• اخر الاخبار

    السبت، 22 سبتمبر 2018

    ثقافاتٌ ورؤى..الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تكتب عن : السًرقات الأدبية إلى أين ..؟!!



    من أهم القضايا التي تواجه الساحة الأدبية في عصرنا عصر التكنلوجيا قضية القلم وما أدرانا ما القلم !
    وما يملي من كتاباتٍ مختلفة سياسيةٍ كانت أو أدبية أو متعددة الواجهات .. وإنّ أيّ مجتمعٍ يفتقر للقلم وللكاتب لا يُعدُّ مجتمعًا فعّالا في خدمة البشرية .. بل لعلّه يكون هادمًا لها وبطريقةٍ عفويةٍ وساذجة ..
    لا يغيب عن الأذهان ما للقلم من أهميةٍ لا يُستهان بها في إصلاح وتطوير العنصر البشري من خلال التعليم ومن خلال نشر الثقافات المفيدة والمتعددة ونشر مختلف أصناف الأدب الراقي وما للأدب من تأثيرٍ رهيبٍ على تحفيز العقل والمشاعر والعاطفة بأصنافها الوطنية والعاطفية وغيرها وتوطيد علاقاتٍ أو العكس ، حسبما نوعية ما يقدّمه هؤلاء الكتاب والأدباء ، فهناك من ينأى بنفسه عن إثارة الفتنة والفوضى ويعالج مشاكل مجتمعه بقلمٍ حكيمٍ متقن ، أمثال هؤلاء الأدباء والكتاب نقف لهم وقفة إجلالٍ واحترامٍ لكتاباتهم وأدبياتهم ، ويشهد التأريخ بما خلّفه الأدباء الأوائل من المعاصرين والماضين من ثروةٍ أدبيةٍ كانت لنا مرجعًا أدبيًا ضخمًا ومدارس تعلّمنا منها الكثير من أدبنا العربي الزاخر بالروائع .. إلّا أنّ من المؤلم والمؤسف جدًا أن تظهر ظاهرةٌ أخلاقيةٌ وإجراميةٌ لم تك في أجيالنا الماضية ! وهي ظاهرة متفشية من قضايا القلم ألا وهي ظاهرة السّرقات الأدبية بشتى أنواعها شعرًا كان أو نثرًا أو مقالات وحتى النقد الأدبي والتّحليل الأدبي لم يسلم من السّرقات !!
    بل وبكلّ وقاحةٍ يُقدم السّارق أو السّارقة على مسابقاتٍ أدبيةٍ مدعومة بأصدقائه ليحرز في النهاية المركز الأول أو المراكز الأولى وفقًا لحجم دعم المسؤولين في ساحة المسابقة أو جهلهم أو تغافلهم عن ملكية النّصّ المقدّم لهم والتأكد من توثيقه الأصلي باسم من .
    ولولا تيقّن هذا السّارق أو السّارقة بالدّعم لهُ أو بتغافل الجهة المسئولة عن المسابقة أو الجريدة أو دور النشر لما أقدم على هذا " إلّا أن يكون غبيًا أو محترفًا قويًّا في سرقات النّصوص "
    والسّؤال هنا على من تقع مسئولية هذه التجاوزات والترهّلات واللامبالاة لما سيحدث جرّاء هذه السّرقات ومن إعطاء شهادات الفوز لهذا السارق مؤكّدة نسبة النّصّ له .. أو السّماح لهُ بنشره في الصّحف والمجلات ؟ !!
    أهي على السّارق ؟
    أم على الجهة الداعمة لهُ ؟
    أم على دور النشر والمراكز الأدبية ؟
    وما هي المصالح المشتركة بينهما لهذا الدّعم ؟!
    وما هي كيفية التعامل مع دور أم النشر التي نشرت لهُ بسبب الجهل والغفلة ؟!
    بالفعل إنّها قضية دينٍ وضمير ، فمن لم يك لهُ من نفسه رادعٌ فلا رادع له ، ومن لم يخف الله لن يترددَ عن هذه الجرائم سواء كان السّارق نفسه أم الجهة الدّاعمة له .
    إنّ قمّة الإنحطاط البشري أن نجد أمثال هؤلاء في مجتمعاتنا العربية يصولون ويجولون كيفما يشاؤون غير آبهين بما سيتركونه للأجيال القادمة من أدبٍ مسروقٍ ينسبُ لعدّة أشخاص !!
    وماذا سيتعلم الجيل الجديد منهم ؟!!
    بكلّ معنى الكلمة هم أشدّ الأيدي فتكًا بالأدب العربي ..
    ناسين قول الله تعالى (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
    قد يسرق الإنسان جائعًا ليأكل .. أو لديه أطفال جياع وأسرة جائعة وتحيّرت به السّبل وقد يسرق لسداد دينٍ أو لعلاج وغير ذلك من الإحتياجات البشرية .. حينها قد نضع ونلتمس لهُ بعض الأعذار .. مع أنّ حسابات اللّه تعالى في السّرقة صارمة جدًا بسبب ما لتفشي ظاهرة السّرقة من أضرارٍ بليغةٍ حاليةً كانت أو مستقبلية على المجتمع وعلى المتضرّرين وضحايا السرقات ..
    وهل تستدعي الحاجة لسرقة النّصوص الأدبية والجهد الأدبي !!
    إلاّ إنّها الخسّة والدّناءة وقلّة الحياء من السّارق ومن الدّاعمين له لمصالح مشتركة بينهما . . وقبل كلّ ذلك قلّة الخوف من اللّه ونسيان حسابه ، وبأنّه جلّ شأنه مطّلعٌ على العباد .. لو آمنوا به صدقًا لخافوه بالفعل ولم يقدموا على هذه السّرقات التي هي أشدُّ من السّرقات المادية خطورة
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى..الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تكتب عن : السًرقات الأدبية إلى أين ..؟!! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top