عرض :ساهرة رشيد
صدر عن دار الرفاه للطباعة والنشر في بغداد
الكتاب الموسوم (البعد القومي في قصص جاسم محمد صالح)،
(الحصار، السيف، الفأس ، اللّيرات
العشر) وهو رسالة
ماجستير تقدمت بها الطالبة : مزداوت
مفيدة الى جامعة محمد خيضر / كلية الاداب واللغات / قسم الادب العربي / ولاية
بسكرة / جمهورية الجزائر , عام 2021م , وتحت
اشراف الدكتورة مشقوق هنية .
وقد جاء في مقدمة الكتاب : (( وتكمن أهداف
وأهمية دراستنا لهذا الموضوع في إبراز الدور القومي في القصص الموجهة للأطفال ( قصص
جاسم محمد صالح ) التّي لعبته شخصيات هذه القصص في منطقة العراق ضدّ المحتل
الانجليزي ، كما اكتفينا بذكر أهم نماذج البطولة والتّضحية كالشيخ شعلان ابو الجون
ونجم البقال وغيرهم، لكي يعرف الطفل أنّه عربي في وطنه الصغير، وأنّ وطنه جزء من الوطن
العربي الكبير الّذي تربط بين أجزائه القومية العربية، وتدعم أواصر وحدته لغة
واحدة ودين واحد، وقيّم روحية واحدة وتاريخ واحد ، وتراث مشترك وموقع جغرافي متصل،
وكيف أنّ حضارة العرب يتطلعون بما لهم من آمال وإمكانيات إلى اتخاذ مكانهم المرموق
في عالم الغد، وبناء على هذه الاعتبارات كان عنوان المذكرة موسوما بــ" البعد القومي في قصص جاسم
محمد صالح (الحصار، السيف ، الليرات العشر، الفأس)...
والجدير بالذكر إن هذه الدراسة
الجامعية هي السادسة والعشرون والتي
تناولت المنجز الإبداعي لإديب الأطفال
جاسم محمد صالح والذي قدم للمكتبة العربية اكثر من ثلاثة وتسعين كتابا بين
مجموعة قصصية وروائية ودراسات معمقمة في أدب وثقافة الأطفال منها : ( منهجية
الكتابة للاطفال , أساسيات الكتابة في مسرح الأطفال , فن الكتابة للأطفال , آراء
ومفاهيم في التربية والتعليم ) اضافة الى
اكثر من ثلاثين مسرحية للاطفال .
أمّا عن اهم أسباب اختيار الموضوع أعلاه فكان
رغبة من المؤلفة في محاولة معرفة القومية والوطنية في التّاريخ العراقي والحفاظ
على هوية الطّفل ودورهم في العمل القومي كونه موضوع مهم لم ينل حقّه من الدّراسة ,
يذكر ان الكاتب العراقي الكبير جاسم محمد صالح
صاحب رسالة تربوية ووطنية في تعليم الأطفال بوطنهم وزيادة تعلقهم به وكذلك
فقد شرح لهم في مؤلفاته وباسلوب ساحر واخاذ موروثاتهم الشعبية وقيمهم وتراثهم
وعاداتهم وتقاليدهم وركز في كتاباته على الوطنية وقيم التضحية والفداء وغرسها في
نفوس الأطفال من أجل بناء الإنسان المتعلق والمحب لوطنه ووجدنا ذلك في رواياته : (
منقذ اليعربي , الحصار , السيف ,الفاس , الليرات العشر , الصفعة , صالح الخراشي , حميد البلام ) ومجموعته القصصية : ( العصافير
تقاتل ) , اما محتويات الدراسة فقد توزعت
بين مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة اضافة الى الملاحق والمصادر والمراجع وسيرة الكاتب
محور البحث , وركزت الباحثة في دراستها على أهمية البعد القومي أكثر من أي وقت
مضى، فقد برزت تحديات كثيرة تهدد الأوطان وتميع تراث الأجداد بدواعي سياسية غير
بريئة ، وفي إطار مشاريع تحمل مسميات مفخخة مما يدعو إلى ضرورة الحذر ... كلّ
الحذر من هذه المبادرات الوافدة عن طريق سرد قصص لأبطال تاريخيين ساهموا في تحرير
أوطانهم من نير الاستعمار ، وقدموا خدمات جليلة لأقطارهم في مختلف المجالات
العلمية والفكرية والسياسية وهذا ما قام به الاديب جاسم محمد صالح في رواياته
وقصصه المتعددة .
