* أصدرت فرمانا سلطانيا يعلن شوقي كريم موظفاً كاتباً لكل الأجناس الأدبية
المعنية بالجمال
* وقفت حائراً بين تشيخوف وسارتر كانت حيرتي كبيرة كيف تكتشف انك خلقت لتكون
كاتبا
* اسكن ارض الفواجع والحروب والموت والمزايدات منذ الأزل ورحت ابحث عما يؤكد
حقيقة وجودي كفرد يمتهن الحياة
*صرت عنواناً في المسرح الإنساني حتى أن مسرحيتي "خرابيط "كادت أن
تقتلني
*
لايوجد نقد منهجي عراقي.
*" السياب" تجربة شعرية لولا امتلاكه لغة قراءة أخرى لظل حبيس
تجاربه البسيطة
* مشكلتنا بعد التغيير في الثقافة ازدادت سوءاً وخاصة بعد ظهور التواصل
الاجتماعي غاب الرقيب الوجداني
* إذا لم يكن الجمال والعفة
والأخلاق موجدة فكل شيء مباح من اصغر الخطايا حتى اكبر الجرائم
* الفقراء الذين انتمي إليهم هم صناع الحياة ولهذا رحت انبش في عمق تلك
الحيوات كاشفاً عن المستور عنها
* لا أريد لمفاتيح رواياتي ان تكون شبيهة مفاتيح زنزانات السجون
* قل لي ماذا يعني وجود عشوائيات في وطن يقف على ابار من النفط ويعلن حكامه
ليل نهار أنهم ينتمون لمدرسة الإمام علي بن ابي طالب؟
* القاع ضحية ولا أريد ان ابتعد عن الضحايا الذين انتمي اليهم مهما حصل!
* الشعراء الشباب
في العراق من جيل الثمانينيات وما بعدها تأثروا باودونيس وسعدي يوسف وانسي
الحاج وسركون بولص وغيرهم
* الدراما بالنسبة لي أهم وسائل التعبير من خلال الصورة والصوت تستطيع أن تقول كل شيء
*انا موظف كاتب لكل
الاجناس الادبية المعنية بالجمال.
* الخلاص الذي ارجوه هو
الخلاص الجمعي الذي لايحققه الأدب لوحده.
* نحتاج فعلا إلى هبوط الشعراء إلى الوسط الإنساني بعيداً
عن المهرجانات والندوات
* الاتحاد المعرفي هو القادر على تغيير المحال بعد الدخول في معتركات الناس
واثبات الوجود الجمعي
* مايضحك فعلاً حكومات فاسدة تذر الرماد في العيون فتقيم مهرجانات مسرحية
باطلة المفعول ومهرجانات شعرية لاينصت اليها سوى
* الشاعر محمد مهدي الجواهري
كان مداحاً للملك والشاعر بدر شاكر السيّاب جعلته الإنتماءات الحزبية يتخبط بين
الأحزاب.
*عوائل الشهداء تجوع
اليوم والدولارات تنهمر ببذخ على رؤوس الراقصات.
* بعض الأدباء يبيع
مايكتبه لقاء مبالغ بخسة
* الخراب الذي عم البلاد بعد الاحتلال وغياب الرقابة الثقافية
الحقيقية واستسهال الطباعة بنسخ محدودة لغرض التقديم لاتحاد الأدباء أو غيره افسد الأدب
والفن وكل الاشتغال الجمالية الأخرى
* غياب الموزع والمروج والجهات الدعائية ودور النشر وتهديم المكتبات العامة فصارت
الثقافة بكل مسمياتها أسهل المحطات وجوداً
* من المضحك ما نراه أن تصبح عضو في منظمة أو جهة ثقافية وتمنح الجوائز
والشهادات التي صارت أسهل من شرب قدح ماء لتصبح أديبا
* محنة الثقافة مختصرة
الطاريء هو السائد ولربما الفاعل أيضا.
