• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 3 يناير 2023

    عوالم متلاحقة !!..قصة قصيرة..بقلم القاص الكبير : شوقي كريم حسن

     


    —١—

    عالم التأسيس

    {كلما توغلت في غابات الرؤيا ووحشتها،

    رأيت مالم يره غيري.. عوالم مبهمة تعيش

    قلقاً ابدياً وترقباً لمجهول لا احد يعرف ما يحوي،اقبض على جمرة اسألتي، عليَّ  امسك باذيال الاجابات حتى وان كانت خرقاً

    ممزقة طالتها عثة الازمنة المتلاحقة، الفراغ

    ناقوس هزيمتك الرعناء ،الراغبة باكتشاف

    الممرات المتداخلة الغريبة،والانين الذي يهدر مثل خرير ماء يصطدم بحجر..بحركة

    شفيفة،تتقن افعالها،دفعني قدامه،لكني تراجعت الى حيث كان يبصر،اغمض عينيه

    كمن يحاول طرد مالايرغب برؤياه،وبتؤدة

    هادئة ترتدي ثياب الكسل فتحهما على الاتساع،الرؤيا مسافات اكتشاف،وخطو

    تثقله الاحزان،

    قال بصوت حكيم  —هل رأيت؟!!

    قلت بصوت خائف يرتجف—الرؤيا مسافات فهم تتغير..لاادري كيف  ادخل مماشي حضورها  المساعد على اقامة الصلاة؟!!

    قال بصوت معلم ثابت  الافهام والدقة،

    — فهم المقاصد أول الاجابات.. وحفظها

      محاولة وصول وسبر اغوار،، لاتترك اثراً لسؤال تدنسه اجابات وهم..كن انت ولاتكن

    غيرك،…ماتراه برفقتي حساب وامتحان..!!

    قلت؟خائفاً —رأيت؟!

    قال بفرح—- ما كنت اجيد سوى تفحص ما ارى وأتبعه بسؤال وراء سؤال..سلوة الروح الاكثار من الاسئلة واهمال الاجابات؟!!

    قلت مستسلماً —- هل رأيت رصاصة حرب غفت لدهور من اجل انتظار ضحيتها.. الفة

    عجيبة بين جسد ورصاصة،،

    قال — ورأيتها تمخر عباب الجسد من اجلب الهيمنة على الروح.... !!

    قلت—ما عساني فاعل وسط هذه اللجج المدوية .. الدافعة الى الاستسلام والسكينة!!

    قال—حاذر لابد من اكتمال الرؤيا وتدوينها..

    عالمك تشيده الغرابات وتهدمه المطامع..

    عالم يقف مستنداً الى جورومقصلة و يتم

    قلت—لم تاخذني الى ما لا اريد؟

    قال—المعرفة ..مفتاح اعاجيبك واستقرار

     ابدي لروحك اللائبة!!

    —٢—-

    عالم الهبوط

    لا تقصص رؤياك عند كوانين خبت نيرانها منذ لاحقت الحرب بيوتنا الطينية لتحيلها

    الى خرائب منسية شديدة القتامة والقهر ، ظلت حبيسة سجون العتمة والبرد، وهسيس خيبات امال الفقراء المتلاحقة منذ ازمنة الطوفان حتى ازمنة الجوع، الرؤوس لاتصدق غير ماترى.. تتفحص ما تشاهده مثيراً للشك دون ان تعلن اعتراضها ،العين اعظم اثباتات المعرفة.، ومافي الرأس من مقهورات الوقت الاشد فتكاً بالارواح..مثل طفل يحبو للتو صوب مزارات الذهب ،الاتين اليها من بقاع التوسلات والحرمان ،تأمرني زوجة أبي الطافية فوق برك من الطغيان والجبروت ،بأن لا احدث صاحب الضريح، بما اعيش واعرف ،وان ابتعد عن الشباك اللاصف بين احضان الاخضرار، تشدني نفخات العطر الى الدوائر التي اظهرت المرقد المزدان بباقات من الزهورالبلاستيكية المتعددة الالوان..

    (اغمض عيني ،مطلقاً نداء الاستغاثة،

    —هذا الذي يسمونه الموت،اخذها مني فاعدها اتوسل اليك.،.ايامي علقم وعثراتي

    كثرت،،اعدها ….مادامت دونما فائدة هناك.، نحن نحتاج امهاتنا فلم الاصرار

    على ابعادهن عنا.. الرب الذي تحبه

    وينصت اليك،،حدثه عن وجع قلوب لاتستقر عندحلم غير حلمها..أخبره

    ان ارواحنا عارية دون اغطية امهاتنا

    (ايها الرب،واكفهن الحانية……)!!

