• اخر الاخبار

    الجمعة، 18 فبراير 2022

    كيفية تأهيل الطفل المعاق مع الطفل السليم في المجتمع

     


    دراسة وبحث :الدكتور عادل عامر  

    الفصل الأول : - تمهيد  

    الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع تتضح فيها كافة أشكال وعناصر المجتمع، وهي المؤثر الأول والأساسي في حياة الطفل، وبمساعدتها يمكن للطفل تقبل إعاقته وتجاوزها وتحقيق النجاح في مجتمعه مثله مثل باقي الأطفال. وتمر الأسر التي ولد فيها طفل معاق بمراحل وأزمات مهما كانت درجة وعيهم وتقبلهم مما يؤثر على أنماط العلاقات الأسرية وعلى حياة الطفل داخل الأسرة.  

    سنتناول في الدراسة الحالية تعريف الأسرة وأهميتها، ثم سنتطرق إلى ما تتعرض له الأسرة التي يولد بها طفل معاق وكيفية إدارة هذه الضغوط (من التجارب العملية والدراسات السابقة) للوصول بالطفل المعاق إلى مرحلة التكيف والتواؤم مع مجتمعه وتأدية دوره.  

    ثالثًا: تأثير العلاقات الأسرية على الطفل المعاق علاقة الطفل بوالدته:  

    يعتمد نمو الطفل وتكيفه وتغلبه على إعاقته على أول ما تقع عينيه عليه وهي (أمه) حيث تنشأ بينهما علاقة أحادية يتعلق فيها بوالدته، وتكون والدته السند والمعين له بعد المولى عز وجل لتكيفه مع أعاقته والتدريب على تجاوزها.  

    علاقة الطفل بالوالدين:  

    الوالدان هما كل حياة طفلهما وهما اللذان يضبطان كافة علاقات الأسرة ومن ثم فإن تقبل الوالدان للطفل ومساعدته في التدريب على التغلب على إعاقته وتقبل إخوته له يساهمان في تكيف الطفل وتدربه على الحياة الطبيعية لتجاوز الإعاقة.  

    علاقة الطفل بإخوته:  

    أثبتت الدراسات أن إخوة الطفل المعاق يكونون أكثر ضبطًا لسلوكهم وانفعالاتهم مقارنة بغيرهم من الإخوة بالأسر التي لا يوجد فيها طفل معاق، وهو ما يبرز دور إخوة الطفل المعاق في حياته 

    رابعًا: أثر الإعاقة على الأسرة  

    تتأثر الأسر التي يولد فيها طفل معاق وتمر بعدة مراحل سنتناولها فيما بعد. وقد بينت الدراسات أن هناك نوعان من الآثار (الإيجابية والسلبية)، ففي حين يسبب ضيق الموارد المالية والمتطلبات اللوجستية والطلبات الجسدية في إرهاق الأسرة والضغط عليها، على الجانب الآخر أظهرت الدراسات أن الأسر التي لديها أطفال معاقون يزداد وعي أفرادها بقوتهم الداخلية، ويعزز التماسك الأسري، ويشجع التواصل مع المجتمع من ناحية أخرى  

    خامسًا: المراحل التي تمر بها أسرة الطفل المعاق  

    حددت الدراسات المراحل التي تمر بها الأسرة التي يولد بها طفل معاق طبقًا للخطوات التالية:  

    مراحل استقبال خبر وجود إعاقة عند الطفل في الأسرة:  

    مرحلة الصدمة  

    مرحلة الإنكار والتشكيك  

    مرحلة الحزن والأسى  

    مرحلة الانفعالات العنيفة والغضب  

    مرحلة الشعور بالذنب  

    الشعور بالاكتئاب  

    مرحلة التكيف وقبول الأمر الواقع  

    وبالطبع فتلك المراحل ليست ثابتة، بل يمكن أن تتخطاها بعض الأسر أو لا تكون بنفس الترتيب وذلك يعتمد على خبرة الأسرة وثقافتها وقربها من الأسر الأخرى الموجود لديها أفراد من ذوي الإعاقة.  

    سادسًا: دور الأسرة في حياة الطفل المعاق  

    للأسرة عدة أدوار في حياة طفلها المعاق بدءًا من الميلاد مرورًا بالنمو بما يتضمنه من تعليم وتدريب وانتهاءً بالمساعدة في الاختيار السليم لمهنة المستقبل التي تتواكب مع قدراته وإعاقته وتأهيله للاعتماد على ذاته في حدود قدراته، ونتناول تلك المراحل في السطور التالية:  

    1- تقبل الطفل المعاق وتأهيل أفراد الأسرة للتعامل معه:  

    يعتبر هذا الدور من أهم أدوار الأسرة في حياة طفلها المعاق ويترتب عليه مستقبل الطفل المعاق، حيث أن تقبل الأسرة لطفلها المعاق وتهيئة إخوته للتعامل معه وتقديم الرعاية والتدريب والعون له من أهم قواعد النجاح في تأهيل الطفل المعاق.  

    2- رعاية وتدريب الطفل المعاق:  

    يقع على عاتق أسرة الطفل المعاق الدور الكبير في تدريب وتعليم الطفل. حتى لو قُدم له الدعم والرعاية في مؤسسة متخصصة فإن تعاون الأسرة مع المركز أو المدرسة يؤتي بثمار جيدة في تعليم الطالب، وقد كانت قصص نجاح المشاهير من ذوي الإعاقة مرتبطة بدعم أسرهم.  

    3- تهيئة الشخص المعاق للتكيف مع مجتمعه:  

    تتكفل غالبية أسر الأشخاص من ذوي الإعاقة بتدبير أمور مستقبل أطفالها سواء من حيث التعليم، أو التدريب، أو التأهيل للعمل، أو الزواج وهي كلها أمور تتكفل بتدبيرها وتهيئتها غالبية أسر المعاقين؛ ليضعوهم على الطريق السليم ليتكيفوا في حياتهم ويعتمدوا على أنفسهم بقدر الإمكان وفق قدراتهم واتجاهاتهم وميولاتهم.  

     

    التوصيات:  

    أهمية توعية الأسرة (الزوجان) قبل الزواج بالأسباب الوراثية والبيئية للإعاقة؛ للتقليل من أسباب حدوث الإعاقة لأبنائهم.  

    توعية المجتمع بما تتحمله أسر الأشخاص ذوي الإعاقة من ضغوط، وتقبل المجتمع لما قد يبدر من أشخاص أسر ذوي الإعاقة نتيجة الضغوط عليهم.  

    توفير التسهيلات والرعاية والامتيازات للمعاقين وأسرهم بما ييسر أمورهم ويخفف الضغوط عن أسرهم.  

    تدريب المؤسسات التعليمية بسبل التواصل الفعال مع أسر المعاقين وتدريب تلك الأسر على كيفية تأهيل وتدريب أبنائها.  

    تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الأسر ومراكز التدريب والتأهيل بما يحقق الحد الأقصى من تكيفهم مع مجتمعهم وفق قدراتهم.  

     الفصل الثاني :- تعريف الإعاقة:  

    الإعاقة تعني الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية من قبل الشخص المعاق واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلب تدريبًا أو تأهيلًا خاصا لحسن استخدامها.  

    أنواع الإعاقة:  

    منها: الإعاقة البصرية، الإعاقة السمعية، الإعاقة العقلية، الإعاقة الجسمية والحركية، صعوبات التعلم، اضطرابات النطق والكلام، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، التوحد، الإعاقات المزدوجة والمتعددة، وغيرها من الإعاقات التي تتطلب رعاية خاصة.  

    وتختلف كل إعاقة في شدتها من شخص إلى آخر وكذلك قابليتها للعلاج.  

    ١الإعاقة الحركية:  

    تنقسم الإعاقة الحركية إلى خمسة أنواع هي:  

    أولاً: حالات الشلل الدماغي:  

    وهي عبارة عن عجز في الجهاز العصبي بمنطقة الدماغ، وينتج عنه شلل يصيب إما الأطراف الأربعة جميعها أو الأطراف السفلية فقط، أو يصيب جانبًا واحدًا من الجسم، سواء الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر، وهذا الشلل ينتج عنه فقدان القدرة على التحكم في الحركات الإرادية المختلفة.  

     

    ثانيًا: مرض ضمور العضلات التدهوري:  

    مرض وراثي يبدأ بإصابة العضلات الإرادية في الأطراف الأربعة للمريض، ثم يتحول فيصيب بقية العضلات اللا إرادية.  

    ثالثًا: حالات انشطار أو حدوث شق في فقرات العمود الفقري:  

    تصاب الخلايا الحيوية في النخاع ألشوكي إصابة بليغة عندما تخرج أجزاء منها وتتعطل وظائفها الأساسية كلياً أو جزئياً.  

    رابعًاً: التشوهات الخلقية المختلفة:  

    وهي عبارة عن تشوهات خلقية مختلفة تحدث لأسباب وراثية أو لأسباب غير وراثية، وتكون أثناء الحمل غير الطبيعي، وتصيب المفاصل أو العظام، وتظهر هذه التشوهات إما في صورة نقص في نمو الأطراف، أو اعوجاج غريب في العظام.  

    خامسًاً: حالات أخرى ذات تشخيصات مختلفة:  

    عبارة عن حالات مختلفة هي كالتالي: (شلل أطفال، هشاشة عظام، اختلال في الغدد الصماء، أمراض نخاع شوكي، أمرض أعصاب طرفية مزمنة، أمراض مزمنة أخرى تصيب الأوعية الدموية.  

    ٢.  الإعاقة العقلية:  

    تعرف الإعاقة الذهنية بأنها حالة من توقف النمو الذهني أو عدم اكتماله، ويتميز بشكل خاص باختلال في المهارات، ويظهر أثناء دورة النماء، ويؤثر في المستوى العام للذكاء، أي القدرات المعرفية، واللغوية الحركية، والاجتماعية، وقد يحدث التخلف مع أو بدون اضطراب نفسي أو جسمي آخر.  

    ومن أشهرها متلازمة داون، وهي اضطراب خلقي ينتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم، وتزيد النسبة مع زيادة عمر الأم.  

    ٣الإعاقة البصرية:  

    تراوح الإعاقة البصرية بين العمى الكلي والجزئي، وعلى هذا الأساس يوجد نوعان من الإعاقة البصرية:  

    المكفوفون (المصابون بالعمى)، وهؤلاء تتطلب حالتهم البصرية استخدام طريقة برايل.  

    ضعاف البصر، وهم يستطيعون الرؤية من خلال المعينات البصرية.  

    ٤الإعاقة السمعية:  

    الإعاقة السمعية هي مصطلح عام يغطي مدى واسعًا من درجات فقدان السمع يراوح بين الصمم، والفقدان الشديد، والفقدان الخفيف، وقد تكون علاماتها ظاهرة، وقد تكون مخفية، ما يؤدي إلى مشكلات في حياة الطفل دون معرفة المسبب لها مثل: الفشل الدراسي، وقد يوصف الطفل بالغباء لعدم تفاعله مع الآخرين، وعادة ما يكون مصاحبًا للعديد من الإعاقات، مثل: (متلازمة داون، الشلل الدماغي، الإعاقة الفكرية، التوحد، اضطراب فرط الحركة، وقلة النشاط، وشق الحنك، والشفة الأرنبية  

    الأسباب المؤدية إلى الإعاقة:  

    الاضطرابات الجينية، إما بسبب وجود جينات مورثة من أحد الأبوين أو بسبب مؤثر خارجي.  

    بعض الأمراض التي تصيب الأم أو الحوادث أثناء الحمل أو الولادة.  

    الإصابة بمضاعفات بعض الأمراض نتيجة إهمال العلاج وعدم السيطرة على المرض، مثل:  

    الأمراض المتعلقة بالعضلات والتهابات المفاصل.  

    أمراض القلب والسكتة الدماغية.  

    السرطان.  

    السكري.  

    أمراض الجهاز العصبي.  

    إعاقة مكتسبة ناجمة عن إصابة عمل أو حوادث.  

    التقدم في العمر.  

    أسباب غير معروفة.  

     الوقاية من الإصابة:  

    يمكن منع الإصابة ببعض أنواع الإعاقات الناتجة عن الأمراض المزمنة بالسيطرة على تلك الأمراض ومنع المضاعفات، وذلك عن طريق:  

    اتباع أسلوب حياة صحية، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي.  

    المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص للسيطرة على المرض.  

    الحرص على الانتظام في تناول الأدوية الخاصة بالمرض.  

    التأهيل الاجتماعي لذوي الإعاقة:  

    إعداد الأفراد ذوي الإعاقة للتكيف والتفاعل الإيجابي مع المجتمع ومتطلبات الحياة العامة، من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة الاجتماعية، وإيجاد فرص العمل الجيدة التي يحتاجونها كغيرهم تمامًا.  

    التعايش مع ذوي الإعاقة ورعايتهم:  

    ينبغي على المخالطين للأشخاص ذوي الإعاقة السعي إلى توفير بيئة صحية آمنة قدر الإمكان، ومن النقاط الأساسية التي ينصح بالاهتمام بها:  

    توفير الرعاية اليومية للشخص كالنظافة الشخصية، وتناول الطعام، وغيرها، مع تدريبه على القيام ببعض الأساسيات إن أمكن.  

    توفير وسائل مبتكرة لقيام الشخص باحتياجاته اليومية بسهولة وأمان دون التعرض للإصابات.  

    الحرص على الاهتمام بجانب السلامة والأمان في البيئة المحيطة بالشخص كتزويد المكان بممرات، خصوصًا لإرشاده وتسهيل تنقلاته مثلاً.  

    الاهتمام بالجانب الاجتماعي والنفسي، حيث يمكن تحسين هذا الجانب عن طريق تنظيم زيارات أو رحلات دورية للترويح عنه.  

    ممارسة الأنشطة الخارجية والهوايات، والاشتراك ببعض النوادي، ما يسهم في تحسين الحالة النفسية والبدنية لذوي الإعاقة.  

    الحرص على مشاركة ذوي الإعاقة في الأعمال اليومية والأنشطة التي تقوم بها الأسرة لتقوية جانب الثقة بالنفس، وزيادة المهارات لديه.  

    الحرص على الاهتمام بجانب التعليم، وتطوير المهارات الذهنية لدى الشخص؛ بتوفير وسائل تعليمية حديثة تسهل عليه تلقي المعلومات.  

    الاهتمام بالتغذية المتوازنة لذوي الإعاقة؛ لمنع تعرضهم لمشكلات سوء التغذية كفقر الدم، أو النحافة، أو زيادة الوزن المفرطة، أو الإصابة بالأمراض نتيجة نقص المناعة.  

     العلاج:  

    تعتمد الرعاية الصحية (كالعلاج بالأدوية، أو العلاج الطبيعي، وغيرها) لذوي الإعاقة على نوع الإصابة لديهم؛ لكن ينصح بالحرص على المراجعة الدورية للطبيب لمتابعة العلاج وأخذ اللقاحات اللازمة لتجنب إصابته بالأمراض المعدية.  

    أهم الحقائق الرئيسة عن الإعاقة والعجز في العالم:  

    يوجد أكثر من بليون مريض يعانون من شكل من أشكال الإعاقة أو العجز، وهذا يُمثل 15% من عدد السكان في العالم. تزداد حالات العجز والإعاقة في العالم؛ وذلك نتيجة التقدم في العمر أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة وتأثير تبعات المرض ومضاعفاته.يزيد عدد المصابين بالعجز أو الإعاقة لدى ذوي الدخل المنخفض. نصف الأشخاص المصابين بالعجز أو الإعاقة لا يحصلون على رعاية طبية جيدة.  

     الأطفال المعاقون أقل حظًا في الالتحاق بمقاعد الدراسة، مقارنة بالأطفال الأصحاء، وبالتالي أقل فرصة في الحصول على وظيفة.  

    يعاني المعاقون من ظروف حياتية صعبة تتمثّل في سوء التغذية، والإسكان، والصرف الصحي.  

    هناك نقص في مراكز التأهيل الخاصة بالمعاقين، وشُح في توافر الأجهزة المساعدة التي يحتاج إليها المعاق كالكراسي المتحركة والأطراف الصناعية وأجهزة السمع.  

    يستطيع المعاق أن يشارك في دفع عجلة التنمية في المجتمع، وأن يُصبح له دوره الفعال.  

     تغذية المعاق:  

    تقييم الحالة الغذائية وتقدير احتياجات المعاق الفعلية من العناصر الغذائية والطاقة.  

    المساعدة في تحسين صحته وزيادة مناعته ومقاومته للأمراض.  

    الوقاية المبكرة من مشاكل سوء التغذية كفقر الدم، السمنة أو النحافة.  

    تعويض نقص بعض العناصر الغذائية التي يتسبب بها تناول بعض الأدوية لوقت طويل، أو المشاكل الأخرى كالإمساك والقيء.  

    تطوير المهارات اليدوية الحركية؛ وذلك بتدريب المعاق على الأكل بنفسه.  

    تطوير السلوك لدى الطفل المعاق وتقوية ارتباطه بالمجتمع من حوله.  

     العوامل المؤثرة في تغذية المعاق:  

    تؤثر المشاكل والتشوهات الجسدية كالحركة الفموية ومشاكل إطباق الفكين وعدم القدرة على البلع أو المضغ، وقصور الجهاز الهضمي في تغذية المعاق.هناك بعض الأدوية التي تثبط الشهية أو تزيد منها، ومنها أيضًا ما يقلل امتصاص العناصر الغذائية كالحديد، أو يسبب مشاكل صحية أخرى كالقيء والإمساك والحساسية للمعاق.عزل المعاق عن المحيطين وجهل الوالدين أو عدم تواجد الأم بالقرب من الطفل المعاق يؤثر سلبًا على تغذية ونفسية المعاق.  

    صعوبة التنبؤ بتطور الطفل المعاق ونموه، تجعل تقدير احتياجاته الغذائية أمرًا صعبًا.  

    احتياجات المعاق من العناصر الغذائية هي نفسها احتياجات الشخص السليم؛ فلا توجد تغذية خاصة أو محددة له، إنما تقل أو تزيد حاجته من كل عنصر غذائي تبعًا لحالته الصحية ودرجة إصابته بالإعاقة ومستوى تطوره.المقارنة بين الطفل الطبيعي والطفل المعاق من حيث النمو والتطور وتقدير الحالة الغذائية والصحية تكون على أساس الطول وليس العمر. يتم التعامل مع كل معاق على أساس فردي، فكلٌّ له حالته التي تختلف عن الآخر من نفس الفئة والعمر. يجب الأخذ بالاعتبار أن تطور الطفل المعاق ونموه واستجابته أبطأ وأقل من الشخص السليم.  

