حاج حيدر من وجهاء المدينة الجميله الغافية على نهر دجلة الخالد، بيته وسط المدينة البعيدة نسبياً عن مركز المحافظة ، والقربية من مصبات الانهار في الهور القديم ، بناء البيت من الطابوق والجص على الطراز القديم ، الشامخ بواجهته الخشبية المزخرفة بشكل فني رائع ويطلق على هذه الواجهة بالشناشيل ، من صنع امهر النجارين المختصين بهذه الواجهات الخشبية ، والبيت يدل على امكانية صاحبه المادية ..
والحاج حيدر صاحب
امكانية مادية ممتازة ، وقوة بدنية ممتازة ، زوجته من احد اقاربه ، وله منها اربع اولاد
وثلاث بنات ..
تزوج زوجة اخرى ، وهو الرجل العادل ، الملتزم دينياً
. اسكن زوجته الثانية ازهار في بيت مستقل وببناء
جديد ، وبموقع جيد ..
ومن ايامه الاولى
لزواجه الثاني ، كان كل يوم عند واحدة ، لايفرق بين زوجة واخرى ..
في السنة الاولى
رزق منها ولدهم البكر ،واستمرت ولاداتها، كل سنة
تلد ولداَ وكان اولادها في غاية الجمال ، الى اصبح عددهم سبعة اولاد ...
وكانت ازهارتأمل ا ن يكون حملها الثامن بنتاً ، لتكون عونا لها في البيت بعد اصبح اولادها
بحاجة الى رعاية وخدمة كبيرة ، وهي لاتستطيع
، وجاءت مشيئة الله ان يكون المولود ذكراً ..
ازهار شكت حالها
لزوجها بانها لاتستطيع خدمة اولادها لوحدها ،
الحاج حيدر فاتح
زوجته الحجية الكبيرة والطيبة ، لتخفيف الضغط على زوجته الثانية ازهار وطلب منها المساعدة
. .
زوجة الحاج حيدرالكبيرة طلبت منه ان يترك لها المولود
الجديد لترعاه وتربيه مع اولادها ، وبما انها
امرأة فاضله ، سلم لها المولود الجديد برضا والدته التي رحبت بالفكرة ، ليخفف عنها
الحمل الثقيل.
وجاءهم الولد التاسع بمشيئة الله، لايسعها الا الصبر والشكر لله ..
واخيراً جاءهم
العاشر اسماه والده نافع ..
ازهار تتمنى ان
يكون الحمل الاخير بنتاً ، لتكون عوناً لها
ولكن الله يفعل مايريد . وجاء حملها العاشر ولداً ايضاً، لذا قررت ان تقوم بتربيته
على اساس انه بنت وليس ولد ، لغرض الاستفادة منه في اعمال البيت مستقبلاً؛؛ لهذا تركت
شعره يكبركشعرالبنات ، مرت الايام و كبر نافع ، وكل من شاهده من الناس يظن انه بنتاً
وليس ولداً ، لجماله ولون شعره النازل عل كتفيه ..
كانت والدته تنادي
بنات الجيرا ن وتطلب منهن ان يلاعبنه ، فشب
نافع، على العاب البنات ، واصبح صعوبة
ان تفرقه عن البنات سوى جماله الباهر ، وهو اجمل طفل وطفله في الشارع .
خيب نافع
ظن والدته ، فانه من النوع الحرك والنشط ، ولايطيع والدته بعمل البيت ، وكان
اكثر اولادها لعبا وشقاوة ، واعتداءاً على اولاد الجيران وخلافا ته مستمرة مع اخوانه
على ابسطالامور
وبما انه اصغر اخوانه فان والده يحبه حبا جماً ،
ولاسيما ان كل العابه وضحكاته تدخل السرور على قلب والده ووالدته التي لم تكلفه باي
عمل وتحملت كل اعمال البيت لوحدها ، الا من بعض الاعمال البسيطة فان اولادها الكبار يساعدونها ، مثل التنظيف ، ونقل
الافرشة الى سطح الدار في ايام الصيف ، ورش السطح بالماء ، وقت الغروب ليكون السطح
بارد ، وكان الناس سابقاً ينامون فوق السطوح ..
كبر الاولاد والتحقوا
في الوظائف وكل ولد يتزوج يأخذ زوجته معه الى حيث يسكن في المدينة التي عين فيها ،
وبذلك لم يبقى معها في الدارسوى الصغير نافع ، لاستمراره في الدراسة ..
مرت الايام وكبر
نافع الصغيروأكمل دراسته، واصبح شاباً اكثر جمالاً ووسامةً من السابق .
وكان محط انظار
الفتيات الجميلات واخيرا وقع اختياره على فتاة جميلة جداً ومؤدبة اسمها ساجدة ، من عائلة محترمة و معروفة بالعفة والشرف..
وافقت ساجدة
زوجة نافع على الزواج منه على شرطه ان تكون
مطيعة لأمه المحرومة من البنات ، وان تخدمها
كأنها أبنتها وتعوضها عن التعب والشقاء التي لاقته في ايامها
الاولى ..
مرت سنة على زواجه
وهوفي غاية السعادة ووالدته لاتعمل اي عمل ، واذا ارادت ان تعمل اي عمل من اعمال البيت
فان زوجته ساجدة لاتسمح لها بذلك وتقول لها
انت لك الراحة وعمل البيت من مسؤوليتي ..
في السنة الاولى
، ولدت ساجدة بنتها البكر ، فرحت والدته الحجية بالمولودة الجديدة، والتي حرمت من البنات
، طلبت من ولدها وزوجته ان تربيها .
لم يمانع ولدها
نافع ولازوجته ساجدة على رعاية البنت وتربيتها
تكررت ولاداتها
، وكل ولادة بنتا الى اصبح عددهن ثمانية بنات.
والام تدعوا في كل ولادة ان يكون المولود ذكراً ليحمل اسم ولدها نافع ،ولكن مشيئة الله ان تكون ذرية نافع بنات فقط واصبح
عدد بناته عشرة بنات ..
وكانت الحجية تعتقد
بان البنات ، سيقمن بعمل البيت كله ، ولكن الايام اثبتت لها العكس ، كل بنت عندما تكلف باي عمل ، تبكي وتولول
وتقدم عذرها بانها لاتستطيع العمل حتى
لوكان العمل بسيطاً..
وتركن كل اعمال
البيت على والدتهن ساجدة المسكينة ، وكان اولادالحجية ارحم من هذه البنات التي اصبحن
ثقلاً على ساجدة فوق ثقل اعمال البيت ، ولم
تتخلص منهن الى ان جاء وقت زواجهن وفرغت الدار منهن بعد زواجهن تباعاً ولم يبقى في
الدار الا الحجية وولدها نافع وزوجته ساجدة
بنت الاصول التي اصبحت بنتا لوالدته وزوجة صالحه له ..
والعبرة ان الولد يكبر ويذهب مع زوجته ليعيش بعيداً عن امه وابيه ، وكذلك البنت تكبر ويأتي
أ بن الحلال يتزوجها ويأخذها الى بيته.
وفي الاخير يفرغ البيت من الجميع ولا يبقى فيه الا
الام والاب يعيشون على الذكريات وترجع الامور الى سابق عهدها الرجل هو وامراته
وكانه لم يلد له اولاد ولا بنات، و اخيراً
يأتي اليوم الذي يذهبون هم فيه الى دار حقهم
وهذه الحياة التي نعيش بها ،والمتمسكين فيها ، والحمد لله رب العالمين على كل حال
...
0 comments:
إرسال تعليق