* القليل من الذين يسمون أنفسهم نقاداً يمارسون ما يسمى
عالمياً بالعروض الكتبية
*الناقد العراقي يمارس دور العارف بكل شيء فنراه يكتب
نقدا في الشعر وهو لايعرف عدد بحور الشعر ولا يعرف الفرق بين قصيدة التفعيلة
وقصيدة النثر وثالث يكتب عن الهايكو وهو لايعرف كلمة يابانية واحدة تدله على
المنبع الشعري وضرورته
عندما أقدمت انا كاتب هذه
السطور على اجراء حوار مع سنديانة الدب العراقى القاص شوقى كريم حسن ؛شعرت بالعجز
عن تقديم الذي قال فيه نقاد العراق ومنذ على جواد الطاهر حتى اليوم...قولتهم..هذا
هو إمامكم فلقد جاء بما لم يجرؤ أحد من الإتيان به منذ عقود.
*على مدى سنين وأنا اتابع
مسيرتك الأدبية منذ انطلاقتها الأولى مطلع سبعينات القرن الماضي وما لفتني أن لا احد
سواك إطلاقاً قد قاربَ كل أبواب التواصل الاجتماعي فناً وأدبا على كافة منحنيات
الأدب ومحاوره ....واليوم لابد أن أتساءل معك اخ شوقي هل ترى ضرورة في أن يُشَطِّر
المبدع خامته الذهنية الوقادة إلى اسأليب متعددة تلك التي يخاطب بها المجتمع؟ وما الغاية
التي تبغيها وأنت تخترق الكتابة بعموميتها المسرحية والقصصية والروائية والنقدية والسمعية والمرئية علاوة على اهتماماتكم
القيادية على مستوى إدارة إتحاد الأدباء ولأكثر من خمس عشرة دورة... فهل انت على
قناعة اليوم بأن تجربتك أثمرت ما كنت قد أسست لها منذ أكثر من نصف قرن؟
**الأدب بكل مسمياته مهنة بالنسبة لي وأتذكر قولا عربياً
قديما يقال للرجل الذي يشتغل بالأدب أن قد أدركته حرفة الأدب ولا تقال كلمة إدراك
لسوى الموت وامتهان الأدب ومنذ الوعي الأول والذي كان مرتبطاً بالمسرح وجدت أن
للكلمات رنيناً خاصاً وبهجة نفسية لا تدانيها بهجة لكن الخوف أخذني إلى عمق
الحكايات الشفاهية أولا ارقب ما يقال واحلل كل ما أنصت إليه مطلقا فيوض اهاتي من
اين تجيء هذه الغرابة والى أين تمضي؟
الإجابة صعبة وتحتاج إلى مفاتيح قوية تفتح القول على مصراعيه، وساعة وقفت
حائراً بين تشيخوف وسارتر كانت حيرتي كبيرة كيف تكتشف انك خلقت لتكون كاتبا كما
يقول سارتر وكيف تتمكن من هتك أسرار الإدهاش في القص،ومع القص أسرار الصناعات
الجمالية الأخرى يقول ماركيز العالي الشأن أنا موظف كتابة، قالها بكل ثقة،في رائحة
الجوافة قرأت سيرة الكاتب وصنعة الكتابة فأصدرت فرمانا سلطانيا يعلن شوقي كريم
موظفاً كاتباً لكل الأجناس الأدبية المعنية بالجمال وبما أنني اسكن ارض الفواجع
والحروب والموت والمزايدات منذ الأزل رحت ابحث عما يؤكد حقيقة وجودي كفرد يمتهن
الحياة،صرت عنواناً في المسرح الإنساني حتى أن مسرحيتي "خرابيط "كادت أن
تقتلني وصرت كاتباً إذاعيا سمي الدرامي الأول ونافست كبار كتاب الدراما الإذاعية