     

    أهمية مشاركة المعاقين في التنمية:  

     يواجه المعاقون العديد من التحديات في مجتمعاتهم، حيث لا تزال تلك الفئة مهمشة إلى حد كبير، وغالبًا ما يتعرضون لمشاكل أساسية ومعقدة، منها الفقر والبطالة عن العمل، وعدم القدرة على حل المشكلات الصحية؛ ما يؤدي إلى معدلات أعلى من الوفيات، وعلاوة على ذلك تستبعد هذه الفئة إلى حد كبير من المشاركة في مشاريع التنمية في مجتمعاتهم، سواء المدنية والسياسية.  

    تجارب المشاركة:  

    تبين التجربة أنه عندما يتم تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة والقيادة العملية في مشاريع التنمية فإن الفائدة تعم المجتمع بأكمله، ومشاركتهم  تحقق فرصًا للجميع، بمن في ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة ومجتمعاتهم المحلية، في الجهود التنموية المهمة؛ للمضي قدمًا في جدول أعمال التنمية؛ ومن ثم لا بد من دمج المعوقين في التنمية كاستراتيجية لتحقيق المساواة للأشخاص ذوي الإعاقة.  

     وتهدف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومعاهدات حقوق الإنسان، إلى تعزيز الجهود الرامية إلى ضمان دمج المعوقين في جميع جوانب جهود التنمية وتوفير فرصة لتعزيز السياسات التنموية ذات الصلة في تنفيذ الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، مثل الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، وبالتالي الإسهام في تحقيق "مجتمع للجميع" في القرن الحادي والعشرين.  

    أقرت أنظمة الدولة حقوقًا شاملة لهذه الشريحة من المجتمع، ووفرت الوسائل التي تدعمهم لنيل حقوقهم؛ لتكفل لهم العيش الكريم والقدرة على الاندماج في كافة قطاعات المجتمع من خلال تأهيلهم ورعايتهم صحيًّا، وسهلت لهم جميع الوسائل التي تمكّنهم من العيش مع أسرهم، كما قدمت الإعانات المجانية والتسهيلات التي تراعي احتياجاتهم وأعطت لهم الأولوية في كافة القطاعات الحكومية على غيرهم من الأسوياء.  

    ما هي المجالات الخاصة بالإعاقة وإعادة التأهيل التي يمكن للمعاقين الإسهام فيها؟  

    التوعية: يمكن للمعاقين رفع مستوى الوعي في المجتمع عن حقوقهم واحتياجاتهم وإمكاناتهم وإسهاماتهم.  

    العناية الطبية، حيث يتعين على الدول ضمان فرص عمل في مجال الرعاية الطبية للمعوقين، أو المشاركة في وضع الاستراتيجيات المناسبة لهم.  

    إعادة التأهيل حيث يمكن لهم المشاركة في مجالات توفير خدمات إعادة التأهيل للمعوقين؛ من أجل دفعهم للوصول والحفاظ على مستوى أمثل في استقلالهم وأدائها.  

    معوقات تحول دون حصول المعاقين على حقوقهم:  

    تستمر معاناة الكثير من المعاقين من التهميش، وهذا يعود في غالب الأحيان لأسباب اجتماعية، أهمها عدم وعي أفراد أسرة المعاق وعيًا كاملًا بحقوقه، ولاسيما الصحية منها؛ وذلك لأسباب متعددة، منها عدم الفهم لطبيعة الإعاقة والخوف من التعامل معها أو الخجل من ظهورهم في المجتمع أو الفقر أو بُعد مكانهم، وكذلك قلة إدراكهم لكيفية التعامل مع هذه الحالة والجهل بالدور المحدد للمنشآت الصحية 

    تبعات عدم مشاركة المعاقين في الخطط التنموية:  

    حرمانهم من المشاركة يزيد من درجة وحِدة الإعاقة.  

    تحويل المعاق إلى عضو مهمش في المجتمع وغير فعال يؤدي إلى تدهور حالته.  

    تهميش المعاق يسبب العدائية أو الانطوائية.  

    يعتبر المعاق هو الشخص الأدري باحتياجاته، وعدم مشاركته تعوق خطط الوقاية والعلاج من الأمراض المتعلقة بالإعاقة.  

    زيادة مستوى البطالة والفقر.  

    ما المقصود بتيسير استعمال الوسائل الإلكترونية للمعاقين؟  

    لقد أصبح استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال جزءًا أساسيا من الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لكثير من الناس؛ لذلك لابد من إتاحة إمكانية استخدام المواقع الإلكترونية للجميع، وأن يتسنى للمعوّقين الحصول، كغيرهم، على المعلومات.  

    والمقصود من تيسير استعمال الوسائل الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، مثل الإنترنت، من قبل المعوقين: أنه يجب تصميم المواقع الإلكترونية بطريقة تمكن مستخدميها المعوقين من الحصول على المعلومات الواردة فيها. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:  

    لا بد لتيسير الأمور على المكفوفين من إدراج برامج تمكن من تفسير محتويات المواقع الإلكترونية، من خلال قراءة صوتية للنصوص الواردة فيها، وشرح أية صور تتضمنها تلك المواقع.  

     لا بد، لتيسير الأمور على من يعانون ضعف البصر من إتاحة إمكانية تعديل حجم الحروف وتغيير الألوان إلى حد كبير.  

    لا بد لتيسير الأمور على الصم أو من يعانون من ثقل السمع من إرفاق المحتويات الصوتية بنُسخ نصية. كما يمكن، عن طريق بث شريط فيديو بلغة الإشارة، المساعدة في تحسين إتاحة المحتوى لتلك الفئة.  

    لماذا تُعد اتفاقية حقوق المعوقين من الاتفاقيات المهمة؟  

    كثيرًا ما يُحرم المعوقون من فرص العمل والدراسة والمشاركة الكاملة في المجتمع، مما يضر بتفجير طاقاتهم وبعافيتهم، وتعتبر اتفاقية حقوق المعوقين من الاتفاقيات المهمة في هذا الشأن؛ لأنها أداة تضمن استفادة تلك الفئة من الحقوق والفرص نفسها التي تستفيد منها كل الفئات الأخرى، حيث يوجد ما يقارب البليون من المعوقين في جميع أنحاء العالم، وهي أشد الفئات فقرًا وتعرضًا للتمييز.  

    والاتفاقية المذكورة هي إحدى معاهدات حقوق الإنسان التي صممها ممثلو الأسرة الدولية، بمن فيهم المعوقون والمسؤولون الحكوميون وممثلو المنظمات غير الحكومية وغيرهم، بغرض تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المعوقين والطريقة التي يعاملونهم بها في مجتمعاتهموتحث الاتفاقية الناس في جميع أنحاء العالم على فهم الإعاقة واعتبارها إحدى قضايا حقوق الإنسان، بدلًا من اعتبارها مجرد مسألة طبية أو من قبيل صنع المعروف أو الاتكال على الغير. وهي تغطي مجالات عديدة يمكن أن تظهر فيها العقبات، مثل الدخول إلى المباني واستخدام الطرقات ووسائل النقل، والحصول على المعلومات من خلال البلاغات المكتوبة والإلكترونية. كما ترمي إلى الحد من أشكال التمييز، التي تقف، غالبًا، وراء حرمان المعوّقين من فرص التعليم والعمل والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات 

    وهناك الآن، ولأول مرة، صك دولي ملزم قانونًا؛ لضمان قيام الدول التي صادقت على المعاهدة بتعزيز حقوق المعوقين وحمايتها، إضافة إلى سعي تلك الدول إلى وضع تشريعاتها الوطنية الخاصة في مجال الحقوق المدنية من أجل تحسين حياة المعوقين 

    كيف نساعد الطفل المعاق ... ؟؟  

    لا شيء أقسى على الوالدين من أن يرزقا بطفل معاق أو طفلة معاقة، فمجيء طفل معاق إلى الأسرة، خصوصاً إذا كانت الإعاقة ظاهرة في الشهور الأولى، فإنها تعني فشل مشروع اسري، وانهيار حلم ظل يراود الأبوين لعدة شهور، وهو أن يرزقا طفلا سليما، فوجود هذه الحالة في البيت – أياً كان نوع الإعاقة – يؤثر في كل فرد من أفراد الأسرة وفي حياتها، خاصة الأم في ظل غياب أي شكل من أشكال المساعدة المعنوية والمادية، في أغلب البلدان العربية.  

    تغطي سحب الحزن والألم الوالدين اللذين يرزقان بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كثيراً من أولئك الذين تلفهم وشائج الإيمان، وتحميهم الإرادة القوية، لا يهزمهم هذا الحزن، بل يدفعهم الأمل والقوة لتحقيق أعلى الأهداف، ولهم وسائلهم الخاصة، ومعرفتهم وخبرتهم الجيدة  

    إدماج الطفل المعاق في الحياة يبدأ من داخل الأسرة — وبإدماج الأم أولاً، و للوالدين دوراً كبيراً في تنمية وتعديل سلوك الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الدور يتطلب من الوالدين معرفة جميع المعلومات المتوفرة عن إعاقة ابنهم وسبل العلاج والتكيف والتعامل مع الحياة، التعامل مع الأخوة في المنزل ومع الأطفال الآخرين والأصدقاء، والتعاون مع الطرف الأهم سواء كانت المدرسة أو الأخصائي المعالج.  

    الأم —- حاملة الأسية  

    أن الأم تتحمل العبء الأكبر في تربية الطفل المعاق، لكونها أما في المقام الأول، ولأنه يتكون لديها شعور باطني بأنها لم تستطع إن تمنح هذا لطفل الذي حملته بين أحشائها حياة طبيعية، وهذا الشعور يسبب لها إحساسا بالذنب لا يفارقها، هذا الشعور بالذنب كثيرا ما يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الأم وطفلها، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع، بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الأم على المستوى العملي، إلا أنها تبقى غير كافية أو مجدية، إذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي، فوجود تلك المسافة أو الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الأم وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل.  

    صحيح أن الأب قد يشعر بنفس الإحساس لكن بدرجة اقل، لان علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموما، تبدأ في مرحلة متأخرة، إي بعدما يكبر الطفل، الأمر الذي يترك الأم وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق. ولتدارك هذا الخطأ المتكرر الحدوث في مجتمعنا، فإن العلاج الحقيقي يبدأ بالاهتمام والعناية بالأسرة ككل وليس الطفل ذي الاحتياجات الخاصة كحالة فردية، وبالتحديد على مساعدة الأم على تجاوز حالة الاكتئاب والإحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب  

    ما هي الحاجات الأساسية التي على الوالدين معرفتها ؟  

    والدي الأطفال ذوي الاحتياجات لخاصة لديهم أمور أساسية لابد لهم من معرفتها من أجل مساعدة أفضل لأطفالهم وهي:  

    ما هي طبيعة مشكلة طفلي؟  

    إن الوالدين بحاجة إلى تفسير واضح وكامل للمشكلة التي يعاني منها طفلهم، وهما ليسا بحاجة إلى تشخيص عام فحسب، ولكنهما بحاجة إلى أن يعرفا أوضاع الأطفال الذين يعانون من المشكلة ذاتها والخدمات التي تقدم لهم وفاعليتها.  

    ما هو سبب مشكلة طفلي ؟  

    يولي والدا الطفل ذي الاحتياجات الخاصة أسباب الإعاقة اهتماماً كبيراً.. أنهما بحاجة إلى أن يعرفا إذا كانت الإعاقة تعود إلى عوامل تتصل يهما أو بعوامل جينية أو بيئية محددة.  

    ما هي الخدمات التشخيصية المتوفرة ؟  

    يبدي الوالدان أيضاً قدراً كبيراً من الاهتمام بتشخيص إعاقة الطفل، وبالجهات أو الأشخاص الذين يقومون بعملية التشخيص، وبالأساليب والأدوات التي يستخدمونها، وبالتكلفة المالية لذلك كله.  

    ماذا أتوقع من طفلي ؟  

    إن الوالدين لا يهتمان بالوضع الحالي للطفل فقط، ولكنهما يودان معرفة ما يخبؤه المستقبل فيما يتعلق بنمو الطفل — معرفياً وحركياً وانفعالياً واجتماعياً، وبالأمور الدراسية والنمو المهني.  

    ما هو البرنامج التربوي الأفضل لطفلي ؟  

    يحرص الوالدان على أن يحصل طفلهم ذو الاحتياجات الخاصة على الخدمات التربوية والعلاجية المناسبة.. أنهما بحاجة إلى أن يعرفا ماذا سيتعلم طفلهم، ومن الذي سيعلمه، وما هي الأساليب والأدوات التي سيتم استخدامها؟  

    كيف أستطيع مساعدة طفلي ؟  

    إن الوالدين أيضاً بحاجة إلى أن يتعرفا ويتعلما الأدوار التي عليهما القيام بها في البيت لمساعدة المدرسة على تحقيق الأهداف المنشودة.  

    كيف ستؤثر مشكلة طفلي على العلاقات الشخصية ؟        

    كذلك فإن الوالدين بحاجة إلى الحصول على معلومات مفيدة فيما يتصل بعلاقتهما بطفلهما ذي الاحتياجات الخاصة وعلاقته هو بالآخرين، أنهما بحاجة إلى أن يعرفا سبل التغلب على المشكلات الاجتماعية والنفسية التي قد تحدث  

    هي أهمية تدريب الوالدين ؟  

    إن تدريب الوالدين يعود بفوائد جمة على الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، وهو أيضاً يعود بفوائد كثيرة على الوالدين والمدرسة، فمن الممكن أن يتعلم الوالدان مبادئ وأساليب تعديل سللها.أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبمقدورهم إحداث تغيرات ذات أهمية في سلوك طفلهما.  

    وإذا كانت المدرسة توظف أساليب معينة لضبط سلوك الطفل وتعديله، وكانت الأسرة تستخدم أساليب أخرى مناقضة، فالطفل لن يعرف قواعد السلوك الشخصي والاجتماعي المناسب وقد لا يمتثل لها .. فمن المعروف أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا ينقلون ما يتعلمونه من مهارات في المدرسة إلى البيت ما لم يكن هناك تواصل فعال بين المعلمين والآباء، وما لم تتوفر فرصة ممارسة السلوك المكتسب وتدعيمه خارج المدرسة.  

    كيف أستطيع المحافظة على علاقة إيجابية مع الفريق العلاجي؟  

    على الوالدين الإدراك بأنهم جزء رئيسي مكمل للفريق العلاجي، فأنت تعرف طفلك أكثر من أي شخص آخر، لذلك لا تتردد في طرح الأسئلة، وما لم تخبر أخصائي الرعاية الصحية بكل ما يقلقك وما تحتاجه من معلومات فلن يعرفوا بذلك أبداً، لك عليك أن تطلب تزويدك بمعلومات خطية ما أمكن ذلك حتى يمكنك مراجعة هذه المعلومات في المنزل، ومن الضروري أن تطلع فريق الرعاية الصحية بشكل مستمر على التغيرات التي تطرأ على صحة طفلك أو على حياتك الأسرية والتي تعتقد أنها من الممكن أن تؤثر على الرعاية الصحية لطفلك.  

    كيف يمكن لطفلي أن يتناول الدواء في المدرسة؟  

    تختلف كل منطقة تعليمية عن الأخرى في سياسة توزيع الدواء، لذلك عليك بالتأكد من فهمك لهذه السياسات قبل تسجيل طفلك في مدرسة معينة، وعلى الطبيب الذي يتولى علاج طفلك إرسال تقرير خطي للمدرسة يوضح فيها الأدوية التي يحتاجها الطفل أثناء الدوام المدرسي، كذلك يمكن الاستعانة بالممرضة المتواجدة في المدرسة – أن وجدت – لإعطاء الطفل دواء، وفي بعض الأحيان يبدي بعض المدرسون استعداداً لإعطاء الطفل دواءه شرط أن يتلقوا إذناً خطياً من والدي الطفل.  

    هل يستطيع طفلي المشاركة في الأنشطة الرياضية بالمدرسة؟  

    تتوفر في كثير من المدارس أنواع مختلفة من دروس التربية البد نية، ومن ضمن هذه الدروس ما يعرف بدروس التربية البد نية التكيفية، والتي تقدمها بعض المدارس حيث يستمتع الأطفال الذين يعانون من عجز جسدي أو من علة صحية أخرى ببعض التدريبات المناسبة، ومن الضروري بمكان أن يكون جميع مدرسي الطفل على معرفة تامة بأي عجز جسدي يعاني منه طفلك، كما عليهم أن يعرفوا ما إذا كان بإمكانه المشاركة الفعلية في الأنشطة المدرسية. إذا كان الطفل لا يستطيع المشاركة في الألعاب الرياضية التي تحتاج قوة ومجهوداً بدنياً كبيراً، فبإمكانه أن يشارك في الألعاب الخفيفة عن طريق تعيينه مسجلاً للأهداف أو مديراً للفريق.  

    كيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع طفلها المعاق حتى تتغلب على بعض الصعوبات ؟  

    ضرورة أن تتعامل الأسرة، خصوصا الأم، مع هذا الطفل بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به.  

    عدم عزله في المنزل، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة.  

    مساهمة الأب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.  

    عدم المبالغة في إشراك الأبناء الآخرين في تحمل مسؤولية الأخ المعاق والاعتناء به، حتى لا يؤثر ذلك سلبا في حالتهم النفسية وفي علاقتهم به.  

    إلى أي حد يجب أن أطلع طفلي على حقيقة مرضه أو إعاقته؟  

    إن من حق طفلك أن يعرف طبيعة المشكلة الصحية التي يعاني منها وذلك بعبارات واضحة ومفهومة، فبالنسبة للأطفال الصغار يجب أن يكون التفسير المقدم بسيطاً دون الخوض في التفاصيل، ولكن مع الأطفال الأكبر سناً فقد يرغبون في معرفة كل شيء يتعلق بحالتهم الصحية، ومن غير اللائق أبداً إعطاء أي طفل معلومات خاطئة، وهذه المعلومات يجب أن لا تضع أي لوم على الطفل أو على أي شخص آخر.  

    يستطيع الوالدين معرفة الكثير من المعلومات التي يعرفها الطفل حول مرضه وذلك عن طريق توجيه بعض الأسئلة إليه من مثل:  

    إن المرض شيء مؤلم وقاس على النفس فعلاً، في اعتقادك لماذا أنت مريض؟  

    أخبرنا الطبيب بأنك مريض بداء البول السكري — هل تعرف ما هو هذا المرض؟  

    وبهذه الطريقة نستطيع أن نعرف حجم المعلومات التي يعرفها الطفل عن حالته الصحية، وبم يشعر تجاه هذه الحالة، وبعض الأطفال قد يجيبون كالآتي:  

    أصبحت مريضاً لأنني لم أرتد سترتي  

    إن الله يعاقبني لأنني كذبت  

    وكثيراً ما يخلط الأطفال بين أشياء من الواقع وأوهام وخيالات الطفولة، وفي هذه الحالة تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تصحيح بعض هذه الأفكار المشوشة والمفزعة، وحريّ بالوالدين أن لا يقصر الأمر على مجرد إعطاء تفسير صادق وصريح لحالة الطفل الصحية، بل يجب أن تكون هناك جلسة نقاش تبين فيها جوانب القوة، والصفات الإيجابية لدى الطفل بحيث تجعله يستخلص الجوانب الإيجابية والمشرقة للحالة التي يعاني منها، ومن الأهمية بمكان أن يعرف الطفل أن جميع الأشخاص لديهم جوانب قوة وجوانب ضعف، وقد يشعر طفلك بالعجز بسبب حالته الصحية، ولكن يجب تشجيعه دوماً لكي يدرك جوانب القوة التي يتميز بها ويتحدث عنها وعن جوانب الضعف على حد سواء.  

