حتياجاتها الساذجة، وعلمتها ادمان الانتظار، قال ( حميد نعمة)متسائلاً،بعد ان رمى آهات اسىً وحسرات وجع تشبه لهب تنور مسجور— من يقف وراء ماحدث؟!!

    التفت الجمع الحائر،مراقباً وجه حميد ، المبتسم بمودة،هز القاعد عند صدر الديوان،رأسه،لمرات، محاولاً قراءة ما يجب أن تكون عليه الإجابة،التي اوقعته في دوائر القلق والارتباك،بصوت تعمده حزيناً بارد الحكمة،محايد المقصد،سأل.—- اعوذ بمن اتمنى أن اعوذ به ...مالذي حدث وما عرفناه؟!!

    — الموت الذي يسكن البيوت والطرقات من يقف وراءه..؟!!

    صفن الديوان وكأن طير وقف فوق رؤوس الجميع،انحنت هاماتهم،وغدت اصابعهم تنبش الأرض وكأنها تحفر قبوراً صغيرة،لم يستطع الجالس عند صدر الديوان،إعلان اجابته،فما تعود اطلاق معارفة،الخفية،مادامت لاتتفق ومعارف الكهنة ومرادهم،ظل يبحلق في الوجوه،مستنجداً، لكن(رشيد فاضل) أجهز على ما تبقى منه،وقف مثل قصبة مردي،ملوحاً بكلتا يديه،صائحاً....—أما شبعتم من الاكاذيب... أما ارتوت بطونكم من دمائنا..؟!!

    لم ينتظر الصائح جواباً،اشار بطرف اصبعه ،اشارة خفية ،اسهمت في وقوف الجالسين عند طرف الديوان القصي،مصحوبين بهمهمات ،تعالت رويداً،— الرب الذي نريده لايحزن من اجل الفقراء بل يمنحهم مايرغبون من حياة تعلمهم معنى انسانيتهم!!

    —٢—

    البحث عن اله عادل،يحمي مصالح الحفاة ،غير القادرين على فهم ،لماذا يتحتم عليهم قبول كل موبقات الدهر وفواجعه..؟!!

    وما دخل الاله ،بحروب تأكل اخضر الارض ويابسها،وتدمي قلوب الامهات،من أجل ثبات الحاكم وديمومة عرشه؟

    لماذا نقتل..تأخذنا مشانق قواطع الاعدام، نعيش تيهاً لا احد يعرف متى ينتهي وكيف؟

    لماذا..يصمت الاله..

    لما....ذا؟!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ملكوت العسس!! مرآى بقلم : الروائى :شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top