العرب ونلت الجوائز المعتبرة أيام كانت المهرجانات مجداً لا أكاذيب ومجاملات
وامنحني جائزة وشهادة لادعوك وأمنحك مثلها،وأثارت مسلسلاتي التلفزيونية التي نبشت
القاع بضراوة كراهيات البعض حتى هددت بالقتل وتلك ضريبة اعتز بها وفي الرواية أقحمت
ذاتي الكتابية في المسكوت عنه لهذا جاءت شروگيه كمفتاح تلاقفته السردية
العراقية ساعية إلى تقليده ثم انتجت
ثلاثيتي "هتلية وخوشية وهباشون" واتممتها هذه الايام بسيبندية،اكتشاف
القاع السياسي التافه وما آلت إليه حياة الإنسان الذي لايشكل لدى ساسة البلاد وأحزابها
رقماً سمعت يوماً من يهمس في أذني إذا لم يكن الجمال والعفة والأخلاق موجدة فكل
شيء مباح من اصغر الخطايا حتى اكبر الجرائم،،ذاك هو انا يوماً قال لي معلمي "بهنام
ابو الصوف" كم تمنيتك مكتشفاً للآثار،،فضحكت بعلو الصوت،،وقلت أنا نباش
تواريخ أهلي الفقراء ومعلن حضارتهم وإنسانيتهم وسأظل ملتصقاً بهمومهم ما حييت
الفقراء أحلام الحكايات التي دون خطايا
*عندما أعاين المشهد
النقدي الشعري ألحظ دونما عناء وعلى مدى الخمسين سنة الماضية بأن النقاد شخصوا
المسار الشعري وفق مراحل ليصفوا الثمانيني بأن الشعرية فيه كانت مفرطة بمغالاتها
وتباهيها وبدا الشعراء محلقين في طوباويتهم متأثرين بإندونيس وأنسي الحاج والماغوط
ومحاكين السياب هنا وهناك..ثم الشعر التسعيني الذي غاص حتى ركبتيه بواقع العوز
الاغبر لتنضج ادوات الشعراء مطلع الألفية
الثالثة من حيث التقنية والتشكيل الصوري ليجسدوا نبض الشارع بمصداقية و لينفتحوا
على الآخر.
هل لكُم اخي شوقي أن ترسم
لي وجه مقاربة ومقارنة بين ماذكرتُه أعلاه وبين معترككم في القصة والرواية والمسرح
ولنفس الفترة الزمنية ؟
** ليس ثمة ما نسميه نقدا منهجياً في العراق،هذا قول قلته من زمان هناك
محاولات تأخذ من الأخر منذ الواقعية الاجتماعية وعيوبها حتى المدارس النقدية
المؤدلجة ومنها الواقعية الاشتراكية التي أهملت الكثير من الإبداعات في الشعر
والقصة لأنها لاتتفق وماركسيتها أو شيوعيتها كانت الكتابة عيباً أن لم تكتب ضمن
لوائح الادلجة وسذاجاتها الموجهة حتى وصل الأمر بذنون أيوب ان يفكر بالجمع بين
القصة والمقالة في جنس هجيج اسماه المقاصة،مالبث أن قتل في مهده لانه لم يستطع
الخروج من ادلجته المسكينة،السردية العراقية منذ تأسيسها بدايات القرن المنصرم
ارتبطت بمزاد حيوات الفقراء لتقدمهم كنموذج
يدين الإقطاع لأننا آنذاك ما كنا نملك طبقة عاملة،،صارت حياة أجدادنا
مزاداً علنياً لصراعات ادلجتهم اتذكر شاعراً كبيراً قص شعر خادمتهم لأنه جميل وهي
الاتية من الريف وهو الذي يصرخ ليل نهار مطالباً بالعيش الكريم..يقرأ الشعر
التحريضي نهاراً ويحتسي كؤوس الطلا ليلا برفقة الوصي والزعيم وغيرهم أية ازدواجية
هذه.