    كيف أستطيع تعديل السلوك طفلي ذي الاحتياجات الخاصة ؟  

    دائماً ما يصاب الأطفال بالإحباط وخيبة الأمل عندما لا يجدون أمامهم ضوابط معينة للتحرك، فالحرية الزائدة عن الحد تجعل الطفل يشعر بالخوف وعدم الأمان، كما أن الهدف من التقويم- تعديل السلوك- هو مساعدة الطفل على كيفية التحكم بتصرفاته وسلوكياته، لذلك فإن وضع القيود والضوابط وتطبيقها بحزم وحب في آن واحد من شأنه منح الأمان وإعادة الطمأنينة لأي طفل، ولا يختلف هذا الأمر عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم من الأطفال الأصحاء.  

    فمن السهل إرجاع بعض السلوكيات المعينة كتقلب المزاج وحدة نوبات الغضب والتهرب من أداء الواجبات المدرسية إلى مرض الطفل أو إعاقته، ولكن يمكن القول أن كثيراً من هذه السلوكيات تعتبر طبيعية بالنسبة للأطفال في سنوات معينة وليست ذات صلة بمشكلاتهم الصحية، وإذا كان الوالدين يشعرون بالقلق تجاه هذه السلوكيات، يمكنهم التحدث إلى مدرس الطفل أو إلى الطاقم الصحي العلاجي، كما يجب عليك إبلاغ المحيطين بطفلك في العائلة أو في المدرسة أو حتى في المستشفى بضرورة إتباع سياسة ثابتة في تقويم الطفل،  

     حتى تكون توقعاتهم بالنسبة لسلوكه مماثلة لتوقعاتك، وعندما تقوم بتعديل سلوك طفلك، ساعده لكي يعبر عن مشاعره الخاصة، وأخبره أن التعبير عن المشاعر والأحاسيس أمر مقبول دائماً ولا خلاف عليه، ولكن الخلاف يكمن في تصرفات معينة لا يمكن قبولها، فعلى سبيل المثال يمكن القول: — أعرف أنك غضبان ولكن لا أستطيع السماح لك بضرب أخيك، كذلك عندما يعاقب الأطفال في بعض الأحيان أو يشعرون بالغضب قد يعتريهم بكاء هستيري، أو قد تعتريهم نوبات غضب حادة، فإذا كنت خائفاً من أن يؤدي هذا البكاء إلى الإضرار بصحة طفلك فعليك التحدث مع طبيبك  

    الأخوة وأخيهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟  

    إن عدم التواصل داخل نطاق الأسرة حول إعاقة الطفل قد يسهم في الشعور بالوحدة الذي يشعر بها الأخوة العاديين.. فقد يحسُّ الأخوة أن بعض الموضوعات محرمة، وأن المشاعر السلبية يجب دفنها، وذلك يقود إلى شكل من أشكال الوحدة والانفصال عن الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة قوية.. وأسرار الأسرة أو القواعد غير المعلنة التي تحرّم مناقشة الظروف تختلف عما تبدو عليه، وغالباً ما تتخذ القرارات المتعلقة بالإعاقة دون مناقشات مسبقة أو تفسيرات للأخوة الذين قد يتأثرون ببعض الأفعال المحددة  

    الأطفال يشعرون بالعواطف غير المعلنة بصرف النظر عن الكلمات المستخدمة ولذلك فإن التواصل الصرّيح والمفتوح مهم بالنسبة للأسرة، ويعتقد الباحثون أن الأخوة عموماً يرغبون في معرفة أسباب الإعاقة، ومستوى شدتها، وما ستؤول إليه الأمور في المستقبل،  

    ومن المفيد عموماً لإجابة عن أسئلة الأخوة بأقصى درجة ممكنة من الصدق اعتماداً على عمر الطفل ومستوى استيعابه، ويبدو أن ثمة اتفاقاً على أن الآباء يجب أن يبدؤوا بمناقشة أبنائهم حول الإعاقة لدى أختهم أو أخيهم مبكراً.  

     

    المؤثرات في ردود فعل الأخوة نحو أخيهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟  

    الأخوة العاديين يتأثرون باتجاهات آبائهم نحو الطفل المعوق، فالأبناء هم امتداد لآبائهم، ولذلك فقدرتهم على قبول الإعاقة والتعايش مع الصعوبات المرتبطة بها تتأثر إلى حدّ كبير باتجاهات آبائهم، إن الآباء يمثلون نماذج يحتذي بها بالنسبة لأطفالهم، فالآباء الذين لديهم قبول عام لطفلهم يقدمون استجابات واتجاهات تمكّن الأخوة من الاستجابة بطريقة مماثلة للأخت أو الأخ ذي الاحتياجات الخاصة، ومن ناحية أخرى، فالآباء الذين يستجيبون بسلبية  

    وبخجل وبقلق ليسوا قادرين على التأثير إيجابياً على أطفالهم العاديين، ومن العوامل التي تساعد على تشكيل اتجاهات الآباء هو مقدار تدينهم، فبعض البحوث تشير إلى أن بعض الآباء يؤمنون أن الإعاقة نعمة من الله يهبها عباده الصالحين، ومثل هذه المعتقدات الإيجابية تؤثر بالتأكيد على اتجاهات الأخوة.وفي إحدى الدراسات لإخوان وأخوات الأطفال المتخلفين عقلياً وُجد أن ثمة علاقة موجبة بين المناقشة المفتوحة والمريحة للتخلف العقلي،  

     ومدى قبول الأخوة للإعاقة، وذلك في الأسر التي تنتمي إلى فئات اقتصادية اجتماعية متدنية وعالية، وتبدو درجة التواصل المفتوح حول الإعاقة في الأسرة مقياساً رائعاً لاتجاهات الوالدين، وقد لوحظ أن الأخوة غالباً ما يستجيبون بالدفء والعناية لإخوانهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنهم أحياناً يتأثرون إيجاباً بخبراتهم، بحيث أنهم يمتهنون مهناً تمكنهم من مساعدة الأطفال والراشدين الذين لديهم الإعاقة التي يعاني منها أخوتهم.  

    ردود الأفعال المتوقعة من قبل الأطفال تجاه شقيقهم أو شقيقتهم ذي الاحتياجات الخاصة؟  

    قد يشعر الأشقاء بالذنب لأنهم يعتقدون أنهم تسببوا بطريقة أو بأخرى في حدوث المرض، ومن غير المألوف بالنسبة للأطفال سواء في حالة اللعب أم في الخيال أن يتمنوا الموت أو المرض لأخيهم أو أختهم، ومتى ما حصل ذلك فإن الأطفال يعتقدون أنهم مسئولون عن هذا الأمر، وقد يشعرون بالغضب والاستياء من الاهتمام الخاص الذي يوليه الأب والأم لطفلهم المريض وتكريس جل وقتهم له، كما قد يشعرون بالخوف من إمكانية انتقال المرض أو الإعاقة إليهم، وربما يشعرون أيضاً بواجب الحماية لأخيهم أو أختهم خاصة أمام الأطفال الآخرين،  

     أو بالإحراج من حالة أخيهم أو أختهم المرضية، أو ربما بالفخر تجاه الإنجازات التي يحققها أخيهم أو أختهم، وقد يتملكهم شعور بالأسى والكآبة، أو قد يأتي تعبيرهم عن الإحساس بالقلق والانزعاج في صورة ممارسات سلوكية صاخبة وفوضوية تتحول بالتالي إلى مشكلات فعلية في سوء الأدب وعدم الانضباط، أو ربما يكبتون كل مشاعرهم وانفعالاتهم داخل أنفسهم وقد يبتعدون عن المشاركة في الأنشطة العائلية، أو قد يشعرون بالقلق لأن أحداً لم يشرح لهم حقيقة الوضع كما أنهم قد يخشون من السؤال عن حقيقة ما يجري أمامهم.  

    كيف أساعد أطفالي الآخرين في التغلب على انفعالاتهم؟  

    يحتاج الأطفال إلى تفسيرات صادقة وبسيطة عن حالة شقيقهم المرضية، حيث سيدركون بعدها بأن هناك مشكلة تعاني منها الأسرة، وأن الخوف الذي يشعرون به ليس له علاقة بالوضع القائم، وإنما هو نتيجة للمبالغة في الأوهام وسوء الفهم للأمور، كما أن مخاطبة أطفالك بعبارات واضحة وبسيطة قد يساعدهم في فهم حقيقة المرض وحقيقة ما يحدث، وعلى سبيل المثال يمكنك مخاطبتهم كهذه العبارات:  

    عندما ولد أخوك لم يحصل على كمية كافية من الهواء مما أدى إلى الأضرار بدماغه حيث سيعاني دوماً من صعوبة في تعلم الأشياء مما يحتم علينا أن نبذل جهداً ووقتاً أكبر في تعليمه.  

    إن جسم شقيقتك لا يستخدم الغذاء كما يستخدمه جسمك، وهي تحتاج إلى المساعدة حتى يستطيع جسمها الاستفادة من الغذاء بالصورة المطلوبة لبناء الطاقة، ولهذا السبب فهي تستخدم حقن الأنسولين كما ينبغي عليها الالتزام بنظام غذائي خاص لأنها مصابة بداء ما يسمى البول السكري.  

    ومن الأهمية بمكان أن يعرف أطفالك أن في وسعهم التعبير عن شعورهم بالحزن والغضب دون أن يفقدوا السيطرة على تلك المشاعر، وعندما تبكي أو تظهر عواطفك نحو أطفالك فإن هذا الأمر يجعلهم يدركون أنه ليس من الخطأ أن يكون لدى الإنسان مشاعر يعبر عنها،  

     كما عليك أن تخبر أطفالك الآخرين بحبك لهم، وأن تخصص لكل واحد منهم وقتاً تقضيه معه على انفراد، وعليك أن تتأكد من أن هناك وقتاً كافياً لأطفالك يمارسون فيه الأنشطة التي يستمتعون بها كمزاولة الألعاب الرياضية الجماعية والذهاب إلى حفلات أعياد الميلاد وزيارة الأصدقاء.  

    وعندما تشعر أن أحد أطفالك يتملكه الغضب حاول أن تمتص غضبه بعبارات حانية مثل —- أعلم بأنك غاضب لأننا نقضي وقتاً أطول مع أخيك، إن هذا الوقت عصيب لنا جميعاً، نحن نحبك فعلاً و…. ما أنه من الضروري شرح حالة طفلك الصحية لأصدقاء أطفالك الآخرين وعائلاتهم حيث أن المخاوف التي يبديها الأصدقاء وسوء الفهم الناتج عن عدم الإلمام الكافي بالحالة المرضية قد يسبب قلقاً لأطفالك.  

    ما الذي يمكن لطفلي أن يقوله لأصدقائه عن حقيقة مرضه؟  

    يحتاج الأطفال والمراهقون بصورة عامة إلى كلمات صريحة ومحددة ومناسبة لمستوى إدراكهم يلقنها لهم أولياء أمورهم لكي يخاطبوا بها الآخرين عن حقيقة مرضهم أو حالتهم الصحية، وقد يتطلب الأمر من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التأكيد للأطفال الآخرين بأن مرضهم غير معد، على سبيل المثال فقد يشرح طفل طبيعة مرضه كالتالي:  

    مرض الشلل الدماغي: — لا أستطيع التحكم في تحريك عضلاتي بالصورة التي أريدها لأن عضلاتي لا تتلقى الإشارات الصحيحة التي يرسلها الدماغ للقيام بذلك– إنني أستخدم مقابض معدنية كي تساعدني على التحكم في حركة رجلي — بعض الأطفال يضعون جسراً معدنياً على أسنانهم لكنني أضعه على رجلي.  

    نوبات الصرع —: ي دماغك إشارات إلى ذراعيك ورجليك كي تتحرك بصورة سليمة— بعض الأحيان يتلقى دماغي الإشارة بشكل خاطئ، ما يؤدي إلى ارتعاش ذراعي ورجلي وجسمي كله — فعندما يحدث هذا الأمر اتركني وحدي — سأكون على ما يرام بعد لحظات — وفي معظم الأوقات يعمل الدواء الذي أتناوله على منع حدوث الرعشة.  

    مرض البول السكري —- وهذا يعني أن جسمي لا يستخدم السكر بنفس الطريقة التي يستخدمها جسمك — ولهذا السبب أقوم بأخذ الحقن الخاصة بهذا المرض إلى جانب الالتزام بنظام غذائي خاص.  

    مرض الربو: — أعاني من مرض الربو، وهذا يعني حدوث متاعب في رئتي بين آونة وأخرى وعندما أتعرض للإثارة أو عندما يكون الجو قذراً ومحملاً بالأتربة والغبار أعاني من صعوبة في التنفس وأبدا بالعطس — وطالما أتناول الدواء فإني عادة ما أكون على ما يرام.  

    المعالجة بالمواد الكيميائية- الأورام: — كنت مريضاً فعلاً ودخلت المستشفى وقد أدى الدواء الذي أتعاطاه لعلاج السرطان إلى سقوط شعري، ولكن سوف ينمو مرة أخرى.  

    التليف الرئوي الكييسي: —- إن في رئتي أشياء تجعلني أسعل كثيراً وعندما أخرجها بالسعال أستطيع التنفس جيداً، كما أن لدي متاعب في المعدة ولكني أتناول أقراصاً تساعدني على هضم الطعام.  

    مرض الهيموفيليا – النزف الدموي: — يجب أن أكون حريصاً لأنني أعاني من مرض الهيموفيليا — أنت تعرف ماذا يحدث عندما تجرح في مكان ما من جسدك، فالدم ينزف لفترة قصيرة ثم يتوقف– ولكن بالنسبة لي فإن الدم لا يتوقف إلا بعد مدة طويلة أكون خلالها قد نزفت كثيراً، وفقدان كمية كبيرة من الدم يعد أمراً خطيراً، لذا يجب على أن أكون حريصاً حتى لا أتسبب في الإضرار بصحتي.  

    كيف أساعد طفلي على التصرف إزاء ردود أفعال الأطفال الآخرين؟  

    قد يبدي بعض الأطفال الشفقة والاهتمام الشديد تجاه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن قد يعاملونهم آخرين بفظاظة أحيانا، وغالباً ما يكون الفضول الطبيعي أو نقص الفهم أو الخوف من الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التلفظ بكلمات أو القيام بأفعال فيها شيء من القسوة، فقط عليك كولي أمراً أن تتذكر بأن كل الأطفال يتعرضون للمضايقة أحياناً وليس فقط الأطفال الذي يعانون من مشاكل صحية.  

    إن قيامك كولي أمر بشرح طبيعة مرض طفلك أو مساعدتك لطفلك في شرح طبيعة مرضه لمدرسيه ولزملائه في الفصل ولأصدقائه ولآبائهم قد يساعد في تجنب التلفظ بعبارات جارحة أو القيام بتصرفات غير لائقة من قبل بقية الأطفال، وقد تعينك روح الدعابة كثيراً وتعين طفلك على معالجة بعض الظروف الصعبة التي قد يمر بها.  

    وعلى الوالدين أن يضعوا في الأطفال إمكانية تعرض طفلهم للمضايقة من بقية زملائه، ولمعالجة مثل هذا الأمر ينبغي عليك مساعدة طفلك في التدريب على ما سيقوله للرد على تلك المضايقات، وإحدى الطرق التي يمكن بها إشعار طفلك بأنه قادر على السيطرة على انفعالاته والتصرف بحكمة في مثل هذه المواقف، هي أن تخصص لطفلك وقتاً تقضيه معه ليتحدث فيه عن مشاعره وأحاسيسه، كما تستطيع إبداء تفهمك لمشاعر طفلك عندما يتعرف للمضايقة عن طريق مخاطبته ببعض العبارات المواسية مثل: — أعلم أن هذا الأمر يؤلم عندما… أو — لا بد أن هذا الأمر يجعلك تشعر بالغضب عندما….  

    ما هي الوسائل المناسبة لتوطيد أواصر الصداقة بين طفلي وأصدقائه؟  

    قم باستضافة الأطفال ووالديهم في منزلك لقضاء بعض الوقت في اللعب واللهو. ويمكنك استغلال هذه الفرصة لمعرفة ما يشعرون به من مخاوف ومن ثم العمل على تبديد تلك المخاوف عن طريق إعلامهم بطبيعة الحالة المرضية التي يعاني منها طفلك.  

    إذا كان طفلك مريضاً ومقيماً في البيت ولكن مرضه غير معد يمكنك حينئذ إحضار مجموعة من أصدقائه المقربين لزيارته، وفي حالة إدخال طفلك المستشفى للعلاج، تحر عن إمكانية زيارة أصدقائه له، حيث أن كثيراً من المستشفيات تسمح للأطفال والمراهقين بالزيارة، أما إذا لم يتمكن أصدقاؤه من زيارته في البيت أو في المستشفى بادر إلى تشجيع التواصل عن طريق المكالمات الهاتفية أو كتابة الرسائل.  

    أهمية دور الأم في التعامل مع طفلها المعاق:  

    كما نعرف جميعنا أن الأم بالنسبة للطفل هي كتلة من المحبة والحنان، وحِضن الراحة والأمان، فكيف بها إذا كان لديها طفل معاق؟ لا بد لها أن تضاعف من هذا الحب والحنان مرات عدة، ولكن دون المبالغة والإسراف في الاهتمام، ودون أن تهمل رعايتها ومحبتها لأطفالها الطبيعيين؛ لأن عكس ذلك سيولد لدى الطفل الطبيعي الحقدَ والغَيرة، وربما تأتي من خلال ذلك نتائج سلبية لكلا الطَّرَفين من الإخوة.  

    البيئة المحيطة بالطفل مليئة بمثيراتٍ يمكن للطفل التفاعل معها والتعامل معها، ولو أعطي التعليمات الكافية، إذًا على الأم مساعدة الطفل على أداء الأشياء، وإعطائه الوقت الكافي ليقوم بها بنفسه، فيساعده ذلك فيما بعدُ على اتخاذ قرارته، وعلى الفهمِ، وليس على التقليد.  

