لفت انتباهك العنوان وتقول فى نفسك ايه المصطلح واللفظ الغريب ده ؟
وربما ولجت الحروف لتعرف ان كان هناك خطأ فى لوحة المفاتيح اثناء الكتابة عليها
وترغب فى التنبيه لكي يتدارك الأمر الكاتب
او تتصيد له خطأ ما ؟
كلا عزيزي وعزيزتي لا أظن هذا ولا ذاك
بل هو مصطلح لفظ متعمد نراه بأم أعيننا ونشعر
به فى حواسنا البصرية والسمعية اثناء تحركاتنا هنا وهناك فى مجتمع دخلت عليه العديد من الجنسيات المختلفة ذوي الميول
والعادات المختلفة وثورة تكنولوجية رهيبة فى مجتمع فقير اخذ منها مثالبها وعيوبها وفض
بكارة طهريتها ونقائها الفطرى تحت عنوان ذئب والذئب منها برئ كبرائته من دم يوسف عليه
وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام .
الريف والأراضي الزراعية فى القرى ومناطق
البدو والمناطق المحرومة جعلها تتقوقع فى مرحله من المراحل السابقة على نفسها وجعلها
متمسكة بذلك النقاء والطهر فى صورة عادات وتقاليد تتوارثها جيل بعد جيل وعند النشوز
عن تلك القواعد فالنتيجة حتمية وتجعل صاحبها
يسطر شهادة وفاته ويوما بعد يوم مع حركات التنقل بحثا عن الرزق يكون أفراد تلك المجتمعات
فى حاله من حالات الذهول والصدمة عندما يرون سلوكيات مختلفة ويكونون بين فكى الرحى
وفى حالة صراع نفسي بين مواكبة المجتمع الذى ترعرع فيه والمجتمع الذى سيتعايشون فيه
وكما يقال الممنوع مرغوب وهنا يبدأ الاندماج والانصهار ويكون هولاء الأفراد خير
"المعاول" فى يد عدو البشرية منذ بدء التكوين ويزين لهم عن إيمانهم وشمالهم أفعال معينة على اثرها تنتقل تلك الثقافات بصورة
تدريجية إلى الموطن آلام فى صورة وسائل رفاهية
او مشروعات تجارية ويحدث تغيرات فى السلوك الإنساني وتتحول تلك السلوكيات من صورة المحرم
إلى المكروه الي المحمود يوما بعد يوم .
هنا تبدأ قصة التشليح بمباركة ورعاية البروفسور "أبليس" والتلاميذ
النجباء خريجي مدرسة "العهر الفكرى والقحط الاخلاقى" فى المجتمعات المختلفة
ووسائلهم التى استطاعت هدم قلاع الطهر تارة
فى المهرجانات وتارة أخري فى الصالونات والمؤتمرات والنوادي وغيرها من اوكار واعشاش
ومخادع الجهل والرذائل .
سرعان ما يتم التشليح الفكرى للكثير من الاسباب التى يعلمها الجميع مثل الجهل حتى فى اوساط حاصلة على أعلى الشهادات
الدراسية لكنها لم تختم بالختم الفطرى النقي بل تم اعتمادها واصبحت ممهورة باختام أخرى تحت شعار الموضة ومواكبة التطور ومن الاسباب
ايضا الفقر الفكرى والصحة والنفسي حتي اننا نلاحظ ان هناك أطفال مصابون بعلل نفسية
كانت "للكبار فقط" .
ما يحدث فى وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التى تنتشر يوم بعد يوم كانتشار النار فى الهشيم وشاشات التلفزيون وما تنقله لنا
من مهرجانات التشليح كما يحدث فى" الجونه"
وأخواتها والأفلام السينمائية وما تبثه من
سموم هو تعبير صريح عن معركة حامية الوطيس لو اخترنا لها اسم لكان "تشليح المتشلح"
فالتشليح هنا من افعالهم والمتشلح من جهلنا وعدم
نضوجنا الفكرى فى كيفية التعامل ونضب الأفكار فى المجتمعات التى أصبح شغلها
الشاغل الأنساب والعصبية والقبيلة والطائفية واستخدام سلاح "عظام الأيادي"
بدلا من "خلايا العقل" فى تناول كل موقف او حدث مما جعل المجتمعات خاوية
على عروشها وهنا كان المتشلح جاهزا ومادة خصبة لمن تم تجنيده بمباركة الشيطان الأعظم منذ بدء التكوين حتى قيام الساعة
*كاتب المقال
المحامى بالنقض والإدارية والدستورية العليا
قاص وروائي عضو اتحاد كتاب مصر
محاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة
0 comments:
إرسال تعليق