" السياب" تجربة شعرية لولا امتلاكه لغة قراءة أخرى لظل حبيس
تجاربه البسيطة وقبل تخلصه من الادلجة التي أهانته ما كان ليكون السياب الذي نعرفه
الانتماءات الحزبية جعلته يتخبط بين هاتيك الأحزاب ساباً عبد الكريم قاسم ثم ذهابه
مسرعا إلى الجناح القومي،مالذي يفيد الشاعر ،ومالذي أفاده السياب وسواه، نحن منذ
بدايات الحركة الستينية لانتوافر على شعر خالص لوجه الشعر إلا النزر اليسير كل
الشعر يكتب بإيحاء الادلجة والا كيف تفسر شاعراً يدعي الإنسانية يخاطب سياسياً
بقوله(سنجعل من رؤوسهم منافض للسجائر)وبشاعر آخر يحرض السياسي صارخاً..اعدم وبثالث
يقول ان المشانق للعقيدة سلم،،ولأمثلة كثيرة ومتشعبة ..
يوميء السياسي بحفنة دنانير فيركض الشاعر ممجداً،،مشكلتنا بعد التغيير في
الثقافة ازدادت سوءاً وخاصة بعد ظهور التواصل الاجتماعي غاب الرقيب الوجداني
وامتهنت الكلمات وغدا كل شيء بسهولة الحصول على ورقة انحدر الشعر بشكل مخزٍ سوى
القليل منه ،وغدت الروايات بسعر رخيص تباع وتشترى اعرف احدهم انتج ثمان مجاميع
شعرية خلال أعوام كيف،،وهناك من يكتب رواية كل شهر أو بضع شهر تلك علة تراجعت بالأدب
وأبعدت متلقيه،البقية الباقية منا تحاول ترميم ما انهزم امام التواصل وسهولته في
ما ينتج ويقدم زاداً جمالياً يستطيع ان يرضي الشارع ويجعله يطالب بالمزيد،،إذا لم
تنجح هذه المهمة فسينتهي كل شيء خلال السنوات القادمة،،أقول كل شيء
*راهنتَ كثيراً على
البيئة العراقية المضطهدة هيكلياً وعلى مستوى الناس الفقراء وما هم عليه من بؤس
وحرمان وأنت تجلد بهم من خلال النص وتشكيلاته اللغوية وقبل ذلك ما أحلتهم إليه من
عناوين لمنجزاتك..يرى عديد المهتمين بالنقد الثقافي بأن شوقي كريم قد تماهى كثيراً
بما لايتوافق مع متطلبات الجَمال الذي هو مشكلة الأدب..اليوم هل يرى شوقي كريم بأن
قصصه وروايات التي مثلت مشروعكم على مدى عقود كان لها وقْع على مستوى التغيير الذي
ينشده الروائي والقاص وأنت تؤرخ لواقع عراقي المزري؟
**اكتب وأتحدث وأدون ما اعرفه عن أهلي وناسي ، ولأني ابن القاع سكنت بيوت
الفقر وأنصت إلى حكايات كوانينهم وحلمت بما يحلمون وارتبطت ذهنيا وإنسانيا بكل
مايرونه محفزاً لحيواتهم آمنت بإطلاق أن خفايا القاع ومسالكها تتوافر على أفعال
جمالية مدهشة مثلما تحمل الضيم والقهر،شخوص
هذه الدنيا السفلية هي من تصنع الحياة العلوية ومن دونها لظهرت حياة
الاخرين الذين يعتبرون أنفسهم الطبقة
البرجوازية آو الأرستقراطية دون معنى لخاصوا في وحول قذاراتهم..الفقراء
الذين انتمي إليهم هم صناع الحياة ولهذا رحت انبش في عمق تلك الحيوات كاشفاً عن
المستور عنها،مستور يحمل الكثير من الخطايا والآثام لكنه ينتج حكايات تتوسل الرب
الخلاص،تحلم بأن ثمة مخلص ات لهذا ترتكب الموبقات للتعجيل بالمجيء ولايمكن ان أقدم
ما تعرفت عليه في الحياة بمنصات عنوانية لاتقترب منه وتحايثة،مخز بان تكتب عن
الفقر وخفاياه وتعنونه بعنوانة رومانسية لاتمت له بصلة ساومني البعض على عنوان
روايتي شروكية ولكني رفضت وكذاك ساومني سياسي معروف على مدخل روايتي هتلية لكني
طبعتها على حسابي الخاص بمساعدة بعض الاحبة،ثريا النص كما يسميه الراحل محمود عبد
الوهاب هو المفتاح ولا أريد لمفاتيح رواياتي ان تكون شبيهة مفاتيح زنزانات
السجون،، ما يرتبط بانسان الفقر والعوز هو المدخل المهم عالم لايتقن الدخول اليه
سواي،،هو ملاعب ايام حياتي كلها ولاتزال،،النزف العراقي اليوم لابد من تدوينه من
خلال ماوقع على ضحايا الساسة لا من خلال الساسة الذين امتهنوا الكذب وامنوا
بالرذيلة،رأيت بأم عيني كيف تنهمر الدولارات على رؤوس الراقصات ببذخ تام فيما يجوع
سكان المخيمات وعوائل الشهداء،،قل لي ماذا يعني وجود عشوائيات في وطن يقف على ابار
من النفط ويعلن حكامه ليل نهار أنهم ينتمون لمدرسة الإمام علي بن ابي طالب؟
هل ثمة من يفسر ليَّ هذا الامر ان استطاع!!
