لست من هواه تناسي الذكريات بحلوها ومرها بقسوتها
ونضارتها ومن فات قديمه تاه. هكذا علمونا وهي حقيقيه فمن عبق الماضي ودهاليزه يتعلم الانسان ويتدارك الخطأ والنسيان
في كل مكان كتب علي الجبين زيارته له في نفسي مكانه وفي قلبي منزله . من أفضل
هذه الأماكن مدينه دسوق ومعلمها الكبير
الممثل في مسجد وضريح القطب الكبير سيدي
ابراهيم الدسوقي عالم الشريعه والحقيقه وصاحب الطريقه التي انتشر خبرها الي كل
البقاع في الداخل والخارج .فالثابت المعتمد انه كان عالما عاملا ومجاهدا . وكانت
المره الاولي التي زرت فيها مدينه دسوق في صدر التسعينيات وكنا في شهر رمضان
المبارك وكنت علي موعد مع الراحل الكريم المهندس / زين الدين السماك يومها التقينا
وتبادلنا الحديث في ليله رمضانيه علي النيل فرع رشيد وقد زرت القطب الكبير وأديت
صلاه العصر جماعه قبل الذهاب لتناول وجبه الافطار وحضور الليله الرمضانيه . مرت
الأيام والسنون حتي حملتني قدماي للعمل في محافظه كفر الشيخ وكيلا لوزاره الأوقاف
وبالتالي الذهاب بصفه منتظمه الي المسجد الرئيس والكبير في المدينه وتكررت
الزيارات عملا وترويضا وحبا تعارفت علي الكثيرين من رواد المسجد من شتي البقاع
وارتبطت روحانيا بالمكان فيه أجد الراحه والطمأنينه والسكينه . ومع أن جائحه
كورونا كانت حائلا ومازالت أمام اقامه الأحتفاليه بمولد القطب الكبير الا أن تهافت
الروح وانشغالها كانا دافعا للذهاب ولقاء المحبين والأصدقاء . زيارات غير منتظمه
ولقاءات عفويه أفضل بكثير من مواعيد قد تحول الظروف دون اتمامها .
وفي كل مره اعاود التساؤل كيف حال فلان فتأتي
الاجابه هو بخير وماذا عن فلان فيقال لقد رحل الي جوار ربه . وهكذا تسمع مايرضيك
ومالا يرضيك . اليوم كانت الليله الختاميه ذهبت قاطعا المسافات الا انه كان يوما
جميلا ومؤنسا ويكفي أن الانسان استعاد بذاكرته أمور كثيره منها ماهو مؤلم وأخر كان
سعيدا وفي كلتا الحالتين نتعلم الدروس والعبر ونتعلم ومايزال الانسان يتلقي تعليمه حتي الممات ..
*كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق