- ابنتي افيقي
- من انت ؟؟ وأين انا ؟؟
- انا شخص عابر ، مررت في الحديقة ووجدتك واقعة
على الأرض ، من انتِ ؟؟ وماذا حصل لكِ ؟؟
- تصدق انني لا اعرف !!
لا أذكر سوى أني غفوت قليلاً حينما كنت أشاهد فلم
الكارتون المفضل لدي ، منتظرة أمي لتنتهي من إعداد طبقي المفضل ، غفوت قليلاً ولما
صحوت وجدت نفسي هنا
- يبدو انكِ تهذين بسبب تعرضك لضربة على رأسك
- لا .. فأنا لا أخرج بدون أمي ، أمي لاتسمح
بخروج الأطفال
- ماذا !!؟؟ عمرك لا يقل عن ٢٥ عاماً !!
- ٢٥ عام !!
- نعم
- ماذا يعني انني نمت لعشرون عام !!
و بعد ساعة من الكلام بينهما ..
- يبدو أنني نمت والسنون تعاقبت ، وإذا بالعمر قد
مر
- أو تدرين ما السعادة ؟؟
- ماهي ؟؟
- طفولةُ القلب
وصفاء روح
ونقاء سريرة
- صحيح اتفق معكِ ، ولهذا فانا طفلة في العشرين ،
لانني كبرت في غمضة عين لم أشعر بالسنوات ، لازلت انا تلك الطفلة التي نامت بالامس
ثم استيقضت بعد بضع وعشرين سنة ، لازال فلم الكارتون يعرض على الشاشة !! ولازال
الطبق الذي اعدته امي ساخناً !! لكن جسدي ، اعتقد اني من سلالة اصحاب الكهف ،
الفرق اني نمت لعقدين فقط ، عقدين
- فعلاً احسكِ طفلة كبيرة ، تعرفين انا احسدكِ
- ولما ؟؟
- لانكِ نمتِ لعقدين ، انا اتمنى ان انام الى
الابد او على الاقل لأربعة عقود ، استثني منها اول سبعة سنوات فقط
- هل فعلاً انك عشت حياة حزينة لدرجة انك لم
تستثني منها اي سنة بعد سنوات الطفولة ؟؟
- انا لست حزيناً ولست سعيد ، انا في المرحلة
الاصعب ، انا الآن في اللاشعور ، تصدقين انني حتى في الحلم عندما اصل الى اللحظات
الجميلة استيقظ من النوم ، عندما تصلين لأعتاب العقد الخامس ستزهدين الحياة ،
وستتمنين ان ينتهي يومكِ بدون آلم فقط ، ستكون كلُ احلامكِ منصبة على انتهاء الشهر
بلا ديون وبلا امراض وبلا مشاكل وبلا تقلبات سياسية تسددين ثمنها من رغيف الخبز
وحرق في الاعصاب وامراض في القلب وشيب في الشعر وتجاعيد في الوجه
- كلامك يُخيفني ، لا اعتقد ان الواقع سيء لهذة
الدرجة
- يؤسفني ان ابشركِ سيدتي الطفلة بأن الواقع اكثر
سوء واكثر رعباً من كلما تخيلتي او جال في عقلك
- اف ، انت سوداوي
- بل انا واقعي ، انتِ حالمة ولا تنتمين لعالمنا
، الحياة اكثر قبحاً وسوء مما تظنين ، صدقيني حتى الانسان الجيد يتعب من كونه جيد
احياناً ...بقل
0 comments:
إرسال تعليق