• اخر الاخبار

    الاثنين، 27 فبراير 2023

    الإعلامي الكبير جمال الشاعر يعيد أمجاد الثقافة العربية فى القاهرة الفاطمية فى "بيت الشاعر"

     


    كتب: يوسف الشاعر

    في قلب القاهرة الفاطمية، وفي واحد من أجمل شوارع مصر القديمة، وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي، يقع «بيت الشاعر» الذي تم افتتاحه أخيرا، في الحارة المصرية القديمة، ليكون أحد أهم المراكز الثقافية، نظراً لأنشطته وموقعة المتميز الذي يمثل مكونا تراثياً حقيقياً فريدا، إذ يطل على مسجد السلطان قلاوون، ويحيط به «بيت القاضي» الذي ولد فيه الأديب الكبير نجيب محفوظ.

    إن مؤسسة «بيت الشاعر» ملك خاص للإعلامي جمال الشاعر، الذي أسس البيت على نفقته الخاصة وأطلق عليه هذا الاسم، إيمانا منه بأن الشعر هو أساس الخيال والتأمل في جميع إبداعات الحياة. وقد أصبح «البيت» الآن قبلة عشاق الثقافة والفن والشعر، كونه يستمر في تنظيم مجموعة كبيرة من الفعاليات، وأبرزها: ورش التصوير أو الرسم، الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية. وذلك بهدف تنشيط الحركة الشعرية في مصر، وإطلاق خيال الشعراء والاحتفاء بتجاربهم الجديدة، وإعادة اكتشاف رأسمال مصر الثقافي والموروث الشعبي مرة أخرى. ومن أهم المشروعات التي قدمها «بيت الشاعر»: «مشروع الزائر العالمي»، حيث يتم دعوة شخصية عالمية مرموقة في كافة المجالات (أدباء، علماء، مفكرين، فنانين)، في فترات متتابعة، ليقدموا للجمهور الذي تقدم له دعوة عامة من قبل «البيت»، محاضرة أو ندوة، وغالباً ما يكون الحاضرون من الشباب.

    10 ورشات

    ومن المشروعات المميزة أيضاً: «مشروع الورش الإبداعية»؛ حيث يتبنى بيت الشاعر هذه الفكرة، للمساهمة في اكتشاف المبدعين في كافة مجالات الإبداع، ومن هذه الورش: «ورشة الكتابة» التي يشارك فيها عشرة مبدعين لمدة شهرين ويحاضر فيهم أساتذة جامعة ومبدعون كبار، «ورشة الصورة» وتهتم بالصورة في الفن التشكيلي والسينما. كما سيتبنى «البيت» عشرة مبدعين شبان من أجل صقل موهبتهم وتدريبهم على الإبداع والإنتاج.

    ويبرز أيضا مشروع «شهادة ميلاد» الذي يسهم في نشر إنتاج المبدعين الشباب ودعمهم في بداية الطريق، من خلال طباعة العمل الأول والمستهدف كل عام، حيث سيطبع ديوانين شعريين وروايتين وأسطوانتين وفيلمين ديجيتال وكتالوجا لأعمال الفن التشكيلي. وهناك «مشروع مركز الدراسات والتوثيق»؛ وهو بنك معلومات يسعى البيت لاستكمال إنجازه، إذ يتضمن كل الوثائق والمؤلفات والإبداعات التي كتبت عن منطقة القاهرة الفاطمية. ومن بين المشروعات الجديدة كذلك: «برنامج المستشرقين» الذي يتم فيه تنظيم مؤتمر سنوي يدعى إليه كبار المستشرقين في العالم؛ وذلك للتعرف إلى تصوراتهم للحوار بين الشرق والغرب.

