• اخر الاخبار

    الجمعة، 17 ديسمبر 2021

    أمسية ثقافية لتحليل مسرحية "ازدواجية المسارح " للشاعر العراقى المبدع محمد العبودى

     

     


    بغداد- الزمان المصرى : خاص

    كعادة اهالينا فى العراق الشقيق ؛الثقافة عندهم كالماء والهواء ،ودائما ما يقومون بإختيار النصوص ذات القيمة العالية لدراستها وتحليلها ..واليوم قام مجموعة من المشاركين فى جروب لإحدى الجامعات ببغداد بتحليل نص"ازدواجية المسارح" للشاعر العراقى المبدع محمد العبودى ..ولنترككم لتقرأوا ماذا كتبوا عن النص وروعته للشاعر المبدع.

    أعضاء جامعتنا مرحبا بكم في هذه الأمسية الأدبية .أهديكم سلال من الرياحين لأرواحكم النقية ولوفائكم. هلموا أساتذتي الكرام لنعانق الإبداع في أبهى تجلياته و لنحلق في رحلة رائعة في ثنايا هذا النص المفتوح العابر للأجناس .نحل في بلاد الرافدين بلاد بابل الشامخة ضيوفا على شاعرنا العراقي المبدع

     "محمد العبودي" والذي لطالما أتحفنا بنصوص عميقة وازنة متنوعة المعاني : سخرية الحياة،عقود العذاب،ذبيح في المزاد....ولئن كانت ريشته تكاد تعتكف على توصيف الواقع في العراق الشقيق في ظل هذه الحرب المستعرة بسبب الارهاب والتطاحن الطائفي .. نحلل في هذه الأمسية الأدبية نص :

    ** ازدواجية المسارح

    هو نص لا ككل النصوص. استرفد فيه الشاعرالمسرح وسيلة فنية للخوض في المتناقضات التي باتت سمة لواقعه. فكل التفاصيل : الشخصيات ،العلاقات، الأمكنة... تبطن عكس ما تظهر. فإذا أنت بين ازدواجية المسارح :ما يقدم من مشاهد في القصيدة يقوم على التقابل ليظل فكرك رهين مستحثات معقدة تحفزه لفهم معماريةهذا النص الشعري -المسرحي.

    لكأن قصيدة النثر ينقصها الغموض لتستنجد بالمسرح متوسلة بالأقنعة  . 😄

    على أن المسرح والشعر ما انفصلا أبدا منذ الإغريق. فهما سليلا روح إبداعية واحدة كما يقول الشاعر الفرنسي جان كوكتو :"إن

    المسرح والشعر حصانان من دم جنية".

     

    🎭العنوان:ورد مركبا إضافيا ليحيلنا على ثنائية متناقضة إذ تعرف الازدواجية:"المتناقضين المحددين بالتبادل فيما بينهما"

    أما المسرح فهو أعرق الفنون هو ذاك الفضاء المخصص لتقديم عروض فنية على خشبة مرتفعة أمام جمهور والمسرح أب الفنون لأن العرض المسرحي قد يعتمد مختلف الفنون من أدب وشعر ورقص وغناء ورسم  ...ففي العنوان إشارة الى التناقض الذي ستنبني عليه المشاهد كما فيه إشارة الى توظيف الشاعر لتقنيات المسرح في قصيدته: مشاهد ، ممثلون، أدوار....أقنعة.. فالعنوان هو الخيط الناظم

    لمعاني القصيدة القائمة على التقابل.

    🎭المتن : ازدواجية المسارح هي التيمة التي انبنت عليها مشاهد النص بكل جزئياتها .فالتقابل سيحكم صورها ومعانيها .

     ترفع الستارة ليقدم المكان : هو مكان من الأمكنة الممكنة ونقاط الاسترسال... تبوح بتشابه واقع مدننا: مكان يضج بالحركة (وسط المدينة/مرافىء مزدحمة/العجلات) .

    ولئن كان ظاهره التمدن والتحضر (بناء شاهق/المدينة) إلا أنه مُعٓادٍ للحياة :

    🔥تحيطه مرافىء مزدحمة

    بالعجلات تحمل جنائز

    المدعوين....

    فقط الذين رفضوا

    البقاء على قيد الموت

    مدينة تقتل فينا حب الحياة "مدن الملح"حيث يعيش المتسلقون وتجار الدين

    والممثلون والمسحوقون كل من ارتضى الخضوع (الأحياء -الأموات) أما الذين رفضوا البقاء على قيد الموت فقد حملوا في جنائز؟! (الأموات-الأحياء)

    ويعلوا  صدى صوت درويش داخلك ساخرا من هذه المفارقة العجيبة :

    🔥أيها الأحياء تحت الأرض عودوا

    فإن الناس فوق الأرض قد ماتوا

    فإذا حياتهم أشبه بمسرحية توزع فيها الأدوار خالية من الفعل والحرية وإعمال العقل..

