• اخر الاخبار

    الجمعة، 6 يناير 2023

    حسن بخيت يكتب عن : "موسم الهجوم على الشيخ الشعراوي "

     

     


    وها هو السيناريو المعتاد الذي يظهر فى هذا التوقيت «من كل عام».. والعجيب في الأمر أنه  «نفس الحوار وبنفس الأدوات والأقلام الزائفة والوجوه الكالحة».. بل هى «نفس القلوب المريضة والأفكار الشاذة والأفواه الكاذبة التى لم ولن تنتهى طالما مازال الطامعون الفاسدون الباحثون عن مصالحهم الشخصية وأهوائهم الخاصة وأفكارهم المنحرفة يتصدرون المشهد»...

     

    اتحدث هنا عن سيناريو ( الهجوم على إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي ) رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ؛ والذي تعودنا عليه كل عام ؛؛ فالهجوم على الشيخ الشعراوي لم يكن وليد اللحظة ، فمنذ الثمانينيات ، وقد انتقد مفكرون الشيخ الشعراوي، وهاجموه ، وكان في مقدمتهم الكاتب توفيق الحكيم، والكاتب يوسف إدريس، والفيلسوف زكي نجيب محمود وغيرهم .

     

    وفي التسعينيات ظهر لنا الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في سلسلة من السيناريوهات الفاشلة التي تهاجم شيخنا الجليل ( الشيخ الشعراوي ) منها  كتابه (أفكار مهددة بالقتل) والذي وجه فيه عيسى نقدا للشعراوي فيما يتعلق بآرائه المتشددة وجهله العلمي في كتابة الأدلة المادية على وجود الله ، ووقتها تعرض عيسى لهجوم شديد من الجميع ، مما اضطره للتوقف عن مهاجمة الشعراوي .

     

     وبعد ثورة يناير في عام 2011، عاد الهجوم على الشيخ الشعراوي مرة أخري وبعنف ، وبالتزامن مع تحطم الكثير من الثوابت وانتشار الأفكار اللادينية في بعض الأوساط وخاصة الفنية ؛ حيث تم تداول مقاطع تحمل أراء متشددة للشعراوي على مواقع التواصل ، وبدأت الكثير من النخب والكتاب بالتجرؤ والهجوم على الشعراوي، مثل الإعلامي مفيد فوزي، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، والكاتب خالد منتصر،  وسحر الجعارة وغيرهم ؛  وأصبح نقد الشعراوي يتجدد بين الحين والآخر .

     

    " الشعراوي" ليس مجرد شيخ مصري وعالم ديني فحسب ، بل رمزا" اسلاميا" وعبقرية وطنية خالصة لن تنبت الأرض المصرية ولا العربية بمثلها الا بعد سنوات عجاف طويلة ، واتهامه بتلك التهم أمر غير مقبول على الإطلاق ومرفوض من معظم المسلمين ،فهى تهم خسيسة وخبيثة ، لا يراد من ورائها الا خبث الفتنة واشعال النيران في المجتمعات الأمنة ( فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها )

     

    وياليت " هؤلاء المرضى والجهلاء يقرأون تاريخ إمامنا الشعراوي قبل أن يمسكون بأقلامهم الخبيثة ليهاجموا بها الرموز الدينية أو الوطنية ، وكل ما سردته أقلامهم من وقائع تخص «الشعراوى»  ليست حجة عليه.. وبالتالى فمقالاتهم وتغريداتهم  قد لا تساوى ثمن حبر الطباعة، أو تعب الكتابة ، لأن أفكار وتصرفات الشعراوى «وزيرا وداعية» يوثقها التاريخ ، ولا يفهما الا من له عقل يفكر ويتدبر .

     

    نتسائل هنا :

     

    من يخالف الشعراوي في الرأي ؟

     

    -- بكل تأكيد أجزم بأن «الشعراوى» ليس إلهًا ولا «نبي معصوم » وانما عالم من علماء الأمة الثقال ، وله رايه واجتهاده وجزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين ، وقد يخالف في الرأي! لكن يخالف الشعراوي في الرأي من علماء ثقال لهم وزنهم في ميزان العلم والعلماء ، ورأى الشيخ الشعراوى فى اى مسألة هو راى فقهى يجوز الاخذ به او الاخذ برأى غيره و هذا ليس عيبا ، فقد يكون رأي الشعراوي صواب يحتمل الخطأ و رأى غيره من العلماء خطأ يحتمل الصواب .فلماذا التشويه الاعلامي لأهل العلم و الفضل ؟

     

    --  ماذا يريدون أمثال هؤلاء ؟ ولماذا يهاجمون الشيخ الشعراوي بعد كل هذه السنوات على رحيله ؟ هل يريدون ازدراء الدين الاسلامي واتهامه بالتطرف والارهاب!!، أم أنهم يريدون إشعال نار الفتنة الملعونة في ظروف بناء مصر الحديثة !!

     

    --  الجميع يعرفون قدرات امامنا وشيخنا ( الشعراوي ) وخواطره في تفسير القرأن الكريم ، وهو التفسير الذى يتداوله المسلمون في بقاع الأرض من مغربها الي مشرقها وبكل لغات العالم ، وهذا الجهد الكبير والذي قام به الرجل علي مدي سنوات عمره كاملة فى خدمة الدعوة الإسلامية وخدمة الوطن، وهو الذى عاش بكل أنفاسه يدافع عن الأمة الاسلامية فى كل مكان وفى كل محفل حتى صار رمزا مازال يعيش في قلب كل مسلم في بقاع الأرض .

     

    فهل مثل هذه الاتهامات تسمى نقدًا لفكر، أم حقدًا وهدمًا لرمز من رموز التجديد الإسلامي؟ وإذا كان الشعراوي يوصف بكل هذه الأوصاف القبيحة، فبماذا يمكن أن نصف قائليها؟ سيظل الشعراوي، نابغة بخواطره حول القرآن الكريم، برغم هذه الحملة المشبوهة والمنظمة، فتسجيلاته تملأ الفضاء الكوني، ويصل فكره للملايين من المسلمين، ولن يحقق كارهوه ما يبغون من هجومهم "الدون كيشوتي".

     

    وأخيرا :  " أقول لكل من يسئ لإمام الدعاة ، إن الشيخ الشعراوى خط أحمر، ولا نقبل أى إساءة توجه له، وليس الشعراوي فقط ، انما أقول لكل مريض  يوجه الإساءة لرموز مصر التاريخية والدينية : عليك أن  تعى جيدا ماذا تقول، وما هى أوجه الإفادة فى أن تسىء لعلماء وتاريخ مصر"

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : "موسم الهجوم على الشيخ الشعراوي " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top