ببداية
مسلسل " خلى بالك من زيزى " تتصور عزيزى القارئ أنك تشاهد مسلسل كوميدى
، ولكن بتقدم الحلقات تدرك أنك تشاهد مسلسل قيم يناقش قضايا هامة لم يتعرض
لمناقشتها عمل درامى من قبل ؛ المسلسل ناقش العديد من المشاكل الصحية والسلوكية
التى يعانى منها العديد من الأطفال وذويهم منذ سنوات ، ولكن تم الإنتباه لها فى
السنوات الأخيرة عندما دخلت ثقافة التعليم الأجنبى الدولى لمصر ، مثلا عرض المسلسل
حالة
Adhd
أى مرض فرط الحركة وتشتت الإنتباه ، وضرب لنا
مثالين متجسدين بالطفلة " تيتو" والسيدة " زيزى " وأثر عدم
اكتشاف وإهمال هذه المشكلة على حياتها الشخصية والعملية عندما نضجت .
ناقش
أيضا المسلسل مرض الفوبيا وصور معاناة شخصية " نيلى " مع هذا المرض
ومعاناة من حولها معها ، كما ناقش مرض الإكتئاب من خلال شخصية " كاريمان "،
ومشاكل أخرى كحالة النكران وجلد الذات والعديد من المشاكل التى يعانى منها
الكثيرين فى صمت وألم قد يؤدى بهم للموت البطئ دون إدراك أو وعى ممن حولهم .
يتساءل
البعض لماذا تم مناقشة هذه المشاكل مؤخرا كما يصفها بعض الآباء من الأجيال السابقة
بال " تقاليع الجديدة " أو " الموضة "، نظرا لأنه حتى كليات
الطب من عقود لم تكن تدرس هذه الأمراض ، لكن بعد تركيز تلاحظ عزيزى القارئ أن أحد
الأسباب الهامة لإكتشاف ومناقشة هذه الأمراض فى مصر هى المدارس الدولية أو بمعنى
أدق بالثقافة التى أدخلتها هذه المدارس على ثقافتنا .
ففى
المدارس الدولية هناك أساليب مختلفة تدرس للأبناء والآباء كتعليم الأطفال كيفية
إدارة الوقت والإعتماد على تدريب الطفل على اكتشاف قدراته وكيفية توظيفها وهكذا ،
لهذا كانت البداية من هذه المدارس وعلمنا من خلال المسلسل أن هناك وظيفة تدعى "
المدرس الظل " كحل مساعد للطفل مريض فرط الحركة
وتشتت الإنتباه ، لذلك أخبرك عزيزى القارئ بأن
هذا المسلسل قيم بالفعل ويعد وجبة تثقيفية هامة للعديد من الآباء بل وللأطباء أيضا
.
كل
التحية لصناع العمل منى كناقد فنى ومشاهد ومن كل أب وأم ومعلم وطبيب استفادوا من
هذا العمل ، ونرجوا المزيد من هذه الأعمال الهامة التى تساهم فى التوعية والتثقيف
والإفادة .
0 comments:
إرسال تعليق