• اخر الاخبار

    الخميس، 23 فبراير 2023

    من افسد ذوق المصريين ..بقلم: على صلاح

     


    مما لاشك فيه ان الزوق العام قد أصابه ما اصابه لان المجتمع بكافة أفراده و طوائفه أصبح يفتقد القدوة قبل كل شيء فالقدوة اليوم كما يقول الدكتور عبد الله النفيسي استاذ العلوم السياسية الكويتي صار " بلطجي " الفاحش في قوله و أفعاله قد اصاب الرجل كبد الحقيقة فما نراه و نسمعه من تصريح بالألفاظ النابية و الاشارات المستهجنة و الافعال الوقحة هو اكبر دليل على صدقه. الوضع وصل حد الاستفحال الشاهد على ذلك تسرب تلك الافعال و الاقوال الى النشء الصغير فهو يقلد ذلك تقليد أعمى معتقدا أن في ذلك علامات الرجولة و اكتمال الوعى . و حتى شاشات القنوات الفضائية و قنوات اليوتيوب التي تقدم محتوى جاد سياسي  أو اقتصادي لا يخلو الحديث من تلميح أو احيانا تصريح بتلك الالفاظ النابية فضلا عن محتوى الأغاني و الافلام التي ينطق محتواها و مضمونها في الاساس بتلك الكيفية و بهذا المنطق فقد نقل " البلطجي القدوة هنا اقصد " ثقافة الشارع في أدنى أو اسوء صورها و هي  "العنف " بكافة أشكاله  الى كل مكان سواء كان غرفة للدراسة أو محل للعمل أو مكان للسكن......... نقلها للجميع

    فقد أفاد وافد الى بلادنا عبر مداخلة تليفونية في احدى الفضائية انه لا يامن ان يسير بأسرته أو زوجته في الشارع المصري اليوم لوقاحة ما يسمعه و يتعرض له حتى ان كان المقصود به المزاح فاخف الضرر- التطفل -يعد لا شيء . قد عاتبه إعلامي مشهور في أمرين أولا انه يبدو عليه قد انقطع عن زيارة مصر لأعوام و ثانيا أن جملة ما يضايقه لا يعدو ان يكون شيء لآنه كان في أماكن

    " هاى كلاس " فما ازعجه هو نقطة في بحر لا يعرف الزائر شاطئه " هكذا علق الإعلامي المشهور!!"

    فالتطفل –عدم احترام قدر الغير –تحول الحوار الى ساحة نزاع لا مكان فيها لغير الفائز أي كانت الوسيلة – ارتفاع الصوت – خلط الاوراق لانتهاء من الحوار لما نريد  - محاولات قلب الطاولة – الندية غير المبنية على أساس – تلويح بالقوة العضلية لحسم الحوار – استخدام تعبيرات غامضة و مبهمة بقصد اهانة من لا يدرك " لغة البلطجي " – مقاطعة الحديث و عدم الاستماع – تعمد اظهار اللامبالاة بالمتحدث – عدم استيعاب النقد البناء تقبله كإهانة  - عدم مراعاة الفروق العمرية

    - و النفسية و مكانه المتحدث خاصة اذا كان المستمع من النشء – تستخدم الاهانة و التطاول كأداة لرد الاعتبار – غياب الأساس الموضوعي في الحكم على الأشياء – وجود مرجعية ذاتية فما فعلت أو ربما تورط فيه صواب لا يحتمل خطا  ما تركته خطا لا يحتمل الصواب –التسرع في طرح ما يريد بدون مراعاة العواقب او السياق العام فضلا عن انكار حرية الطرف الاخر في القبول أو الرفض – شخصنة الأمور و غياب العقل و التعقل و البعد عن الموضوعية –دائما هناك محاولة لظهور بمظهر المسيطر على الموقف أو من يدير ضفة الحوار – غياب الثقافة عموما – حضور ثقافة الجدال من أجل الانتصار للموقف – معاملة النصيحة كالتطفل –اعطاء معلومات مضللة و زائفة و الخوض فيما لا جدوى منه تحت مسمى " الاشتغالاه " –معاملة من يراعى الضوابط و الاصول الذوق السليم بمنطق " بيترسم " -غياب المنطق و القدرة على الاقناع أو مخاطبة الجيدة بل محاولة نسف الحجة او الحقيقة بالتشكيك فيها أو السخرية منها و ان غاب عنه ادراكها – غياب الهدف الحقيقي عن حياة الفرد المقصود هنا الهدف الذي يسعى لتحقيقه في الحياة عموما و الاكتفاء بما يلهى هو في غالبا  مؤقت  و لكنها تكتسب قيمة من الصبحة المحيطة هي من نفس المرحلة العمرية – الرغبة في فرض أمر واقع بأي شكل كان تتجلى في" انا أولا أو ما اريد أولا " ظهر تبعا لذلك المزاحمة و التزاحم في أي مكان و عدم مراعاة الاخر و لا حقوقه – تصور القدرة على الانجاز بتجاوز حدود الادب و تخطى الحضور – تفسير التواضع و احترام الاخر بالضعف

     

    كيف لبلطجي أن يعرف أو يعترف به فلاهم للقاتل الا أن يمحو بصماته .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: من افسد ذوق المصريين ..بقلم: على صلاح Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top