بسم الله تعالى الذي لا تتم السابغات من الأقوال والأعمال والأفعال إلا به وحده لا شريك له وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين .
أولاً نص البيت :
كف تمد إلى الرزاق أكرم من .. كف يمد إلى المخلوق منكسرا !!!
شتان بين كلتا اليدين المبسوطتين !!!
؟؟؟
تلك يد عليا رافعة أكف الضراعة وإظهار الفاقة
لربها وخالقها ؛؛؛ وهذه يد سفلى ذات ضعة لمدها وتذللها إلى مخلوق مثلها !!!
تلك يد ذليلة مخبتة خاشعة خاضعة لمولاها وخالقها
؛؛؛
وهذه يد وضيعة ذليلة لمخلوق مثلها !!!
براعة الشاعر في إظهار المفارقة بين كلتا
اليدين عن طريق استخدامه للبديع ما أظهر جمال المعنى للسامع قبل الرائي !!! ؟؟
مع استخدامه لصيغة المفاضلة ( التفضيل
) والإبداع يكمن في أن شاعرنا الملهم بدأ
بالأعز ( الذي يسأل خالقه ) في الشطر الأول من البيت ثم تلاه بالأدنى والأذل - في
حق السائل الذي يسأل مخلوقاً مثله - في الشطر الثاني من نفس البيت !!!!! ؟؟
لم يكتف مبدعنا بذا بل . استطاع في تفنن وبراعة
منقطعة النظير استخدام نفس الألفاظ ( كف / تمد / إلى ) في كلا الشطرين مع تغير معنيهما !!! ؟؟ مع ما بينهما من بون شاسع !!! ؟؟
ثم البلاغة في استخدام اسم الفاعل ( منكسرا ) الدال على استمرارية الحدث
للتنفير من هذا الفعل أو السلوك المشين وللتلميح بتركه وتوجيهه إلى الخالق لا إلى
المخلوق !!!!!
أستطيع أن أقول دونما مراء :
( تحاياي لشاعرنا المبدع الملهم وكأنما ملك كريم ألقمه المعنى ) !!!!! ؟؟
لكن لي استدراك بسيط فيما فسره الشاعر على قصيدته أرجو منه أن يراجعه بتأن هو قوله :
( فكأن السائل يمد بكلتا يديه للرزاق
(دون مذلة) !!! - وهو واثق من كرمه وفضله .
لي تفسير مختلف على البيت :
1- رفع السائل كلتا يديه إلى الله سبحانه
وتعالى يكون في تذلل ومذلة وخضوع وإخبات وهو شرف للعبد !!!
2- التذلل والذلة والمذلة معان متقاربة هي
للخالق عزة ورفعة للعبد عندما يناجي مولاه !!!
3- شتان بين الذلة والمذلة للخالق وبين الذلة
والمذلة للمخلوق !!!!!
4- الذلة والمذلة للخالق فرض وواجب على العبد !!!
5- الذلة والمذلة للمخلوق محرمة !!!
6- المذلة لله تعالى الخالق شرف وعزة وسؤدد للعبد !!!
7- المذلة لمخلوق مثلك - مهما علا قدره - ضعة وإهدار لقيمة المتذلل !!! ؟؟
8- لا يدل رفع الأيدي عند الدعاء على عدم
المذلة !!! بل . هو عين المذلة للباري !!!
كيف ؟؟؟
9- لأن مناط الأعمال ومنها المذلة والإنابة والفاقة محله القلب !!!
10-فيكون القلب ذليلا مخبتا لمولاه رب العالمين قبل مذلة الجوارح !!!!!
11- فتتوافق الجوارح الخارجة ( اليد والرأس وانحناء القامة والركوع والسجود بباقي الجسد ) مطيعة لملكها القلب ويكون ملك الجوارح ( القلب ) مطيعا مخبتا مستذلا خاضعاً لمولاه الخالق رب العالمين !!!!!
12- لا
يكون كل أو بعض ذلك البتة لمخلوق !!!!!
13- قد يستذل مخلوق لمخلوق بالجوارح لكن يظل
قلبه مطمئن بالله تعالى غير خاضع أو ذليل لهذا المخلوق الذي هو مثلك !!!!!
14- إظهار ذلة السائل لمخلوق مثله سببه
ضعفه البشري وتعجله في الطلب - ولو أجمل الطلب إلى مولاه لعوضه خيراً- !!!!! ؟؟
15- للتربية والتنشئة الإيمانية دور قوي في رفعة العبد مع المخلوقين وفي
وجوب الذلة والمذلة لمولاه الله رب العالمين
!!!!! ؟؟
16- وأخيراً ليس آخرا نحن الأثرياء من المسلمين الذين ألجأنا إخواننا من
الفقراء والمساكين إلى هذا السلوك المشين !!!!!
؟؟
وأكتفي بهذه القراءة والإضاءة على البيت
الشعري من قصيدة ( بائعة الترمس ) للشاعر الكبير المبدع محمد ناجي ولئن وفقت ففضل
من الله تعالى علي ؛؛؛ ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فمن نفسي ولأنه عمل بشري
يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار !!!
؟؟.
" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " .
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين "
.
**القاهرة في مساء الأربعاء
 للشاعر الكبير الفذ المبدع الموهوب محمد ناجي ){kind=link}
0 comments:
إرسال تعليق