كان الأستاذ أنيس منصور من أقرب الصحفيين للرئيس السادات والرئيس مبارك من بعده، كما كان من أكبر الداعين لعودة البغاء ، ومن رواد التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ومن أهم المروجين للخرافات بكتاباته عن السحر والشعوذة والفضائيين الذين نزلوا من السماء وبنوا الأهرامات!
بعد
مقتل الرئيس السادات على يد التكفيريين، الذين تتلمذوا على كتب سيد قطب، افتتح
أنيس منصور عهد الرئيس مبارك بسلسلة مقالات هاجم فيها الرئيس جمال عبد الناصر
بضراوة، ثم جمعها في كتابه "عبد الناصر المفترَي عليه والمفترِي علينا" الذي
خصص غلافه الأخير للكلام عن "سيد قطب" فكتب يبكيه:
"لقد
كان - يرحمه الله – طويلا شاحبا .. يتساند على جلاديه .. لم يكن خائفا .. وإنما
كان مريضا .. لم يكن خائرا وإنما كان شيخا، لم يكن ثقيل الخطا ؛ وإنما كان علما
وقرآنا .. لم يكن بشرا لقد كان جبلا من الإيمان والصبر واليقين.
بحثت عن
يديّ ألطم بهما خدي .. لم أجدهما .. ما الذي انتابني .. ما الذي أصابني فأرى سيد
قطب العالم الجليل والشهيد الكريم ، صديقي في حب الأستاذ العقاد والإعجاب به، أحد
الأنوار الكاشفة للإيمان والغضب النبيل من أجل الله وفي سبيله .. هل هو فرن الذي
وقفنا به؟ فكل شيء لونه أحمر .. الجدران .. الأرض .. الوجوه الجامدة .. هل انفتحت
جهنم جديدة .. حمراء هل حمراء ملتهبة ولكن الأعصاب هربت .. نزعوها ، جعلوها حبالا
يتدلى منها سيد قطب ؟! هل هو عندما دخل .. نزل .. مشى .. سحب أرواحنا .. فأصبحنا
أشباحا .. موتى وهو الحي الحقيقي .. هل هذا الجسم الهزيل الشاحب قد جمع كل قواه
وقوانا وحشدها في حنجرته فزلزل بها المكان: لا إله إلا الله .. والله أكبر .. ولا
حول ولا قوة إلا بالله .. لبيك اللهم لبيك .. اللهم أن الموت حق .. وإنك أنت الحق ..
لبيك اللهم لبيك ..
هل كان
هذا صوته .. أو صوت الجدران والأبواب والنوافذ .. هل استولى على حناجرنا .. هل
قفزت إلى قلبه قلوبنا وانضمت إلى صدره صدورنا .. وبحثت عن رأسي لم أجده .. ذراعيّ
أمدهما .. أسحبهما بعيدا عن الجمل .. هل رأيت دموعا في عينيه .. أو إنها دموعي .. هل
سمعت عويلا حولي .. هل حقا ما حدث .. لاحول ولا قوة إلا بالله ..
لم يشفع
له علمه العظيم، لم تشفع له شيخوخته الحكيمة، لم يشفع له مرض..
ومن
بعده ألوف الأبرياء في السجون وغرف التعذيب.. وهتك الأعراض للأمهات والبنات أمام
الأزواج والآباء
إنه
المسرح الرسمي للرعب الأكبر: كلاب وكرابيج .. ومسامير وجرادل البول والبراز تيجانا
على رءوس المؤمنين بالله، الكافرين بالطاغية ..
لا إله
إلا الله، والله أكبر، ورسوله الأكرم ، ودينه الحق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !".
انتهى كلام أنيس منصور!
وهكذا
نجد أن حملة تشويه عبد الناصر والترويج للتطبيع مع الصهاينة كانت هي نفسها حملة
دعم اﻹرهاب وتمجيد اﻹرهابيين.
ثم يأتي
جاهل ويدعى أن إعدام سيد قطب كان سببا في انتشار أفكاره المتطرفة! أو أن الإرهاب
صناعة تراثية وينتقد المؤسسات والمناهج الدينية في محاولة لإخفاء دور الصهيونية
وحلفائها في صناعة الإرهاب ودعمه!
*نقلا
عن
الكاتب وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق