كتب: زيد الطهراوي
في كتابه القيم النص و الاجتهاد
يوضح الدكتور سمير مراد معنى النص و ما يراد به و كذلك الاجتهاد و يؤكد أن النقل
الصحيح لا يخالف العقل الصريح و هذا ميزان الله فإن الله تعالى لم يمتدح العقل إلا
حيث وافق الفطرة و الشرع
و دلالة النصوص إما قطعية و إما
ظنية و ما كان قطعي الدلالة فهذا لا يمكن معه اجتهاد مطلقاً في ذاته بخلاف ما إذا
عرض له عارض أوجب التعارض بينه و بين نص آخر أو مع مقصد من مقاصد التشريع
و أما الدلالة الظنية أو الظاهر
لاحتماله معنيين أحدهما أرجح من الآخر فهذا يجوز الاجتهاد معه أي : فيه
و تكلم المؤلف عن فرع مهم و هو
حكم الاجتهاد في إعمال النصوص و تقديم بعضها على بعض و يوضح المؤلف أن الصحابة عدول
ثقات لا يتجرءون على مقارعة النص باجتهاد أو رد فهم يجلون و يعظمون رسول الله صلى
الله عليه وسلم
و أنهم لا يجتهدون في مقابل
النصوص فهذا توسع و تجرؤ بل يجتهدون في
إعمال النصوص رعاية للمصالح و هذا يقودنا إلى الحديث عن المصالح و المفاسد
فالمصالح ليست درجة واحدة بل ثلاث درجات فمنها المعتبرة و منها الملغاة و منها
المرسلة و يتحدث الكاتب عن مقاصد التشريع فهي ثلاثة أقسام : ضروريات و حاجيات و
تحسينيات عن ارتباطها بالفتوى و عن سد الذرائع و تغير الفتوى و عن علاقة سد
الذرائع بمقاصد الشريعة
و بعد هذا التقديم الضروري و
المهم يضرب المؤلف الأمثلة
فيدحض افتراء أصحاب الفرق الضالة
الذين أرادوا الانتقاص من الصحابة الكرام أتقى و أنقى الناس بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم و اتهامهم بأنهم يعارضون النصوص الشرعية
و اخذت هذه الأمثلة حيزاً كبيراً
من الكتاب فقد وضع المؤلف فيها الحجج الكافية المقنعة و أثبت تزوير هؤلاء لنصوص
أئمة الفقه و أثبت أنهم تصدوا لمواضيع ليست من اختصاصهم فأتوا بالأخطاء الشنيعة و
أضلوا أتباعهم
0 comments:
إرسال تعليق