    نرى أن الطفل عادة يحب التقليد، ويجد في ذلك متعة، وعن طريق التقليد يتعلم أشياء كثيرة، والطفل المعاق يرغب ويحتاج للتقليد أكثر من الطفل الطبيعي، وتقع هذه المهمة بالدرجة الأولى على عاتق الأم، ثم يأتي دور المربِّين، على الأم إذًا أن تستعد للقيام بهذه المهام، التي تتطلب منها الصبر والتحمل والتأني لتنال المجهود المثمر في النهاية، عليها أن تقوم أمام الطفل بالعملِ، على السلوك الذي ترغب أن تعلِّمه إياه بشكل واضح ومبسط، ولعدة مرات، حتى يستطيع الطفل الاستيعاب والفهم،  

    ثم التعلم، نرى أن الطفل أثناء قيامه بعمل ما يقوم بعد كل خطوة بالنظر إلى أمه، فإذا كانت خطوته صحيحة فإن نظرةَ الأم يجب أن تكون مليئة بالتشجيع والفخر والتصفيق له، بل وبإمكانها أن تمنَحَه على ذلك المجهود الناجح ما يرغب الطفل من مكافأة؛ كقطعة حلوى، أو لُعبة جديدة، أو أخذه إلى نزهة أو أي شيء تراه يسعده، أما إذا كانت الخطوة خاطئة  

     فإن نظرة الأم يجب أن تحمل ذلك المعنى دون المبالغة في ظهور علامات الغضب والتأنيب، بل عليها تشجيعُه على القيام بمراتٍ أخرى إلى أن ينجَحَ ويتقن ذلك العمل، وهكذا يتطلب من الأم الصبر والتأني والإرشاد المفعم بمشاعر الحب والحنان والتشجيع، وهنا سوف يستفيد الطفل من أخطائِه أكثرَ من أن يجابه بمعاملة تحمل القسوة، فيجب ألا يغيب عن بال الأم أن الحاجة الأساسية لأي طفل هي الحب والاهتمام، وعن هذا الطريق تأتي النتائج إيجابية، ويكتسب الطفل الثقة بالنفس، ويتشوق لاكتشاف العالَم المحيط به دون خوف أو وجَلٍ.  

    كيف تُشجعين طفلك المعاق على الاستماع إلى القصص كعلاج طبيعي له؟  

     

    إن التفاعل اليومي ضروريٌّ بين الطفل وأمه من أحضان وقُبلات؛ فالأم - كما نعرف - هي نبع الحياة والمحبة والحنان، وأسلوب الأم في التحدث مع طفلها والتعامل معه هام للغاية ومفيدٌ في عملية التعليم، إذًا فالمسؤولية الكبرى في هذا التعليم تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأم، ثم أفراد الأسرة، نرى أن الأطفال بصورة عامة يرغَبون بالاستماع إلى القصص في كل الأوقات، وخاصة قبل النوم؛ حيث يساعده من ناحية على الاسترخاء ليأخذ بعدها قسطًا من النوم، ومن ناحية أخرى يحرِّك خياله.  

    إن تعريف الأدب لذوي الاحتياجات الخاصة، هو أدب له خصائص متميزة بالنظرة لنوعية الإعاقة، وبالنظر إلى تأهيل الأطفال المعاقين لتلقي تعليم منتظم لا يقلُّ عن تعليمِ الأطفال العاديين، وذلك عن طريق برامجَ تأهيلية خاصة، وتدريبهم، ودمجهم بالمجتمع، ولا شك أن الطفل المعاق لا تقلُّ رغبته في الاستماع للقصص عن أي طفل طبيعي؛  

    لأن الحالة المفروضة عليه من الإعاقة قد تحدُّ من قدر احتكاكه وحركته بالمجتمع والناس وما حوله؛ لذا يكون سردُ الحكاية عالَمًا غريبًا وجديدًا يدخله، غالبًا ما نلاحظ ومن خلال سرد القصص لأي طفل كان، أن الطفلَ من خلال خياله يستطيع أن يدخل عالم القصة كشخصية تقليدية أو إضافية في الحكاية،  

    وهذه القاعدة لا تشذ عن الطفل المعاق أيضًا؛ لذا تعتبر هذه نقطة مهمة جدًّا لاختيار القصص الجيدة والنافعة والهادفة، التي تحتوي على قسط من الشجاعة والثقة بالنفس والصداقة والمحبة والتعاون، بالإضافة إلى بعثِ الأمل والسعادة في نفس الطفل في كافة النواحي الحياتية؛ كالناحية الدِّينية والاجتماعية والصحية، وباستطاعتنا تعليم الطفل، وشرح كل هذه النواحي المهمة من خلال القصص والحكايات الهادفة.  

    إن سردَ القصص بالإضافة إلى ذلك يساعد الطفل المعاق على التدريب اللغوي وأبجدية الحروف، كما يساعد في إصلاح عيوب نطق الطفل، وزيادة حصيلته اللغوية، وتنمية مهاراته الحركية والبصرية، يجب من خلال ذلك تعريفُ الطفل على مختلف معاني الكلمات، وبما أن حاسة البصر والسمع عند الطفل المعاق هي إحدى الحاستين الأساسيتين في التعليم،  

     فمن الضروري قدر الإمكان عرض القصص المصورة عليه، ويفضل سردها بالصوت المعبّر، واستعمال لغة الإشارة، والتمثيل الحركي بملامح الوجه واليدين؛ فالصوت والصورة والحركة تسهل عليه طريقة الفهم، ويجب الابتعادُ التام عن الحشوِ والمصطلحات الصعبة والغامضة، ويفضَّل أن تحتوي القصص على قدر من المرح والضحك؛ لأن ذلك سوف يؤثر إيجابيًّا على نفسيته، ويجب الابتعادُ قدر الإمكان عن قصص الرعب أو الحزن والكآبة، بل يجب سرد القصص المفعَمة بالأمل والسعادة، ويفضل أن يكون أبطال القصص إما أطفالاً أو حيوانات، ومن خلال ذلك تتجلى أهمية تقديم أدبٍ مميز يساعد الأهل على تكوين الشخصية السليمة والصحيحة للطفل المعاق.  

    التوصيات:  

    تعاون المعاقين ومشاركتهم في مجتمعاتهم لها أكبر الأثر على صحة الأشخاص المعاقين الجسدية والنفسية وتقدّمهم، وتقديم عضو فعال ومشارك للمجتمع وأكثر استقلالية، بدلًا من اعتماده على الآخرين.  

    تقديم الدعم المادي والمعنوي لمشاركة المعوّقين على قدم المساواة.  

     ينبغي للدول ضمان التنمية وتوفير خدمات الدعم، بما في ذلك الأجهزة والتقنيات المساعدة؛ لمساعدة المعوقين على زيادة مستوى استقلالهم في حياتهم اليومية وممارسة حياتهم.  

    تدريب الموظفين: ينبغي إيجاد المدربين وفرص التدريب للموظفين، على جميع المستويات، والمشاركة في التخطيط وتوفير البرامج والخدمات المتعلقة بالمعوقين.  

    الفصل الثالث : الدمج وأهميته في إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الحاجات الخاصة  

    والبعد عن ردود الفعل السلبية تجاههم  

    وسوف يكون هذا العامل السابع فيه شيء من الإسهاب لأهميته وسوف يكون استعراض هذا العامل على النحو التالي 

    تعريف الدمج:  

    هي عملية تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة بجانب أقرانهم الأسوياء من خلال الأنظمة التعليمية العامة.  

    تعريف هيجارتي للدمح:  

    الدمج يعني تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية بحيث يتم تزويدهم ببيئة طبيعية تضم أطفالاً أسوياء وبذلك يتخلصون من عزلتهم من المجتمع.  

     تعريف تيرنل للدمح:  

    الدمج هو التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال المعوقين، والأطفال غير المعوقين في الصفوف العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل.  

    تعريف كوفمان للدمح:  

    الدمج هو التكامل الاجتماعي والتعليمي المؤقت للأطفال المعوقين مع أقرانهم الأطفال الأسوياء (التلاميذ) وذلك بالاعتماد على التخطيط التربوي المستمر وبناء البرامج التي تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية وتوضيح مسؤوليات العاملين في مجال التربية الخاصة أو التربية العادية لكل من المديرين والمعلمين المساندين.  

    مفهوم الدمج  

     يعتبر مفهوم الدمج كفلسفة حديثة في التربة الخاصة مصطلحاً ظهر نتيجة وجود المؤسسات الخاصة والداخلية التي قيدت الطفل المعاق، وعزلته عن مجتمعه فأصبح يعيش غريب في وسط مجتمعه وبين أهله، وبالتالي ظهر مفهوم الدمج وذلك للتحرر من تلك المؤسسات، والمقصود من الدمج هو التكامل والتطبيع والإدماج للأطفال المعاقين مع الأطفال الأسوياء في المدرسة العادية وهناك أربعة أنواع من التكامل التي يتم من خلاله تطبيق الدمج:  

    التكامل المكاني:  

    وضع الأطفال المعاقين في فصول ملحقة بمدرسة عادية (هذا ما هو يطبق حالياً في كل برامج التربية الخاصة التكامل الوظيفي:  

    إشراك المعاقين مع الأطفال الأسوياء في استخدام الموارد المتاحة في العملية التربوية والتعليمية في المدرسة.  

    التكامل الاجتماعي:  

    يشير إلى إشراك الأطفال مع التلاميذ الأسوياء في الأنشطة غير المنهجية مثل: طابور الصباح -الإذاعة الصباحية- الزيارات والرحلات- الحفلات المدرسية- وفي بعض الأحيان في مادتي التربية الفنية والرياضية ويعتبر التكامل الاجتماعي أكثر الطرق نجاحاً.  

    التكامل المجتمعي:  

    يشير إلى إتاحة الفرصة للمعاقين للحياة في مجتمعهم بعد التخرج من المدرسة حتى تضمن لهم حق العمل والاعتماد على النفس.  

     أثر الدمج على المعاق  

     للدمج أثر على نفسه المعاق من خلال دمجه في المدرسة العادية ويكون الأثر في جانبين: الأثر النفسي والأثر الاجتماعي:  

    أولاً: الأثر النفسي:  

    للدمج أثره الإيجابي في غالب الأحيان على نفسية الطفل المعاق، فهو يؤدي إلى أن الطفل يقدر ذاته (مفهومه لذاته) ويحس بوجوده كذلك الدمج يجنبه تكرار الفشل في بعض التصرفات الفردية، حيث يتقمص أو يقلد زميله السوي في رودود بعض الأفعال أو السلوكيات الإيجابية، وينتج عن ذلك توافق نفسي واجتماعي أي متكيف مع نفسه وشعوره بأنه سوي مثله مثل أقرانه الأسوياء في المدرسة، أي أنه ليس غريباً في مجتمعه كذلك يتعلم ويكتسب من زيله السوي اللغة أو نطق بعض الكلمات الصعبة من خلال تفاعله معه، كذلك يتعلم القدرة على الحوار. ولذا للدمج أثره النفسي حيث يكسب الطفل المعاق قدرة على تكوين علاقات شخصية وقدرة على الحوار ولو بشكل بسيط.  

    أيضاً المنافسة من خلال الألعاب الجماعية التنافسية. وللدمج أثره على نفسية والدي وأفراد أسرة الطفل المعاق، بأن يخفف من معاناتهم ويريحهم نفسياً بأن ابنهم يدرس ضمن الأطفال الأسوياء الذي يؤثرون إيجابياً في نفسيته وسلوكه، كذلك الارتياح النفسي على أسرة الطفل المعاق بأنه يدرس في مدارس التعليم العام وليس في مدارس خاصة بالمعاقين هذا الارتياح النفسي للأسرة ينعكس إيجابياً في تقبل ابنهم، والاهتمام والمتابعة الدائمة له، وكذلك الارتياح النفسي للأسرة في نطاق المجتمع بأن المحيط الاجتماعي للأسرة لا يرون بأن هذا الطفل معاق إعاقة شديدة وبالتالي تكون النظرة له ولأسرته إيجابية مما يخفف من معاناة الأسرة.  

    ثانياً: الأثر الاجتماعي للدمج:  

    للدمج أثره الاجتماعي على الطفل المعاق ذلك من خلال تكوينه علاقات مع أقرانه الأسوياء وتفاعله معهم ضمن مجتمع المدرسة وبالتالي يعمم ذلك على المجتمع الخارجي والمجتمع ككل أي أنه يحس ويقدر ذاته وأنه ضمن هذا المجتمع، كذلك الدمج يؤدي إلى التوافق النفسي والاجتماعي، وحين يقدر ذاته سيكون صداقات مع أقرانه الأسوياء حتماً سوف يتوافق اجتماعياً  

    وقد يلتقي مع أحد من زملائه الأسوياء خارج إطار المدرسة، وقد يكون في الشارع أو الحي السكني الواحد، مما يؤدي إلى أن الطفل السوي يتقبل هذا الطفل غير العادي ويبني معه علاقة اجتماعية جيدة، نتيجة لمروره بتجربة سابقة في التعامل مع هذا الطفل ضمن إطار المدرسة كذلك للدمج أثره على أسرة الطفل المعاق، حيث تنظر إلى أن ابنها يدرس ضمن الأطفال الأسوياء في مدرسة عادية وقد يذهب مع شقيقه السوي أو مع أبناء جيرانه إلى نفس المدرسة  

     ويؤدي هذا إلى تخفيف معاناة الأسرة نتيجة لوجود طفل معاق وارتياحها من أن الدمج يؤدي إلى التطبيع والتكامل الاجتماعي بين ابنهم وأقرانه الأسوياء.  

    ويرى الباحث (عبد السلام العامر) ومن خلال خبرتي في تعليم الأطفال المعاقين عقلياً في معهد التربية الفكرية كان بعض الطلاب يلقي على بعض الأسئلة الصعبة وذات مرة سأل أحد الطلاب لماذا أدرس في هذا المعهد وأخواني يذهبون مع والدي لمدرسة أخرى ؟  

    إني أريد أن أذهب مع إخواني وأدرس معهم. من خلال هذا الإحساس لهذا الطفل المعاق عقلياً، يدرك أنه في معزل عن المجتمع الذي يعيش فيه وأقربهم لذلك إخوانه الذي لا يشاركونه العملية التعليمية في بيئتها الطبيعية ولذا أسلوب الدمج،  

    سوف يقضي على هذا الشعور لدى الطفل المعاق بأنه يتعلم في بيئته الطبيعية وضمن أفراد مجتمعه وليس بمعزل عنه وأنه يتقلى تعليمه مع إخوانه وأبناء الحي ضمن إطار المدرسة على الرغم من أنه في فصول مدمجة ولكن ذلك يخفف حدة الشعور لديه بأن هذا المجتمع يشعر ويحس به ويثبت كيانه وشخصيته بأن جعله يدرس في هذه المدرسة العادية وضمن أقرانه الأسوياء.  

    الفصل الرابع : فاعلية الإرشاد الأسرى في تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى عينة من أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة  

    الملخص : تمثل هذه الدراسة عرضا لما توصلت إليه الباحثة حول فاعلية الإرشاد الأسري في تحسين مهارات الو الدية الفاعلة لدي عينة من أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة ، وقد استخدمت الدراسة مقياس ستانفورد بنيه للذكاء تعريب وتقنين / مليكه 1998 ،ومقياس مهارات الو الدية الفاعلة إعداد / الفقي 2008 ، وبرنامج الإرشاد الأسري إعداد / الباحثة ، وتم تطبيق الأدوات علي عينه مكونة من خمسة أسر وأطفالهم بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية ، وقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من بينها : وجود فرق دال إحصائيا عند مستوى (0.01) بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد تطبيق البرنامج الإرشادي الأسري لصالح المجموعة التجريبية، وجود فرق دال إحصائيا عند مستوي (0.01) بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي بعد تطبيق البرنامج الإرشادي الأسري لحساب القياس والبعدي 

    مقدمة: -     

         عندما يولد الطفل تعم الفرحة أسرته، سواء أكان ذكراً أم أنثى، ولكن عندما تكتشف الأسرة أن طفلها معاق، فإنها تمر بمرحلة الصدمة، غير مصدقة ما يدور حولها، ثم مرحلة الإنكار والهروب من الحقيقة المرة، وتليها مرحلة التجاهل، إما تجاهل الحالة أو تجاهل الطفل نفسه، وتنتهي بمرحلة الاستسلام للواقع مهما كان مراًَ، وهذا الاستسلام قد يكون عن رضا وقناعة بما قدّره الله لهم؛ وهذا يجعل الوالدان في حالة من الاستقرار النفسي ويستطيعان القيام بدورهما بفاعلية. أما إذا كان إستسلام المقهور فإن ذلك يجعل الأسرة بأكملها في حالة من التوتر من آن لآخر؛ ولذا فإنها تحتاج إلى برامج إرشادية لمساعدتها على تخطى تلك المراحل ومواجهة المواقف الصعبة التي تقابلها أثناء تربية وتأهيل طفلها المعاق فكرياً.  

    ويشير رتشارد سون وأخرون (Richardson,et al,19885)  ,مونتيرل Montreal) ،2005 ) إلي أن العوامل التي يمكن أن تسهم في نمو الاضطرابات السلوكية التكيفية لدى الأطفال المعاقين عقليا هي الخلافات الأسرية وأساليب التذبذب التي يسلكها الوالدان مع هذا الطفل ،وعلي الجانب الآخر توصل نيهيرا وأخرون Nihira,et al, 1980)  )إلي أن الوالدين عندما يتصفان بالتماسك الأسري ويتمتعان بالانسجام فان ذلك  يولد سلوكيات ايجابية عند هذه الفئة .  

    وتضيف توفيق و غنيم(2002) أنه يمكن إيجاز واجبات الأسرة نحو أطفالهم في تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم، والاتصاف بالحزم ولكن دون قسوة والإرشاد من دون استخدام الأوامر، واحترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي، وإتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبير عن المبادأة وحب الاستطلاع وأن تكون الأسرة نموذجاً يتسم بالثقة والأمن 

      وحتى تستطيع الأسرة أن تقوم بهذا الدور فقد تم التوصل إلي محددات للدور الوالدي الفعال من منظور Delsky   ويتمثل في الثقة المتبادلة بين الأم والأب ، الزواج السعيد ، العلاقات الاجتماعية مع الجيران ، التفاعل مع الأبناء والاستماع لمشاكلهم ، كفاية الوالدين في الرعاية ، عمل الأم والأب في آن واحد ، دعم كل من الأب والأم للآخر ، المستوي الاقتصادي والاجتماعي للأسرة ، ترتيب الطفل بين الأخوات ، حجم الأسرة ، مدي الإعاقة ، صحة الطفل ، جنس الطفل ، خصال الطفل المزاجية  ( عن  الشربيني ، صادق ، 2000 )  

    ويري دورموند ( 2005 )Drummond  أن الدور الفعال للأسرة يتمثل في مشاركة الوالدين في برامج التأهيل للأبناء المعاقين،  فقد وجد أن الأسرة التي تستخدم الثقة المتبادلة، والتعاون والحزم؛ تنمى الجوانب العلمية والاجتماعية والانفعالية لدي الأبناء، ويشير أيضاً إلي الدور الكبير الذي يمكن أن تستغله الأسرة: وهو دور الأقران في حياة هذه الفئة .  

