• اخر الاخبار

    الاثنين، 31 مايو 2021

    استلهام القيم في الحكايات الشعبية البغدادية في أدب الطفل

     



    بغداد- الزمان المصرى : ساهرة رشيد

    تصوير: عامر اسماعيل

       نظم مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ندوة  إلكترونية بعنوان (استلهام القيم في الحكايات الشعبية البغدادية في ادب الطفل) السبت الموافق 29/5/2021 التاسعة مساء على منصة zoom.

    القاها الدكتور جاسم محمد صالح.

       واكد مدير مركز الدراسات والبحوث الدكتور اسماعيل سليمان حسن على ان وجود المراكز البحثية هو دليل حضاري على تقدم الأمم ومؤشر تقدم البحث العلمي ويعبر عن وجود خط انتاجي على شكل مدخلات ومخرجات يعمل به علماء وباحثون يعتنون بجودة المنتج المتمثل بالأبحاث ونتاجاتها في الفروع العلمية والإنسانية المتعددة، ولأجل ذلك وجدت المراكز  لتعمل وتنتج وتحقق الحلول ثم تقدمها إلى الجهات التي تتحمل مسؤولية القرار بشكل مباشر أو تعرضها على شكل مؤتمرات وندوات حضورية يتفاعل فيها الباحث أو المفكر مع المتلقي عن طريق إثراء اللقاء عبر النقاش والحوار البنّاء لتخرج إلى العلنِ عن طريق آليات الإعلام العاملة والفعالة، مضيفاً اليوم نحن في ظل أزمة صحية عالمية حدّت من إمكانية التواصل الاجتماعي حضورياً في مكان واحد نسمع به الآراء لتكون مصنعاً للأفكار ومرجعاً للقرار، إلا أنَّ إرادة الانسان أعلنت عن إمكاناته الذهنية التي لا تعرف المستحيل فأعادت تواجدنا إلكترونياً بل وفتحت علينا آفاق الجغرافية بتجمعنا في لحظات معينة وفي مكانٍ ضمن أجهزةٍ إلكترونية من أجل تبادل الآراء لخدمة البشرية جمعاء، فوزارة الثقافة والسياحة والآثار وبتوجيهٍ من معالي الوزير الأستاذ الدكتور حسن ناظم وبإشراف مباشر من قبل المستشار الثقافي الدكتور سعد اسكندر تحدّت الظروف الصحية القاهرة وأدامت التواصل بين المفكر والمتلقي في سبيلِ احداثِ قفزةٍ نوعيةٍ ترفع من الواقع الثقافي والفكري والحضاري القائم إلى مستوياتٍ تتناسب والتغيرات العلمية والفكرية الحاصلة في الدول المتقدمة.

     بعدها استعرضت الدكتور ايناس القباني سيرة الضيف ومنجزه العلمي

       وبدأ الدكتور جاسم محمد صالح محاضرته بتعريف الحكاية الشعبية من حيث النشأة والتطور عبر تاريخها من خلال ألسُن الرواة وربط بين مضامين الحكاية بالبيئة التي تعمل على نمو وتطور هذا النوع من الحكايات وربط بين التطور والنمو بالجو العام للمجتمع البغدادي جو بغداد الثقافي والحاجة للحكايات، وعرّجَ في حديثه على القيم والتعريف بها واهمية تلك القيم لنشأة ونمو الطفل تربوياً وعقليا وخاصة القيم السائدة في المفهوم البغدادي مركزا في حديثه على علاقة هذه القيم بالموروث الثقافي والسلوك المجتمعي وخاصة في شريحة الاطفال والناشئة, وذكرنا  بالقصه خون او (الحكواتي) وكيفية عرضه للحكايات الشعبية بأسلوبه الفذ والمتميز والحكايات الشعبية من خلال الرؤية المجتمعية للحكاية وما يحبه الناس ويركزون عليه حيث تطرق الضيف على الحكايات البغدادية ودور أديب الاطفال في اختيار وفرز الحكاية الجيدة وتطويع بعض النقاط التي لا تتناسب مع الواقع الحالي مع التركيز على رواية الخاتم التي قام باستلهامها من التراث الشعبي وتقديمها للأطفال بحلة تربوية نفيسة تتناسب مع القيم والاعراف والمفاهيم, ثم  ختم محاضرته على مستقبل الحكاية الشعبية في عصر الحداثة والعولمة وتطور تقنيات الميديا، مبينا أهمية تطوير وتحديث الحكاية وكيف سيكون مصيرها وشكلها وكيف ستكون صيغة وشكل الحكاية في ظل هذه المتغيرات.

