انهى عامه الدراسى فى صعيد مصر..ولم يتجاوز عامه الحادى
عشر.. الأمور المعيشية الصعبة فى مسقط رأسه ..جعل القحط يتوارثه الإبن والاب والجد
وجد الجد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
حمل متاعه قاصدا دلتا مصر..ونزل برأس البر بملابس رثة
وقدمين مشققتين من فرط الشقا وهو الصغير الذى لم يتمتع بطفولته.
ترك رفاهية الطفولة لأبناء جيله من المنعمين فى الساحل
الشمالى..الذين تغدق عليهم الدنيا من حيث لم يحتسبوا.
حمل صندوق خشبى وبه تفاح مطلى اعلاه بسكر أحمر..وطاف بين
المصطافين ..مناديا :تفاح يا سكر مين يشترى منى.
كنت جالسا على كرسيى بملابس المصيف والنظارة السوداء_ أمنى
نفسى بأننى من أصحاب الياقات الزقاء_وأنا المعدم الذى دخل جمعية ليقبضها ويذهب
للمصيف ارضاء للاولاد والزوجة.
لفت انتباهى طفل الشقا هذا ..فنادت عليه احدى العائلات ..ودار
الحوار..الواحدة بكام..باثنين جنيها ونصف الجنيه.. فردوا ..لا..الثلاثة بخمس
جنيهات..فضحك ضحكة جذبتنى..كلها صفاء وأمل فى مستقبل مشرق.. يضحك من قلبه رغم
مرارة ما هو فيه..ولكنه السعى على الرزق..فتدخلت فى الحوار وقلت له:الخمسة بعشرة..فضحك
ثانية وأومأ برأسه واعطى الصندوق المملوء بالتفاح للعائلة واسترخى على كرسى المصيف..شاهدته
جالسا على الكرسى مسترخيا وفاردا ذراعيه للهواء..متقمصا شخصية ..طفل الذوات..ولما
لا وها هو جهده ولفه طوال النهار يكلل بأن احدا يشترى منه.
اشتروا منه بثلاثين جنيها وجبروا بخاطره..وناديته
واشتريت ايضا وعاود الجلوس على الكرسى
مستخرجا ما حصده فى هذا اليوم عدا..واسارير وجهه تكاد تنفجر من الفرح.
0 comments:
إرسال تعليق