بصدور اﻷحكام في قضية تنظيم 1965 وإعدام سيد قطب صدرت شهادة وفاة جماعة اﻹخوان ، وبوفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، وانقلاب السادات في 15 مايو 1971 على رجال عبد الناصر الرافضين للانفتاح على أمريكا انتهت ثورة يوليو بكل مبادئها ومكتسباتها.
بعد
توليه الحكم قرر الرئيس السادات بالتعاون مع السعودية تغيير ثوابت الحكم في مصر
تماما ، فقرر التخلص من الحليف السوفيتي واﻹرتماء في أحضان اﻷمريكي والتطبيع مع
الصهيوني ، وكانت أكبر عقبة تواجهه في ذلك هي انحياز غالبية الشعب المصري لمبادئ
عبد الناصر؛ فقرر السادات ضرب التيارات الوطنية بتيار اﻹسلام السياسي فأفرج عن
أعضاء اﻹخوان وعقد إتفاقية مع عمر التلمساني ﻹعادة إحياء الجماعة وسمح لهم بإصدار
الجرائد وإعتلاء المنابر وسمى نفسه الرئيس المؤمن وصرح بأنه رئيس مسلم لدولة مسلمة
وأعلن أن دولته هي دولة العلم والإيمان، لذلك لا نبالغ حين نقول إن السادات هو
المؤسس الثاني لجماعة اﻹخوان بعد حسن البنا.
كان
المطلوب من اﻹخوان تشويه عبد الناصر وتكفيره واﻹساءة إليه والنيل منه؛ لتغيير
المزاج الشعبي العام بهدف الوصول إلى اتفاق صلح منفرد مع الصهاينة تسترد مصر
بموجبه سيناء منقوصة السيادة و تعترف فيه بالكيان الصهيوني، وهو ما كان يرفضه عبد
الناصر تماما .
لم يكن
عبد الناصر يرفض السلام ولكنه كان يرفض التخلي عن القدس والجولان وكان يرى أن أي
صلح منفرد لا يعيد اﻷراضي المحتلة بالكامل هو اتفاق ليس في صالح العرب والمسلمين.
كان اﻷمر
واضحا جليا ، اﻹنفتاح على اﻷمريكان والاستسلام لشروط الصهاينة يستلزم عودة اﻹخوان
للحياة السياسية.
اعتلى
عبد الحميد كشك المنبر وراح بدعم من أجهزة الدولة يروى اﻷكاذيب عن ليلة إعدام سيد
قطب وكيف أنه رأي الرسول قبل إعدامه يبشره بالجنة وأنه رفض اﻹعتذار لعبد الناصر
مقابل العفو عنه وغيرها من الحواديت -التي تشبه الإسرائيليات في مرويات التراث- لتكفير
عبد الناصر بعد وفاته .
وهكذا
خرج الفكر التكفيري الذي دفن مع سيد قطب عام 1965 ليعيث في اﻷرض فسادا بتخطيط
صهيوني وتمويل سعودي وتنفيذ دعاة سذج وتوقيع المؤسس الثاني لجماعة اﻹخوان محمد
أنور السادات
0 comments:
إرسال تعليق