حينما قابلتها أول مرة لم يدر بذهني اني سأراها ثانية خاصة اني نسيت ان احصل منها على اي شئ يوصلني لها و شعرت بانبهاري الشديد بها بعد نهاية اليوم فقد كان اليوم مزدحما بالحالات ولم انته إلا بعد ساعة متأخرة من الليل ومن عادتي بعد نهاية اليوم وانا في طريق عودتي للمنزل ان أراجع الحالات في رأسي وادع الله ألا اكون قد فقدت شئ في تشخيص الحالات و بينما أراجع الحالات في ذهني تذكرتها وتذكرت انبهاري الشديد بها وقتها واستغربت نفسي وقتها حتي اسمها لم استطع تذكره؛ تذكرت كل التفاصيل إلا الاسماء او اي شئ يوصلني لها وبقيت ذكرى ايقنت تماما اني لن انساها ابدا فقليل مثلها ان لم يكن بأقل القليل؛ حكيت عنها لكثير ممن اعرفهم وانا اشعر بحماس غريب اثناء كلامي عنها ومرت الايام وطيفها كل فترة يمر برأسي؛ كان ذلك منذ ما يربو على العام، وفي هذا اليوم بينما انا في زحمة الحالات وخناقاتهم ومعاركهم مع الاستاذ محسن اشار بالدخول للمريض؛دخل رجل كفيف في منتصف العمر ملتح يحمل عصاه يرتدي زيا يظهر من هيئته انه في الاغلب أزهري، ومن معه سيدة طاعنة بالسن بيدها هي الاخري عصاها وهيئتها تشي بانها تعدت الثمانين او اقل قليلا لكن ما زالت تحتفظ باشراقة في وجهها مصحوبة بابتسامة تجبرك علي التقرب منها وتشعرك براحة غريبة في معيتها غالبا هي امه من عمق ما رأيت من اهتمامها به وحرصها عليه فالأب والام هذان في الدنيا هم الرحماء، لكنها لم تكن امه، جذبنتي راحتي في معيتها علي تبادل اطراف الحديث معها اثناء عمل الايكو واذ بي انظر اليها واتوقف عن عمل الاشعة واسألها ألم تجر انت ايكو من حوالي سنة؟ ولكن في المركز الآخر ؟ قالت نعم فعلا و هي مطلوبة مني ثانية هذه الايام وبينما تكمل كلامها بادرتها ألم تجر جراحة بالقلب منذ اكثر من 25 سنة،؟الم؟ الم؟ وكانت تجيبني نعم(كنت رغم مرور أكثر من عام اتذكر كل التفاصيل) ؛ انها هي نقطة ضوء في وسط امواج متلاطمة من الظلام سيدة قاربت الثمانين او تعدتها المنطق يقول انها تحتاج من يرعاها واذا هي ترعى من يحتاجون الرعاية متطوعة بكل ثروتها وجهدها منذ اكثر من ثلاثين عاما والمريض من دار رعاية مكفوفين اتت معه تتوكأ على عصاها تهش بها عنه وتحميه؛ يا الله كم شعرت بالخجل من نفسي ذهبت للمنزل وقلت لزوجتي أتتذكرين السيدة التي كذا وكذا وحكيت لك عنها منذ سنة قالت نعم قلت قابلتا اليوم ولم اعرف اسمها ايضا ولا مكانها ولم ادر ان ذلك حدث الا بعد ذهابها .
0 comments:
إرسال تعليق