إهداء إلى أبنائه ولده الخلوق الزاكي الأستاذ محمد وابنته الرفيعة الأخلاق النقية الزاكية الأستاذة بسنت وإلى طلابه من طلاب العربية *
أولاً
التمهيد :
من الرعيل الثاني لعلمائنا النجباء في علوم
العربية عامة ؛ وفي علوم النحو والصرف والعروض خاصة المغفور له - بمشيئة الله
تعالى- أستاذنا الأستاذ الدكتور العلامة عرفة عبد المقصود عامر أستاذ النحو والصرف
والعروض بكلية دار العلوم .
ثانياً سمات الرجل :
إبان دراستي بدار العلوم في أول الثمانينات
حتى منتصفها من القرن العشرين الميلادي احتفيت بتدريس الأستاذ الدكتور عرفة عبد
المقصود قسم النحو والصرف ( Section ) هو والأستاذ الدكتور العلامة أحمد عفيفي -
حفظه الله تعالى - وكانا - المرحوم عرفة وأحمد عفيفي - معيدين بقسم النحو والصرف
والعروض بدار العلوم آنئذ تحت رئاسة المغفور له - بمشيئة الله تعالى - سعادة
الأستاذ الدكتور محمد عيد صاحب النحو المصفى .
لكن ما كان يلفت انتباهي هو حضور المرحوم
عرفة محاضرات النحو والصرف بالفرقة الثالثة بدار العلوم معنا وكنت أظنه طالبا
زميلا لنا حيث لم يكن يظهر على وجنتيه الكبر بل . كانت ملامحه الوضيئة توشي بصغر عمره !
ناهيك عن هذا . الشاهد من الحكي حبه للعلم
وطلبه له وتواضعه أن يقال عنه يحضر محاضرات طلاب دفعتنا !! بل . كان يحضر أيضاً
محاضرات الدراسات العليا لقسم النحو والصرف والعروض للأساتيذ !! بعد
انتهاء المحاضرة للدكتور محمد عيد كنا نلتف حوله خارج المدرج يسأله أحدنا عما يعن
له من شوارد نحوية وصرفية .
لم أكن بعد تعرفت على الدكتور عرفة حيث درسنا الدكتور أحمد عفيفي ونحن في العامين الدراسيين الأول والثاني من الكلية بينا درس الدكتور العلامة عرفة عبد المقصود لآخرين من دفعتنا .
هنا ابتدأت معرفتي بالدكتور عرفة حيث تعجبت من شيئين لم يكونا معهودين لدى الطلاب :
1- الأول : سرعة وصواب وإتقان الإجابات النموذجية على أسئلة الطلاب من
زملائنا للأستاذ الدكتور محمد عيد !!
2- الثاني : سماح الأستاذ الدكتور العلامة
محمد عيد لهذا الطالب أن ينيب عنه - في حضوره - بالتكلم في حضرته !!!
فانكشف الغطاء وعلمت أنه أحد المعيدين الأفذاذ بقسم النحو والصرف والعروض !!
لكن راعني أيضاً
سماح الدكتور العلامة محمد عيد له بالإنابة في حضرته بالإجابة عن تساؤلات الطلاب
بعد انتهاء المحاضرة !!!
مما أكد لي أشياء :
١- على رأسها حب الدكتور محمد عيد للدكتور عرفة !!
٢- اعتراف الأستاذ بمنزلة
طالبه وتلميذه في الدراسات العليا بتفوقه وبراعته في تخصصه الدقيق علوم النحو
والصرف والعروض !!
ثالثاً الدعاء له ولأساتذة دار العلوم
جميعاً الذين رحلوا وتركوا لنا زادا من الأخلاق قبل العلم : اللهم هذا
عبدك عرفة طريح بين يديك ينتظر عفوك ويرجو رضاك ولا مرجو له إلا أنت يا الله
فاللهم بعلمه الذي اجتهد فيه وبلغه لخلقك وعبيدك اجعل ذلك في موازين حسناته ؛
ورفعا له في سجل درجاته ؛ واحتسابه من الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .
اللهم أبدله دارا خيراً من داره وأهلاً
خيراً من أهله وزوجا خيراً من زوجه ورفقة خيراً من رفقته وعشيرة خيراً من عشيرته
وصحبة خيراً من صحبته
اللهم
وأورده حوض نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - كيما يشرب شربة هنيئة لا يظمأ بعدها
أبداً ووالدي وزوجتي أم فاطمة وأخي عصام وجميع موتى المسلمين والمسلمات والمؤمنين
والمؤمنات ونرجو أن نلحق بهم جميعاً على الإسلام والإيمان .
رابعاً الخاتمة
وأكتفي بهذي الشذرات المنيفة في حق من علمونا ولم يرحلوا إلا بأجسادهم فعلومهم باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وطلابهم وأبناؤهم وأحباؤهم يدعون لهم ما سار الليل والنهار بأمر وتقدير الله الواحد الأحد العزيز القهار .
خامساً المختتم :
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
قام بالترجمة رفيق فهمي واصل
ناقد أدبي وكاتب صحفي ب
جريدة الزمان المصري
القاهرة في عصر الثلاثاء الموافق 26/12/2023
0 comments:
إرسال تعليق