    ونظراً لأهمية دور الأم في حياة الأبناء عامة، والمعاقين عقلياً خاصة فترى  المصري ( 2005 ) أن الأم يقع عليها العبء الأكبر من مساعدة الأسرة علي التوافق النفسي، والوصول بأفراد أسرتها إلي درجة من النضج الاجتماعي، وذلك عندما يتوفر لديها عدة عوامل من بينها  القدرة علي الصمود حيال الأزمات ، ويكون لديها القدرة علي العمل والإنتاج والكفاية وفق ما تسمح به قدراتها ومهاراتها ،ويكون لديها قدرة علي تقبل الذات وتقبل  الآخرين ،وتكون قادرة علي العطاء والبذل والتضحية كل ذلك مقابل شعورها بالسعادة .  

      وتقول جوودسون  Goodson (2005 ) أن التدخل المبكر في حياة الأطفال المعاقين عقلياً من خلال تغيير بعض المواقف والسلوكيات التي يمارسها الوالدان، من شأنه أن يؤثر تأثيراً إيجابياً علي حياة الأبناء، وخاصة علي سلوكياتهم الاجتماعية والعاطفية والتطور المعرفي  لديهم .   

                                    وتري يحيي (2008 )نظرا لاختلاف الضغوط التي تتعرض لها أسر الأطفال المعاقين فكريا، فإن الجهود المبذولة لمساعدة الوالدين ودعمها متنوعة ومختلفة وتشمل مدي واسعا من الخدمات التي تتراوح بين إرشاد الأسر وإقامة شبكات دعم اجتماعية ومهنية متخصصة .  

            وإذا كان القصور في مهارات الوالدية الفاعلة لدى الأسر تمثل مشكلة بالنسبة للأطفال العاديين وللمحيطين بهم، فلنا حينئذ أن نتصور حجم معاناة الأطفال ذوي الاعاقة الفكريةً ومن يقوم برعايتهم، لذا تعد تلك المهارات بمثابة تحد كبير للآباء، حيث يقوم هؤلاء الأطفال المعاقين فكريا بسلوكيات لا تتلاءم مع البيئة التي يعيشون فيها، فيلجأ الوالدان إلي أساليب تربوية خاطئة للحد من هذه السلوكيات غير المرغوب فيها، ومن هنا تتبلور الحاجة إلي الإرشاد الأسري لزيادة التواصل والتفاعل الأسري ومواجهة الضغوط الناتجة عن كونهما أبوين لمثل هذا الطفل بالإضافة إلي تدريبهم على تنمية بعض مهارات الطفل الاجتماعية 

          لذا هدفت الدراسة الحالية إعداد برنامج إرشادي أسري يهدف إلي تحسين  مهارات الوالدية الفاعلة لدى عينة من أسر الأطفال ذوي الاعاقة الفكرية البسيطة ، والتعرف على مدى استمرارية فعالية هذا البرنامج بعد توقفه في تحسين هذه المهارات لدي تلك الأسر 

                ويتم ذلك وفق برنامج إرشادي أسرى عبر تدريب أولياء الأمور حتى نضمن تربية ملائمة تتناسب مع حاجات أطفالهم، و مساعدتهم على تقبل الإعاقة هذا ما يضمن تنشئة اجتماعية سليمة للطفل في جو عاطفي مقبول، كما أن هذا التدريب يخفف من قلقهم حول مستقبل ابنهم، و تصحيح لتصوراتهم السلبية نحو طفلهم وتساعده على تقبل ذاته و الدفع به نحو اكتساب سلوكيات اجتماعية مرغوبة حتى يحقق مكانة في المجتمع الذي يعزز المنافسة و الكفاءة، و يكون له تأثير فعال في بيئته المحيطة به، و يستشعر السعادة و المتعة من جراء توظيف قدراته فاستقلالية المعاق و توافقه مرهون بالمساعدات و الاهتمام الذي تقدمه  البيئة المحيطة من أجل تسهيل عملية الاندماج و التكيف و التوافق و التلاؤم ( عباس ،2005).  

     ولأن المصائب تجمع القلوب وخاصة قلب الوالدين لأنهما يستشعران بأنه لابد من أن يدعم كل منهما الآخر حتى يستطيعا مواجهة المواقف التي سوف يواجهانها في المستقبل والتفاعل مع هدا الابن ويتخذا منه وسيله للتقرب من الله عز وجل والفوز بالرحمة الربانية، وهذا من شأنه  يقوي عتبة الإحباط لدي الوالدين ويجعلهما في حالة استعداد لتحمل الضغوط التي سوف تقع عليهما  ،ويساعدهما علي ذلك الاستعانة بالمرشدين المتخصصين في هذا المجال حتي يقدمان لهما العون والمشورة في مواصلة مشوار حياتهما مع هذا الطفل، بل ويشعران بأن الواجب عليهما أن يتغلبا علي هذا الموقف ويكون بداية لحياة فعالة مليئة بالتوكيدية. ويرى عبدالعظيم (2006) أن هناك مجموعة من العوامل تسهم في تشكيل المهارات التو كيديه لدى الأفراد متمثلة في المتغيرات الديموجرافيه والمتغيرات الشخصية والمتغيرات الموقفية والمتغيرات المرتبطة بالسياق الثقافي والاجتماعي الذي يجرى فيه التفاعل الاجتماعي، والمتغيرات الأسرية، والمتغيرات المرتبطة بالأشخاص الأخرين الموجودين في مواقف التفاعل الاجتماعي. وقد وضعت الباحثة هذه العوامل المؤثرة علي فاعلية وتوكيدية الوالدين في عين الاعتبار عند وضع البرنامج الإرشادي 

    ولذا فإن الو الدية الفاعلة تقوم علي تبني أنماط من التفكير الواقعي ، وتقوم علي قبول تقييم عقلاني ومرن للواقع ، وتعمل علي تطوير الممكن والمتاح، وترشيد الطموحات الوالدية في ضوء أهداف واقعية ،وتنمية قدراتهم علي تحمل المسؤولية وقبول الأخطاء أو علي الأقل التعايش مع الصعوبات ، والقدرة علي مقاومة مصادر الضغوط ، من خلال التعامل مع الأبناء من منظور التسامح والعطاء والتوازن في العلاقة بين الأبناء دون رعاية زائدة لذوي الإعاقة لأن ذلك يؤدى إلي ضعف ارادته ولا إهمال زائد للطفل ذوي الإعاقة الفكرية حتى لا يؤدي به ذلك للشعور بالحرمان، ومن ثم يؤثر تأثيرا سلبيا علي جميع جوانب نموه النفسي ،  

    بل التعامل معه بحذر حتى لا يقع ضحية لنتائج سوء التكيف ، وأخيرا فإن مهارات  الو الدية الفاعلة هي التي تميز سلوك الوالدين ولا يعني ذلك أننا نطالب الوالدين بأن يسلكا سلوكيات طبقا لمواصفات جامدة لابد عليهما أن ينفذاها دون النظر للظروف والملابسات التي يمران بها ، بل نطالبهما ونطالب أنفسنا  بمحاولات جادة في اختيار الطريق المناسب لكل موقف بما يتناسب معهما ومع خصائص الطفل والبيئة المحيطة به، لان الحياة سلسلة من الصراعات المستمرة ومحاولات دائمة لفض هذه الصراعات، ولذلك فإن الشخص يعد سويا في تصرفاته وسلوكه  

    عندما يستغل كل الإمكانات المتاحة التي وهبها الله له وميز بها بني البشر عن باقي مخلوقاته في تذليل الصعوبات التي تعترضه، ولن يحدث ذلك للطفل المعاق فكريا إلا بوجود آباء وأمهات يملكون مهارات تتحقق بها والدية فاعلة من شأنها استثمار كل طاقاته وتوجيهه الوجهة السليمة لمواصلة حياته؛ وهذا هو لب وصميم البرنامج المقترح في هذه الدراسة 

         مشكلة الدراسة :  

      عند تطبيق الباحثة للجانب العملي من بحثها السابق الذي يدور حول دراسة العلاقة بين مهارات الوالدية الفاعلة والسلوك التكيفى لدى عينة من ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة لاحظت أن هناك عددا غير قليل من الوالدين قد حصلا على درجات منخفضة على مقياس مهارات الوالدية الفاعلة المطبق عليهما؛ ولذا جاءت فكرة عمل برنامج إرشادي أسري لتنمية مهارات الوالدية الفاعلة لدى أسر هؤلاء الأطفال محاولة منها لرفع مستوى مهارات الوالدية الفاعلة لديهم.    

    ومما لا شك فيه أن الإعاقة الفكرية من أشد مشكلات الطفولة خطورة حيث أن إعاقة الطفل داخل الأسرة تؤثر تأثيراً سلبياً على الحياة الطبيعية للأسرة ، وخاصة عندما يصاحب الإعاقة العقلية قصور في مهارات  الوالدية الفاعلة إذ تتأثر طريقة تفكير الوالدين و تزيد ضغوطهما فتقل التفاعلات الأسرية وتزيد ثورات الغضب مما يؤثر على إذعان الطفل ومهارات السلوك الاجتماعي، وقد لاحظت الباحثة من خلال الزيارات المستمرة والمتلاحقة التي قامت بها لمدارس التربية الفكرية أن قصور فاعلية الوالدين لا يؤثر على الطفل بمفرده بل يمتد أثره سلباً على إخوته ووالديه، ولذلك فإن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى والدين متفهمين لأطفالهم و لطبيعة اضطرابهم مع توفير بيئه مناسبة لتعليمهم المهارات المختلفة في المواقف الحياتية المختلفة .  

        من هنا ظهرت ضرورة الإرشاد الأسرى لمساعدة الوالدين على تحسين مهارات ضبط سلوك الطفل و تعليم الآباء كيفية مواجهة الضغوط الناتجة عن كونهما أبوين لمثل هذا الطفل بالإضافة إلى تدريبهم على مهارات التواصل الأسرى سواء كان بين الزوجين , أو بين أفراد النسق الأسرى ككل  

        وبالتالي يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية  في التساؤل الرئيسي التالي : "ما مدى فاعلية الإرشاد الأسرى في تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى عينة من  أسرالأطفال ذوي الاعاقة الفكرية البسيطة" .  

    ويتفرع التساؤل إلي الأسئلة الآتية:-  

    1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس مهارات الو الدية الفاعلة (أبعاده، والدرجة الكلية) بعد تطبيق البرنامج؟  

    2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات الو الدية الفاعلة ( أبعاده، والدرجة الكلية) بعد تطبيق البرنامج؟  

    3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي ( بعد مرور شهرين من انتهاء البرنامج ) على مقياس مهارات الو الدية الفاعلة؟  

    أهداف الدراسة :  

    1 - إعداد برنامج إرشادي أسرى يهدف إلى تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى عينة من الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة وأسرهم .  

    2- التعرف على مدى استمرارية فاعلية برنامج الإرشاد الأسرى بعد توقفه في تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة .  

    أهمية الدراسة :  

    تنبع أهمية الدراسة الحالية من اهتمامها بفئة الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة  وهى من الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تزايد الاهتمام بها في الفترات الأخيرة  محلياً وعالميا ، فمن خلال الخطة الخمسية للتصدي لمشاكل الإعاقة في مصر أشارت الإحصاءات الحديثة إلى تزايد أعداد الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية ، فكانت نسبه الإعاقة في مصر (1996) تقريبا    3,4 % أي تبلغ 2 مليون من ذوي الإعاقات المختلفة منهم 73  %من أصحاب الإعاقة الفكرية (البسيطة والمتوسطة والشديدة )، أما تقديرات المعاقين فكريا بدرجة بسيطة فكانت النسبة    2,5  % عام 1997 (المجلس القومي للطفولة والأمومة , 1997)  . وتشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم للعام 2002/2003م إلى أن عدد الأفراد المعاقين فكريا بمرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي تبلغ تقريبا 111,17 (وزارة التربية والتعليم ،2003) .  

    يمكن أن تستفيد من نتائج الدراسة الحالية بعض المؤسسات التربوية القائمة علي رعاية فئة ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة  .  

    *يمكن أن يستفيد منها الوالدان والمحيطون بهما في كيفية التعامل مع الطفل المعاق فكريا  بشكل فعال وتمكين الأسرة من القيام بدورها المنوط بها بشكل يكفل لها ولطفلها الحياة الكريمة.  

    *يستفيد منها قسم التربية الخاصة في الجامعات المتخصصة في هذا المجال.  

    وترجع أهمية الدراسة أيضا إلي المرحلة العمرية التي نتناولها بالبحث وهي مرحلة عمرية( 9 ـ12 ) فلهذه المرحلة أهمية كبيره في النمو النفسي والاجتماعي والمعرفي.  

    مما يزيد هذه الدراسة أهمية من الناحية النظرية ندرة الدراسات العربية – على حد علم الباحثة - التي اهتمت بتحسين مهارات الو الدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة وعمل برامج إرشادية في تحسين هذه المهارات.  

    مصطلحات الدراسة:-  

    (1) الوالدية الفاعلة : Effective   parenting   

     الوالدية الفاعلة هي قدرة الوالدين ـ بما يتمتعان به من خصائص سوية ـ علي التفاعل الايجابي، وعلي إعداد خطط مشتركة في التصرف وانتهاج أسلوب منسجم مع الطفل المعاق فكريا، يقوم علي الرضا الكامل  بالقضاء والقدر ، والبحث عما هو جديد في تأهيل طفلهما تعليميا ومهنيا واستثمار طاقاته بأفضل شكل ممكن . ( الفقي ، 2008)  

    ويقاس إجرائيا بالدرجة الكلية التي يحصل عليها الوالدان علي مقياس مهارات  الو الدية الفاعلة المكون من ثلاثة أبعاد، وهي: مواقف متعلقة بخصائص الوالدين ، ومواقف متعلقة بالخصائص التفاعلية بين الوالدين والطفل ، ومواقف متعلقة باستثمار البيئة المحيطة في صالح الطفل ،و هذه الأبعاد تمثل مصادر الوالدية الفاعلة .  

    (2) الإعاقة الفكرية      Intellectual Disability  

    ولقد قدمت الجمعية الأمريكية للإعاقة الفكرية AAMR في عام "2002" تعريفاً للإعاقة الفكرية ينص على أنها "إعاقة تمتاز بمحددات ملحوظة في كل من القدرات الوظيفية الذكائية وفي السلوك التكيفي كما هو معبر عنه في المهارات الذكائية والاجتماعية والتكيفية الممارسة وتنشأ هذه الإعاقة قبل سن الثامنة عشر .  

        والأطفال ذوي الإعاقة البسيطة هم " الأطفال الذين يتراوح مستوى أدائهم العقلي والوظيفي بين (55-70) طبقا لمقياس ستانفورد – بنيه للذكاء (الصورة الرابعة) والذين يطلق عليهم تربوياً الأطفال المعاقين فكرياً القابلين للتعلم .  

    (3) الإرشاد الأسرى   Family Counseling  

    هو عملية مساعدة أفراد الأسرة ( الوالدين والأولاد وحتى الأقارب ) فرادي أو كجماعة ، في فهم الحياة الأسرية ومسئولياتها لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسري وحل المشكلات الأسرية( زهران ، 2002 )  

         و     هو مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم لأسرة الطفل الذي يعاني من إعاقة  لاسيما الوالدين بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة على اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدهم في مواجهة مشكلاتهم المترتبة على وجود طفل يعاني من إعاقة لديهم ، سواء ما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية لهذا الطفل، أو ما يتعلق بتأهيله باستخدام كل الوسائل المتاحة، أو التي يمكن إتاحتها لتقليل الآثار المترتبة على الإعاقة حتى يبلغ الطفل ذو الإعاقة أقصى استفادة ممكنة من قدراته (منصور،1997 ).  

        و إجرائياً هو "مجموعة من التوجيهات والإرشادات والنصائح والمهارات والخدمات المنظمة التي توجه للنسق الأسرى المتكامل بهدف حل مشاكلها وتعديل العلاقات الأسرية وزيادة التواصل فيما بينهم؛ للوصول إلى تحسين مهارات الو الدية الفاعلة لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة وأسرهم".  

    الدراسات السابقة :  

    تتعرض الباحثة لبعض الدراسات التي تتناول برامج إرشادية أسرية  لتحسين مهارات الو الدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسطةً ،تهدف دراسة  هارون (1985) إلي إعداد برنامج تربوي خاص لفئة المعاقين فكريا القابلين للتعلم بالمرحلة الابتدائية ، والتعرف علي مدي تأثير هذا البرنامج في إكساب هذه الفئة السلوك التكيفي ، وقد استخدمت الدراسة المنهج التجريبي علي عينة مكونة من (60 ) طفلا معاقا فكريا ، وتوصلت لعدة نتائج من بينها أن الأطفال المعاقين فكريا بشكل بسيط إذا تعرضوا لبرامج تربوية وإرشادية يمكن تعديل سلوكهم وتعليمهم مهارات الاعتماد علي النفس في الحياة اليومية ، بالإضافة إلي نقص في مظاهر السلوكيات الشاذة لديهم ، وتوصلت أيضا إلي أهمية البرامج الإرشادية التي يجب أن توجه للوالدين حتى يتعرفوا علي مشاكل أبنائهم وكيفية التعامل معها بشكل فعال .  

    وتناقش دراسة ويلي و تريزا  (1990 , ( Whelley,Teresaحلم المغامرة لأسر ذوي الإعاقة الفكرية والمحولين إلي خدمات الإرشاد وقد استخدمت هذه الدراسة المقابلة الشخصية والتحليل الإكلينيكي الدقيق لها ، وتوصلت  إلي أن التدخل الناجح مع أسر ذوي الإعاقة الفكرية هو الذي يعتمد علي وضع استراتيجيات وسيطة لتنمية التفاعل والتكيف الايجابي بين الوالدين والطفل المعاق فكريا ، بالإضافة إلي أنه قد وجد لدي هؤلاء الأسر أحلام وطموحات عالية المستوي من أبنائهم قد  تصطدم عند تحقيقها بالواقع مما يؤدي إلي بعض الاختلال الوظيفي داخل الأسرة ، وأشارت أيضا إلي أهمية الدعم والمساندة  الاجتماعية لأسر هذه الفئة حتى تستطيع مواجهة ضغوط الحياة.  

    وأشارت دراسة ايفان وايرلك (1991 Evan&,Erylc, )إلي دور الإرشاد الأسري الموجه من قبل المرشد النفسي إزاء رد الفعل الحزين وغير المناسب للآباء الذين لديهم طفل معاق فكريا  ، بالإضافة إلي ذلك وضحت الدراسة أن التدخل غير المناسب أثناء إرشاد الوالدين قد يؤدي إلي نتائج سلبية علي الوالدين أثناء تعاملهما مع الابن المعاق ذهنيا وأشارت أيضا إلي أن حالة الحزن التي تمر بها أسرة الابن المعاق فكريا غالبا ما تمر بخمس مراحل وهي : الصدمة والاحتجاج واليأس والانفصال وأخيرا التقبل .  

