على الرغم من تقدّم العلم وتطوّره في مجال الذكاء الإصطناعي وما حقّقه من ثورةٍ علميةٍ لا يستهان بها مطلقًا ساهمت في حضارة البشرية العلمية والتعليمية وأبرزت أكبر معالم ما حقّقه واخترعه العقل البشري العبقري والذي يلزم العالم بأصنافه الثلاثة الرأسمالية العالمية والتي هي مقصورة على أثرياء العالم الاقتصادي بشتى مجالاته ، وتقابلها الإشتراكية ويبقى الطرف الثالث الرأسمالية البشرية والذي يمثّل بقية طبقات المجتمع من اﻷيدي العاملة والتي هي الشريحة اﻷكبر في منظومة الحياة والتي تدور حلقة اليوم حولها.
والسؤال هنا إلى أيّ مدى تضررت الرسمالية البشرية والأيدي العاملة بعدما حلّ
الذكاء الاصطناعي محل العديد من الوظائف البشرية ؟
لقد تقلصت الحاجة للعديد من الموظفين فما كان يقوم به عشرة موظفين أو أكثر بات
يقوم به موظفٌ واحدٌ لديه مؤهلاته العلمية وخبرته في استخدام
الحاسوب والعمل على برمجته ، ورغم ذلك فإن هذا الإنجاز العلمي الضخم لا يستغنى
مهما كانت الأسباب، ولم تعد برامج الحاسوب كما كانت قبل الثورة الجديدة في استخدام
الذكاء الإصطناعي ولم يعد اﻷمر مقصورًا على المهام المكتبية والتعليمية ، هنالك مهامٌ
علميةٌ دقيقة على الشباب من طلبة العلم التسابق لتعلّمه وإن لا يقتصر الهدف على تعلمه
فقط بل لابدّ من الطموح والإبتكار والاعتبار بما حققه الغرب والاستفادة من ذلك .
كما لا يخفى بأن هنالك مخاطر من عمليات تسريب المعلومات ،وفكّ الشفرات ،
ودمج البرامج وصناعة برامج مطابقة تحلّ محل الحقيقية، وكم وكم من السرقات الخوارزمية
أو المادية الكبيرة حدثت على أيدي مهتكري العالم
مما يشكلّ خطورةً لابدّ من أخذها بعين الاعتبار وعلى إثر هذا سيحتاج العالم للعقل البشري الخارق والمبدع جدًا لصناعة ذكاءٍ اصطناعيّ
ٍ شديد الدقة للحيلولة دون ما تم ذكره، وللتصدّي لعصابات الاهتكار أو جواسيس الدول
العظمى وسيظل العالم في ركضٍ مستمرٍ يلهث خلف منظومة الذكاء الاصطناعي، ولذلك نرى تسابق
أكاديميات العالم لوضع تخصصٍ جديدٍ يطلق عليه " الذكاء الاصطناعي" له علمه
الخاص والذي لم يعد كالسابق .
وأورد هنا بعض الصعوبات التي ذكرتها المصادر المختصة في أجهزة الذكاء الاصطناعي
:
(1. صعوبة تعديل الأجهزة بعد إطلاقها. 2. النقطة الأساسية: هل أجهزة الذكاء
الاصطناعي تتجاهلنا؟ هناك أهداف يسعى أي جهاز ذكاء اصطناعي إليها مثل الموارد الإضافية
أو الحفاظ على الذات، و تلك مشكلة لأنها قد تجعل هذه الأجهزة في منافسة مع البشر.
3. هل الذكاء الاصطناعي سيزيد من الأخلاق؟ أحد الاعتقادات الشائعة هو أن البرامج فائقة
الذكاء خاضعة للإنسان، أو بشكلٍ أدق أنه سيتعلم الأخلاق و القيم من الإنسان، و مع ذلك
فإن "orthogonality
thesis" التي وضعها نيست بوستروم تناقض ذلك، و تقول بأنه مع بعض التحذيرات
التقنية يمكن دمج أي مستوى من الذكاء والتطور إلى حد ما مع الهدف النهائي، مما يعني
أنه لا توجد قواعد أخلاقية ستمنعها من تحقيق هدفها الذي برمجت من أجله، و يحذر من أن
أجهزة الذكاء الاصطناعي لا تعطي اعتبارًا لوجود أو رفاهية البشر حولها بل تهتم فقط
بالانتهاء من المهمة.
Yudkowsky,
E. (2013). Intelligence explosion microeconomics. Machine Intelligence Research
Institute.
أيقونة بوابةبوابة علم الحاسوب
أيقونة بوابةبوابة كوارث ) .
0 comments:
إرسال تعليق