• اخر الاخبار

    الأربعاء، 8 سبتمبر 2021

    الإعلامي الذي تحدي الإعاقة البصرية وتفوق دراسياً و شارك في الأنشطة التطوعية

     


    كتب:عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم

    محمود محمد إبراهيم شاب مكافح من متحدي الاعاقة البصرية عمره خمسة وعشرون عاماً حاصل علي ليسانس آداب قسم إعلام شعبة إذاعة وتلفزيون ،جامعة حلوان خرج إلي الدنيا كفيفا بسبب إصابة والدته بعدوي الحصبي الألماني أثناء الحمل علي حد قوله وعندما علمت والدته أن ابنها الثالث والأخير سيولد كفيفا رضيت ولكنها لم تكن علي علم بكيفية التعامل مع الطفل الكفيف فلم تتعامل عن قرب مع شخص فاقد البصر ونصحتها سيدة  في المستشفي بعد الولادة ألا ترضعه لكي يموت بدلاً من أن تعاني معه بسبب ظروفه ولكن الأم الصابرة المؤمنة لم تستجب لهذه النصيحة الشيطانية بل وفعلت العكس قامت برعايته والاهتمام به إهتماما خاصة  بسبب ظروفه ومحمود له أخ أكبر يحبه ويساعده فهو بمثابة السند وصديقه الصدوق الذي يستشيره في كل شئ .

    وكانت تشاركهم تساندهم وتدعم مواهب محمود أخته والتي تزوجت وانشغلت إلي حد ما  بعد ذلك بسبب مسؤولية الزواج ولكن لم ينقطع الحب والمودة ولأن محمود له ابتسامة تجذب القلوب والعيون لا تفارق وجهه فقد أحبه جيرانه بعدما رأوا فيه من همة عالية وتحدي مستمر لتحقيق أهدافه المشروعة والنبيلة

    دخل محمود مدرسة المكفوفين الداخلية وكان ذلك بمثابة مدرسة لتعليم الاعتماد علي الذات والابتعاد عن حضن والدته وتدليلها ولكن محمود تفوق بفضل الله في الدراسة في جميع المراحل التعليمية وذكائه كان أعلي من الكثير من زملائه حتي أستطاع دخول كلية الإعلام ،جامعة حلوان والتفوق فيها ونزل محمود لسوق العمل بحثاً عن الرزق الحلال ولكن كثيراً  ما ذهب للعمل في وظيفة الكول سنتر في أحدي الشركات الكبيرة ولكن كان يتم رفضه لأنه كفيف .

    لم يستسلم محمود ولم يقف مكبل الأيدي بل أصر علي الاعتماد علي النفس ويتعلم الان كيفية تصنيع البرفانات بالإضافة إلي براعته في المونتاج

    وحصول الفيلم الوثائقي الذي شارك فيه علي جائزة أحسن تمثيل ومونتاج وإخراج .

    كما شارك في العديد من الأنشطة التطوعية فهو يؤم المصلين في أحدي المساجد بمنطقته ويعمل متطوعاً في جمعية رسالة منذ عشر سنوات لتعليم المكفوفين  ومساعدتهم  طبع أي شي بلغة برايل ،كما شارك مع فريق طموح للكنوز البشرية في أنشطة جبر الخواطر في زيارة اطفال دور الرعاية الاجتماعية والأحداث وكانت مشاركته بأبتسامته التي تجذب القلوب ووجهه الطفولي وحسه المرهف واسلوب حواره العفوي البسيط مع الجميع .

    ولم يكتفي محمود بذلك ولكنه قدم برنامج  مسابقات توعوي علي اليوتيوب نزل للشارع وحاور الناس بأسلوبه الجميل سعيا إلى تغير النظرة السلبية تجاه الكفيف ولتطوير النفس ومواهبه المتنوعة في الحوار مع الآخرين.

     

    وعلي الرغم من كل ذلك إلا أن محمود يتأذي كثيراً من التنمر الذي يتعرض له عندما يسمع جمل  هوا أنت مغمض عينك ليه أو أجلس في البيت أفضل أو من يريد أن يعطيه صدقة رغم أنه يري مظهره الأنيق الذي يوضح عدم إحتياجه لمساعدة مادية وشفقة من أحد ولكنه يكافح ويتحدي كل هذه الجمل السلبية و في نفس الوقت يريد يكافح ويجتهد ويتكسب أموال حلال حتي يستطيع أن يتزوج ويكون له بيتا وأسرة ولكن رفضه في كثير من الوظائف بسبب أنه كفيفا يحزنه داخلياً ولكنه لم يستسلم بفضل الله.

    وجدير بالذكر أن والده يعمل بمهنة الجزارة أبا عن جد كما يقولون ويعمل أخوه أيضاً في نفس المهنة رغم أنه مهندس معماري وبسبب عدم توفر وظيفة في مجاله عمل في الجزارةوأحب المهنة  ولكن محمود لم يستطع بالطبع أن يعمل في هذه المهنة.

    وحصلت أمه هذا العام علي لقب الأم المثالية من جهة عملها في هيئة النظافة التابعة لحي حلوان وتتمني والدته أن تذهب هي ومحمود عمرة  وأن تطمأن علي محمود بتوفير وظيفة مناسبة  له وأن تتغير نظرة المجتمع للمكفوفين ويتعامل المجتمع معهم دون تنمر أو شفقة  .
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الإعلامي الذي تحدي الإعاقة البصرية وتفوق دراسياً و شارك في الأنشطة التطوعية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top