    ويذكر أن الدكتور جاسم محمد صالح من القامات الأدبية المعروفة في ادب الاطفال على مستوى الوطن العربي وله من المؤلفات اكثر من 90 كتابا في ادب الاطفال توزع ما بين مجموعة قصصية وروائية  واكثر من 30 مسرحية للأطفال فازت بجوائز عربية وقد ترجمت مؤلفاته للأطفال الى اكثر من تسع لغات عالمية وتناول الباحثون مؤلفاته في اكثر من عشرين رسالة جامعية في مختلف الجامعات العربية, ولمكانته المعرفية في ادب الاطفال فقد القى محاضرات في ادب الاطفال في جامعات:( العراق , مصر , سوريا , لبنان , الاردن , الجزائر , اذربيجان , تركيا , ايران ), ويُعد الضيف من رواد ادب الطفل في العراق ومن الذين وضعوا القواعد والاسس العلمية الرصينة لهذا النوع من الادب في مجال:( الرواية , القصة , المسرحية , السيناريو , الدراسة )  , وهو في كل رواياته ركز على مفهوم الهوية والتراث وعلى ضرورة التمسك بهما من اجل خلق طفل منتم الى تاريخه ووطنه وتراثه وعكس ذلك في كل مؤلفاته الموجهة للأطفال, وركز  ايضا في كتاباته على نشر القيم والمفاهيم الانسانية كالخير والمحبة والمساواة والعدالة والحرية والصدق والعمل ومساعدة الغير وبثّ تلك القيم في قصصه بأسلوب فني جميل وبشكل غير مباشر وباطار من المتعة والتشويق والخيال, وقد دعا في قصصه الى التمسك بالقيم العربية والاسلامية الاصيلة, مؤمناً بان للأدب رسالة انسانية تقرب بين شعوب العالم على مختلف دياناتهم ومعتقداتهم وكتاباتهم فأدب الأطفال إنما هو رسالة محبة للعالم أجمع, وقد أكد الضيف على الانفتاح على ثقافات الشعوب واستلهام قصصهم وحكاياتهم ذات البعد الانساني واعادت تقديمها بأسلوب تربوي جديد كما فعل بأسطورة ( كلكامش ) واسطورة ( ملكة الشمس ) اليابانية حيث قدمها للأطفال العرب بشكل رائع جداً, ولأهمية توجهه هذا تُرجمت روايته الى بعض اللغات العالمية والقت عنه الاديبة اليابانية (ساؤوري كاتازاغي) محاضرة في مكتبة مجلس النواب الياباني بعنوان: ( اديب من العراق يضيف لليابان اسطورة ) وتناولت فيها روايته ( ملكة الشمس ) التي استلهمها من التراث الياباني .

        ويُعد كتابه: ( منهجية الكتابة للأطفال ) والذي فاز بالجائزة الاولى عالمياً عام 2011 م تحت اشراف المنظمة العالمية لحماية حقوق المؤلف – جنيف (wipo  ) من اهم الكتب الرصينة التي وضع فيها الاسس الفنية السليمة في مجال فن الكتابة للأطفال للتجربة الغنية التي يمتلكها الكاتب وللأهمية الفنية والتربوية لقصصه ورواياته ومسرحياته فقد اقيمت حولها ورشات نقدية وحلقات دراسية كثيرة ونشرت عنه كتب نقدية كثيرة  .

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: استلهام القيم في الحكايات الشعبية البغدادية في أدب الطفل Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top