واحد وعشرون عاما مرت علي رحيل عبد الحميد شتا ابن قرية ميت الفرماوي مركز ميت غمر كثيرون لايعرفونه ..
فهو الشاب النبيل الشاطر ابن الفلاح الغلبان المنهك ..في
الثانوية العامة حصل علي مجموع ٨٥ % الا انه كان يحلم بتحقيق رغبه والده المنهك
والمجاهد والمثابر علي تربيته .
في العام التالي التحق بالثانوية العامة وكان له ماأراد
وحصل علي مجموع ٩٥ % ادبي وتحققت رغبته في الألتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
. شهد له أساتذة الكلية بالنبوغ
وتم اختياره لتمثيل الكلية في عدد من المؤتمرات في
الخارح
كتب الأبحاث في مجلة السياسة الدولية وفي العديد من
الدوريات . كان الأول علي اقرأنه لخمس
سنوات هي مدة الدراسة في العام الأخير حصل
علي ممتاز مع مرتبة الشرف
كغيره من الشباب كان يحلم بتمثيل مصر ..
جاءت الفرصة وهاهي
وزارة الاقتصاد ..وعلي صفحات جريدة الأهرام تعلن عن حاجتها إلي وظيفة ( ملحق
تجاري ) .
هرول عبد الحميد شتا الي سحب الملف وقام بملئ البيانات المطلوبة
وإرفاق الشهادات وصور الأبحاث وشهادات التقدير ..تم تحديد موعد الاختبار التحريري
وظهرت النتيجة وكان الاول.. نعم الأول ..علي الجميع فقد كان يؤمن ان الحديد لايفله
الا الحديد ..بعدها تم تحديد موعدا للاختبار الشفوي..دخل الامتحان والابتسامة ترتسم
علي وجهه النحيل فهو علي مقربة من تحقيق الحلم .
حلم الوالد
حلم القرية حلم الأهل وحلم الغلابة . حلم أبناء الفقراء حلم جمال عبد الناصر في المساواة
والعدل الا انه نسي ان جمال رحل وهو الآن الي جوار ربه .. انتظر عبد الحميد
شتا نتيجة الشفوي كغيره ..
قال له احد الأصدقاء لقد ظهرت النتيجة هرول مسرعا وسوف
يعود مساء الي أبيه حاملا البشري ..
أمام اللوحة المعلن عليها النتيجة وقف عبد الحميد شتا
يراجع الأسماء ويكرر المراجعة ولكن دون جدوي فقد شلت يد الكاتب فلم يكتب اسمه .. في
الجهة اليسري في لوحه الاعلان الأسماء المرفوضة وسبب الرفض . يحلق عبد الحميد
بعينيه استعان بصديق فوجد اسمه وقد رفض لانه غير لائق اجتماعيا..
اصيب بصدمة
اسودت الدنيا أمام عينيه لم يستطع تمالك نفسه سقط علي الأرض تدخل أولاد الحلال
حاولوا إيقافه وافاقته ..هاهو يتمالك فيقف ليقرر المصير وكان قراره لامكان للنبلاء في
هذا البلد
فهناك الي جوار الله الأمن والسكينة والاستقرار .. وقبلها
خط بيديه خطابا لوالده اعتذر فيه عن عجزه عن تحقيق الحلم وانه قرر الرحيل ؟؟
في شوارع القاهرة سار هائما وهو لايعرف أين المسير... .علي كوبري قصر النيل
اختار النهاية المحتومة والقي بجسده النحيل ليسقط غريقا دون ان يراه احد هكذا اختار .وسامح الله من
كانوا سببا في وأد طموحه ..
رحم الله عبد الحميد شتا الشاطر النبيل النابغة ..
* كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق