" عيد في غزة ".. قصيدةٌ وطنية للشاعر العراقي الكبير فضيلة الشيخ الخادم الفضلي

 

 

يَــا عِـيـدُ عُــذْرًا فَـإِنِّـي آسِــفٌ خَـجَلُ

مَـــا عَـــادَ يُـؤْنِّـسُنِي شُــدْوٌ وَلَا حُـلَـلُ

فَـكَيْفَ تَـبْدُو عَـلَى مَـحْيَايَ فِـي مَـرَحٍ

وَصَــوْتُ مُـعْـوِلَةِ الْأَقْـصَـى لَـنَا يَـصِلُ

يَـقض مِـنِّـي الْـكَـرَى يَـا عِـيدُ نَـدبتُهَا

فَـيُـقْتَلُ الْـعِيدُ مِـنْ مَـأْسَاةِ مَـنْ قُـتِلُوا

إِنِّـــي لَأَعْــجَـبُ مِـــنْ أَعْــرَاب بَـادِيَـةٍ

تَـصُـمُّ سَـمْـعًا عَـنْ الْأَطْـفَالِ إِذْ ذَهَـلُوا

وَعَــنْ صُــرَاخِ بَـنِي الْأَعْـمَامِ حَـاكِمِهُمْ

فِــي لَـهْـوِهِ سَـامِـدٌ وَفِـي الْـهَوَى ثَـمِلُ

يَـــا عِــيـدَ أُمَّـتِـنَـا فِـــي كُـــلِّ نَـاحِـيَةٍ

دِمَـاؤُنَـا سُـفِـكَتْ وَاسْـتَـفْحَلَ الْـجَـهَلُ

فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ قَدْ عَاثَتْ جَبَابِرَةٌ

بِــنَــا فَــسَــادًا وَلَا يَـنْـتَـابُـهُمْ وَجَــــلُ

يَــا عِـيدُ.. ذِي الْـقُدُسُ تَـنْعَاكَ ذَاهِـلَةً

وَأَهْـــلُ غَـــزَّةَ وَالْــجَـرَّاح قَـــدْ ثُـكِـلُوا

وَابْـنُ الْـفُرَاتِينِ رُغْمَ النَّزْفِ مَا هَجَعَتْ

عَـيْـنَـاهُ فِــيـكَ وَلَا قَـــرتْ لَـــهُ مُــقَـلُ

أَيُّ الْـجِـرَاحِ سَـتَـشْدُو عَــزْفَ مِـحْنَتِنَا

وَهَــــلْ يُــطِـلُّ عَــلَـى أَلْـحَـانِـهَا أَمَـــلُ

يَـا عِـيدُ عُـدْتَ وَعَـادَتْ فِـيكَ عَاصِفَةٌ

مِــنْ ذِكْـرَيَـاتٍ عَـلَى الْأَطْـلَالِ تَـحْتَفِلُ

دَعْ الـتَّـهَانِي وَطُــفْ فِـي قَـلْبِ ثَـاكِلَةٍ

فِـي الْـقُدْسِ شَـامِخَةٍ مَـا هَدَّهَا الثَّكَلُ

وَخُــذْ سَـلَامًـا لَـهَـا وَقُــلْ لِـمَنْ رَكَـنُوا

لِـلـظَّـالِمِينَ وَعَـــنْ أَحْـسَـابِـهِمْ نَـكَـلُـوا

أَيا.. تـنَـابِيلَ.. هَـــذَا صَـــوْتُ صَـارِخَـةٍ

أُنْــثَــى فَــمَــنْ يَــدَّعِـي بِــأَنَّـهُ فَــحَـلُ

الْآنَ مَـحْـكَـمَةُ الـتَّـأْرِيخِ قَــدْ طَـرَقَـتْ

رُؤُوسَــكُـمْ أَفَـهَـلْ فِـيـكُمْ هُـنَـا رَجُــلُ

عَــارٌ عَـلَـى الْـعُرْبِ بِـالتَّطْبِيعِ هَـامَتُهُمْ

ذُلَّـتْ وَدَاسَـتْ فَوْقَهَا مِنْ غَاصِبِ نَعَلُ

دَعِــيْ الـتَّـنَابِيلَ وَالْـحُـكَّامَ وَانْـتَفِضِي

يَــا أُمَّـتِـي إِنَّـمَـا الْأَحْـيَـاءُ مَــنْ قُـتِلُوا

دُعِـــيْ الْـخِـطَـابَةَ وَالـتَّـغْرِيدَ إِنَّ دَمًــا

هُـوَ الْـكَرَامَةُ يَـا مَنْ مِنْ جُبْنِهِمْ خَذَلُوا

وَضَــعْ جـراحـك فِـي جُـرْحِي فـإنَّهُمَا

فــمـان فَـوْقَـهُـمَا تَـحَـلُـوْا بِـهَـا الْـقُـبَلُ

وَصَــلْـتَ يَـــا عِــيـدُ أَعْــوَامًـا مـثَـقَّـلَةً

لــكِــنَّ أَهْــلَـكَ لَا لِـــلْآن مَـــا وَصَــلُـوا

ذَكِّـــرْ بِـخَـيْبَر وَأَجْـمَـع شَـمْـلَ رايَـتِـها

فـلـيس لِـلْـفَتْح إلَّا جَـمْـعَ مِــنْ عَـدَلُوا

وَدَعْ تَـصَـانِـيفَ مَــنْ رَامَ الْـهَـوَان بـنـا

واشـدُدْ جـراحك وَأَنْـهَضْ أَيُّـهَا البَطَلُ

مايو 16, 2021