    وقام كل من جايا شانك وبيوري (1993 Jayashank&Puri, )بدراسة إرشاد الآباء الذين يعانون من وجود طفل معاق فكريا ، وتهدف الدراسة إلي معرفة ردود الأفعال إلي هؤلاء الآباء تجاه إعاقة ابنهم  وذلك بهدف تحويل الاتجاهات السلبية من قبل الآباء إلي اتجاهات ايجابية من خلال البرامج الإرشادية الموجهة إليهم ،وتوصلت إليه هذه الدراسة أن المشكلات العامة التي ينبغي أن يعالجها ويهتم بها الأخصائي النفسي والاجتماعي الذي يقوم بتنفيذ البرنامج هي نوعية المعلومات التي تعطي للآباء من حيث صعوبات عمليات الاتصال الفردي مع الابن المعاق فكريا ، وكيفية بث الآمن والطمأنينة لدي الطفل وتوصلت أيضا إلي أهمية تفاعل الإرشاد الفردي مع الجماعي  ، فقد وجد أن الإرشاد الجماعي كان ناجحا للغاية إذا ما اتبعه الإرشاد الفردي 

           أسفرت دراسة جوث (1993 , Goth   ) التي أجريت علي عينة من أسر الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة بان وجود طفل يعاني من إعاقة فكرية يؤدي إلي وجود درجه مرتفعة من الحزن والأسى لدي الوالدين, و وجود تعاون ومشاركة من جانب الأخوات يساعد الوالدين علي التخلص من هذه المشاعر ويخفف من حدة التوتر في المنزل وهذا ما نسميه الدعم المعنوي داخل الأسرة بحيث يساند جميع أعضاء الأسرة الأخر حتى يسير الجميع علي الدرب السليم .  

    وتوصلت دراسة جميل  (1998) إلي انه يمكن مواجهة الضغوط الواقعة على أسر الأطفال المعاقين فكرياً من خلال برنامج إرشاد أسرى ،نتيجة لما اعتمدت علية الدراسة من فنيات تعتمد علي المواجهة والحلول الفورية للضغوط الحياتية اليومية ، وتوصلت أيضا إلي أهمية الدعم النفسي داخل الأسرة والدعم المهني من المؤسسات داخل المجتمع الذي يعيش فيه المعاق فكريا  .  

                وأشارت نتائج دراسة مكاى وآخرين (1999  et al., ( Mckay  إلي فاعلية الإرشاد الأسرى في تحسين السلوكيات غير المرغوب فيها ،وقد تحسن حوالي (70%) من الأطفال الذين تم علاجهم بطريقه المشاركة الجماعية في مقابل (54%) من الذين استخدم معهم العلاج الفردي، الأطفال الذين تم إرشادهم أسريا بطريقه جماعية أصبحوا أكثر مشاركة اجتماعيا واتصالا مع والديهم وأكثر قدرة علي حل مشكلاتهم الشخصية ، وهذا يؤكد  أهمية الدور الكبير الذي يلعبه الوالدان عندما يكونا علي دراية بمشاكل وسيكولوجية أبنائهم وكيف يؤثران فيهم .  

    وأسفرت دراسة سيوارز وبيكر (1999 ,  Suarez & Baker ) أن العلاقات الاجتماعية السلبية للوالدين مع الآخرين وتضارب المشاعر بين الايجابية والسلبية والتدخل الزائد من الوالدين في شئون الطفل نتيجة فهم خاطئ للوا لدية بالإضافة إلى اضطراب العلاقة الأسرية لها تأثير كبير في ظهور كثير من المشكلات السلوكية لأطفالهم مثل اضطراب الانتباه المصحوب بمستوي من العدوانية المرتفعة والاندفاعية. وجود ارتباط موجب دال إحصائيا بين سلوكيات الوالدين الخاطئة تجاه الطفل واضطراب الانتباه ،وأيضا وجود ارتباط موجب دال إحصائيا بين المشكلات السلوكية بشكل عام ومعاملة المعلم للطفل داخل حجرة الدراسة.   

            وتوصلت دراسة السماحى(2000) إلى فاعلية العلاج الأسرى في خفض المشكلات السلوكية لدى أطفال الروضة عند مستوى (0.01) في السلوك المدمر العنيف وسلوك التمرد والعصيان والسلوك المضاد للمجتمع والسلوك الذي لا يوثق به والعادات الصوتية والسلوك الذي يؤذى النفس والاضطرابات النفسية الانفعالية، ومستوى الدلالة       ( 0.05  ) في السلوك الانسحاب والعادات الاجتماعية  غير المقبولة والشاذة والسلوك النمطي واللزمات والعادات غير المقبولة أو الشاذة عند هؤلاء الأطفال وذلك بعد تدريب الأسرة علي كيفية التعامل الفعال لمحو السلوكيات المضطربة من خلال برنامج العلاج الأسري.  

            وأكدت دراسة أمان (2001Aman.,  )  على أن تدريب كل من الوالدين و الطفل ذي الإعاقة الفكرية تحد من الصراعات داخل الأسرة مع ذيادة شعور الوالدين والطفل بالرضا العائلي ، ويكون الوالدان أكثر فعالية على تقييم أطفالهم مع قدرتهم على تطوير المهارات الضرورية للنمو السوي لأطفالهم .  

    وهدفت دراسة خليفة (2007 ) الكشف عن القبول الرفض الوالدي للطفل المعاق فكريا ، وطبقت الدراسة علي عينة تبلغ ( 150 ) من أمهات وآباء الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيط والمتوسطة وتوصلت إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية علي مقياس القبول الرفض الوالدي لصالح آباء وأمهات الأطفال المعاقين فكريا الأقل تكيفا  نتيجة إحساسهم بالصدمة والحزن وعدم القدرة علي العمل مع الطفل، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين آباء وأمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية في مستوي المشاركة الوالدية والقدرة علي التعاون والعمل والتطوع مع مؤسسات التربية الخاصة لصالح أباء وأمهات الأطفال الأكثر تكيفا ،كما توصلت إلي أن أعلي ترتيب لمشكلات السلوك التكيفي للطفل المعاق فكريا هي القصور في مهارات الاتصال مع العالم الخارجي ثم يليه قصور في الفهم والإدراك الاجتماعي ثم السلوك الصحي اللاتكيفي وأخيرا العزلة الاجتماعية .  

          وأشارت دراسة الفقي (2008) إلى وجود علاقة ارتباطيه موجبة دالة عند مستوى (0.1) بين مهارات الوالدية الفاعلة والسلوك التكيفي لدى الأطفال المعاقين فكريا سواء في المواقف المتعلقة بخصائص الوالدين أو المواقف المتعلقة بالخصائص التفاعلية بين الوالدين والطفل، بينما كان مستوى الدلالة عند مستوى(0.05) في المواقف المتعلقة بإستثمار البيئة المحيطة في صالح الطفل مما يشير إلي الأهمية القصوى في الاهتمام بالوالدين وتمكين الأسرة من القيام بالدور المنوط بها بفاعلية ولن يحدث ذلك إلا بعمل برامج علاجية وإرشادية توجه للأسرة جميعا 

         حدود الدراسة :تحددت الدراسة الحالية بالمحددات التالية  

         أ ـ عينة الدراسة:  

                أجريت الدراسة الحالية على عشرة من الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة و أسرهم بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية، وتم تقسيمهم إلي مجموعتين هما 

    •          المجموعة التجريبية: تتكون من خمسة أطفال ذوي إعاقة فكرية بسيطة وأسرهم، وطبق على هذه المجموعة برنامج الإرشاد الأسري ( إعداد الباحثة).  

    •          المجموعة الضابطة: تتكون من خمسة أطفال ذوي إعاقة فكرية بسيطة وأسرهم،وكانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بدون أي توجيهات لهم .  

        وتم تحقيق التجانس بين أفراد المجموعتين في كل من مستوى مهارات الو الدية الفاعلة، والعمر الزمني والعمر العقلي  والمستوي الاقتصادي الاجتماعي .  

    ب ـ  أدوات الدراسة 

    -           مقياس " ستانفورد – بنيه " للذكاء تعريب  مليكه (1998).  

    -           مقياس  مهارات الوالدية الفاعلة ( إعداد الباحثة،2008م ).  

    -           برنامج الإرشاد الأسري ( إعداد الباحثة ) يتكون البرنامج من (29) جلسة بمعدل جلستين أسبوعيا لمدة (14) أسبوعا تقريبا، وتم استخدام الفنيات الآتية : المحاضرة ولعب الدور وقلب الدور  والمناقشة  والتعزيز الايجابي والأنموذج والتجسيد الأسري والواجب المنزلي 

    -           ثبات وصدق مقياس الوالدية الفاعلة (إعداد الباحثة):  

     ثبات المقياس: قامت الباحثة بحساب الثبات للمقياس من خلال عدة طرق منها 

    ـ الثبات باستخدام معامل ألفا كرونباخ ، فقد تم حساب ثبات المقياس باستخدام معامل ألفا     

           كرونباخ وقد تم الحصول علي معامل ثبات قدرة ( 0.98) .  

    ـ الثبات بطريقة التجزئة النصفية، فقد تم حساب الثبات بهذه الطريقة والتوصل لمعامل ثبات  

           قدرة ( 0.967 ) . وهذا يدل علي أن المقياس يتمتع بنسبة ثبات جيدة .  

     صدق المقياس قامت الباحثة بحساب صدق المقياس بالطرق التالية :  

    ـ صدق المحكمين.  

    ـ صدق الاتساق الداخلي : تم حساب صدق الاتساق الداخلي بين عناصر المقياس قبل استخدامه ومدي ارتباط هذه العناصر المكونة للمقياس، حيث تم حساب معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية للمقياس والتي علي نهجها تم استبعاد ( 7 ) عبارات كانت معاملات الارتباط ضعيفة جدا لأنها لم تصل لمستوي الدلالة الإحصائية ، وبذلك أصبح المقياس مكونا من ( 63 ) عبارة موزعة علي ثلاثة أبعاد رئيسة .  

    ـ صدق المقارنة الطرفية : تم حساب النسبة الحرجة لدرجات الإرباعي الأعلي الإرباعي الأدني من عينة تتألف من (40 ) من آباء وأمهات الأطفال المعاقين عقليا فئة القابلين للتعلم ، حيث بلغت النسبة الحرجة (9.6) وهذه القيمة دالة عند مستوى (0.1) .  

    ج ـ الأسلوب الإحصائي :  

    1- اختبار مان – ويتني لمعرفة الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة 

    2- اختبار ويلكوكسون لمعرفة الفروق داخل المجموعة التجريبية خلال القياسات المختلفة (القبلي – البعدي – والتتبعي) .  

    الدراسة الميدانية:  

    يتحدد مجال الدراسة الميدانية بالحدود التالية :  

    (1)       الحدود البشرية :  

    الدراسة الحالية تم تطبيقها على (10) أطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسطة وأسرهم ، وتم توزيعهم إلي مجموعتين هما : أ ـ المجموعة التجريبية : تتكون من خمسة أطفال ذوي إعاقة فكرية بسيطة وأسرهم , ويطبق على هذه المجموعة برنامج الإرشاد الأسرى (إعداد الباحثة) . ب ـ المجموعة الضابطة : تتكون من خمسة أطفال ذوي إعاقة فكرية بسيطة وأسرهم , ويمارسون حياتهم بشكل تلقائي دون أي برامج إرشادية .  

    (2) الحدود المكانية :  

     الدراسة الحالية تم تطبيق البرنامج الإرشاد الأسري علي عينة من الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة وأسرهم بجمهورية مصر العربية .  

    (3) الحدود الزمانية :  

    تم تطبيق الجلسات في خلال (14 ) أسبوعا وذلك بواقع جلستين في الأسبوع ، وبعد مرور شهرين من توقف برنامج الإرشاد الأسري تم إجراء قياس تتبعي حتى نتعرف علي تأثير البرنامج علي الأسر والأطفال.  

    (4) الحدود المنهجية :  

     تم استخدام مقياس "ستانفورد – بنيه" للذكاء تعريب وتقنين مليكه (1998) ، ومقياس  مهارات الوالدية الفاعلة ( إعداد الباحثة )، وبرنامج الإرشـاد الأسـرى ( إعداد الباحثة ).  

    برنامج الإرشاد الأسرى :  

    قديما كان يقال ليس في الإمكان أبدع مما كان ولكن مع الحراك الاجتماعي السريع والثورة التكنولوجية والعلمية في جميع مجالات الحياة ، والتوصل لنظريات عديدة في مجالات علم النفس المختلفة ، وتعرفنا علي نظريات متنوعة في العلاج  والإرشاد النفسي فمن الممكن أن نقول أنه في الإمكان أن يصنع الإنسان أفضل مما كان طالما أن لديه إمكانات وطاقات ورغبة أكيدة وأهداف واضحة يريد تحقيقها ،ولا يوجد هدف اسمي ولا أنبل من أن يعدل الإنسان من نفسه ومن سلوكياته ومعتقداته حتى يسعد من يحب ، وعلي مدي العصور لم نجد أقوي من غريزة حب الآباء للأبناء والتفاني في إسعادهم ولو علي حساب سعادتهم الشخصية لأنهم يرون فيهم الأمل والمستقبل الذين يحلمون به ، وعلي الجانب الآخر توجد محاولات مستمرة من الأبناء لإرضاء الآباء والوصول إلي قلوبهم وعقولهم  ، هذا علي مستوي الأسرة العادية التي لا يوجد فيها طفل يعاني من درجة من درجات الإعاقة سواء البسيطة أو الشديدة ، ولكن عندما يتواجد طفل يعاني من  إعاقة فكرية تتضح هنا المشكلة وتقف الأسرة كلها في حالة من الصراع النفسي مع الضغوط التي تتعرض لها من جانب رفض المجتمع ونظرته المريضة لذوي الاحتياجات الخاصة وبين متطلبات هذا الابن المعاق فكريا وطريقة معاملته ومعاملة إخوته له كل هذه الضغوط تؤدي إلي حدوث تغيرات في العلاقات الأسرية وظهور بعض المشكلات الانفعالية للوالدين وضعف التواصل بين أفراد الأسرة بل وحدوث تغيرات في المعتقدات الأسرية وإحساس الأسر بفقدان القدرة والكفاءة في مواجهة التحديات مع فقدان تقدير الذات وقد يكون لمثل هذه الآثار تأثيرا سلبيا علي الطفل ذي الإعاقة الفكرية.  

             وترتب علي هذه الاثار أن رعاية الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية من المبادئ الإنسانية والحضارية التي يفرضها التطور .  

               وقد نجد بعض آباء الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة لا يحسنون رعاية أطفالهم، إما لجهل بحالة الطفل وحاجاته أو النقص في الخبرة بتعليم الطفل ،أو لفهم خاطئ لمسئوليات الأسرة أو الإهمال والتقاعس عن الواجبات،أو لعدم توافر إمكانيات الرعاية والعناية بالطفل    (مرسى ،1999) .  

              لكن هؤلاء الآباء الذين يرفضون طفلهم بسبب إعاقته العقلية، هم في الواقع يرفضونه لسبب لا يمكن  تغييره ، ولا ذنب له في حدوثه وقد يرجع سبب هذا الرفض إلى معاناة الوالدين من مشاعر نقص في تقبل ذاتهما وإحساسهما بعدم التقدير ، أو بسبب سلوكيات الطفل العامة غير المرغوب فيها التي كثيرا ما يعجز الآباء في التعامل معها بنجاح وفاعلية ( قنديل ،1996).  

     وقد ترجع مثل هذه السلوكيات غير المرغوبة إلى اضطراب الطفل الشخصي وعدم قدرته على التوافق وعدم مسايرة الآخرين، ومن أكثر هذه الاضطرابات شيوعا: العدوانية ، القلق ، نقص المهارات الشخصية والاجتماعية، واضطراب النوم وانخفاض مستواه التحصيلى )1996Johannes & Marc,)  

    ولذا جاءت الحاجة ملحة إلي التوصل إلي خدمات إرشادية أو علاجية لأسر هذه الفئة لأنهم في حاجة ماسة إلي الإحساس بالراحة والطمأنينة ، نتيجة لما يتعرضون لضغوط نفسية يزيدها قلة المعلومات المتوفرة عن المعاقين فكريا ، لهذا نجد أن ردود أفعالهم يسودها الغضب والخوف المخلوط بالسخط والندم ، كل تلك المشاعر تجعلنا لابد من تقديم الدعم الاجتماعي لهم لمواجهة كل الصراعات التي يتعرضون لها من جراء وجود طفل يعاني من إعاقة فكرية، ويحتاج لمعاملة خاصة سواء من الوالدين أو من المحيطين به  ،وتوفر الدولة التي يعيش فيها هذه الفئة كثير من الخدمات المهنية والعلاجية والإرشادية وتبذل الغالي والنفيس من اجل تأهيلهم مهنيا وتربويا بل ،وتقديم يد العون والمساعدة لأسرهم أيضا حتى تسير الأسرة كلها في الطريق السليم ، ويستطيع كل عضو داخل الأسرة يقوم بدورة بفاعلية وإيجابية ويقدم المساندة والدعم لمن حوله .  

       مما سبق يتضح أننا بحاجة إلى الإرشاد الأسرى ، لهؤلاء الأطفال فمشكلة الطفل داخل الأسرة ماهى إلا عينة لاضطراب أسرى شامل ، ولذا فقد تتشابك مشكلات أفراد الأسرة لدرجة يصعب حلها فردياً بل لابد من العمل جماعيا مع الأسرة كوحدة وفهمها بشكل جيد  (العزة ،2000)  

               وكلما اندمجت الأسرة في برامج علاج الطفل ، وتفهمته جيداً ، كلما كانت فعاليات البرنامج الأسرى أكثر نجاحاً وأبعد أثراً في حياة الطفل المعوق ، ومن ثم فإن تعليم الوالدين وإرشادهما ومساندتهما لكي تصبح الأسرة البيئة الأولى الأكثر فعالية في مواجهة مشكلات الطفل وإعاقته (فاروق صادق ، 1997). حيث أن تدريب كل من الوالدين والطفل يحد من الصراعات داخل الأسرة وتزيد شعور الوالدين والطفل بالتوافق النفسي داخل الأسرة، ويكون الوالدان أكثر تواصلاً وفعالية في تقييم أطفالهم مع قدرة الوالدين على تطوير المهارات الضرورية للنمو السوي لأطفالهم .  

    والإرشاد الأسري يهتم بدعم الأسرة ومساعدتها لتساعد نفسها وتتخذ القرارات وتحل المشكلات التي تواجهها ويركز الإرشاد الأسري علي الوالدين  بوجه خاص  ولكنه لا يتجاهل الأشقاء وأفراد الأسرة الآخرين ذوي الأهمية ويمكن تنفيذه بشكل فردي أو جماعي .  

