أقصد بعالمية الأزهر الشريف ذلك
التأثير البين الفاعل للأزهر في خارج وطننا مصر، سواء في محيطنا العربي والإسلامي،
أو على المستوى العالم كله.
وهو تأثير نابع من مسيرة الأزهر
الشريف العتيقة والعريقة مع الإسلام والمسلمين تعليما وبحثا ودعوة وإفتاء، عبر
المنهج الوسطي المستنير الذي عرف به حيث التزام الأصالة العربية المعاصرة، بلا
إفراط أو تفريط.
وعندما نتابع مسيرة الأزهر الشريف
منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، مع تولي فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد
الطيب- حفظه الله- مشيخة الأزهر سنة ٢٠١٠م، نجد البعد العالمي للأزهر الشريف
يتنامى ويزدهر، حتى صار مرجعية دينية موقرة من كبار قادة العالم الدينيين
والسياسيين، بتوفيق الله وحوله.
وقد تمثل التأثير العالمي للأزهر
الشريف شيخا ومشيخة وشيوخا، جامعا وجامعة ومجمعا في المجالات والمحطات الآتية:
١- حركة الإمام الإكبر شيخ الأزهر
خارج مصر، حيث الزيارات الكثيرة والمتنوعة لدول العالمين العربي والإسلامي، ولبقية
دول العالم لحضور مؤتمرات وندوات وفعاليات علمية وثقافية ودينية بارزة ومشهودة على
مستوى العالم، وكلنا يرى فيها الاستقبال الرسمي والشعبي الحاشد لشيخ الأزهر، حيث
على رأس المستقبلين له رؤساء الدول ووجهاؤها....
٢- مدينة البعوث الإسلامية التي
هي امتداد تاريخي لأروقة الأزهر الشريف، حيث تعمل على إعاشة الطلاب الوافدين من
الدول الأجنبية آسيوية وأفريقية، الذين يتعلمون في المعاهد الأزهرية، وفي كليات
جامعة الأزهر في قطاعاتها الثلاث الرئيسة
الشرعية والدينية والعربية، إضافة إلى كليتي العلوم الإسلامية للوافدين، وكلية
الدراسات العليا....
٣- وثائق الأزهر الشريف، وهي
مجموعة مدونات وبيانات صادرة عن مؤسسة الأزهر الشريف بالتعاون مع كبار المفكرين في
مصر وخارجها، وتدور حول القضايا والإشكاليات الكبرى التي تخص الإنسان في زماننا
هذا، مثل قضية الحريات، قضية المواطنة، قضية القدس، قضية الأخوة الإنسانية....
٤- وجود التعليم الأزهر المتوسط
والعالي في كثير من دول العالم العربي والإسلامي في آسيا وأفريقيا....
وهذه المظاهر دالة بلاريب على أن
الأزهر الشريف قوة ناعمة وفاعلة لمصر، على المستوى العربي والإسلامي والدولي،
وأنها من أسباب الأمن الفكري والمجتمعي في المعمورة كلها، فحضور مؤسسة الأزهر
الشريف تحجم الفكر المتطرف، وتحمي من ظاهرة الإسلامفوبيا، وتنشر فكر التسامح
والأخوة، وأسلوب الحوار والتفاهم الدولي!
وما أحوج عالم اليوم إلى هذه
الجهود الحضارية الهادفة البناءة الجامعة للعالم على كلمة سواء في كل ما يخص
الإنسان، ابن سيدنا آدم، عليه السلام!
0 comments:
إرسال تعليق