    خطة وهدف

    تهدف فكرة «بيت الشاعر» في الأساس الأول، إلى جعله منبرا ثقافيا للشباب، خاصة بعد أن كانت الثقافة، ولفترة قريبة، تقتصر فقط على صفوة المجتمع ومثقفيه من الطبقة العليا، حيث يخطط لأن يتولى «البيت» تنظيم وتفعيل المساقات الثقافية والمعرفية وجعلها متاحة للجماهير العادية، بداية من الأطفال وحتى الشيوخ، فعلى سبيل المثال هناك قسم مخصص في ورشة الفنانين للأطفال، إذ يحضرون للمشاركة بالرسم بأنفسهم لتنمية مواهبهم وإمدادهم بالثقافات المطلوبة منذ الصغر، بالإضافة إلى ورش التصوير الفوتوغرافي التي ينظمها الشباب، وورش الحلي التي تشرف عليها د. وهاد سمير أستاذة الحلي والمجوهرات في المعهد العالي للفنون التطبيقية- والمشرف على قسم الحلي بوزارة الثقافة، والتي تقيم أيضا ورشاً مجانية لتعليم الشباب كيفية الاستفادة من «الخردة» أو الأدوات غير المستخدمة، في عمل حلي وأدوات أخرى مفيدة ومبتكرة.

     

     

     

    احتفالية الجمعة

     

    هناك احتفالية خاصة في يوم الجمعة من كل أسبوع يقيمها «بيت الشاعر» في طرقات شارع المعز، وهي تبدأ منذ الظهيرة، بصحبة فرق موسيقية وفنانين يرسمون على البلاط أو على اللوحات، مثل الفنان طه قرني الذي شارك في افتتاح «بيت الشاعر» بالرسم مع الجماهير، وفي الساعة الخامسة من اليوم نفسه، تقام ندوة مع أديب أو مفكر كبير، مثل السيد يس الذي التقى بالجمهور في ندوة نظمت منذ فترة قريبة مضت، أو شاعر مثل جمال بخيت، وكاتب مثل جمال الغيطاني، وفنان مثل وجيه عزيز. وكذلك عروض لفرق المزمار والتحطيب والإنشاد الديني والتنورة، بجانب فرق شبابية، وحفلات توقيع الكتب الشبابية وكتب كبار الأدباء.

    كما أقامت المؤسسة أخيرا، احتفالية كبيرة احتفت فيها بالناقد والفنان التشكيلي كمال الجويلي، بمناسبة بلوغه التسعين، وبدأت الاحتفالية بعزف موسيقي وفني للفنانة عزة بلبع، ومقطوعات غنائية من أشعار الشاعر أحمد فؤاد نجم. وأدار الاحتفالية الإعلامي جمال الشاعر ود.رضا عبدالرحمن -رئيس تحرير مجلة «بورتريه»، بحضور نخبة من الفنانين والنقاد والكتاب.

    كما استضاف «البيت» الفنان محمد صبحي، وسط حضور كبير جماهيري مميز، وخاصة من قبل الشباب، وكانت استضافة صبحي مواكبة لافتتاح معرض «حبل غسيل» في بيت الشاعر، والذي يعد تجربة فنية شبابية فريدة من نوعها، قامت فكرتها على نشر نتاج لوحات التصوير الفوتوغرافي والشعر على حبل في شارع المعز، أمام بيت الشاعر، في حارة «جامع طاهر»، بجوار مجمع قلاوون.

    ومن أبرز الفعاليات والمبادرات التي جسدت تميز جهود بيت الشاعر، إطلاق جمال الشاعر، لفرقة مسرحية تمثل «البيت» في المسابقات والمهرجانات الفنية.

    وأكد جمال الشاعر في حفل افتتاح مؤسسة «بيت الشاعر»، أن هذا المكان يحمل له ذكريات خاصة، حيث عمل إعلامياً في شارع المعز لدين الله، لمدة 25 عاما، وصور فيه العديد من الحلقات التلفزيونية، حتى صار يمثل واحداً من أهله، وارتبط بالمكان نفسيا ووجدانيا، فقرر أن ينشئ بيت الشاعر، ليحقق حلمه، بعد عامين من التفاوض على شرائه وتحويله إلى مؤسسة ثقافية مفتوحة يومياً للجميع.

    المصدر: مواقع

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الإعلامي الكبير جمال الشاعر يعيد أمجاد الثقافة العربية فى القاهرة الفاطمية فى "بيت الشاعر" Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top