إن إسهامات الهنود وإنجازاتهم في اللغة العربية وآدابها مثل البحر الذي لا سَاحل له، كلما يغوص فيه باحث فإنه يستخرج حلية ويكتشف لؤلؤاً لم يقف عليه من قبل، لأن رصيد الهند من اللغة العربية كبير ومتعدد النواحي ومتنوع المجالات.
لا يزال أبناء الهند يسجلون - بإنجازاتهم
وأدوارهم الرائعة في الأدب العربي بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ - حضورهم الدائم،
في مجالات: التأليف، والترجمة، والشعر، والأجناس الأدبية الأخرى مثل: القصة
القصيرة والرواية والمسرحية.
وقد برزت محاولات جادَّة من الكُتاب
الهنود في العصر الحديث في كتابة القصة القصيرة والرواية والمسرحية، ومنهم احتشام
أحمد الندوي، الذي أخرج مسرحية «المخطوبة» في الفن المسرح العربي، وأثبت حضوره في
مشهد الأدب العربي في الهند.
واحتشام أحمد الندوي من أساتذة اللغة
العربية المرموقين في جنوب الهند، استقى من مناهل العلم المختلفة بداية من ندوة
العلماء، والجامعة المليّة الإسلامية، وجامعة علي جراه الإسلامية، وكان رئيساً
لقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة كاليكوت بولاية كيرالا الهندية، وفي عام 2000
تقاعد عن خدمة التدريس وهو لا يزال يشتغل بالقراءة والدراسة والتأليف والتصنيف.
واحتشام أحمد الندوي هو أول من قرع
باب المسرحية في الهند من خلال مسرحيته المسماة بـ«المخطوبة». تناول فيها العادات
والتقاليد الموجودة في الهند، يتمحور موضوعها الأساسي حول مهور الزواج (dawory)، ومشكلات للزواج
الإجباري، وهي من أهم القضايا الاجتماعية في الهند.
ومسرحية «المخطوبة» هي أول مسرحية
هندية باللغة العربية، وفتحت آفاقاً جديدة في مجالات المسرح والفنون في دولة
الهند، وقد نجح الأستاذ الندوي في أن يكون رائداً للمسرح العربي في الهند، وبذلك
مهَّد السبيل، وأنار الطريق للأجيال القادمة للاتجاه نحو الإبداع الحقيقي باللغة
العربية في دولة الهند.
*كاتب المقال
أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند
0 comments:
إرسال تعليق