اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك
وعظيم سلطانك ،
الهى دعوناك أن تبلغنا رمضان ،
فبلغتنا اياه ،ثم سألناك أن تبلغنا العشر الأواخر لننال أجر ليلة القدر فأكرمتنا
وبلغتنا العشر الأواخر ، ثم دعوناك يا ربنا أن تختم لنا شهر رمضان بالخيرات ، والصيام
والقيام وصالح الأعمال فأكرمتنا ببلوغ ختام رمضان ، والأن يا الهى نسألك أن تتقبل
منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وأن
تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ، وأن تعيده علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية
بالخير والصلاح .
اليوم لانقول وداعاً رمضان ، بل نقول
إلى لقاء قادم بإذن الله ونحن متمسكون بالعهد والوعد الذي قطعناه على أنفسنا في
رمضان ، وملتزمون بتوفيق الله بخصال الصبر والحلم والجود والكرم وفعل الخير
وغيرها من الخصال الطيبة التي عودنا عليها رمضان ، فها هو شهر رمضان المبارك
يودعنا،ويشد رحاله مستأذنا" بالرحيل ،
والحزن والأسى يملآن قلوبنا على فراقه، كيف لا!! وقد كانت أيامه أحسن
الأيام، ولياليه أحسن الليالي، والله عن تجربة شخصية وجدت
فيه السعادة والهناء، والفرح والسرور بالصيام والقيام وتلاوة القرآن،
وزيادة الإيمان في القلوب، فلله الحمد كثيرا، وله الشكر كثيرا على آلائه ونعمه
وإحسانه وفضله.
إن قلوبنا تكاد تتقطع أسى على فراق شهر رمضان، وعيوننا تدمع
حزناً على رحيله ،وذلك لما لهذا الشهر من مكانة خاصة في قلوبنا.فمن خلال أيامه
المباركة تعلمنا دروسا" وعبرا" عظيمة من بينها مجاهدة النفس عن هواها من
خلال لذة مواصلة الطاعة والعبادة وقراءة القرأن والمداومة علي الصلوات الخمسة
والسنن والتراويح والقيام والدعاء، وغيرها من العبادات وأعمال الخير من برالوالدين
، وصلة الأرحام ، ومساعدة المساكين والمحتاجين ، والتسامح والتعايش والمودة بين
الناس ...
نقول بألسنتنا وقلوبنا: الى اللقاء يا من شيدت
في نفوسنا بناء الأخلاق . وجعلت من
الصائم إنسانا عفا نبيلا تحجزه فضائله وتمنعه شمائله أن يشارك في لغو ، أو سب ، أو
لعن ،أو أن يرد على إساءة لأنه صائم . ومن ثم أصبح إنسان على خلق لأنه يحجز لسانه عن كل إساءة
وتطاول ابتغاء مرضاة الله . ويمنع نفسه من كل متعة ولذة مؤقتة ابتغاء وجه الله .
ساعات معدودات وينقضى الشهر الكريم
وتنقضى لياليه المباركة ، تلك الليالي التي خفقت فيها القلوب ورفعت فيها الأيدي
ودمعت منها العيون وكثرت فيها الأعمال الصالحة وفتحت فيها أبواب الجنان ، وغلقت
فيها أبواب النيران . ولكن لكل شيء نهاية فهاهو الشهر يستعد للرحيل، ولانعلم من
تقبل منه ومن لم يتقبل ؟ ولكن اليقين يملأ قلوبنا ، والرجاء في الله كبير أن يرحمنا برحمته ويكرمنا من واسع
فضله وأن يمن علينا بالقبول ويتقبل منا ماقدمنا في رمضان وأن يبلغنا رمضان القادم
فنحن لانعلم إن عاد رمضان من منا سيكون فوق الأرض ومن سيكون تحتها .
فهل نستطيع أن نستغل هذه الفرصة
القيمة ، ونحافظ علي الوقاية التي تحصنا بها طوال هذا الشهر العظيم ؟ ، ونعتبر أن
أخلاق شهر رمضان هى نفس الأخلاق لشهر شوال وباقي شهور العام بأكمله .
ونختم بالدعاء والتضرع في اخر ليلة
من ليالي الرحمة والمغفرة والعتق من النيران والخير الوفير الى من بيده ملكوت كل
شيء ، راجون رحمته وعفوه ومغفرته ورضوانه .
اللهم انك أرحم الراحمين لا إله إلا
أنت ، تفضلت علينا فهديتنا ، ومننت علينا فعرفتنا ، واحسنت الينا فاعنتنا على أداء
ما افترضت علينا من صيام رمضان . فلك الحمد بمحامدك كلها على جميع نعمائك كلها ،
حتى ينتهي الحمد
إلى ما تحب وترضى . وهذه آخر ليلةمن
رمضان فإذا انقضت فاختمها لنا بالسعادة والرحمة والمغفرة ، والرزق الواسع الكثير
الطيب ، الذي لا حساب فيه ولا عذاب عليه ، والبركة والفوز بالجنة ، والعتق من
النار ، ولا تجعله آخر العهد منه ، واهله بأفضل الخير والبركة والسرور علي ، وعلى
أهلي ووالدي وذريتي ، وأصدقائي وكل من يقرأ كلماتي يا كريم .
اللهم هذا شهر رمضان الذي انزلت فيه
القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وقد تصرم ، فاعوذ بوجهك
الكريم أن يطلع الفجر من هذه الليلة
، وعلي ذنب تريد أن تعذبني عليه يوم ألقاك
.
يا كاشف الكرب العظيم ، اكشف عنا ما نحن فيه من بلاء ووباء
اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا ،
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين.
0 comments:
إرسال تعليق