في إحدى مطافاتي ومحطاتي الأدبية وصلتني دعوةٌ من الكاتب القدير والمفكر الإسلامي أ. شاكر السلمان للمشاركة بإحدى قصائدي في مؤلفه السابع بعد الخمسين ، في الحقيقة أذهلني هذا العدد الهائل من مؤلفات صاحب الدعوة، فأنا أمام كاتبٍ عملاقٍ في مصنفاته اﻷدبية والفكرية الإسلامية، بالإضافة لذلك وبفضل الله تعالى فقد نلتُ شرف تقديم كتابه هذا .
وهذا الكتاب هو من الكتب الأدبية للكاتب
والذي يتناول فيه عدة دراساتٍ نقديةٍ وتحليليةٍ لعددٍ من شعراء وشواعر الوطن العربي
على امتداده، ليضعها تحت منظاره الشعري والنقدي فهو من الشعراء والنقاد الذين تفتخر
بهم
أروقة المكتبات العربية، ولقد كان لي لقاءٌ
ممتعٌ معه طرحت عليه بعض اﻷسئلة
حول مؤلفه الجديد " إيقاعٌ وانطباع
"، وبعد الترحيب به بادرته بهذا السؤال :
كيف جاءت الفكرة لدى كاتبنا لتأليف كتاب
" إيقاعٌ وانطباع "؟
أجابني قائلًا :
* قبل أكثر من خمسة عشر عاماً كنت أكتب
ولا أنشر لأني لم أرَ ردة فعلٍ تجتاح مشاعري أو تلهمني الهِمّة لأستخرج بعضَ ما يكتنزه
صدري من لمساتٍ بيانيةٍ وفكريةٍ اختزنها أرشيفي من خلال استماعي للتواشيح والتلاوات،
وما تأثرت به عاطفتي من معاني شاعرية امتزجت بإيقاعٍ صوتيّ ٍ في مغنى، أو حتى بترجمة
لونٍ من صورة رسمٍ فلوكلوريٍّ أو تشكيلي.
في سابق عهدي كنت أتابع كل الكتابات من
خلال إشرافي في عدة منتديات أدبية وكنت أضيف عليها بعض اللطف لتحسينها دون أن أجرح
صاحبها.
المهم قبل أكثر من عامين سمعت قصيدةً للصديقة
سفانة ابن بنت الشاطئ فتابعتها، ثم نسخت النّصّ المكتوب تحتها فكانت من البحر البسيط
فبدأت بتفكيك بعض الكلمات وذكر أصوات الحروف وتناسقها مع جرس القصيدة، وفي الحقيقة
استحييت أن أنشرها، فأرسلتها لها معتذراً وقلت لها (إن عجبتكِ أنشريها) فأسمعتني رداً
هالني لأباشر بالنقد الإيقاعي والإنطباعي فأختار قدر ما بوسعي من قصائد جيدةٍ دون النظر
إلى صاحبها، وبدعمٍ من أخي وصديقي الشاعر الموسوعة الأستاذ ناظم الصرخي.
وقد تم الكتاب الأول المنوه عنه بفضل الله
معتمداً على مخزوني الفكري، وكمٍّ من المصادر والمراجع.
هل واجهتكم مشكلةٌ معترضةٌ أثناء تأليفه
؟
* مشاكل بسيطة أستطيع أن ألخصها بما يلي:
·
ندرة المصادر في المكتبات وخاصة في العراق.
· أوعدت بعض الأصدقاء والصديقات بالكتابة
عن قصائدهم إلا أني لم أفِ بوعدي لأسبابٍ منها عدم جودة القصيدة وما وجدت فيها ما يحمسني
من صورٍ لغويةٍ أو معانٍ عميقةٍ أستخرجها للمتلقي.
· وقصائد أخرى لم يرضَ قائلها أن أقوم بتعديل
ما فيها من خللٍ فتركتها.
ما هي طموحات أديبنا من وراء تأليف هذا
الكتاب ؟
* طموحاتي أن يكون للنقد الإيقاعي أثراً
إيجابياً في نفوس الشعراء في الوطن العربي كافة وأن يتقبل المعنيون نُصحَ النقّاد ويرفعوا
بعض الغبار من قصائدهم.
وسنباشر قريبًا بإلقاء محاضراتٍ فديوية
في مركز بغداد الثقافي بمساعدة بعض الأدباء من الإتحاد العام لكتّاب وأدباء العراق
حول الإلقاء ومخارج الحروف وأحكام قراءتها.
هل تلوّح بالمستقبل القريب استعداداتٌ لمؤلفٍ
جديدٍ ل شاكر السلمان ؟
* تحت يديَّ الآن المؤلف الثامن والخمسون
بعنوان ( الوقت والميقات في القرآن الكريم) بعد الإنتهاء منه بإذن الله تعالى سأباشر
بتأليف كتابٍ نقديّ ٍ إيقاعيّ ٍ آخر لقصائد التفعيلة بعد أن أختار الروائع منها.
ما هي نظرتكم لمستقبل الشعر العربي الحالي
؟
* الشعر العربي بخير وقد نهض بعد كبوة فسيكون
له شأن عظيم وأعتقد إنطلاقته بدأت من المغرب العربي ومصر والعراق إضافة الى ما تحتضنه
الإمارات العربية من مهرجانات للشعر كما في مربد العراق. وبفضل منصات التواصل الإجتماعي
الواقعي والإلكتروني بوجود الإنترنت.
وسيقال عن عصرنا في المستقبل بأكثر مما
أشدْنا في العصور السابقة الذين زرعوا فأكلنا
وسيأكل الخّلَفُ ما نزرع.
0 comments:
إرسال تعليق