حين قرأت بعضا مما ورد في هذه الرواية الفريدة ربما في سفر روايات الحب أو هي واحدة منها التي حدثت مع صنوف من الرجال والنساء الذين شاءت الأقدار أن يجتمعا معا لا لإجل شيء غير قلوبهم التي قررت ذلك مع سبق الإصرار وصفاء السريرة وحسن البوح بصدق للملأ ودون تزييف أو تحريف.
قيل أنها رواية لسائحة نيوزلندية قدمت الى
الأردن وزارت البتراء الأثرية البعيدة في وسط صحراء قاحلة موحشة وحين إلتقت مع
رفيقاتها ورفاقها بذلك الشاب البدوي الفقير البائس والذي يسكن في أحد كهوف هذه
المدينة الصخرية الغابرة وحينها كان يعتاش على ماتجود به أيادي هؤلاء السواح الذين
يأتون لزيارة تلك للمواقع للترفيه تارة أو للبحث والدراسة تارة أخرى.
حين إلتقيا ومن أول وهلة وقعت نظرات هذه
السائحة النيوزلندية على ذلك الشاب البدوي أشعرتها بأنها بقرب أقرب إنسان لقلبها
وعندها قررت ودون تأخير الزواج به مهما كانت النتائج على الرغم من تحذيرات أهلها
وصديقتها المقربة لها ، إذ بلَغت عائلتها بذلك وإنها نوت الزواج منه وبقناعة تامة
جدا .
وبعد أن تم الزواج بينها وبين البدوي الفقير،
عاشا زمنا يحلم به عمالقة الشهرة وتجار المال والعقار، فقد عاشا عيشة السعداء لمدة
قاربت السبع السنين وكانت ثمرة ذلك أن أنجبا ثلاثة أبناء، ولكن القدر إختطف زوجها
الحلم والذي ذهب على حين غرة ودون سابق إنذار ،وقبل ذلك وحين علمت المملكة بذلك
إصطحبتها وزوجها وأبناؤهما الثلاثة الى سكن داخل إحدى القرى القريبة للموقع الاثري
ووفرت لهم مايحتاجون ، ولكن بعد وفاة زوجها بمدة قررت العودة الى ذلك المكان
المنعزل البعيد عن الضجيج والقيل والقال وكثرة السؤال ورجعت تلك الصادقة الى الكهف
الذي عاشت فيه أجمل سني حياتها لتعيش بعضا من بقية العمر قريبة من مقر الحبيب مرة
والطبيب مرة أخرى .
هذه الرواية ألفتها هذه الإنسانة الرائعة
بكتاب وبيع منها أكثر من مئة ألف نسخة وترجمت لأكثر من أربعة عشر لغة ولما تزل
تباع .
فما أجمل القصص والروايات حين تكتب بصدق وما
أجمل كاتبيها بحروف الطيب والشوق والحنين.
ونتيجة لتأثر الملايين بهذه القصة والحب المهيب
من عرب واجانب وذكر مدينة البتراء الأثرية ودورها في خلق مثل هذا الحب والوئام،
قررت اليونيسكو ادراج موقع البتراء على لائحة التراث العالمي.
0 comments:
إرسال تعليق