القاع ضحية ولا أريد ان ابتعد عن الضحايا الذين انتمي اليهم مهما حصل!
*توافرت مسيرتك إثراءًا
لتتجاوز مخرجاتك على مستوى الدراما التلفزيونية والإذاعية الخمسمائة عملا جاء
اغلبها تحت مظلة حكم البعث إلا أننا لم نسمع يوماً بأن سلطة ذلك النظام قد أصابت
فيكم ما ابعدكم عن المشهد الثقافي وأنت اليوم أمام عراق نازف لابل منهارة اغلب
أساساته فكرياً وإقتصادياً أو على وشك الانهيار.. ماالذي إستلهمته من مرحلتين خضت
غمار تجربتك الإبداعية خلالهما وما هو تقييمكم لهما اليوم وهل أنت مع الداعين إلى
أن يتصدى المثقفون للتغيير في هذه المرحلة
حتى لو تطلب الأمر التصادم الفكري المعلن وأنت الذي تقول بأن مشروعك في هذه الحياة
التغيير وليس سواه.. ؟
**ما كانت الثقافة قبل التغيير كلها مؤدلجة وموجهة تماماً
ثمة الكثير من السرديات والشعر اشتغلت متأثرة بامتدادات الشعر العربي الشعراء
الشباب في العراق من جيل الثمانينيات وما بعدها تأثروا باودونيس وسعدي يوسف وانسي
الحاج وسركون بولص وغيرهم أكثر منا اثر
بهم حميد سعيد وسامي مهدي ومحمد جميل شلش وعلي الخلي وغيرهم،في الفترة تلك اخذ
الانفصام يشكل ملمحاً مهما انتبهت إليه الحكومة لكنها غضت النظر لكي لاتصنع لها الأعداء
مادامت قصائد هؤلاء الشباب لاتجدي نفعاً ولا تؤثر في الشارع العراقي،لاصوت شعري من
الشباب استطاع الوقوف أمام صوت عبد الرزاق عبد الواحد،لهذا عملت وضمن لعبة أظنها
ذكية قادها معي كبار المخرجين منهم مهند الأنصاري وحافظ مهدي ومحمد زهير حسام وعلي
الأنصاري وغيرهم في ان نقدم للمستمع العزيز أمرين مهمين التاريخ بوصفه حكاية
تحريضية و اعني بالتاريخ ذاك الموغل بالقدم منذ جلجامش حتى ثورة ١٩٥٨ وتوقفت وكان
تاريخاً عراقياً خالصاً حتى أني كتبت مسلسلاً أسميته الليلة الأخيرة لشهرزاد مثله
سامي قفطان وهند كامل وأخرجه حافظ مهدي تنبأت به بسقوط بغداد ولا اعرف من أين
اتاني هذا الهاجس،والأمر الثاني الهموم اليومية التي تناولتها الرواية العراقية أعددت
روايات عبد الخالق الركابي وناطق خلوصي وغائب طعمة فرمان ومنير عبد الامير وخضير
عبد الامير وسواهم وثالث الخطوات ما كتبته أنا وكان عراقياً وليتك تتذكر الحوت
والجدار الذي لايزال يبث حتى اليوم الدراما بالنسبة لي أهم وسائل التعبير من خلال
الصورة والصوت تستطيع ان تقول كل شيء..المثقف العضوي كما يقول غرامشي لايمكن أن
يكون فاعلاً مؤثراً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط عليه قراءة الشارع
المقهور وتحديد مديات الانتماء إليه،ولكن وأقولها بكل جرأة وهذا ما رايته حين يدخل
سياسياً ما مكاناً يركض إليه المثقف متخلياً عن مكانة،ورأيت البعض يتملق القتلة
ويصفهم بأجمل واحلي توصيفات النضال،جاعلاً منه المخلص الذي ننتظر تلك محنة الثقافة
العراقية التي دخلت اعماء القول وتخلت عن التحريض الحقيقي ووقفت ولا اقول عن
الجميع عند الابواب تستجدي رحمة المسؤول والسياسي،،وهذه اللحظة اقسي واقبح لحظات
الخيانة للناس ولفقرهم ولهتك الوطن وسرقته!!
