ولد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
في 11 أبريل عام 1938 بقرية أبنود بمحافظة قنا الواقعة في صعيد مصر
كان والده الشيخ محمود الأبنودي
يعمل مأذونًا شرعيًا وقد انتقل بعد ذلك مع أسرته إلى مدينة قنا واستقر هناك
تلقى عبد الرحمن الأبنودي تعليمه
الابتدائي والثانوي في مدارس قنا
بعد قيام ثورة يوليو 1952 بعامين
وتحديدا في عام 1954 تعرضت قنا لسيول دمرت المدينة ؛فذهب مجلس قيادة الثورة بأكمله
إلى المدينة لمواساة أهلها
كان عبدالرحمن الابنودي يقف هناك،
ورأى( جمال عبدالناصر ) فسأله ببراءة: «ممكن أسلم عليك؟»،
فسلم عليه ونظر له نظرة ظلت
محفورة فى ذهن الخال حتى إنه قال إنها سبب كتابته قصيدة «عبدالناصر» بعد ذلك.
ثم انتقل عبدالرحمن الابنودي إلى القاهرة فدرس في قسم
اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة القاهرة
ظهر عبد الرحمن الأبنودي في فترة
شهدت أثناءها الساحة الأدبية تواجد عدد كبير من شعراء العامية المصرية وفي مقدمتهم
( فؤاد حداد ) الذي يعتبره البعض أب العامية المصرية، ( وصلاح جاهين ) (وأحمد فؤاد نجم ) وغيرهم.
وبالإضافة إلى ذلك مرت مصر في تلك
الفترة بتحولات سياسية مهمة كان لها تأثيرها الكبير على الشعراء، ومن ضمنهم عبد
الرحمن الأبنودي.
وفى القاهرة انضم عبدالرحمن
الابنودي لاحد التنظيمات الشيوعية فألقى القبض عليه وكان الاعتقال من نصيب كل من
كان فى التنظيم الشيوعي
وكان ذلك يوم ٤ أكتوبر عام ١٩٦٦
حيث جرى اعتقال الجميع، وكان أغلبهم من المثقفين والمبدعين
حيث تم اعتقال الأبنودى / وسيد
حجاب / والغيطانى /وغالى شكرى / ورءوف نظمى وعدد كبير آخر من المشتغلين بالعمل
السياسى والصحفى
وتم ترحيلهم إلى سجن القلعة، حيث
تعرضوا لعمليات من التعذيب والتنكيل لانتزاع الاعترافات وقضي الابنودي نحو ٣٥
يومًا فى زنزانة انفرادية لا يعرف ما يجرى لبقية المعتقلين وبعد انتهاء التحقيقات
نقلوا المعتقلين إلى معتقل طرة السياسى وقضي فيه الابنودي نحو ستة أشهر رغم أن
التحقيقات أثبتت براءه الجميع مما وجه إليهم من اتهامات، وجرى حفظ التحقيقات وبعد
الشهور الستة أفرجوا عن الابنودي ومن معه
وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام
تنهار فكتب لعبدالحليم حافظ «المسيح» و«عدا النهار» ثم ذهب إلى الجبهة، وهناك كتب
يومياتها في ديوانه «وجوه على الشط» وفى تلك المرحلة وفر له إعجاب الرئيس «عبدالناصر»
بأعماله خاصة القصيدة التي كتبها في رثاء عبدالمنعم رياض، وأغنية عدا النهار
وغيرها حماية من بطش «زوار الفجر»
وفي عهد «السادات» بدأ التضييق
الأمنى على الأبنودى الذي رفض «أمن الدولة» سفره إلى تونس، ليستكمل مشروعه في جمع
الهلالية، واتصل به أحد الضباط يفاوضه على السفر مقابل «كتابة تقارير عن زملائه»،
فرفض وكانت أكثر ذكرى تزعجه من
تلك الفترة «شائعات الرفاق الثوريين» حوله وخرج الأبنودى من مصر، واختار لندن منفى
إختياريا لثلاث سنوات أنهاها عبدالحليم حافظ مستخدما «نفوذه » في السماح له بالدخول
إلى مصر.
ليقدم مع (عبدالحليم حافظ ) مجموعة
من أشهر أغانيه، مثل "أحلف بسماها وترابها"، "المسيح"، "ابنك
يقولك يا بطل"، "أحضان الحبايب"، "وأنا كل ما أقول التوبة".
ومن أشهر أعمال الابنودي السيرة
الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفهاتتضمن لسيرة الهلاليةأربعة أجزاء
هي على التوالي:
( خضرة الشرنقة ) (أبو زيد في أرض العلامات)
( فرس جابر العقيلي ) (حروف الكلام ديوان شعر )
ومن أشهر كتبه كتاب ( أيامي
الحلوة ) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة في جريدة الأهرام تم
جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة
من حياته في صعيد مصر.
وصدر له أيضاً ما يسمى برواية
شعرية بعنوان (أحمد سماعين) عام 1972
وللأبنودي أيضاً عدد من الدراسات
الأدبية التي تبحث في التراث الشفهي والموسيقي لمصر ومن أهمها كتابه غنا الغلابة
دراسة عن الأغنية والقرية.
كتب عبد الرحمن الابنودي أغاني
للعديد من المطربين منهم
عبد الحليم حافظ: المسيح، عدى النهار، أحلف
بسماها وبترابها، إبنك يقولك يا بطل، أنا كل ما أقول
التوبة، الهوى هوايا، وغيرها من أهم أغاني عبد الحليم حافظ.
محمد رشدي: تحت الشجر يا وهيبة، عدوية،
وغيرهما.
فايزة أحمد: يامّا القمر ع الباب، يمّا يا
هوايا يمّا.
نجاة الصغيرة: عيون القلب.
شادية: آه يا اسمراني اللون.
صباح: ساعات ساعات.
وردة: طبعًا أحباب.
محمد منير: شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني،
من حبك مش بريء، برة الشبابيك، الليلة
كتب أغاني العديد من المسلسلات،
منها:
( ًأبو العلا البشري ) ( النديم )
(البريء )
وكتب سيناريو وحوار فيلمي ( شيء
من الخوف ) (الطوق والإسورة )
ودواوين
الأرض والعيال - الزحمة - عماليات
- أنا والناس - بعد التحية والسلام
حصل الأبنودي على جائزة الدولة
التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية.
وفي 2014، فاز الأبنودي بجائزة
محمود درويش للإبداع العربي.
قضى الأبنودي سنواته الأخيرة في
منزل ريفي في الإسماعيلية وكان ملتقي للفنانين والمثقفين
وكان متابعا للشأن الوطني ويعلق
بآرائه على التطورات السياسية في سنوات مضطربة من تاريخ مصر.
وفي يوم 21 أبريل عام 2015 رحل "الخال" بعد
مسيرة حافلة بالعطاء عن عمر يناهز 73
عامًا سلاما لروحه
0 comments:
إرسال تعليق