• اخر الاخبار

    الاثنين، 28 فبراير 2022

    حول سورة النجم ومعجزة المعراج ..بقلم :طه هيكل

     


    في مستهل سورة النجم  يقسم ربنا سبحانه وتعالى  بالنجم إذا هوى

    وهو مايهتدي به  السائر ليلا

    كما قال الله  تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون

    والنجم هو الجسم اللامع  الكروي الذي يظهر ليلا

    ومعنى إذا هوى  أي إذا سقط

    والنجم هو نوع من أنواع النباتات  التي لاساق لها  فهي تفترش الأرض  وتثمر 

    وقيل في النجم  أنه القرآن الكريم

     وكل قسم يحتاج إلى جواب  وجواب  القسم  بالنجم  قوله تعالى  ماضل صاحبكم  وماغوى

    وقد يسأل سائل ماعلاقة القسم بجواب القسم

    أقول  وبالله  التوفيق 

    إن الرسول صلى الله  عليه  وسلم  هو الهادي إلى طريق  الحق  فلو سقط  نجم من السماء  لضل  الناس  طريقهم  فنفى  ربنا عن رسولنا  الضلال  لأنه  يهدي   ونفى عنه  الغواية  لأنه يرشد

     وقوله حق  ونطقه صدق   ولسانه يقين

    وما ينطق عن الهوى   والهوى هو ما تهواه  النفس فيرديها  لأنه صلى الله عليه وسلم  كان نطقه  لله  ومنطقه  وحركاته  وسكناته  ومجلسه  وقيامه وكل حالاته  لله  فكان لايقوم  ولايجلس  إلا على ذكر   فكان نطقه عبرة  لأولي الألباب

     وكلامه  وحي من الله له إن هو إلا وحي يوحى 

    إن بمعنى ما  والمعنى مايتكلم  إلا بوحي الله  له

    ألم  تقرأ قول الله تعالى اقرأ   باسم  ربك  الذي خلق

    ثم يقول ربنا  علمه  شديد القوى   والضمير في  قوله  علمه أي علم  صاحبكم   عائد على جبريل  أمين  الوحي  المقصود بقوله  شديد  القوى  أي  متميز  عن البشرية  بقوته    ذو مرة  ومرة  مفرد   والجمع  مرار  بالكسر   ومعناها  المنظر  الحسن  والقوة 

    فاستوى من الاستواء  وهو الاعتدال

     

    وهو بالأفق  الأعلى  وقد  قال  أهل  التأويل  في هذا   أن جبريل  الأمين  استوى  هو  ومحمد صلى الله عليه  وسلم  بالأفق الأعلى 

    ثم  دنا   أي  اقترب   والفاعل  يعود  على  ( وهو)   أي  رسول الله  صلى الله  عليه  وسلم

    فتدلى  أي اقترب   بشدة 

    فكان  قاب  قوسين  أو أدنى   أي  أصبح  أقرب  مايكون  إلى الحضرة  الإلهية   فأوحى  الله  تعالى  في   هذا  الوقت  إلى عبده   محمد صلى  الله  عليه   وسلم  ما  أوحى   وهو  فرض  الصلاة

     ماكذب  الفؤاد   ما رأى    لأنه  في  معية  الله   فاستحضر واستجمع   كل  شعوره  وحواسه  وإدراكه  في الحضرة  القدسية  

     ثم يقول الله  تبارك وتعالى  أفتمارونه  على مايرى   هل تشككون  وتجادلون  فيما  رآه  ولقد  رآه  أي أن  النبي صلى الله عليه  وسلم  رأى  جبريل مرة  ثانية  بعد  أن فارقه   في  المرة  الأولى  وقد  ورد   أن  جبريل عليه السلام  قال    وما منا  إلا  له  مقام  معلوم   تقدم يارسول الله  فلو أنت تقدمت لاخترقت   ولو أنا تقدمت لاحترقت

     

    وقد  قال  الإمام البوصيري 

    وأنت تخترق السبع الطباق  بهم  في موكب كنت فيه  سيد  العلم

    عند سدرة  المنتهى  أي  عند المكان  الذي ينتهي فيه  علم  الخلائق  جميعها

    عندها جنة  المأوى   وقد سمع  رسول الله  صلى الله  عليه وسلم  صريف  الأقلام من الملائكة 

    التي تكتب أعمال العباد  عندها جنة المأوى

    إذ يغشى السدرة  مايغشى

    حين رأى النبي صلى الله عليه  وسلم  جبريل  على هيئته  الملائكية  غشى  السدرة  نور عظيم   وغطاها جمع  عظيم  من الملائكة

    مازاغ  البصر   وما طغى   وكيف  يزيغ  البصر  في حضرة  الشهود  لقد رأى من آيات ربه الكبرى

      أي  لقد  رأى النبي صلى الله عليه  وسلم   كبرى  الآيات  الإلهية أو الكبرى   من آيات  ربه   العظيمة   وهي  الرؤية   التي  طلبها  موسى  عليه  السلام  فلم  ينلها   ودعي  إليها  رسول  الله صلى الله  عليه   وسلم   ومهما  أنكر  المنكرون  وافترى  الكاذبون  ستبقى  الآيات العظمى  شاهدة  على  مكان ومقام  ومكانة رسولنا  صلى الله عليه وسلم فلا يعلم  قدر الله  إلا رسول الله  ولا يعلم قدر رسول الله  إلا  الله

    ويكفيه  ماقاله   الله  في  شأنه   وإنك  لعلى خلق عظيم 

    وقوله  وما أرسلناك إلا رحمة  للعالمين

     

    وصلى الله  على سيدنا  محمد  وعلى آله  وصحبه  وسلم

     

    ٢٠٢٢/٢/٢٢

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حول سورة النجم ومعجزة المعراج ..بقلم :طه هيكل Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top