• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 21 أبريل 2020

    حسن بخيت يكتب عن : " كورونا والاعلام وشهر رمضان

    حسن بخيت


    ساعات معدودات ويستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان الكريم، والذي تعد شعيرة الصيام من أهم الشعائر والعبادات التي فرضت في هذا الشهر، وشهر التلاوة للقرآن، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وشهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، شهر ينتصر فيه الحق على الباطل فيتغلب فيه المؤمن على النفس الأمارة بالسوء، شهر تتنزل فيه الملائكة وتغل فيه الشياطين ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم خيرا" كثيرا" ، وأعظم ما يتقرب به المسلم إلى الله في هذا الشهر الكريم هو المحافظة على الفرائض وأداء الواجبات وترك المعاصي والمحرمات.
    يحل علينا شهر رمضان الفضيل هذا العام في ظروف استثنائية، مع تفشي وباء كورونا، وفرض العزل المنزلي في معظم الدول ، وبات واضحاً أنّ الشعائر الدينية في هذا الشهر لن تكون في المساجد ،، وللمرّة الأولى في التاريخ الحديث، تخلو ساحة الحرم المكي في السعودية بالكامل من المصلّين، وتعلق العمرة إلى أجل غير مسمّى، وتطلب السعودية من الراغبين بالحج تأجيل حجوزاتهم لموسم الحج المقبل في الوقت الراهن ، وكأنه ابتلاء للمسلمين هذا العام في شهرهم العظيم ، فأمر الله نافذ لامحالة ، فكانت جائحة كورونا التي اجتاحت العالم ، وعصفت بالجميع ، حتى بيوت الله في معظم دول العالم لم تسلم منها ، فأغلقت مساجد الله في الأرض بسببها ،، لشيء يعلمه الله ، فالكون كونه والخلق خلقه ، وكل شيء عنده بقدر معلوم ، فلا حيلة لنا في الأمر ولا قوة ، فعلينا بالصبر والدعاء ، ولعله الخير الذي لا نعلمه ( وعسى أن تكرهوا شيئا وعو خير لكم ) ، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون ....
    وبعد اعلان المؤسسات الدينية في معظم الدول الاسلامية ، وباجماع علماء الأمة على وجوب التزام المسلم بقرار اغلاق المساجد بصورة مؤقتة ، حتى يزول الوباء ،وحرصا على النفس البشرية من المرض او الهلاك ، فسوف يكون شهر رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة التي عشناها جميعا ، وعاشتها الأجيال الحالية، ولأول مرة تغلق أبواب المساجد في شهر رمضان الفضيل ، وتصلي الفروض والسنن والجمعة بالبيوت ،، وهذا الأمر صعب علينا جميعا ، لانه غير مألوف للأجيال الحالية ، فلم يحدث مثل هذا الوضع الاستثنائي الطارىء من قبل ،لكن ليست مشكلة الصيام ولا شهر رمضان في اغلاق المساجد مؤقتا ،، ولا في أداء الصلاوات وقراءة القرأن في البيوت ، لان الأمر مباح وجائز بأراء معظم علماء الأمة في مثل هذه المحن والأزمات التي قد تتسبب في هلاك الانسان او مرضه ، أو الحاق الضرر به ، وفضل الله واسع وعظيم ، فالثواب والاجر واحد ان شاء الله ، لان الامر كله لله ، ولا حول ولا قوة الا بالله ..
    انما المصيبة فيما نشاهده في الأونة الأخيرة من محاصرة الصائمين بعشرات من المسلسلات والأعمال الدرامية والافلام الفضائية التى لا تخلو من أدوار الراقصات والتى تعرض فى هذا الشهر تحديدا" ، وتلك الأعمال لا تتناسب مع أخلاقيات هذا الشهر الكريم ، وبالرغم من الإنتقادات الكثيرة والمتعددة لغالبية هذه الأعمال الدرامية والتليفزيونية فى هذا الشهر ، وتمثل أزمة متكررة كل عام فى جميع الأعمال والتى لا تنتهى بسبب مشاهدة الرقص والعري والألفاظ الخارجة ،فماذا يفعل الصائمون هذا العام وهم جالسون في البيوت على مدار ال24 ساعة بسبب ما أصاب العالم كله من جائحة كورونا ،والتي الزمت المسلمين بالبقاء في مساكنهم ، واداء جميع شعائر هذا الشهر الفضيل في البيت ، وفى نفس الوقت لم يستطع صناع الدراما الاستغناء عنها فى أحداث أعمالهم خاصة وهناك اناس يحرصون على افراغ الصيام