                                                                                     ( الخطيب ، 2001 )  

     ويري اهلي واخرون  (Ehly,et al,1985)                          أن الإرشاد الأسري علي مهارات أساسية منها : التعاطف والتقدير الايجابي والدفء والاحترام والتركيز علي الملموس والواقعية والتحدث بصيغ الماضي والحاضر والمستقبل والمرونة والانفتاح والتلقائية والتواصل الصادق  والمواجهة والأصالة .  

    وحتى نجعل الأسرة تشارك في البرامج الإرشادية بشكل نشط وفعال لابد من وضع استراتيجيات منها: توضيح كل خطوة من خطوات تقديم الخدمات  والبرامج عبر وسائل التواصل اللفظية والمكتوبة ، وتزويد الأسرة بخيارات في كل خطوة من خطوات تقديم الخدمات والبرامج ، والرغبة في الالتقاء بأفراد الأسرة والطفل ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة في الأماكن والأوقات التي تناسبهم ، والمرونة اعتمادا علي الخصائص والرغبات الفرية للأسرة، وإتاحة الوقت المناسب والكافي للأسرة لمراجعة ودراسة البرامج التربوية الفردية لطفلها وتمكينها من طرح الأسئلة والتعبير عن آرائها بشكل مستمر. Boone&Crais,1999)   )  

    وتؤكد دراسة  دويدار (1998) مدى فاعلية الإرشـاد الأسـرى في مواجهة الضغوط النفسية وتخفيف الانفعالات والمشاعر السلبية لأسرة الطفل المعاق.  

                      وفى ضوء ما سبق فإن الدراسة الحالية هي محاولة لمعرفة مدى فعالية الإرشاد الأسرى في تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لعينة من أسر الأطفال  ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة .  

               مما سبق تتضح مبررات تصميم برنامج الإرشاد الأسرى حيث يتضح دور الوالدين في رعاية أطفالهم ، لأننا لا نستطيع فهم الطفل ذي الإعاقة الفكرية البسيطة خارج النسق الأسرى والإجتماعى، ولذا يشكل الآباء والأمهات البنية الأساسية التي تؤثر على حياة الطفل وتشكيل شخصيته ،وهم مصدر المعلومات عن الطفل ،كما أنهم الخبراء عندما يتعلق الأمر باختيار البرنامج الأنسب لطفلهم ( الخطيب ، 1995)  

    التخطيط العام البرنامج :  

         من خلال تعرفنا علي معني الإرشاد الأسري وأهدافه وكيف نجعل الأسرة تشارك في البرامج الإرشادية بشكل فعال تم وضع المخطط العام لبرنامج الإرشاد الأسرى على النحو التالي:  

    أولا : أهداف البرنامج :  

    *هدف عام :  

    هو تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة .  

    الأهداف الخاصة وهى :  

    التعرف على معتقدات وآراء الوالدين  الخاطئة والعمل على تعديلها مع تخفيف حدة التوتر الناتجة من وجود طفل معاق فكريا من خلال تقوية العقيدة الدينية .  

    تبصير أعضاء الأسرة بمعنى وأسباب وأعراض الإعاقة الفكرية، وأيضا معنى الوالدية الفاعلة وتوضيح دور الأسرة في التعامل مع الطفل المعاق فكريا ، ومعنى الإرشاد الأسرى .  

    العمل على زيادة التفاهم والتناغم الأسري .  

    تنمية بعض المهارات الاجتماعية لدى الطفل.  

    استغلال وسائل الإعلام والوسائل البيئية المتاحة في تنمية الوعي لدى الوالدين بأهمية طلب المساعدة من المرشد النفسي عند اللزوم.  

    الاستفادة من الخدمات البيئية التي توفرها الدولة لهذه الفئة، والمناداة بأهمية دمج الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة مع العاديين.  

    التركيز على تنمية وتحسين النقاط التالية لدى الوالدين ( التوافق الوالدي – الرضا الزواجى – الاستمتاع باللعب مع الابن المعاق عقلياً – الوعي بخصائص المعاقين فكريا – التوعية بالصحة العامة – التدريب على المرونة في التعامل مع المعاق – التدريب على الحوار ومهارة الاستماع للطفل المعاق – التدريب على التعامل بدفء وود مع الابن المعاق – التدريب على تقبل الانفعالات وطرق التعامل معها – التدريب على استثمار مواهب الطفل – تدريب الإخوة على تقبل الأخ المعاق عن طريق تدريب الوالدين – تدريب الوالدين على مواجهة ضغوط الحياة  

    ثانيا :الإجراءات العملية للبرنامج :  

    1- محتوى البرنامج الإرشادي :  

        قامت الباحثة بتحديد محتوى البرنامج الإرشادي بناء على الأهداف التي تم تحديدها ،والتي أشارنا إليها ، وذلك بالرجوع إلي الإطار النظري والاطلاع على مجموعة من برامج الإرشاد لتحسين الوالدية الفاعلة سواء كانت عربية أو أجنبية ،وتم تحديد مراحل البرنامج فيما يلي :  

    -  المرحلة الأولى :مرحلة التعارف والتسخين والهدف منها جعل أفراد الأسرة يشعرون بالراحة  النفسية نتيجة اشتراكهم في الجلسة العلاجية .  

    المرحلة الثانية:  مرحلة بلورة أسباب المشكلة  التي تؤدي إلي  إحساس الأسرة بالحزن والتوتر والقلق نتيجة وجود طفل معاق فكريا داخل الأسرة ، للمساعدة في تغيير سلوكياتهم وإحساسهم بالمشكلة (من الجلسة الثانية وحتى العاشرة).  

    المرحلة الثالثة : مرحلة  التواصل والتفاهم الأسرى ، والاهتمام بعملية التفاعل الاجتماعي بين الزوجين ، وإقامة علاقات إيجابية بين أعضاء النسق الأسري ، وتدريب الإخوة علي التفاهم الجيد مع شقيقهم ، وتقبل انفعالات الابن ، والتدريب علي الاستماع الجيد ، وتحديد الاستراتيجيات التي سوف تستخدم في الجلسات التالية ( من الجلسة الحادية عشرة وحتى السابعة عشرة 

    المرحلة الرابعة : مرحلة تدريب الوالدين  للابن المعاق فكريا لطفلهم على بعض المهارات الاجتماعية مثل مساعدة الطفل علي التعبير عن مشاعره وآرائه ، والتدريب علي المرونة في التعامل مع أقرانه ،وتنميه مهارة الاستماع والمشاركة وتكوين الصداقات ، وتدريبه على الإذعان وإتباع القواعد وضبط استجابة الغضب لدى الطفل ، والعمل علي استثمار مواهب الطفل (من الجلسة الثامنة عشرة وحتى السابعة والعشرين)  

    المرحلة الخامسة : مرحلة التقويم والتقييم ، وعمل تغذية مرتدة على جميع التدريبات السابقة وتقييم البرنامج ( الجلسة الثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون).  

    2- طريقة الإرشاد 

         تم استخدام الإرشاد الأسرى بطريقة فردية لكل أسرة على حدة من الأسر المشتركة في البرنامج وذلك لما تتمتع به هذه الأسر من خصوصية ، ولكي يكون كل فرد في النسق الأسرى بمثابة مرشد للطفل حيث أن أعضاء الجلسة الإرشادية هم أعضاء أسرته الذين يتفاعل معهم وذلك لزيادة التواصل فيما بينهم وتحسين الوالدية الفاعلة لديهم ،ونتيجة لوجود بعض الدراسات مثل دراسة جايا شانك وبيوري  (1993 )التي تشير إلي أهمية الإرشاد الجماعي عندما يتزامن مع الإرشاد الفردي فقد لجأت له الباحثة حتى تستفيد  الأسر من خبرات بعضهم البعض الآخر .  

    3- الفترة الزمنية للبرنامج :  

        قمت بتدريب أفراد الأسرة للمجموعة التجريبية في فترة زمنية بلغت (14 ) أسبوعا ، وقد بلغ عدد جلسات البرنامج (29) جلسة تم تطبيقها بواقع جلستين أسبوعيا .  

    4- الفنيات المستخدمة في البرنامج :  

       تم استخدام مجموعة من الفنيات تتمثل في : المحاضرة ، المناقشة ، الأنموذج، لعب الدور التجسيد الأسرى ، قلب الدور التعزيز ،الواجب المنزلي.  

       واستخدمنا هذه الفنيات سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي  .  

    ـ مكان التطبيق :  

         لقد تم تطبيق جلسات البرنامج حسب الاتفاق بين الباحثة وأسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة ، وكانت معظم الجلسات في منزل الأسرة حتى يستشعر جميع أعضاء الأسرة بالحرية والأمان ، وأيضا ينتقل أثر الجلسة علي سلوكياتهم بعد انتهاء البرنامج ، بالإضافة إلي أننا نوفر الوقت علي الأسرة في الانتقال إلي أماكن قد تكون بعيدة عليهم مما يبعث التكاسل أو عدم الذهاب للجلسة ، هذا باستثناء الجلسات الجماعية كان المكان يتحدد حسب الاتفاق بين اكبر عدد من الأسر.  

    6-تقييم البرنامج :  

    اشتمل علي تقييم بعدى و تتبعي : تم تطبيق مقياس مهارات الوالدية الفاعلة بعد مرور شهرين من التقييم البعدى على المجموعة التجريبية لمعرفة فاعلية البرنامج الإرشادي الأسرى في تحسين مهارات  الوالدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة بعد توقفه .  

    نتائج الدراسة :-  

    يمكن إيجاز نتائج الدراسة فيما يلي :  

    1- وجود فرق دال إحصائيا عند مستوى (0.01) بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد تطبيق البرنامج الإرشادي الأسري لصالح المجموعة التجريبية 

    2- وجود فرق دال إحصائيا عند مستوي (0.01) بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي بعد تطبيق البرنامج الإرشادي الأسري لحساب القياس البعدى.  

     3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي ( بعد مرور شهرين من انتهاء البرنامج ) .  

    اختبار صحة الفرض الأول :  

     " هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس مهارات الوالدية الفاعلة (أبعاده ، والدرجة الكلية) بعد تطبيق البرنامج لحساب المجموعة التجريبية".  

    وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام الأسلوب اللابارامترى مان – ويتنى  Mann-Whitney لدلالة الفروق لعينتين مستقلتين، ويوضح الجدول (1) نتائج هذا الفرض.  

         يتضح من الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى (01,)  بين متوسطى رتب درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد تطبيق البرنامج في بعد الخصائص المتعلقة بالوالدين، واستثمار الوالدين للبيئة في صالح الطفل ، بينما كانت دالة إحصائيا عند( 05,) في بعد الخصائص التفاعلية بين الوالدين والطفل والدرجة الكلية ، وبالرجوع إلى متوسطات درجات المجموعة التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج نلاحظ أن متوسطات درجات المجموعة التجريبية على أبعاد مقياس مهارات  الوالدية الفاعلة والدرجة الكلية أعلى من متوسطات درجات المجموعة الضابطة ، ولذا تكون تلك الفروق لصالح المجموعة التجريبية مما يدل على تحسين مهارات الوالدية الفاعلة لدى أسر الأطفال ذوي الاعاقة الفكرية البسيطة ، وهذا يؤكد صحة الفرض .  

    اختبار صحة الفرض الثاني :  

      هل توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات الوالدية الفاعلة (أبعاده والدرجة الكلية) لحساب القياس البعدى "  

        وللتأكد من صحة هذا الفرض تم استخدام الأسلوب الإحصائي اللاباراميترى لاختبار ويلكوكسون Wilcoxon لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس  مهارات الوالدية الفاعلة، ويوضح الجدول ( 2) نتائج هذا  الفرض 

    -الدرجة الكلية للوا لدية الفاعلة  

        يتضح من الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى( 01, ) بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي في أبعاد مقياس مهارات الوالدية الفاعلة والدرجة الكلية بعد تطبيق برنامج الإرشاد الأسرى . وبالرجوع إلى متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي نلاحظ أن متوسطات القياس البعدى أعلى منها عن القياس القبلي في كل أبعاد المقياس والدرجة الكلية ، ولذا تكون تلك الفروق لصالح القياس البعدى مما يدل على تحسين الوالدية الفاعلة لدى أسر هؤلاء الأطفال المعاقين فكريا ، وهذا يؤكد صحة الفرض الثاني .  

    اختبار صحة الفرض الثالث :  

     " هل توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدى والتتبعي (بعد مرور شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس مهارات الوالدية الفاعلة (أبعاده والدرجة الكلية) "  

         وللتأكد من صحة هذا الفرض تم استخدام الأسلوب الإحصائي اللاباراميترى ويلكوكسون Wilcoxon لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدى والتتبعي (بعد مرور شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس مهارات الوالدية الفاعلة    ( أبعاده والدرجة الكلية ) ، ويوضح الجدول (3) نتائج هذا  الفرض .  

     

    الدرجة الكلية للوا لدية الفاعلة  

    يتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدى والتتبعي على مقياس  مهارات الوالدية الفاعلة (أبعاده والدرجة الكلية)  وهذا يؤكد صحة الفرض الثالث.  

    مناقشة النتائج وتفسيرها :  

    بالرجوع إلي النتائج الإحصائية المعبرة عن مدي فاعلية البرنامج الإرشادي اتضح انه قد ثبت فاعلية برنامج الإرشاد الأسري في تحسين مستوي مهارات الوالدية الفاعلة وهو لب وصميم التفاعل الاجتماعي والتواصل بين أفراد النسق الأسري والذي يعد دافعا قويا للإنسان لتحقيق أكبر قدر من الانفتاح علي العالم والحياة بدلا من أن يكون مقيدا وأسيرا لمخاوف من تقبل أو رفض المجتمع للطفل والأسرة ،ويتفق مع نتائج دراسة هارون ( 1985 ) التي توصلت إلي أهمية البرامج التربوية والإرشادية في إكساب الأطفال السلوك التوافقي والابتعاد عن السلوكيات المضطربة مما يولد لدي الوالدين إحساس بالأمل وقدرتهم علي تعديل سلوكياتهم .  

    ويتفق مع دراسة باركلي واخرون (Barkly,et al,1992)  ودراسة جونسون وهاندن       Jonson&Handen,1994 )       )    ودراسة جرهام (      (Graham,1994ودراسة نجيب (2000 )علي  أهمية  برامج الإرشاد الأسري في تخفيف حدة الصراع الأسري الناتج عن وجود طفل معاق داخل الأسرة ،  وأيضا إمكانية تعديل سلوكيات هؤلاء الأطفال وتنمية التفاعل الاجتماعي من خلال اشتراكهم في البرنامج الأسري .  

    ومن النتائج المترتبة علي التحقق من صحة الفرضين الأول والثاني أيضا انه بإمكانية الإرشاد الأسري أن يخفف من حدة الشعور بالحزن لدي أسر هؤلاء الأطفال،  وهذا يتفق مع ما توصلت إليه دراسة خليفة (2007) عندما أشارت ألي أن آباء وأمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة يعانون من عدم القدرة علي العمل مع الطفل نتيجة لإحساسهم بالصدمة والحزن ويحتاجون لبرامج إرشادية تساعدهم علي تخطي هذه الأزمة.  

    ومن هنا يتضح أن الإرشاد الأسري طريقة فعالة في حدوث تحسن في مهارات الوالدية الفعالة لدي اسر ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة وتفسر الباحثة ذلك بأن أفراد المجموعة التجريبية قد تلقوا إرشادات علي  كيفية أداء السلوكيات الايجابية ، وذلك من خلال عدة جلسات فردية وجماعية حيث كان جميع أعضاء الأسرة يقومون بأداء الاستجابات داخل الجلسات والتدريب عليها وذلك باستخدام عدة فنيات منها الحوار والمناقشة ولعب الدور وقلب الدور والأنموذج والتعزيز بالإضافة إلي الواجب المنزلي حتى يتم التأكد من مدي فهم واستيعاب أعضاء النسق الأسري لهذه المهارات وممارستها في مواقف الحياة من خلال الواجب المنزلي وإعادة الانتظام المعرفي لهم ، وذلك بهدف إحلال المهارات الفعالة والمرغوب فيها بدلا من السلوكيات التي كانوا يمارسونها قبل بدء البرنامج ، وفي سبيل تحقيق ذلك كانت الباحثة تقوم بتفريغ التقارير المنزلية التي طلبتها من أعضاء الأسرة وتحويل السلوكيات غير المرغوب فيها أثناء الجلسة الإرشادية إلي موضوع للمناقشة والحوار وبعد ذلك يقوم أحد الوالدين بلعب الدور في كل موقف لعدة مرات مع الطرف الآخر ( الأم ـ الأب ) حتى يتم إتقان هذه المهارة ، وبعد ذلك يتم قلب الدور أي يقوم كل طرف بالدور الذي كان يلعبه الآخر وهكذا حتى يتم التدريب عل باقي المهارات الوالدية الفعالة المطلوبة .  

    وانطلقت هذه الفكرة من المبدأ الأساسي الذي يقول أن السلوك متعلم سواء كان مناسبا وفعالا أو غير مناسب فأي سلوك يعود بنتائج ايجابية علي الشخص نفسه ومن حوله يقوي ويستمر وأي سلوك يعود بنتائج سلبية علي الشخص نفسه ومن حوله يضعف وقد يتوقف في النهاية ، ولأن السلوك يتعلم من خلال التفاعل مع البيئة فإن تعديله يقتضي تغيير البيئة علاوة علي ذلك يشير الخطيب ( 2001 ) أن تعديل السلوك منحي ايجابي أي يركز علي تعزيز السلوك الجيد ، ومنحي علمي وموضوعي يستند إلي القياس المباشر والمتكرر ويتضمن مفاهيم وإجراءات دقيقة ومعرفة إجرائيا ، ومنحي فعال وعملي حيث انه يتضمن العديد من الأساليب المستخدمة في الحياة اليومية بطريقة منتظمة ومباشرة .  

    وترجع فاعلية البرنامج أيضا إلي أن الأسرة كانت في بداية الجلسات لديها تصورات سلبية عن أنفسهم وعن مدي تقبل المجتمع لطفلهم وعن الخدمات المهنية والتربوية والإرشادية التي يوفرها المجتمع لمثل هذه الأسر وتفضيل العزلة عن التفاعل بايجابية مع المحيطين بهم  ، مما يدفع بهم للقلق والخوف من التفاعل مع المجتمع المحيط بهم والقلق علي مستقبل ابنه ،ولذلك كانت الجلسات الأولي في البرنامج تنصب علي تعديل الأفكار السلبية لدي هذه الأسر وتزويدهم بأفكار ايجابية ومعلومات عما هو متوفر في المجتمع من اجل راحتهم وتأهيل أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة ، كل ذلك دفع الأسر إلي تعلم مهارات والدية جديدة من شأنها رفع مستوي التفاعل والتواصل داخل وخارج الأسرة ، وترتب عليه أيضا تحسن في مستوي سلوكيات ابناهم المعاق فكريا وطريقة تعامل أخوته معه .  