    ضربتني زوجة أبي على قفاي فصرخت عند

    قلب الضريح المعطر بالضوء..

    /-ها انت ترى،،ولا منقذ ليَّ سواك:!!

    بهدوء تعودته منه ،قاد خطاي برفق  وحنان بعدان لملمت خوفها واضطرابها لتضعهما في صناديق مقفلة،وترمي بهن الى وسط الضوء،، صوب بوابة حديدية صدئة،تعلوها رماح  متداخله تحجب  ما وراءها،لم اك عرف كيف يمكنه اجتياز تلك العوارض المليئة بالاشارات والطلاسم، والتوسلات الموجعة للافئدة، مد كلتا يديه الموشومتين بالحناء،ثمة طيور تحلق حاملة بين مناقيرها اقلام بيض، وسَبع هرم يقتعد مكاناً موحشاً، تستقر بين قدمية المبسوطتين الى امام جمجمة كبيرة حائلة. اخترقتها ثقوب بحواف سود،وأناث مدفونات بسواد مواجعهن ،استل عصاه الامعة مثل برق، لم ارها من قبل، عصاً افعوانية مدهونة بسواد فاحم ،من بين طيات ثيابه،الرؤيا مريبة،والخوف كفنَ انفاسي فزادت وجيفاً،قال دافعاً البوابة بطرف العصا . التي اصدرت اصواتاً موحشة خالية من الوضوح.

    —-.. الارباب..يودون معرفة مايفعله ابن الانسان،،،.فكن لما نريد طائعاً!!

    بيسر ودون صرير،انفرجت الابواب،مظهرة عوالمها العجيبة،،تلمس اصابع يدي المستقرة بين اصابع يده اليسرى، ومن غير

    قول مرق مجتازاً الطريق الذي يوصلنا الى غايات الكشف!!

    —- ٣—

    عالم الهتك..!!

    قال /اترى ذاك الذي اضاع امكنة وجوده دون ان يكترث او حتى يغضب؟!!

    قلت—رأيت!!

    قال—اترى ذاك الذي اقام صروح المفاسد  وما حسب للالهة حساب؟!!

    قلت__رأيت!!

    قال—-اترى ذاك الذي  منح الارض ماتستحق دون ان يأخذ معه حتى رغيف خبز؟!!

    قلت _رأيت!!

    قال —-اترى ذاك الذي جلس واعظاً يخيف الانسان من الاله و يبعده عن طريقه السوي المحب..!!

    قلت — رأيت!!

    قال — اترى ذاك الذي يهدر زاده وهو ينصت الى عويل صغار جاره الذين فتك بهم الجوع ولم بهم اليتم!!

    قالت —رأيت!!

    قال— اترى ذاك الذي جعل الضمير فكار خيانة ومكر ورياء،،،اصح الخطأ واشاع الخطيئة!!

    قلت —-رأيت؟!!

    قال—اترى ذاك الذي يتوسد دمه وهو يبحث عن ارض يسميها وطناً…دون ان ينتبه اليه احد!!

    قلت—رأيت !!

    قال—-  ارايت ذاك الذي اضاء المراقد دون ان يضيء القلوب المظلمة بمحاسن الافعال والاقوال ؟!

    قلت—رأيت !!

    قال—ارايت الامهات  بسوادهن  الازلي وهن ينشدن مأتم  الاحزان؟!!

    قلت—  رأيت ؟

    قال—ارايت وطن يضيع  دون ان يكترث بضياعه  فؤاد وتبكي مواجعه عين؟!!

    قلت—معلمي تلك هي علتي..وذاك هو مرامي،،ما رافقتك الا لاعرف..هل تموت الاوطان..واذا ما ماتت الى اين تروح..وهي محملة بخطايا ما ارتكبتها..وحملت اوزار اخطاء ما فعلتها قط!!

    قال— عرفت هذا وحفظت!!

    قلت— معلمي.. ما جئت اليك الا لحل ،،

    فكيف السبيل،،اجدني لاجد غايتي؟!!

    قال—خطاك واجده..ومعارفك تتعالى ..

    قلت—- افعل معلمي ام طمأنينة ؟!!

    قال —فعل —فعل!!

    ( لم تعد خطاي راغبة بالتوغل عميقاً ،،بعد ان  علمني الدرب ان الافعال اهم من الحكي والمناداة،، رجعت محملاً بسلال ثمار الامل،كلما توقفت عند مكان يأس طششتها فوق رؤوس المنتظرين )

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: عوالم متلاحقة !!..قصة قصيرة..بقلم القاص الكبير : شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top