    🔥صانعوا الأدوار ...

    مجموعة الكهنة

    المغامرون

    الممثلون

    العبيد

    وغيرهم ممن يتحكمون في المشهد من وراء الستار لا يظهرون في الصورة ولكنهم أصحاب القرار

    إذن المكان مفتوح على صور لمدن كثيرة باتت متشابهة. نجد من خلال بحث للناقد والشاعر عبد الله رضوان صورة هذه المدينة في المعطى الشعري العربي الحديث :"أن المدينة لا تكتفي بسلبية العلاقات مع بعضها وإنما تدمر أبناءها وتورثهم كل أشكال التوجع الإنساني"( في مؤلفه المدينة في الشعر العربي الحديث)

    الزمان: هو الحاضر:(تحيطه/تحمل) الدال على الاستمرار فواقع مدننا متشابه متكرر

      💥تنبني القصيدة بعد هذا التمهيد على خمسة مشاهد مرقمة ولكن المشهد الرابع تكرر مرتين؟؟؟!مشاهد تجسد مشهديات متغايرة يختلف فيها الممثلون في كل مرة

    🌑المشهد الأول:الموت محرك الأحداث في هذا المشهد إذ تسلط الأضواء على إحدى العجلات ،على واحد من هؤلاء الذين أحبوا الحياة ورفضوا البقاء على قيد الموت:جنازة مشرد كتب عليها أحد النبلاء!

    ويغدو الموت مشهدا إعلاميا يتصدره الوجهاء ورجال الأعمال الذين يتنكرون للمسحوقين في حياتهم ولكن يتاجرون بموتهم يتدافعون في موكب تشييعه لنزداد سخطا على هذه المدينة الآسنة التي يتاجر أهلها المتنفذين بموتاهم على هذه الازدواجية البغيضة على هذا النفاق الاجتماعي نوشك أن نسمع أنين هذا المتشرد النبيل الميت من هذا الوطن في قول الشاعر العراقي سعدي يوسف :

    🔥يا بلادي التي لست فيها

    يا بلادي الطريدة

    ليس لي منك إلا شراع المسافر

    راية مزقتها الحناجر

    والنجوم الشريدة

    🌑المشهد الثاني: فيه الشخصيات مقنعة

    لصوص يتاجرون بالدين دعاة ما يعرف بشيوخ السلاطين المطهرين للمفسدين فيقابلون بالتهليل والتبجيل من أصحاب الحانات رمز العابثين والمتهالكين على

    اللذات

     أصحاب الحانات إذ أخذوا

    بالتصفيق

    الحار للدعاة

    يتحكم التناقض في هذا المشهد فرجال الدين المزيفون أصبحوا في وئام مع العابثين  والتصفيق دليل على هذا الرباط الوثيق بينهم هذه الازدواجية عراها احمد مطر الشاعر العراقي الثائر على الزيف الناقد للدعاة المتاجرين بالدين في قوله:

    🔥إن لسانك يلهج باسم

    الله

    وقلبك يرقص للشيطان

    أوجز لي مضمون

    العدل

    ولا تفلقني بالعنوان

    لن تقوى عندي بالتقوى

    إن لم يعتدل الميزان

    شعرة ظلم تنسف

    وزنك

    لو أن صلاتك أطنان 

    كل ما في المدينة ينتصر للمادة حيث يسود المال والشيطان ودور الدعاة كتابة صكوك الغفران فالمدينة ذات تجلٍّ سالب

    إنها كما يصفها السياب أشبه بمبغى كبير أو كابوس

    🔥وتلتف حولي دروب المدينة

    حبالا من الطين يمضغن قلبي

    .   .......

    ويزرع فيها رماد الضغينة

    🌑المشهد الثالث: تبلغ الازدواجية اوجها في هذا المشهد الذي ينقد السياسة المتبعة

    حيث من المفترض ان يؤدي التجانس بين مكونات المجتمع الى الوئام والوحدة فإذا به في أوطاننا العربية يفضي الى العداء؟!!والاصطفاف مع العدو ضد أولي القربى!

    ذات الهوية+ذات اللغة+ذات الدين#متخاصمان/معركة بدائية

    فيحضر المعجم الحربي بكثافة دلالة على هذا العداء الشديد:الآليات العسكرية/سلاح/النزاعات المذهبية...ليسود

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أمسية ثقافية لتحليل مسرحية "ازدواجية المسارح " للشاعر العراقى المبدع محمد العبودى Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top