مَـمْـلَـــــ(النُّــبْــلِ)ـــــكَـــةُ
..................................
إِنسَانَـةٌ تَكتَسِي بَينَ الوَرَى حُلَلَا
نَزهُو بِهَا كُلَّمَا نَستَحضِرُ النُّبَلَا
مَلِيكَةٌ فَوقَ عَرشِ النُّورِ مَجلِسُها
على سَنَا بَرقِها نَستَلهِمُ الأَمَلا
إِذَا اقتَفَى نَاسِكُ العُبَّادِ سِيرَتَها
يَعيَا ولَن يَبلُغَ الأَكفَا لَهَا مَثَلَا
تَسمُو بِأخلاقِها الفُضلَى مُتَوَّجَةً
بِالشَّمسِ مُزدَانَةً ولَّادَة الفُضَلَا
كَنَخلَةٍ طَابَ مَنشَاها وطِينَتها
وجِذعها يَرتَدَى بِالسُّندُسِ الظُّلَلَا
تَهُزُّهُا مَريَمُ العَذرَاء طَاهِرَةً
تُسَاقِطُ الرُّطَبَ الأَجنَى لها أُكُلَا
فَأَصلُها ثَابِتٌ والفَرعُ يَسمُقُهُ
نَحوَ السَّمَاءِ شُمُوخَاً يَرتَقِيهِ عُلَاً
تَجُودُ بالعُمرِ إِيمَانَاً بِمَبدَئِها
تَوقَاً إِلى عِقدِ دُرٍّ يَأسِرُ المُقَلَا
تُهدِيهِ للأرض مَنثُوراً على بُسُطٍ
جَمِيلَةٍ لاتَرَى في بحرها جَدَلا
تُؤَرِّجُ الحَقلَ بالعُودِ الصَّرِيفِ على
تَنَفُّسِ الصُّبحِ حَتَّى يَزدَهي جذلَا
في كُلِّ بَيتٍ تُجُودُ الباسِقاتُ بِما
في كَفِّها لَم يَخُط قَامُوسُها البُخَلَا
َلاتُمسِكُ الأُمُّ عن فلذاتِ أكبدها
حُبَّاً فَأَنَّى يُوَارِي ثَغرُها القُبَلَا؟!
فَالسُّحبُ تَزدَانُ بالغَيثِ الَّذِي حَمَلَت
ورُوحُها تَنتَشِي فَضلَاً إِذَا انهَمَلَا
ولَيسَ يَحيَا بِلَا حَوَّاء آدَمُها
ولَا تَفُوحُ إِذَا مَاضَوَّعَت رَجُلَا
طَلعُ النَّدَي في متَاعِ الوَردِ مَسكَنُهُ
وقَطرُهُ مِن رَحِيقٍ يَمزُجُ العَسَلا
مَعِينُها رَحمَةٌ لِلخَلقِ أَجمعِهِم
غبراؤُهم تَستَقِي من عَطفِها قُلَلَا
في الأَرضِ جَنَّتُنا الدُّنيا وزينتُها
وتَحتَ أَقدَامِها فلنُدركِ الخَلَلَا
أَوصَى بِها اللَّهُ فاستَوصُوا بِها عَمَلَاً
لَاقَولَ مَهوَى فُؤَادٍ يَحتَسِي غَزَلَا
وَبَالقَوَارِيرِ رِفقَاً كَيفَ تَهضِمُها
إِنْ كُنتَ يَاصَاحِ مِمَّن يَتْبَع الرُّسُلَا
فالكَيِّسُ المُؤمِنُ الإنسانُ يُكرِمُها
وَمَن يُهِينُ النِّسَا لَايَرتَدِي خَجَلَا
..................................
14/أكتوبر/2020م
0 comments:
إرسال تعليق