*مذ ما قبل الإسلام بقرون
وحتى اغتيال ملك العراق فيصل الأول ظل الشعر هو الحسام الضارب واللهب الحارق لكل
من سولت لهم أنفسهم من زعامات سياسية وثقافية فأمسى هو الديوان ولكن اليوم وأمام
كل سورات النكد والذل والحرمان الذي نحياه كشعب نرى بأن جلباب وطننا واسعاً وجسده
هزيلاً ونحن أما قصاصين ورواة وشعراء وفنانين وكتاب روزخونيين وعلمانيين والخراب
الثقافي سائر الى الظلامية و الإخوانيات والصالونات والتبريكات والإحتفائيات
بتوقيع المنجزات التي ثلاثة ارباعها لم تعدو كونها تراكماً لعبثيات من التعاشق
اللفظي الفارغ من محتواه..هل للأخ شوقي أن يرسم لي خارطة طريق ثقافية تأخذ
بمنحنيات الإبداع الحقيقي الى تصاعد وخارطة سياسية --وانت واحد من المتصدين لنصرة
الفقراء --تأخذ بنا إلى الخلاص وسط هذا الموج المتلاطم من آيديولوجيات لمراكز قوى
سياسية متعددة المرجعيات المحلية والإقليمية؟
**منذ جيء بفيصل الأول ملكاً وبعد جفاف شعري استمر لأكثر من٤٠٠ عاماً أعاد
العرش الفيصلي حكاية شاعر البلاط المداح،كان الرصافي شاعر بلاط ومثله الكثير وهناك
من وقف بعيداً مسهماً بهموم الشارع وأحزانه مثل محمد صالح بحر العلوم ومحمد مهدي
البصير ومثلهم كثر فيما وقف الزهاوي على تلة الفلسفة يضع ساقا هناك وأخرى هناك،وظل
الجواهري وفياً لكل حلاوات البلاط يمدحه إن تكرم ويذمه إن ابتعد البلاط عنه وبعد
مقتل فيصل الثاني تغيرت فكرة البلاط إلى مجموعة أفكار الادلجة مدح الجواهري قاسم
وحين اختلف معه ذمه بأقذع السباب وهكذا أضاع الحكام فرصة جمع الشعراء إليه
واستحوذت الأيدلوجيات على مسارات الشعر وموجهاته،وبهذا أضاع الشعر بوصلة الانتماء إلى
الناس ماعادت القصيدة سوى ايهامات أو نضالات كاذبة وادعاءات بطولة كما عند البياتي
أو مغالات واهمة كما عند حسين مردان أو اداعاءات تفاخر معرفي كما عند سعدي يوسف،
ليس ثمة شعر لوجه الشعر حتى اللحظة هناك من تجره الادلجة الموافقة
والمعارضة وهناك من يقف على الأطلال ناعياً وجوده العاثر وآخر يوهم نفسه بأنه يكتب
شعراً،،ذات مرة سالت مجموعة في مهرجاناً شعرياً محمد صالح بحر العلوم اسقط
الوزارات في شعره فهل يمكن لجميعكم إسقاط وزير التجارة الذي سرق قوت الشعب؟! في
خضم هذا الاضطراب العدواني نحتاج إلى فهم لحقيقة الأدب لم يعد للإبهام من أهمية
ونحتاج فعلا ولو في هذه المرحلة إلى هبوط الشعراء إلى الوسط الإنساني بعيداً عن
المهرجانات والندوات مادام المواطن لايصل الصالون والمؤتمر ما المانع من ان يتنازل
الشاعر ويذهب اليه؟
الخلاص الذي ارجوه واسعي اليه يجب ان يكون خلاصاً جمعياً،لايمكن للأدب وحده
تحقيق هذا الخلاص ولا الفن وحده.. الاتحاد المعرفي هو القادر على تغيير المحال بعد
