• اخر الاخبار

    الاثنين، 18 ديسمبر 2023

    عادل وليم يكتب عن : توفيق باشا أندراوس

     

     


    توفيق‏ ‏باشا‏ ‏أندراوس.  ‏.. ‏قوص‏ ‏.. ‏حصل‏ ‏علي‏ ‏الابتدائية‏ ‏من مدرسة‏ ‏الأقصر‏ ‏وذهب ‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏لإتمام‏ ‏دراسته‏ ‏فدخل‏ ‏مدرسة‏ ‏التوفيقية‏ ‏الثانوية‏,‏ثم‏ ‏سافر‏ ‏إلي‏ ‏إنجلترا‏ ‏ليلتحق‏ ‏بجامعة‏ ‏أكسفورد‏ ‏وأتم‏ ‏دراسته‏ ‏بها‏ ‏

    وكان والده أندراوس باشا بشارة من أثرياء مصر حيث قام والده بوقف مائة فدان لخدمة مساجد وكنائس الأقصر مناصفة

    وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية لأنه كان يؤمن أن الصناعة والحرف تشكل المستقبل لشباب الأقصر ثم قام ببناء مدرسة الأقباط التي مازالت قائمة وبني مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيرية.

     وبعد عوده توفيق باشا من انجلترا  انخرط في العمل الوطني وانضم لصفوف حزب الوفد

    وأطلق عليه لقب "سبع الصعيد " بعد قيامه بصحبة فخرى عبدالنور وويصا واصف باشا بحضور اجتماع بنادى رمسيس فى 13 نوفمبر 1918، وتوجهوا عقب إنتهائه إلي منزل سعد زغلول، ليأكدوا علي دعم أقباط مصر علي دعم زغلول، وإن الصليب سوف يقف إلي جانب الهلال ليستمدا القوة من بعضهما البعض لنيّل الحرية.

    وفي عام‏ 1921 ‏تحدي‏ ‏ توفيق باشا اندراوس مدير‏ ‏الأمن‏ ‏العام‏ ‏ حينذاك بدر‏ ‏الدين‏ ‏بك‏ ‏

    حين‏ ‏صادرت‏ ‏الحكومة‏ ‏وسلطاتها‏ ‏حرية‏ ‏سعد‏ ‏زغلول‏ ‏في‏ ‏رحلته‏ ‏النيلية‏ ‏ومنعت‏ ‏الحكومة‏ ‏الباخرة‏ ‏التي‏ ‏يستقلها‏ ‏سعد زغلول ‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏ترسو‏ ‏علي‏ ‏أي‏ ‏شاطيء‏ ‏من‏ ‏شواطيء‏ ‏المدن‏ ‏بحجة‏ ‏المحافظة‏ ‏علي‏ ‏الأمن‏ ‏العام‏ ‏والواقع‏ ‏كان‏ ‏الحيلولة‏ ‏بين‏ ‏سعد زغلول والشعب ‏ ‏

    وقد حاول‏ ‏الأهالي‏ ‏في‏ ‏جرجا‏ ‏وأسيوط‏ ‏وغيرهما‏ ‏أن‏ ‏يستقبلوا‏ ‏السفينة‏ ‏وفشلوا‏ ‏

    ووقعت‏ ‏حوادث‏ ‏عديدة‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏توفيق‏ ‏باشا‏ ‏لجأ‏ ‏لحيلة‏ ‏شجاعة‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏قوة‏ ‏بدر‏ ‏الدين‏ ‏بك‏ ‏ومعارضته‏ ‏وتهديداته‏ ‏ورست‏ ‏الباخرةنوبياأمام‏ ‏قصر آل‏ ‏أندراوس‏ ‏باشا‏,‏واحتشدت‏ ‏الجماهير‏ ‏بالأقصر‏ ‏لتلتقي ‏بالزعيم‏ ‏سعد زغلول

     و يخلد‏ ‏اسم‏ ‏الأقصر‏ ‏باعتبارها‏ ‏المدينة‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏استطاعت‏ ‏استقبال‏ ‏سعد‏ ‏زغلول‏ ‏وخلد‏ ‏اسم‏ ‏توفيق‏ ‏في‏ ‏سجل‏ ‏الوطنية‏ ‏الجريئة‏ ‏وبعد ذلك ‏وقع‏ ‏عليه‏ ‏اختيار‏ ‏الزعيم‏ ‏ سعد زغلول رحمه‏ ‏الله‏ ‏لانتخابات‏ ‏دائرة‏ ‏الأقصر‏ ‏وفاز‏ ‏بأغلبية‏ ‏ساحقة‏ ‏وأعيد‏ ‏انتخابه‏  عده ‏مرات‏ ‏وفاز‏ ‏لمحبة‏ ‏أهل‏ ‏الأقصر‏ ‏له‏ ‏وتقديرهم‏ ‏لشهامته‏ ‏وشجاعته‏.‏

    تصدر توفيق أندراوس صفوف الثورة (1919) ووهب لها عمره, حيث حاول القصر الملكي أن يثنيه وعرض عليه أحمد حسنين باشا -وكان زميلا له في جامعة أكسفورد- رغبة الملك فؤاد في تعيينه سفيرا في لندن على أن يترك سعد زغلول، فكان رده الرفض بشدة.

