• اخر الاخبار

    السبت، 11 ديسمبر 2021

    " ثقافاتٌ ورؤى "..إعداد وقلم / أ.د.أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي ..{{ بسم اللٰهِ الرّحمٰنِ الرّحيم بين دفتي الأراء واﻷهواء أين الحقيقة " .." الحلقة الثانية "

     

     


    ببسم اللٰه المُسدَّدِ وبعد التّوكّل عليه ؛ أواصل مع القارئ الكريم هذه الحلقات الموضوعية المهمة حول موقع البسملة الشريفة من خلال الروايات، واﻷحاديث النبوية الشريفة، وعبر اجتهادات العلماء وأرائهم المختلفة حول البسملة الكريمة، وحول تحديد ماهيتها التي اختلفوا عليها، والتي تمّ وضعها على عدة عتباتٍ روائيةٍ نبويةٍ ، وأخرى تدقيقيةٍ ،وأخرى فلسفية، أذكر منها ما ورد في تفسير إبن كثير وهو من التفاسير المشهورة والمعتبرة علمًا بأن هذه الحلقات لن تقتصر على مصدرٍ واحدٍ من مصادر التفسير وسوف تطرح بقية المصادر في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى وبتوفيقه .

    ينقل إبن كثيرٍ في تفسيره  حول البسملة الكريمة هذه العتبات من أراء العلماء رحمهم الله قولهم :

    (( بسم الله الرحمن الرحيم افتتح بها الصحابة كتاب الله ، واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل[1] ، ثم اختلفوا : هل هي آية مستقلة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة ، أو من أول كل سورة كتبت في أولها ، أو أنها بعض آية من أول كل سورة ، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها[2] ، أو أنها [ إنما ] كتبت للفصل ، لا أنها آية ؟ على أقوال للعلماء سلفا وخلفا ، وذلك مبسوط في غير هذا الموضع .) [3]

    وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدركه أيضا ، وروي مرسلا عن سعيد بن جبير . وفي صحيح ابن خزيمة ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية ، لكنه من رواية عمر بن هارون البلخي ، وفيه ضعف ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عنها . وروى له الدارقطني متابعا ، عن أبي هريرة مرفوعا . وروى مثله عن علي وابن عباس وغيرهما . وممن حكي عنه أنها آية من كل سورة إلا " براءة " : ابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأبو هريرة ، وعلي . ومن التابعين : عطاء ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، ومكحول ، والزهري ، وبه يقول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، في رواية عنه ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، رحمهم الله . [ ص: 117 ]  .

    وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما : ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور ،

    وقال الشافعي في قول ، في بعض طرق مذهبه : هي آية من الفاتحة وليست من غيرها ، وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة ، وهما غريبان )) .

    « الاستنتاجات الموضوعية ممّا ورد أعلاه من الأراء »

    القول بأنّ البسملة الكريمة :

    « الاستنتاج الموضوعي الأول »

    [1]- بعض آيةٍ من سورة النمل :

    *- وللرجوع إلى سورة النمل نجد أنّ ورود البسملة جاء في موردين اﻷول في بداية السورة، والثاني في رسالة النبي سليمان سلام الله عليه حيث ابتدأ كتابه بالبسملة الكريمة وهذا يسند ما يلي :

    *-  أنّها آيةٌ كريمةٌ لم يختصّ بها القرآنُ الكريم وحده بل وردت في الكتب السماوية السابقة لعظمة شأنها، وجليل مكانتها، ولأهميتها القصوى،

    وهذا ينافي الرأي القائل بأنها جزءٌ من آيةٍ !،

    وهذا الرأي ليس دليلًا يصحّ الاستناد إليه. " أنظر الفقرة أدناه :

    ( وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدركه أيضا ، وروي مرسلا عن سعيد بن جبير . وفي صحيح ابن خزيمة ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية ).

     لكنه من رواية عمر بن هارون البلخي ، وفيه ضعف ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عنها . وروى له الدارقطني متابعا ، عن أبي هريرة مرفوعا . وروى مثله عن علي وابن عباس وغيرهما . وممن حكي عنه أنها آية من كل سورة إلا " براءة " : ابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأبو هريرة ، وعلي . ومن التابعين : عطاء ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، ومكحول ، والزهري ، وبه يقول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، في رواية عنه ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، رحمهم الله) .

    * - في رواية أم سلمةٍ أعلاه مستندٌ قويٌّ على أنّها آيةٌ كريمةٌ من القرآن الكريم حيث كان رسول الله " ص" كان يقرأ البسملة في الفاتحة وعدّها آيةً من القرآن الكريم.

    *- وما ذكر في هذه الرواية مستند أيضًا على كون البسملة آية في بداية كلّ سورةٍ ماعدا سورة براءة ( وممن حكي عنه أنها آية من كل سورة إلا " براءة " : ابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأبو هريرة ، وعلي . ومن التابعين : عطاء ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، ومكحول ، والزهري ، وبه يقول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، في رواية عنه ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، رحمهم الله) .

    [2]- أنّها آيةٌ في الفاتحة وبعض آيةٍ من أول كلّ سورة :

    * -وهذا ما ذهب إليه اجتهاد الشافعي رحمه الله كما ينقل ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره :

    ( هي آية من الفاتحة وليست من غيرها ، وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة ، وهما غريبان ) معلقا على رأي الشافعي بقوله " وهما غريبان "

    * أي كونها آيةٌ تامة وكونها بعض آية !

    وفي هذا ثلاث توجهاتٍ اجتهادية للشافعي رحمه الله وهي :

    ١- هي آيةٌ من الفاتحة.

    ٢- وليست آيةٌ في غيرها.

    ٣- بعض آيةٍ من أول كل سورة .

    [3]- ( أنها [ إنما ] كتبت للفصل ، لا أنها آية ؟ على أقوال للعلماء سلفا وخلفا ، وذلك مبسوط في غير هذا الموضع .)

     ويتابع إبن كثيٍر في تفسيره منقولا عن  أبي حنيفة ومالك رحمهما الله هذا القول :

    ( وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما : ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من غيرها من السور ) .

    الاستنتاج الموضوعي الثالث :

    *- نرى النفي القاطع في اجتهاد أبي حنيفةَ ومالك رحمهما الله في عدم عدّ البسملة آيةً من القرآن الكريم، لا في سورة الفاتحة، ولا في غيرها، وحسبما أورد ذلك إبن كثيرٍ في نقله .

    *- وعند التحليل المنطقي ،والعقلي الموضوعي، يعدّ هذا الإجتهاد لأبي حنيفةَ

    رحمهما الله مجانبًا للصواب، من حيث تعارضه مع الروايات المسندة الصحيحة أعلاه وغيرها.

    *- إنّ وجود البسملة بين دفتي القرآن من الدلائل والبينات القوية على ثبوت كتابتها لدى الصحابة رضي الله عنهم، وكلّ ما ورد في القرآن الكريم فهو قرآنٌ لا يداخل ذلك أدنى شكٍ مطلقًا، سواء كانت البسملة آيةً تامةً، أو بعض آيةٍ، كما ذهبت لذلك بعض اﻷراء الإجتهادية .

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: " ثقافاتٌ ورؤى "..إعداد وقلم / أ.د.أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي ..{{ بسم اللٰهِ الرّحمٰنِ الرّحيم بين دفتي الأراء واﻷهواء أين الحقيقة " .." الحلقة الثانية " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top