واكدت الباحثة من خلال رؤيتها
النقدية والبحثية لروايات وقصص الاديب إنّ مشروع ترسيخ الهوية الوطنية للطفل
العراقي من أهم الضروريات في أدب الطّفل العراقي، لأنّ أدبا بلا هوية لا يمكن أن
يُعدّ أدبا حتى ولو امتلك كلّ مقومات الشكلية والفنية للأدب ، لأنّ الهوية في
الأدب من الضروريات الملحة ، وهي التّي تعطيه البقاء والديمومة والنجاح ، فلو
رجعنا إلى الوراء وألقينا نظرة سريعة على أهم الأعمال الأدبية التّي خلدت على مر
الأعوام والسنين لوجدنا على الفور أنّها تلك الأعمال التّي عبر فيها الكاتب عن
هويات بلدانهم أحداثا وسلوكا وتاريخا وتراثا،
لإنّ مشروع ترسيخ الهوية الوطنية للطفل العراقي عند الكاتب جاسم محمدصالح من أهم الضروريات في أدب الطّفل
العراقي، لأنّ أدبا بلا هوية لا يمكن أن يُعد أدبا حتى ولو امتلك كلّ مقومات
الشكلية والفنية للأدب ، لأنّ الهوية في الأدب عموما وادب الأطفال خصوصا من
الضروريات الملحة ، وهي التّي تعطيه البقاء والديمومة والنجاح، فلو رجعنا إلى
الوراء وألقينا نظرة سريعة على أهم الأعمال الأدبية التّي خُلدت على مرّ الأعوام
والسنين لوجدنا على الفور أنّها تلك الأعمال التّي عبر فيها الكاتب عن هويات بلدانهم
أحداثا وسلوكا وتاريخا وتراثا , وتتأكّد اليوم أهمية البعد القومي أكثر من أي وقت
مضى، فقد برزت تحديات كثيرة تهدد الأوطان وتميع تراث الأجداد بدواعي سياسية غير
بريئة، وفي إطار مشاريع تحمل مسميات مفخخة بما يدعو إلى ضرورة الحذر كلّ الحذر من
هذه المبادرات الوافد عن طريق سرد قصص لأبطال تاريخيين ساهموا في تحرير أوطانهم من
نير الاستعمار، وقدموا خدمات جليلة لأقطارهم في مختلف المجالات العلمية والفكرية
والسياسية .
فقد استطاع الكاتب جاسم محمد صالح
أنّ يُقدّم للأطفال الكثير من الاعمال والقيم، ليشدّ الطفل إلى وطنه وتاريخه من
خلال فن القصة , فلقد تعامل الكاتب جاسم محمد صالح مع شخصيات قصصه بذكاء وحكمة ،
ورسم ملامحها وهندس حركاتها بشكل دقيق ومتقن ، فالشخصية عنده من العناصر الأساسية التّي تدفع عجلة
الأحداث إلى الأمام وتخلق الصراع ، كما وأنّها تعد أساس لدراسة السردية الحديثة , إضافة
إلى أنّ( جاسم) كان بارعا جدا في الوصول إلى نفسية الأطفال والتعامل معها بكلّ
حنان ورقة ، واعتبر كتاباته عاملا مساعدًا لتحقيق ما يريد , وقد جعل الشخصية
الرئيسية قالبا لكلّ القيم الوطنية ، والتّي هي أساس تأملاته وأحاسيسه الشخصية ،
بينما وظّف باقي الشخصيات الثانوية روافد للشخصية الرئيسية التي تدور في فلكها
وتدعمها , وقد تجلى ذلك في القصص , حيث جعل الكاتب أبطال القصص والروايات تحمل
بعدا قوميا ورموزا للمواقف القومية في أدب الطفل , ففي مجموعة (الحصار) وهي ثلاث
قصص عن ثورة العشرين كان من أبطال ورموز الوطنية التّي قدمها للطفولة الناضجة (نجم
البقال)، وهو البطل الّذي قاتل المحتل الانجليزي في مدينة النجف وقدّم حياته فداء
للوطن، وكذلك البطل العراقي الكبير الشيخ (ضاري) الّذي أهان غطرسة الاستعمار
الانجليزي المتغطرس في شخصية القائد الانكليزي (لجمن) ، أمّا البطل العراقي
النّجار ( حميد رشيد الأخرس) الّذي استشهد وهو يشجّ رؤوس الجنود الانجليز المحتلين
بفأسه في قصة (الفأس) والشيخ (شعلان) بطل قصة (الليرات العشر).
0 comments:
إرسال تعليق