كنت قد حذرت في مقالات سابقة بعنوان (رسالة الي وزير التربية والتعليم )
وذكرت
فيها بأن هناك فجوة كبيرة بين الواقع المؤلم وبين المأمول من التعليم .
وذكرت
أن الواقع يحتم علينا تغيرا جذريا للعملية التعليمية وليس مجرد اصلاحها , وبينت
بأن المجتمع شريك في عملية الحل باعتباره جزء أصيل من العملية التعليمية ,وذكرت
ستة عشرة بندا للتغيير الناجح .
وكنت
دائما احذر من تأجيل عمليات المراجعة الشاملة للعملية التعليمية , حتي وصلنا الي
نقطة عدم الثقة بين الوزارة وبين أولياء الامور , ولم يجد أولياء الامور بدا , بعدما
صبروا سنوات علي فكرة التطوير , حتى ظهرت فكرة البابل شيت قبل امحان الثانوية
العامة بشهور قليلة , وأصبحت واقع وتفاجأ المجتمع بالنتائج غير المرضية لشهادة
الثانوية العامة , وكانت المفاجأة هجرة جماعية عكسية من التعليم العام الي التعليم
الأزهري ولأول مرة ,ولا أعرف أهي هجرة أم تسرب
؟ فهناك مسارين لهذا التغير:
المسار الاول :يتمثل في زيادة الاقبال علي
التقديم للأطفال في التعليم الأزهري في
مرحلة رياض الاطفال والصف الاول الابتدائي بمعدلات فاقت كل التصورات .
المسار
الثاني : وهو حتما مسار التسرب, ويتمثل في النسب الكبيرة في التحويل من التعليم العام الي التعليم الأزهري .
يا
معالي وزير التربية والتعليم
لا يجب
أن ننظر الي ما حدث علي أنه ظاهرة طارئة ,ولا يجب أن نستهين بها ,وأنا لا أقصد أن
أقلل من أهمية وقيمة التعليم الأزهري ,فله كل التقدير والاحترام ,وأبنائي
بنين وبنات يتعلمون في هذه المؤسسة العريقة , بل وكنت من الذين غيروا مسار
أبنائهم من التعليم العام الي التعليم الأزهري, وهم الان ينتمون الي هذه المؤسسة
العريقة ,فالأزهر الشريف هو ميزان الاسلام الوسطي الذى نفخر ونعتز به .
لكن ما
حدث لا يصب في خانة فكرة التحديث والتطوير التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم .
ومن هنا فأنا أدعو الي حوار مجتمعي حقيقي يشارك
فيه أصحاب المصلحة , من أولياء الامور والمعلمين وأصحاب الرأي والفكر وأصحاب
القرار ، حتي نستفيد من أخطإنا ونصحح مسار تعليمنا .
**انتظر
فلسفة التغير في كتابي الاول
العبور
الثاني – اكتوبر التعليم
0 comments:
إرسال تعليق