    ويتفق ذلك مع ما أشار إليه عبد العظيم (1991 ) أن هناك تأثيرا وتفاعلا متبادلا بين التراث والتوكيد وأن كلا منهما يؤثر ويتأثر بالآخر ويعززه  فالتصور الإيجابي عن الذات يساعد الفرد علي أن  يكون أكثر فاعليه وتوكيديه وأن زيادة التو كيديه والفعالية تزيد من الكفاءة الشخصية للفرد والثقة بالنفس وتقدير الذات ،و يمكن  تفسير العلاقة بينهما بأن العوامل المحددة لهما تكاد تكون واحده حيث أن أنماط التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية والظروف الأسرية والمدرسية تعد عوامل رئيسه في تشكيل كل من هذين المتغيرين مما جعل الباحثة توسع  من دائرة برنامجها الإرشاد ي ويشمل كلا من الأب والأم والطفل ذي الإعاقة الفكرية والإخوة والأخوات إلي البيئة المحيطة بهم ومحاولة دمج بعض من الجيران المقربين للأسرة والأقران حتى نعرفهم بعض المعلومات عن كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة،مما زاد من قوة الدعم الاجتماعي للأسرة وتهيئة الجو المناسب الذي يخلو من الإحباط لمثل هذه الأسر كل ذلك زاد من تمكين الأسرة بالقيام بدورها المنوط لها بإيجابية ، بالإضافة إلي استخدام الباحثة جداول النشاط الايجابي لزيادة مشاركة الأسرة وتعديل بعض من أفكارهم ويدعم ذلك دراسة  عبد الله وفرحان (2001) .  

     ويؤكد ذلك دراسة إليسون (2004Ellison )  والتي هدفت إلى معرفة تأثير التفاعل الغير لفظي على الطفل المتخلف عقليا. ومن هذه الأنشطة سرد القصص القصيرة الهادفة ، وتلوين الصور ، والمساعدة في أعمال المنزل ( كالطهي، ترتيب الحجرة ، الاهتمام بالحديقة ) ، واللعب بالمكعبات ذات الألوان الزاهية ، وسماع الأغاني ومحاولة ترديدها ، ومشاهدة أفلام كرتون، والتنزه في أماكن مفتوحة وغير مزدحمة ، وتمثيل الأدوار لبعض المواقف المشتركة بين الطفل والأسرة  وهذا يتفق مع ما أكده داس (1996) Das من ضرورة توافر عناصر الحفز في بيئة الطفل المتخلف عقليا لتثير انتباهه والحد من تشتته ليصل للاستجابة المناسبة ، ولذا حاولت الباحثة أن تستخدم فنيات متعددة ومتنوعة لكي تشبع رغبات وميول أفراد الأسرة مثل المحاضرة والمناقشة والتجسيد الأسرى ولعب الدور وقلب الدور والتعزيز والواجب المنزلي.  

     وبالنسبة للمتابعة والتحقق من الفرض الثالث الذي يدور حول استمرار التأثير الإيجابي للبرنامج الإرشادي المستخدم في الدراسة الحالية بعد فترة من توقف الإرشاد ( فتره المتابعة والتي امتدت لمدة شهرين تقريبا ) ولهذا الفرض أهميته تنبع من أن الهدف من إجراء برامج تطبيق السلوك ليس هو إحداث تغيرات طارئة مؤقتة في جوانب الشخصية ثم لا تلبث أن تنطفئ ـ  وكأن شيئا لم يكن  ـ بل أن المطلوب في مثل هذه البرامج أن يظل أثرها حتى بعد توقف الإرشادات التي كان يتلقاها الأفراد في النسق الأسري أثناء جلسات تلك البرنامج أو حتى بعد انقطاع صلتهم بالمرشد النفسي الأمر الذي يجعلنا نتأ كد من أن أفراد العينة قد استخدموا الاستراتيجيات المختلفة التي تعلموها وانتقال أثر التدريب علي مواقف حياتهم المستقبلية دون اللجوء إلي المرشد النفسي ، وأيضا الأمر الذي يعطينا مبررا لتطبيق تلك المحاولة علي قطاعات كبيره من الأسر الذين لديهم أطفال ذو احتياجات خاصة متنوعة، وقد ثم التحقق من صحة الفرض الثالث من خلال إجراء اختبار وليكو كسون للفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدى والتتبعي علي مقياس مهارات الو الدية الفاعلة للطفل ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة .                                                 

     ومما زاد من قوة نتائج البرنامج سواء في القياسين البعدى والتتبعي اعتماد الباحثة أثناء المناقشة والحوار علي أسلوب الإرشاد الديني النفسي  وخاصة في وجهة النظر والمعتقد السائد عند بعض الأسر التي تعتبر أولياء الأمور هم مصدر الإعاقة الفكرية عند الطفل نظرا لانتقال الجينات الوراثية أو تعرض الأم أثناء الحمل لظروف خطيرة ،ومن المؤكد أن مثل هذه الاعتقادات تولد كثيرا من الألم النفسي والشعور بالذنب دون داع، ويترتب عليه فرض حواجز وعوائق أمام تكيفهم مع المجتمع ومع طفلهم( السيد وخليفة،2003 ) ومن ثم فإن قضايا هذه الأسر لا يمكن تحملها وتعديلها إلا بالصبر والتحمل واللجوء إلي الله عز وجل، ونحن جميعا بصفة عامة ليس لنا ملجأ ولا منجى إلا الله العلي القدير ولذا كان التركيز هنا علي التقرب إلي الله سبحانه وتعالي وتقوية الإرادة والعقيدة الصحيحة حتى يتولد الشعور بالأمن والأمان وخفض حدة التوتر الناتج من وجود طفل ذوي احتياجات خاصة وبالفعل قد انتقل اثر التدريب في الجلسات أثناء إجراء البرنامج علي القياس والتتبعي وتحسن مستوي المهارات الو الدية .بالإضافة إلي استمرار الوالدين في تطبيق الاستراتيجيات والفنيات التي تم التدريب عليها أثناء انعقاد البرنامج مما انعكس بالإيجاب علي قوة التفاهم والتواصل الأسري داخل وخارج المنزل.  

    كيان واحد متصل .وقد انعكس ذلك على تحسين الوالدية الفاعلة لدى والدي الأطفال المعاقين عقلياً .  

    وهذا ما أكدته عياد وآخرون (1995 )عندما أشاروا إلي أن نجاح أو فشل أي برنامج تأهيلي للطفل المعاق فكريا يتأثر بمفردات البيئة الأسرية ، وتتمثل هذه المفردات في الصرع الذي يدور بين الأب والأم والإخوة والأخوات العاديين وموقف الأسرة تجاه ذلك 

    التوصيات والبحوث المقترحة:  

     أولا التوصيات :  

    1.        يوصى الباحث بتنمية التناغم والتفاهم الأسري والتوصل الفعال بين أعضاء النسق الأسري  من خلال البرامج الإرشادية والعلاجية المتنوعة.  

    2.        استثمار طاقات الطفل المتاحة مع مراعاة الفروق الفردية بين الأخوات داخل الأسرة  

    3.        ـ الكشف الطبي المبكر على الأطفال باكتشاف الإعاقة في الوقت المبكر حتى يتم التدخل المبكر لتأهيل الأطفال المعاقين ذهنيًا ودمجهم داخل المجتمع .  

    4.        ـإقامة الندوات والمؤتمرات الخاصة بتوعية أولياء أمور الأطفال المعاقين فكريا بكيفية تدريب أطفالهم في سن مبكرة ليساعدوهم على معرفة مشاكلهم  .  

    5.        ـ إقامة الندوات الخاصة والمؤتمرات لكل العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة من أطباء ومدرسين وأخصائيي  تخاطب ، ومديري مراكز ، وأخصائيين اجتماعيين ، وأخصائيين نفسيين للتعرف على أحدث ما توصل إليه العالم في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة .  

    ثانيا- البحوث المقترحة:  

    يوصى الباحث بعد الانتهاء من هذه الدراسة بالبحوث التالية:  

    1.        الوالدية الفاعلة وعلاقتها بمستوي العدوانية لدي الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية 

    2.        الإرشاد الأسرى وفاعليته في تنمية السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.  

    3.        فاعلية العلاج العقلاني الانفعالي في تحسين مستوي الضبط الذاتي  لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية.  

    المــراجـــع  

    أولا المراجع العربية:-  

    1.        الفقي آمال (2008): الوالدية الفاعلة وعلاقتها بالسلوك التكيفي لدى عينة من الأطفال المعاقين عقليا القابلين للتعلم، بحث مقبول للنشر عدد ابريل بمجلة الآداب ـ جامعة المنوفية.    

    2.        نجيب ألفت (2000) : مستويات مشاركة الأمهات في البرامج التدريبية لأطفالهم المعاقين عقليا والتغيرات التي تحدث لديهم ولدى أطفالهم , رسالة ماجستير, معهد الدراسات العليا للطفولة, جامعة عين شمس.  

    3.        بحش أميرة(2000): المبادئ والأسس التربوية للطفل المتخلف عقليا ، ط1 ، أم قري, السعودية.  

    4.        خليفة بتول( 2007 ) :القبول الرفض الوالدي للطفل المعاق ذهنيا ، مجلة كلية التربية بجامعة الأزهر ، الجزء الثاني ـ العدد (133) سبتمبر، ص ص 219 ـ 261.  

    5.        الخطيب جمال (1995) : العمل مع أسرة الطفل المعاق , منشورات مركز التدخل المبكر, مدينه الشارقة للخدمات الإنسانية , الإمارات العربية المتحدة.  

    6.        ــــــــــــــــــ (2001 ) : أولياء أمور الأطفال المعوقين( استراتيجيات العمل معهم وتدريبهم ودعمهم ) ، ط 1 ، سلسلة إصدارات أكاديمية التربية الخاصة ، الرياض ـ المملكة العربية السعودية .  

    7.        زهران حامد(2002) : التوجيه والإرشاد النفسي ، ط3، عالم الكتب ، القاهرة.  

    8.        يحيي خولة(2008): إرشاد أسر ذوى الاحتياجات الخاصة،ط2،دار الفكر العربي ، الأردن  

    9.        الشربيني زكريا،  صادق يسرية ( 2000 ) : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته،  دار الفكر العربي ، القاهرة .  

    10.      السماحى زينب (2000): فعالية العلاج الأسرى في تخفيض بعض أعراض الاضطرابات السلوكية لدى أطفال الروضة، رسالة ماجستير كلية التربية، جامعة الزقازيق 

    11.      العزة سعيد (2000 ) : الإرشاد الأسرى نظرياته وأساليبه العلاجية ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، عمان.  

    12.      منصور سلامة( 1997) : دور الإرشاد الأسرى في رعاية الأطفال المعوقين ، مجلة معوقات الطفولة ، جامعة الأزهر ، العدد السادس ، ص165 -180  

    13.      جميل سمية(1998) : الإعاقة العقلية إستراتيجيات مواجهة الضغوط الأسرية , مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة.  

    14.      قنديل شاكر (1996) : الاستجابات الانفعالية السلبية لآباء الأطفال المعاقين عقلياً ومسئولية المرشد النفسي " دراسة تحليلية " المؤتمر الدولي الثالث لمركز الإرشاد النفسي ، جامعة عين شمس ، ص 625-643.  

    15.      هارون صالح ( 1985 ) : دراسة أثر البرامج التربوية الخاصة في توافق المتخلفين عقليا في المرحلة الابتدائية ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ـ جامعة عين شمس .  

    16.      عبد العظيم طه(2006): مهارات توكيد الذات ،ط1، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية . القاهرة.  

    17.      عبد الله عادل و فرحان السيد (2001) : إرشاد الوالدين لتدريب أطفالهما المعاقين عقليا على استخدام جداول النشاط المصور وفاعليته في تحسين مستوى تفاعلاتهم الاجتماعيه . المؤتمر السنوي الثامن , مركز الإرشاد النفسي , جامعة عين شمس , ص 70 – 118 

    18.      دويدار عبد الفتاح (1998): قياس فاعليه إستراتيجيه للإرشاد النفسي في مواجهة الوجدانات والانفعالات والمشاعر السلبية للمعاقين عقليا, المؤتمر السنوي الثالث لذوي الاحتياجات الخاصة – جامعة المنوفية.  

    19.      توفيق عفاف و مهناوى أحمد(2002): تصور مقترح لتفعيل دور الأسرة والمدرسة فى تنمية بعض المهارات الحياتية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، المجلد الثاني عشر، العدد (52) ، ص161 ص 187.  

    20.      صادق فاروق (1997) : الحاجة إلى حقيبة إرشادية لأسرة الطفل المعوق سمعيا , توجيه للدول العربية , إتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين , (النشرة الدولية) , العدد 52 , ص 13 – 27.  

    21.      المصري فاطمة ( 2005   ) : الأمومة المتطرفة والنضج الانفعالي ـ أبحاث ومقالات في الدراسات الاجتماعية والنفسية ، ط1 ، دار المريخ ـ الرياض ، السعودية ، ص ص 98 ـ 108.  

    22.      مرسى كمال ( 1999) : مرجع في الإعاقة العقلية ،  ط 2 ، دار النشر للجامعات .القاهرة.  

    23.      مليكه لويس (1998) : دليل مقياس ستانفورد – بنيه للذكاء – الصورة الرابعة: المراجعة الأولى , ط 2, مطبعة فيكتور كيرلس.القاهرة.  

    24.      السيد محمد و خليفة منى(2003) : تدريب الأطفال ذوى الاضطرابات السلوكية على المهارات النمائية ، دار الفكر العربي .القاهرة .  

    25.      عباس مريجة (2005 ) : التصورات الوالدية وانعكاساتها علي استقلالية المعوق ، ورقة عمل ألقيت بالاحتفال باليوم الوطني للمعوق مؤتمر الرعاية النفسية والاجتماعية والبيداغوجية لذوي الاحتياجات الخاصة جامعة عمار بالاغواط بالجزائر 21 مارس.  

    26.        عياد مواهب و مصطفي نعمة و لطفي سامية (1995) : المرشد في تدريب المعاقين عقلياً علي السلوك الاستقلالي في المهارات المنزلية ، منشأه المعارف،الإسكندرية .القاهرة .  

    27.      المجلس القومي للطفولة والأمومة (92-1997) : الخطة القومية للحد من الإعاقة لأطفال جمهورية مصر العربية .  

    28.      وزارة التربية والتعليم (2003) : إحصاءات وملفات التربية الخاصة ، إدارة التربية الخاصة القاهرة .  

    ثانيا المراجع الأجنبية :  

    1.        Aman, L. (2001): Family System Multi- Group Therapy for Children and their Families, Dissertation Abstracts International, –B p.5548.  

    2.        American Psychiatric Association (1994): Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, 4th ED., DSM-IV, Washington, DC., American psychiatric press..  

    3.        American Association on Mental Retardation, (2002): Mental Retardation Definition Classification. Annapolis, MD, AAMR  

    4.        Barkley, R., Guevremont D., Anaslopoulos A., & Fleteher K. (1992): A Comparison of Three Family Therapy Programs for Treating Family Conflicts in Adolescents with Attention Deficit Hyperactivity Disorder. Child and Family Behavior Therapy Vol. 60, No.3, p. 450- 562  

    5.        Boone,H ,&Crais,E.(1999):Strategies for achieving family-driven assessment and intervention planning.youn exceptional children,3,pp.2-11.  

    6.        Das. J. (1996): Mental Retardation and Assessment of Cognitive Process, Manual of Diagnosis and Professional Practice in Mental Retardation. Washington, DC.  

    7.        Drummond J. (2005): Parent support programs and early childhood development: Comments on Goodson, and Trivette and Dunst. In: Tremblay RE, Barr RG, Peters RDeV, eds.(2005): Encyclopedia on Early Childhood Development [online]. Montreal, Quebec: Centre of Excellence for Early Childhood Development; 2005:1-6. Available at:   http://www.child-encyclopedia.com/documents/DrummondANGxp.pdf  

    8.        Ehly,s.,conley,j.,&Rosenthal,d.(1985): Working with parents of exceptional children.st.louis: times mirror \mosby.  

    9.        Ellison, M (2004) : The Effect of  Non –Verbal  Redirection on Out of seat Behavior in a Subject Diagnosed as  ADHD and MR , Dissertation Abstracts International-B Vol. 42, No. 3, p. 732  

    10.      Evans,Erylc.(1991):the grief reacton of parents of the retarded and the counselores role australian, J. of mental retardation, 14( 4) pp.8J15.  

    11.      Goth, A (1993): Siblings of Mentally Related Children Midwife, Health Visitor and Community Nurse, Vol. 26, No. 4. p 81  

    12.      Graham, P. (1998): Cognitive –Behavior Theory for Children and Families, Cambridge University press.  

    13.      Goodson B.(2005) Parent support programs and outcomes for children. In: Tremblay RE, Barr RG, Peters RDeV, eds. (2005): Encyclopedia on Early Childhood Development [online]. Montreal, Quebec: Centre of Excellence for Early Childhood Development;1-7  

    14.      Jayaskank, B., &Puri, K.,( 1993 ) :parental counseling of the M.R. children child psychiatry quarterly 17( 3 ) pp. 109J 117.  

    15.      Johannes R., & Marc J. (1996): Manual of Diagnosis and Professional Practice in Mental Retardation, American Psychological Association Washington, DC.  

    16.      Johnson, C., & Handen, B. (1994): Efficiency of Mental Penidate Intervention on Classroom Behavior in Children with ADHD and Mental Retardation, Behavior Modification, Vol. 59, No. 4, p. 470-488.  

    17.      McKay, M., Gonzales, J., Quintana, E., Kim, L., & Abdul, J. (1999): Multiple Family Group: An alternative for reducing disruptive behavioral difficulties of urban children, Social work practice, Vol. 9, No. 5, p. 593- 608.  

    18.      Montreal,Q.(2005): Cntre of excellence for early childhood development;1J8 available athttp:\\www.child –encyclopedia.com\documents\Trivette-Dunstangxp.pdf.  

    19.      Nihira,k.,Meyers,c.e.,&Mink,I.t.(1980):home Environment, family adjustment,and the development of mentally retarded children Applied Research in mentally retarded ,pp.5-24.  

    20.      Richardson,s.t.,kollerh.,&Katz,m.( 1985 ) : Relationship of Upbrining of later behavior disturbance  mildly  mentally retarded young people .American journal of mental defrciency,90,p.1-8.  

    21.Suares,l.& Baker, B. (1999): Child Externalizing Behavior and Parent’s Stress: The Role of Social Supports, Vol. 46, No. 4, p. 372-382  

    21.      Whelley,e&Teresa, A( 1991) : Families of young adults with mental retardation transitioning into adult services , diss.,abst.,inter.,vol.51,no.12,june A.  

     

     

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كيفية تأهيل الطفل المعاق مع الطفل السليم في المجتمع Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top