بريقُ أملٍ مُختبئٍ بين حَنَايَا فاقدي أََحِبَّة ، يتوسَّلون لو يِطَوِّق أَلْبَاب إخوَة ، مهما كانوا في بغداد أو صنعاء أو دمشق أو طرابلس الغرب او في الايطالية جِنْوَة ، متسلِّلاً متى الظروف مَنَّت بفجوة إبعاد البلوة ، فالكرب غَمَرَ منازل العالم والحزن بين الامصار وَصَلَ الذروة ، ولا مجال للهروب من انسانية البشر إلا لها السند والعِِزوة ، فلا طاق مَن حبس نفسه كبني بَلَدَهِ في خلوة ، لانتظار نفس مصير مَنْ شابهه بنفس التصرف في واشنطن أو برلين أو سيدني يشربون من ذات الركْوَة، إن وجدوها معقَّمة من "فيروس" معدن قَسْوَة ، يذيق الهلع فِراقاً بالقوَّة، جاعلاً النهار بغير ضَحْوَة . حاصداً لأرواحٍ في صمت حَرْبٍ اجتاحت الأمكنة في غَفْوَة ، ولا زال مُعرْبِداً فوق رؤوس فشلت دماغها في ازاحة فتيل انفجاره المرتقب كي لا يعود مَن يبقى فوق أديم الأرص للعصور الحجرية كتوطئة لأفدح كَبْوَة.
قد تكون الدول الفقيرة أكبر حظاً بابتعادها الايجابي عن ارتباك دول تخشى عن اقتصادها من الانهيار، فلا ينام زعماؤها ليلاً ولا يرتاحون من الكلام طيلة النهار ، والرئيس "طرامب" خير دليل عن حالة قلق تحياها الولايات المتحدة الأمريكية كادارة مصدومة أصبحت لعجزها عن توفير حتى الكمامات لمواطنيها كأقل شيء بالاحرى الأجهزة الضرورية الأخري المرتبطة بمعالجة عدوى "كيوفيد-19" حتى يتمكن المختصون من أداء مهامهم الاستشفائية على أتم وجه ، اما الامور الأثقل والأَمَرّ فملخصة في فقدان الملايين وظائفهم وما يمثل ذلك من عبء على التدبير العادي لاستمرار وتيرة الاستقرار الاجتماعي كما كان ، مما يعرِّض هذا البلد لهزات مؤثرة على المستويين السياسي والاقتصادي ، والاسابيع القليلة القادمة حبلى ستكون بمفاجآت قد تمس في جزء منها ما يطال العلاقات الأمريكية الصينية المتطورة صوب الأسوأ إرتباطاً بموضوع "كروما المستجد" ، وإذا انطلقت مثل الشرارة المشتعلة غضباً ولو في حده الأدنى، فما على العالم إلا معايشة ما ينغِّص هدوءه لسنوات قد تطول تعرِّض مستقبل العديد من دوله لويلات الفقر والمجاعة .
عند الأزمات ذات البعد الكوني لا أحد أحسن من أحد إلا بما استعدَّ ووفَّرَ وجهَّزَ وخطَّط َ، يتساوَى لديها الصغير بالكبير في الصبر ، إن أحسَّا كليهما بالعجز في مواجهة "المعروف – المجهول" المتعمِّد البقاء ، رغم أنف مَن في الأرض من علماء ، خلال مرحلة لا حساب يتمكَّن من حصرها ولا مكان ينجو من ضرر مصائبها أكانت طفيفة سطحية أو مُتخمة بالجراح العميقة، بمعنى الانسان فيها آخر من يَقْوَى على التدخُّل لفرض الحل النهائي ، لعجز قدراتة على اعادة ما فقدته ذبابة لجزء من جناحها ، أو ارجاع ما اغتُصِب وَطْوَاط ليسمح بما انْتُزِعَ منه ، نماذج مهما بدت بسيطة فهي قابلة لتمكين الفكر من التوسُّع في البحث لغاية الوقوف عند حد الاحترام الواجب تبادله بين مناحي الحياة الموزعة باتقان وحكمة عمَّا تجمَّع فوق هذا الكوكب الأزرق، والانسان جزء منه فقط ،فما كان عليه أن يتجرأ ويتطاول على إلحاق الضرر بما تبقى من أجزاء لا يعلم عددها إلا خالقها جلَّ وعلا ، بالتأكيد الإجتهاد لمعرفة الاشياء المحيطة بالانسان شيء جميل إن تم باتباع شروط ومنها عدم الإفساد ، أما الاجتهاد من أجل ابتكار ما يقضي على الآخر قضاء غذر، فهذا شره أكثر من نفعه وتركه أحق لتساير الطبيعة مهامها في هذه الدنيا ، "الفيروس" المدوخ العالم حاليا ولمدة قادمة لا ريب في ذلك، مرده النَّبش في كيان حيواني، تعلَّقَ اختيارياً من رجليه شِبْه نائِم برأس متدلي نحو الأسفل في النهار، ليصحو في الليل يصطاد قوته المؤهل جسده لاطياده ، كان ولا زال، على الأقل بالنتسبة للعرب ،مطلع شؤم ، لتصبح نتيجة هذا النبش، فقدان ألآف الأرواح البشرية عبر القارات ، والقائمة تكبر يوماً عن يوم بأسماء الضحايا من كل الاجناس . لهذا كان على الصين السماح للجنة أممية متابعة التحقيق لتحديد مسؤولية النبش والنابش والمرخِّص له بالنبش . لتكون الكلمة بعد ذلك لما قد يتَّضح من أسرار .
*كاتب المقال
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سيدني-استراليا
0 comments:
إرسال تعليق