    وعندما نفت السلطات سعد زغلول ورفاقه علم توفيق أندراوس أن أم المصريين صفية هانم زغلول تشكو من نضوب خزينة الوفد،

    فما منه إلا أن باع سبعمائة فدان ووضع ثمنها تحت تصرف أم المصريين للصرف على الحركة الوطنية

    في‏ ‏االثلاثينيات‏ ‏عارض‏ ‏توفيق‏ ‏باشا‏ ‏الحكومة‏ ‏وبلدية‏ ‏الأقصر‏ ‏بتحويل‏ ‏مدافن‏ ‏المسلمين‏ ‏إلي‏ ‏الجبل‏ ‏وأصر‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏في‏ ‏مكانها‏ ‏بالسيد‏ ‏يوسف‏ ‏وكان‏ ‏دفاعه‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏أبناء‏ ‏الأقصر‏ ‏سوف‏ ‏يحتاجون‏ ‏إلي‏ ‏عربات‏ ‏لنقل‏ ‏موتاهم‏ ‏مما‏ ‏يكلفهم‏ ‏فوق‏ ‏الطاقة‏ ‏من‏ ‏الأموال‏ ‏وكذلك‏ ‏فإن‏ ‏تقاليد‏ ‏أبناء‏ ‏الأقصر‏ ‏أن‏ ‏يحمل‏ ‏المتوفي‏ ‏علي‏ ‏الأعناق‏ ‏حتي‏ ‏مسواه‏ ‏الأخير‏ ‏وهو‏ ‏تقليد‏ ‏يحافظ‏ ‏عليه‏ ‏أبناء‏ ‏الأقصر‏ ‏جيل‏ ‏بعد‏ ‏جيل‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏احتراما‏ ‏للمتوفي‏ ‏وقد‏ ‏منع‏ ‏نقل‏ ‏المقابر‏ ‏إلي‏ ‏أية‏ ‏بقعة‏ ‏نائية‏.‏

    توفي توفيق باشا أندراوس وهو فى رعيان شبابة وسنة لم يتجاوز ال٤٣ من عمرة 

    وافق يوم وفاتة تلاقى عيد الفطر وعيد الميلاد في يوم واحد فخيم الحزن على الأقصر وخرجت جماهير الأقصروالبلاد المجاورة في موكبه الحزين وحضر جنازته العديد من الشخصيات منهم مكرم باشا عبيد وتوفيق دوس باشا وزير المواصلات وال عبد النور وال مشرقي وال ويصا وحكمدار قنا ونقيب الأشراف وكان في مقدمة المشيعين رجال الدين والكهنة وعلى رأسهم مطران قنا نائبا عن قداسة البابا يؤانس بطريرك الأقباط

     وفي ذكري الأربعين فبراير 1935 حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية حينذاك حفل التأبين وألقي خطبة عصماء فى تأبينه.

    وقد انجب توفيق باشا أربعه أبناء هم جميلة وجميل ولودي وصوفي

     توفي جميل وهو في سن الشباب وترك اخواته الثلاثة ...ولم يتزوج احد من ابنائه الاربعة رغم الجاه والمال ...وكان الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي قد تقدم للاخت الكبري جميلة ورفضته ...كما رفضوا عشرات العرسان وهم بنات الحسب والنسب ...وكانوا يعيشوا في قصرهم البديع بالقرب من معبد الاقصر ..قصر شاهد تاريخا ومجدا

     وبعد وفاه جميل ماتت  اخته جميلة سنة 2011 ولم تبق سوي صوفي ولودي ...عاشتا معا وحافظتا علي قصر والداهما وانتزعا ملكيته بعد صراع نصف قرن في المحاكم ومحاولات متكررة لهدمه او الاستيلاء عليه

    ولم يكن لهما احد سوي بعض الاقارب والعاملين ...لرعاية نحو 200 فدان وعدد من الاملاك الاخري ...

    وكانت النهاية الغريبة في 7 يناير 2013 حينما تم اكتشاف جثتي لوجي وصوفي بجوار سلم داخلي بالقصر وقد تم قتلهما بحديدة الي جوارهما ...ولم يتم سرقة شئ من القصر ...

    والي اليوم لا نعرف الجاني ولا القاتل ولا الهدف من الجريمة

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: عادل وليم يكتب عن : توفيق باشا أندراوس Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top