يا أيتها النفس الكريمة
كم من جميلٍ أهديتِني ؟
سنون من العمر مضتْ
ضحيتِ بالغالٍ عندكِ والنفيس
لم تتأوهي لحظة
لم تضجري برهة
لم تبخلي بقرش
ما أروعكِ
حين وهبتِ كل ماتملكين لي
ووهبته أنا لغيري
فلا شكر منهم أتى
ولا ذِكرْ
لعلها الدنيا قد كَشَّرَتْ أنيابها علَيْ
لا الوِلدْ
ولا الأهل
ولا الجيرانْ
ولا المعارف
ولا حتى من وراء البحار
سيعوضون ماخَسِرتْ
أيعود العمر؟
أم ستعوض السنين؟
لا أعتقد ذلك
لأن الأمر عندي سيّان
فضيعتكِ
وضيعتُ عمري الذي ذهبْ
كنتِ خيرُ ما أهدانيَ ربي
تارةً آخذ منكِ وتفرحين
وآخرى أُعطيه لكِ وأفرح
لم أجد فيكِ غِلظة عَليْ
فديتني طول عمري الذي مضى
منذ كنتِ في عالم الذر والعدم قَصَّرتُ في حقكِ الكثير
وأنا أعترف .......
يا أيتها النفس المهيبة
يا مَنْ منحني إياكِ
رب الوجود والكرم
وإلى يومي الذي أنا فيه
منذ ولادتي
وطفولتي
وتنشئتي
وحين ترعرعتُ في حضنٍ مقدس
حضن من سهرت ليالٍ
وغَذَتنيَ طيب اللبن
وحفظتني
لحين فارقت دنيا غَرور
وأبٌ كريمٍ وادعٍ مهيب
أتقدَّمُ إليكِ بطلبِ إعتذار
عن كلِ سنةٍ مرَّتْ
وكل عام
سنون تَخَطَّت الخمسين
وأنتِ لمّا تَزَلين ك جبلٍ أشمْ
لايهاب ريحاً عاتية
ولايهاب هوانْ
كنتِ ولمّا تزلِ مثلُ نار على عَلَمْ
شامخة ك شموخِ نخَلاتِ العراق
وأميرة ك أميراتِ بابل
وديعة يطارحكِ هديل الحمام
وافرة بالخير لا إنقطاع به
مثل ينابيع جنانِ عَدْن
تنثرين لي
أجمل الزهور حين أَقْدِمْ
وتسكبين ماءاً عَذِباً حين أُغادِرْ
بماذا أُجازيكِ
بكلماتِ شكرْ ؟
فهي قليلة
أم بدعاءٍ جميل؟
أحسبه أجمل هدية
0 comments:
إرسال تعليق