• اخر الاخبار

    السبت، 25 أبريل 2020

    أ.د عبد الوهاب السعدنى يكتب عن : هذه بعض سماتنا نحن المسلمون

    أ.د عبد الوهاب السعدنى يكتب عن : هذه بعض سماتنا نحن المسلمون


    لولا الهجرة لما كانت النصرة ولولا النصرة لما كانت بدر ولولا بدر لما كان فتح مكة ولولا فتح مكة لما فتحنا القادسية واليرموك ولولا فتح القادسية واليرموك لما ورثنا ملكى كسرى وقيصر ولولا الفتوح التى تلت ذلك لما غير القدر مجرى التاريخ وعدل وجهة الدنيا وجعل من البادية الجديبة والعروبة الشتيتة عمرانا طبق الارض بالخير وملكا نظم الدنيا بالعدل ودينا الف القلوب بالرحمة ومكن للعرب فى درهم ان يبلغو رسالة الله ويؤدوا امان الحضاة ويصلوا ما انقطع من سلسلة العلم

               إن تاريخنا الهجرى الذى انبثق من الغار واندفن من قلوب المهاجرين والانصار وفاض مع المجاهدين على الامصار والاقطار لتتألق ايامة الغر فى ظلام الماضى كما تتالق الكواكب الزهر فى حلك الليل ارشدنا الضال فاهتدى وحمينا الذليل فاعتز وعلمنا الجاهل فتعلم ثم مكننا فى ارضنا الفسيحة ودينانا العريضة لعناصر الجمال والخير والحق فتوثبت فى كل نفس وازدهرت فى كل جنس وانتشرت فى كل افق وحققت لهذا الانسان طريد العدوان وعبد الطغيان احاديث احلامه وهواجس امانية من الاخوة التى يعم بها النعيم والمساواة التى يقوم عليها العدل والحرية التى تخصب بها المدارك

     لان رسالتنا لم يوحها الجوع ولا والطمع وانما اوحاها الذى خلق الموت والحياة وجعل الظلمات والنور واوجد الفساد والصلاح ليدرأ قوة بقوة وينقذ انسان بانسان
    ان رسالتنا العربية التى هاجرت مغلوبة من مكة الى المدينة سافرت غالبة من الشرق الى الغرب بفضل مبدئها الالهى التى قامت عليه ودعت اليه وفازت به وهو توحيد الله وتوحيد الكلمة وتوحيد القوة وتوحيد القصد فاذا التمسنا من روحها الدليل وافتبسنا من وحيها الهدى استقمنا على الطريقة النى نهجها الرسول فتوافينا معا على الغاية واتنهينا جميعا عندها الوحدة
    ان هذه الرسالة عامة لكل قوم ابدية لكل زمن ولا يكون العالم بغيرها الا كما يكون الجسم بغير الروح فلابد من محالفتها فى السياسة الدولية لاقرار النظام فى الدنيا والسلام فى العالم
    اما المستعمرون  الذين هالهم سر الاسلام وراعهم معناه فحاولوا ان يطفئوه فى الحجاز وهو مشرق نوره ومصدر صوته ليسرقوا الضمائر فى الظلام ويسلبوا الذخائر فى الغفلة فقد اخطأوا فهمه وجهلوا قواه
    اما الرجعيون الذين هدموا معدنه الالهى بما ء الذهب  ليتخذوه وسيلة لحفظ  لملء الكروش فقد ذكروا الشيطان ونسوا الله
    فقولوا لهؤلاء وهؤلاء ان من حارب الله ورسوله مغلوب لا ريب وان ما باع الاسلام واهله خاسر لا محالة وان الاسلام مهما يهاجمه المستهتر بالحديد والنار ويعاونه المستعمر بالباوند والدولار فان قوته من الوحد وسينتصر ما انتصر الايمان وان نوره من الله وسيسطع ما سطعت الشمس وان صوته من السماء وسيرتفع ما ارتفع الحق وان سلطانه من العدل وسيبقى ما بقى الكون فاذا انشقت الارض وانفطرت السماء وانكدرت لشمس عاد الى مصدره الازلى باهرا كما صدر عنه طاهر كما انبثق منه
    وقد استوثق الامر لاهله ما استمسكوا به فلما تراخبت العرى بينهم وبينه تقاذفتهم السبل وتقسمتهم الاطماع وقار بهم التخاذل والتواكل الى ما هم عليه اليوم فريق فى الشرق وفريق فى الغرب او فريق فى الجنة وفريق فى السعير
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أ.د عبد الوهاب السعدنى يكتب عن : هذه بعض سماتنا نحن المسلمون Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top