الخوف غريزة طبيعية تعني أننا بشر
عندنا أحساس ولا يجب أن نترك قلوبنا تموت وفي النفس الوقت لا نبالغ في الخوف أو
يكون خوفنا في أمر يحتاج فعلا للخوف ولكننا نتعامل بخوف سلبي غير مفيد، أي نتعامل
بصورة خاطئة، فكل شي له نظام حتى الخوف
ان بالغت فيه وتركته يغزو فكرك
وحياتك دمر طموحك وصحتك وحياتك
ولكن من الممكن أن يكون الخوف أداة
ووسيلة لنجاحك وتفوقك بل وإبهار مجتمعك او بلدك او العالم كله بك
ولكي يكون هذا الكلام واقعيا ملموسا
على أرض الواقع هضرب لك بعض الأمثلة :
اذا كنت تخاف مثلا من لقاء الله على
معصية ويزيد خوفك من الموت ومن عذاب القبر وعذاب النار ولكنك لا تتخذ اي خطوة
لمعالجة تلك المعصية التي تفعلها ولو بكثرة الاستغفار والدعاء ثم التوكل على الله
حتى يسير الله لك طريق التوبة، بل تترك نفسك دون أستغفار ولا عمل محاولات لتغير
نفسك للأفضل فإن خوفك هنا خوفا سلبيا
، طبيعي أننا ستفعل معاصي وذنوب فنحن
لسنا ملائكة وربما نفعل معاصي ونتوب ثم نرجع ونتوب ولكن من غفل عن التوبة وعن
شروطها ولم يحاول ولم يسعى واكتفي فقط بالخوف فإن هذا الخوف خوفا سلبيا.
فعلي الإنسان إذا كان ظالما لاحد ان
يرد له مظلمته وان كان قاطعا للرحم ان يصل
رحمه وان كان سريع الغضب ان يتعلم شيئا فشي الا يكون حكيما في أسلوبه وهكذا فإن
فعل الطاعات وجبر الخواطر هو خوف وطاعة لله وسعيا لرضائه بصورة إيجابية والطمع في
رضاه وعفوه ورحمته وجنته.
فهناك مثلا من يخاف على أولاده
ومستقبلهم فيلجأ الي الرشوة أو أستغلال سلطته وهنا
تحول خوفه الي أمان سلبي مؤقت لأنه
النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمنا ام نطب مطمعنا لكي نكون مستجابين الدعوة
فلا أمان بظلم وأستغلال الآخرين فتجد هذا الشخص بداخله دائما خوف ان يكتشف أحد ما
يفعله من أخطاء وظلم او ان ينتقم منه أحد.
، أيضا من الخوف السلبي :طالب
مثلا يخاف من الرسوب في امتحان
مادة معينة أو الرسوب عامة وهو لا يذاكر ولا يجتهد فهو خوف سلبي، أما لو كان خائفا
ولكنه أجتهد وذاكر وراجع وشرح لنفسه وزملائه
وبحث على أمثلة من خلال النت
لتسهيل وصول المعلومة وتسجيلها فإن خوفه سيتحول الي أمان عندما يرى نتيجته
بعدما عمل بأسباب النجاح والتفوق وكافح أسباب الخوف السلبي من اللامبالاة والتواكل.
وهناك فتاة مثلا تجدها خائفة من
الارتباط حتى لا يحدث لها ما تراه في تجارب زوجية فاشلة او فتاة خائفة من أن سنها
يزيد يوما بعد يوم ولم يأتي لها الشخص
المناسب
فالفتاة الأولى يجب أن تتعقد وتنصرف
عن الزواج كليا بل يجب أن تتعلم ما المشاكل التي تؤدي إلى الانفصال وإلى طرق
الوصول للاختيار السليم غير المتسرع
للشخصية التي تريدها شريك حياتها وأن تعلم أن الزواج مسؤولية على الطرفين وكيفية
تعلم مواجهة تلك الأزمات فإن فعلت ذلك وفشلت فقد عملت عموما بالأسباب.