الدخول في معتركات الناس واثبات الوجود الجمعي،،وان كان ما أقوله يبدو ضرباً من
ضروب المستحيل،،لاتنسى الإشارة الأساس أن الادلجة توسعت وأخذت من جرف الأدباء
وسواهم الكثير مايضحك فعلاً حكومات فاسدة تذر الرماد في العيون فتقيم مهرجانات
مسرحية باطلة المفعول ومهرجانات شعرية لاينصت اليها سوى الشعراء ويغادرها المسؤول
بعد لحظات مجاملة لأنه لايصدق ان هذه الهذيانات شعراً!!
*لقد تهافت المتهافتون
خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة على ناصية الروي لا لشئ سوى توهمهم بأن نيلهم لهذا
العنوان سيخلق منهم رقما على شاهدة الحركة الأدبية العراقية وأنت ياشوقي كريم انا
وسواي نعِدّك من أرباب القص العراقي ومن
سدنة رويه ندعوك راجين متوسلين أن تعلن
للعامة من الأدباء وبمثل ماعهدناك من جرأة ....مَن هو القاص ومَن هو الروائي وما
هي أدوات القاص وماهي أدوات الروائي وماذا تقول للذين تسللوا إلى فضاء
الرواية ونجحوا في ان ينالوا من وراء ذلك
عنوان الروائي زوراً وبهتاناً و...مَكرا؟
**الخراب الذي عم البلاد بعد الاحتلال وغياب الرقابة الثقافية الحقيقية
واستسهال الطباعة بنسخ محدودة لغرض التقديم لاتحاد الأدباء أو غيره افسد الأدب
والفن وكل الاشتغال الجمالية الأخرى،،اليوم وصل عدد الروايات والمجاميع القصصية إلى
أرقام غير معقولة ،لو ذهبت إلى اي بلد آخر لما وجدت مثل هذا العدد،،والسؤال الذي
يحيلني إلى الجنون إذا كنا نكتب هذا الكم من الروايات والقصص والمسرحيات والأفلام
السينمائية ونحن لانمتلك سوى صلات عروض في المولات البغدادية،فأين تأثيرها ومالذي
قدمته لفقراء الناس وحتى لطبقات المجتمع الراقية سألت مجموعة من الأطباء كم رواية
عراقية قرأت فكان الجواب مخجلاً حقاً..وقلت لبعض الفنانين كم ديوان شعر عراقي قرأت
فكانت الصدمة عظيمة،،وسالت مجموعة من كتاب السرد كم معرضاً تشكيليا رأيت فكانت إجابته
صرخة مدوية،وقلت لبعض الذين يمتهنون الفن ماذا تعرفون عن الشعر العراقي والرواية
العراقية بعد التغيير،فكان الجواب لاشيء
تلك هي الصدمة التي يجب أن يعرفها الكثير هذا غيب غياب الموزع والمروج
والجهات الدعائية ودور النشر وتهديم المكتبات العامة التي كانت رافدا مهما برغم
هذا الخراب صارت الثقافة بكل مسمياتها أسهل المحطات وجوداً،،البعض يبيع مايكتب
لقاء مبالغ بائسة لتظهر بأسماء أخرى ما تلبث أن تصبح عضوة في منظمة وجهة ثقافية
وتمنح الجوائز والشهادات التي صارت أسهل من شرب قدح ماء،اعرف احدهم على قنوات
التواصل ينال كل يوم ثلاث او أربع شهادات دكتوراه وهو لايعرف سوى أن يدفع لتكتب له
القصائد ولكم تمنيت ان يقوم اتحاد الأدباء بسلسلة اختبارات كتابية قبل أن يمنح
عضويته لهذا الفرد الهجين،تلك محنة الثقافة مختصرة الطاريء هو السائد ولربما
الفاعل ايضاً.
