ما من
مرة حضرت ندوة فى أحد نوادى الأدب حتى أتذكر فيلم مرجان احمد مرجان الذى يحتوى على
رسالة نقدية حارقة لنظام التعليم الخاص ونوادى الأدب والنشر فى مصر واستسهال الشعر الذى أصاب الجميع ، فأصبح الكل
يدعى المشعرية وهو لا موهبة وان كان لديه
اللغة وتعلم البحور والوزن وكيف بناء القصيدة ، أنا سوف أكتب كلمة واحدة وهى "ما
كان حد غلب " فتقريبا ما يحدث فى نوادى الأدب من نفاق وادعاء الموهبة ومحاولة
فرضها على الجميع بما يملك صاحب هذا الادعاء من أموال وجمال الوجه واضح ولا يريد
شرحا .
ولهذا
نجد ان تلك الأماكن لا تقدم خيرا للمنتج الثقافى فى المجمل العام وفى المنتج
الشعرى الذى أصاب الكل والكل أخذ يدعى المشعرية . ورغم هذا الادعاء لا نجد
أحدا منهم يقرأ الكتب من الاصدارت
الحديثة او حتى القديمة .
ولا
نجده يعمل على بناء عالمه الشعرى والابداعى من خلال عملية القارئه .ومن يدير تلك
الأماكن لا يهمه شيئا غير كثرة الحضور و يمنح الكلام لمن يريد حتى تحولت نوادى
الادب الى أسواق مزدحمة بكل الأصوات العالية
والتى تدعى الفهم والتجربة وعندما تقرأ هذا المنتج تجده غير صالح الا لأسبوع واحد
فقط لا غير .
لان
البعد المعرفى والثقافى فى المنتج غير موجود بالمرة ، فنجد النص ( قصيدة .. قصة ..
رواية ) مكتملة من كله الا شئ واحد فقط لا غير .. إلا وهو المتعة الثقافية التى
يجب ان تغلف اى منتج ابداعى يقدمه كاتب ما
وهذا
لان يتوفر للكاتب الا من خلال القراءة والقراءة المستمرة فى كل مصادر المعرفة ..وهنا
وهنا فقط سوف أقدم نموذجين من هؤلاء
اللذين استسهلوا عملية الإبداع .فقد اتنى احد الشباب ومعه رواية يريد ان ينشرها ،
فقلت له الأول تعال نتحدث عن قرائتك .. فقال
انه قرأ رواية العنكبوت .فقلت له فقط فقال نعم
. فقلت له تقرأ رواية فتكتب رواية اخرى
.
ياصديقى
القراءة مثل الأكل بالنسبة الرياضي ولاعب كمال الأجسام على وجه الخصوص ..فهل يقدر
هذا الرياضى أن يمارس تلك الرياضة دون ان يأكل جيدا ! كذلك القراءة بالنسبة لمن يكتب ولمن يريد ان يكتب .
اما
النموذج الآخر فكان فى احد نوادى الأدب بالمنصورة وبعد أن قرأ الشاب مقطع من
الرواية التى انتهى منها قلت له ما هى الروايات التى قرأتها قبل ان تكتب روايتك
فقال لا شئ فنظرت الى مشرف النادى وقلت هل هذا يصح ويصلح ويفيد أن تشجعوا اناس لا
تهتم " أ ب "
إبداع وان كان الكاتب لا يقرأ فكيف يقرأ له .
هنا
تكمن الكارثة التى يتحملها ثلاثة أطراف بيت ومدرسة ومسجد .
وهذا
موضوع آخر
0 comments:
إرسال تعليق