• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 15 فبراير 2022

    قصة طائر..قصة قصيرة :للأديب العراقى الكبير عيسى عبد الملك



    قبالة بيتي، على اطراف المدينة،  ثلاث نخلات .على التي على اليمين، عش طير بدا من طريقة هندسة بناءه انه من سلالة طيورنادرة.هندسة بناء العش تشبه لوحة فنان ، لفتت انتباهي .على التي على يسار البيت، عش كئيب لغراب غارق في السواد اعتدت ان اراه يحوم حول بيتي ! . على الوسطى عش لأنثى طيرتزوره طيور مختلفة  . كل صباح،  يحط الطائرالنادر على شباك غرفتي . يغرد بصوت جميل .يمكث  قليلا ثم يطير. ذات يوم ،  قررت اصطياده .ولانه ألف الشباك ولم يعد يحذر، سهل الامر علي . هذا الطير فاجأني بما  لم يكن في الحسبان .بين ريش عنقه الكثيف ، وجدت طوق فضة  كتب عليه  بخط سومري مترجم { هذا الطائر لا يطيق العيش في قفص } فاطلقت سراحه. ولأن العالم كله تحت وطأة حصار وباء الكورونا ، ولدي فائض وقت كثير، قررت ان اقرأكل مالدي من كتب قديمة . .!.

      ذات ليلة ، تناولت  رواية القرغيزي ، جنكيز أيتماتوف  { T0 have and to lose  } اضافت الرواية حزنا كثيفا الى تلال حزني فأغلقت الكتاب .قلبت كل دفاتري القديمة .شعرت بالانهاك . احكمت اغلاق باب غرفتي واستلقيت على السرير في حالة تشبه الاعياء . بين اليقظة والمنام سمعت نقرا خفيفا على الشباك.نقر بالحاح .بحذر فتحت الشباك . دهشت حينما وجدت الطائرالسومري  منتوف الريش عالقا .امسكته . وضعته على منضدة امامي ورحت انظر اليه. كان الطوق في رقبته , تقابلت عيوننا . ببطء فتح الطير منقاره وتمتم {شكرا}.بأم اذني ، سمعته يقول .لم يكن في الغرفة غيرنا.نظرت اليه من جديد . ومن جديد فتح الطائر منقاره ، نظر الي بانكسار وقال{ شكرا يا سيدي } هدأ من روعي . بما ان هذا الطائر يتكلم لم لا أكلمه ،؟

     قلت .من انت  وما قصتك  ؟ لا تخف ولا توجل فقط امهلني بعض الوقت قال الطير فامهلته بعض استراحة ،  قال بتغريدي اسعدتك صباحات عدة قبل ان ينتفوا ريشي .فهل تؤيني ريثما استرد ريشي  المنتوف ؟  من نتف ريشك ؟ سألت فقال ستعرف كل شيء فقط اصغ ,هل انت مستعد ؟ قلت كلي آذان صاغية. راح الطائر يقص قصته :

     لاحظ تلك النخلات  الثلاث قبالة منزلك .على التي على اليسار بمعزل بنيت عشي .على تلك النخلة ،  بنى غراب فاحم السواد عشه ،.في الوسط بين النخلتين  بنى المعجبون عشا لانثى طير غريبة الأطوار،تجنبتها. ذات فجر رأيتها تغازل الغراب . قلت ما يعنيني !.   لمحني الغراب فاقبل نحوي  نافشا ريشه منتهزا لحظة وجودها  بباب العش .امامها اشتبكنا . بلحظات ، نتفت ريشه وكدت اكسر جناحه .كنت اتحين هذه الفرصة . عصرا جائني غراب  يحمل ريشة  منها. تدعوك! قلت لن اذهب للعوب تعاشر غرابا ولن اكون مجرد رقم في قائمة عشاق .مساءا عاد ،الوسيط وقال ، تقول ماذا تريد ؟ لها ان  تختار واحدا منا انا او الغراب  ومن ترفضه يرحل قلت . عند الفجر جاء  الوسيط : قبلت ولكنها اشترطت  ان يجمعكما عش واحد ضمانا لأمنها وحددت مطلع الربيع القادم موعدا للعرس. اقنعني الغراب الوسيط بصواب رأيها  . قلبت الامر ووافقت .سكت الغراب قليلا. قلت . هل لها من طلبات او شروط ؟ قال لها شرط واحد او طلب .ما هو ؟  كعربون صداقة ومهر تريد ان تهديها كل يوم ريشة من ريشك لتزيين عش سعادتكما المقبلة .!

    كل صباح أنتف ريشة يحملها الغراب لها  حتى جئت على  ريش الجناحين والصدروالذيل  والقوادم  وصرت كما ترى منزوع الريش والارادة . فجر اليوم اقتحم العاشقان عشي .لم يخرباه . كانا يحملان عود خيزران . عض على  وسط العود ولا تعترض , أمراني. عضضت على  وسط العود .امسكا به من طرفيه. حلقا بي عاليا ثم فجأة , في فلاة , فتحا منقاريهما . خسرت كل شيء.عشي وريشي وصوت تغريدي  وجئتك مستجيرا فأجرني ريثما استعيد عافيتي وريشي يا صديقي ! 

     اختلط صوت الطائر  برنة النقال الذي نسيت ان اغلقه كما تعودت قبل النوم . !

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة طائر..قصة قصيرة :للأديب العراقى الكبير عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top