اما الفتاة الأخرى الخائفة من أن
يجري العمر بها دون زواج فعليها ان تعلم أن الله لا يظلم عباده وهو أرحم الراحمين
فربما تأخر زواجها وكان في ذاك فائدة لها
ولكن إذا تسرعت وتزوجت مثلا شخصا تراه غير مناسبا ولا يوجد أي توافق لمجرد الخوف من مضى وقت أكثر في انتظار شريك
حياتها فربما يزيد هنا خوفها ويطور بسبب الخلافات بين الشخص التي رأت منذ البداية
ان هناك خلافات جذرية في التفكير او انه غير مناسب لأهداف اساسية خطيرة ولكن لا
يعني كلامي في نفس الوقت ان يكون للفتاة هاجس او إسراف في رفض من يتقدموا لها او
لا تعطي للشخص الذي يطلبها للزواج فرصة تعريف نفسه أكثر فربما خافت خوفا سلبيا
ورأت انه غير مناسب وغير متكافا لمجرد انها لم تعطي لنفسها الفرصة الكافية في
التفكير وتسرعت في قراراها.
ومن نماذج الخوف السلبي أيضا من يستسلم للوساوس ويخاف
بطريقة مبالغ فيها من أصابته بمرض معين او ما شابه، هنا الخوف السلبي من المرض
باهمال الصحة او الإفراط المبالغ فيه في
أستعمال أشياء معينة ظنا منه انه يحافظ
على صحته قد يؤدي لاصابته بما كان يخاف منه
من كثرة الخوف السلبي.
ومثال آخر : في حياتنا نعيش أجواء
قلق عن مستقبلنا خاصة في عدم وجود توظيف في الحكومة فنخشي على أنفسنا و أولادنا
وهنا ان أقتصر الخوف على الخوف فقط
دون التوكل على الله والعمل بالأسباب صار القلق رعبا وحاجزا عن تحقيق طموحاتك بل
يتسبب في تشتت أفكارك وحزنك وقلقك الدائم الذي من الممكن أن يتسبب في إصابتك
بالاكتئاب او بأمراض نفسية او عضوية او يصل به إلى الموت
ولكن التوكل على الله وكثرة
الاستغفار وتعلم وضع الخطة الجيدة في حياتنا وتعلم مثلا كيفية عمل التخطيط لمشاريع
صغيرة وكيفية تسويقها إلكترونيا مثلا
والثقة في الله وان فشل الإنسان فيكون الفشل دافع لمزيد من التحدي ويكون
الخوف دافع لتكرار التجربة حتى الوصول النتيجة السليمة وهنا يكون خوفه إيجابيا
أما ان فشل ولم يكرر التجربة او لم
ياخذ تجارب إيجابية في أشياء أخرى وأستسلم واكتفي بالخوف دون عمل شي إيجابي فإن
الخوف كما أسلفنا القول سيكون خوفا سلبيا يعصف بطموحه وصحته وحياته ويوذي بالطبع
من حوله من أحبابه عندما يرونه قد تمكن الخوف به بأسلوب خاطي وسلبي فتغيرت حياته
للأسوأ
والخلاصة علينا في تلك الفترة وفي كل
اوقات حياتنا ان نعيد حساباتنا مع أنفسنا وان نفكر ونعي جيدا ان التوكل على الله
وليس التواكل هو علاج همومنا وأحزاننا وان السعي والعمل بالاسباب مطلوب في كل شيء
وان الخوف اذا كان بصورة عملية فيها سعيا لتطوير الفكر والعمل على حل المشكلة او
مواجهة أزمة معينة لا الهروب منها كان خوفا إيجابيا نافعا والعكس صحيح.
والأمثلة في هذا الموضوع كثيرة جدا
فلنحذر جميعا من الخوف السلبي ولنعلم أنفسنا ومن حولنا ان خير الأمور الوسط فلا
أفراط ولا تفريط.
أسأل الله أن ينفعني وأياكم بما
كتبته الان ارتجاليا من قلبي وان يجعلنا
نخاف خوفا إيجابيا نافعا هادفا والا يجعلنا نترك أنفسنا لهواجس ووساوس الخوف
السلبي.
0 comments:
إرسال تعليق