*وأنت الذي قال فيك ابو
النقد الثقافي العراقي الراحل علي جواد الطاهر لا بل وبشّر بك...ويتفق اليوم أولو الأمر
ممن يعاينون المشهد الأدبي بعامته وبنظراتهم الإسقاطية عليه انه ومنذ رحيل الطاهر
لايوجد نقد ثقافي في العراق فهل لمثل شوقي كريم (الناقد)ان يدلنا على بيان احترافي
بِمَن هو الناقد الأدبي ومَنْ هو الناقد الثقافي وماهو ردّكم على القائلين بلاجدوى
نقد ولا نقاد وسط غياب مدرسة نقدية عراقية تاخذ على عاتقها تحديد المسؤوليات التي
من شانها ان تأخذ بالادب العراقي بكافة محاوره الى خط شروع صحيح؟
**يبدو أن في هذا السؤال بعض الظلم حقاً،،قلت بغياب المدرسة النقدية
العراقية الخالصة برغم محاولات الدكتور علي جواد الطاهر الاتكاء على المدرسة
الانطباعية التي وجدها نافعة كما وجدها محمد مندور في مصر لكن السيول النقدية الآتية
من الآخر أوقفت هذا الحلم الطموح وفعلت تلك المدارس النقدية أو الايهامات النقدية
على تشظي النقد وجعله مايشبه الهذيانات غير معروفة كل حاول لي رقبة المنهج النقدي
وجعله صالحا للمنتج المعرفي العراقي وهذا ضرباً من المستحيل في ما تخلى البعض عن
متابعة المنتج المعرفي أخذا نفسه إلى تنظير يتكيء على الآخر والأمثلة كثيرة ومشخصة
،فيما عمدا البعض من النقاد إلى اللهاث وراء الأتي فتراه مرة مؤدلجاً وواقعياً
اشتراكياً فيما تنظر إليه يقف بالقرب من التفكيكية والشكلانية الروسية و أرى البعض
يقبل أصابع جومسكي للدنه متوسلاً أن يضمه إلى صفوف عظمته.
القليل من الذين يسمون أنفسهم نقاداً يمارسون ما يسمى عالمياً بالعروض
الكتبية وثمة مجلات تعرف بهذا النوع من الكتابة،وهي مفيدة لأنها تعرف المتلقي
بماعليه الرواية أو القصة،والغريب حقاً أن الناقد العراقي يمارس دور العارف بكل
شيء فنراه يكتب نقدا في الشعر وهو لايعرف عدد بحور الشعر ولا يعرف الفرق بين قصيدة
التفعيلة وقصيدة النثر وثالث يكتب عن الهايكو وهو لايعرف كلمة يابانية واحدة تدله
على المنبع الشعري وضرورته،واعرف نقاداً لم يطلعوا على بعض من المنجز السردي الإنساني
وان سألته يقول أنا اكتب بحسب ما اعرف ولايهمني سوى ما أريد قوله،،واليوم أصبح
النقد يباع ويشترى لقاء مبالغ بخسة وحقيرة،،كائن غير متعلم يغوي البعض بالكتابة
عنهم لقاء مدفوعات وقد نال عضوية اتحاد الأدباء من باب الشفقة،،تلك هي ورطة
الثقافة العراقية بكل جوانبها!!
0 comments:
إرسال تعليق