من محتواه وتحويله الى شهر للسهر والنوم والكسل والتراخى، مما جعل بعض الفضائيات وقد سعت كل السعي لان تفسد على الناس نعمة التواصل مع الله وذكره وعبادته والتفرغ لما يحب ويرضى وقد حشدت معظم الفضائيات اعدادا من الممثلين والممثلات في اعمال فنية تحت مسميات عديدة ( فيلم سينمائي - عمل درامي - مسلسل عربي - برنامج تليفزيوني - الخ ) يجمعها هدف واحد هو إلهاء المسلم عن العبادة والتواصل مع الخالق _سبحانه وتعالى _وافساد شهر الصيام والقيام والقرأن،والذكر ، والتقرب الى الله ، بان يجلس امام التلفاز ينقل من قناة الى قناة متابعاً برامج ومسلسلات وافلاماً ومسابقات ، وكأن هذا الشهر الكريم مناسبة ثمينة لاخراج الموبقات لكل البشر لالهائهم عن عبادة الله عز وجل .
    وهذه الأعمال الفنية التى تعرض في رمضان بمضمونها الحالي ضياع للوقت، فشهر رمضان هو شهر التوبة والصوم والغفران، كما أنه شهر القرآن وليس شهر المسلسلات والأفلام بما فيها من رقص وغناء وشرب الخمر والمخدرات،فلا فرق بينها وبين الملاهي الليلية ، فكلها تدعو للنظر الى المنكرات والرذائل والعرايا والراقصات ،والتى تذهب العقل وتلهى الناس عن العبادات ، والأعمال الصالحة ، فكيف للمؤمن أن يصوم ويقوم الليل ويقرأ القرأن وأمامه أجساد الراقصات الفاتنات والفنانات الجميلات والتى تكاد تذهب العقول وتحطم كل الحصون الايمانية .
    السؤال هنا :
    لماذا لا تقوم مثل هذه القنوات الفضائية بتقديم أعمال هادفة في شهر رمضان ؟! كعرض فن اسلامى وتاريخى هادف كسيرة الصحابة ، والقيم الأخلاقية ، الفتوحات العربية والاسلامية ، قضايا المجتمع المختلفة وكفانا من الفن المبتذل المعتمد على الاثارة والغرائز الجسدية .
    وأختم مقالي بمقتطفات من حديث أهل العلم عن شهر رمضان :
    -- ثلاث ساعات يوميا في شهر رمضان لا تفرط فيها مهما كان الثمن ، فإنك إن حافظت عليها سوف تفوز باذن الله ،، وهي ثلاث ساعات في اليوم ، ويكون المجموع (٩٠) ساعة بعدد أيام الشهر، وهن كالتالي …
    🎐الساعة الأولى عند الإفطار .. جهز فطورك باكرا وتفرغ فيها للدعاء ، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ،، إدعي لك ولأحبابك ولا تنسى أموات المسلمين فانهم يحتاجون منك الدعاء ..
    🎐وأما الساعة الثانية ، فهي اخر الليل ... إجعلها خلوة مع الله- سبحانه - فانه ينادي منادي ، هل من سأئل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ فأكثر فيها من الإستغفار ..
    🎐وأما الساعة الثالثة ، فهي جلوسك بعد صلاة الفجر في مصلاك حتى الإشراق، وتصلي الضحى
    🎐هذه تسعون ساعة احرص عليها مهما كان الثمن ، وأيضا احرص على باقي الوقت بالذكر ، وأجتناب الغيبة ، فإنها تحصد الأعمال ، واعزم الا تفوتك صلاة فريضة ، واستغل النوافل ،، فإنما هو شهر فقط ، وما أسرع ما نقول أنقضى والله المستعان
    ‏​‏​‏​‏​ثلاث أدعية حافظوا عليها في سجودكم
    اللهم إني أسألك حسن الخاتمة
    اللهم ارزقني توبةً نصوحة قبل الموت
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
    🎐وتذكر : افعل الخير مهما إستصغرته ، فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة.
    وأخيرا : استعدادا لهذا الشهر الفضيل .. اقول : وداعا مواقع التواصل الاجتماعى ، وأهلا رمضان - فسوف أغادر مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية أول يوم من الصيام باذن الله ، وأكتفي بمتابعة المفيد والأخبار فقط وبقدر الامكان ،،وربما أقوم بكتابة مقال أسبوعي لاحدى الصحف....... ونسأل الله ان يديم علينا نعمة الصيام والقيام وقراءة القرآن ، والحرص على فعل الخيرات في هذا الشهر الكريم .... كل عام وأنتم بخير
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " كورونا والاعلام وشهر رمضان Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top