فى كتاب " لعبة الشيطان" الصادر فى 2005 نشر الكاتب روبرت دريفوس رسالة من كارتر إلى الرئيس السادات بتاريخ 3 يناير 1980 نقلها برجنسكى مستشار كارتر للأمن القومى خاطب فيها كارتر السادات قائلآ :
"يجب أن تكون فى صدارة التحالف والجهاد الإسلامى ضد
الغزو الروسى الإلحادى فى أفغانستان ، فأنت رئيس أكبر دولة مسلمة ، وهى بلد الأزهر
وموطن جماعة الإخوان المسلمين التى تأثرت بها جماعات إسلامية فى باكستان ، كما لا
يجب ترك الخمينى يحتكر شعارات الإسلام ، فضلاً عن أن تصدركم لدعم الجهاد الإسلامى
فى أفغانستان يعطيكم نفوذاً فى المنطقة ضد قوى عربية تناؤى السلام بينكم وبين
إسرائيل ، وسيكون رداً على من يتهمكم بالتفريط فى فلسطين".
استجاب الرئيس السادات فورا ، وفى يوم إفتتاح سفارة
للصهاينة فى القاهرة يوم 26 فبراير 1980
نشرت جريدة الجمهورية على الصفحة التاسعة عن هجوم صهيونى على مخيمات الفلسطينيين
وقتل وجرح المئات وفى الصفحة المقابلة نشرت مطالبة السادات بحق المسلمين السوڤيت
فى تقرير مصيرهم !
وفى إبريل 1980 بعد رسالة كارتر بثلاثة أشهر التقى
الرئيس السادات بالمجاهدين الأفغان فى ميت أبو الكوم ووعدهم بالدعم الكامل بالمال
والرجال والتدريب والسلاح ، وكان السادات أول من أرسل الشباب لأفغانستان وأرسل
الأسلحة التى كان الإتحاد السوڤيتى دعمنا بها للدفاع عن مصر ولتحرير الأرض من
الصهاينة ، أرسلها للأفغان لقتال أصحاب الأسلحة !
استطاع السادات بمساعدة الفكر التكفيري تحويل وجهة
الجهاد من فلسطين إلى أفغانستان ، ومن تحرير القدس إلى تحرير كابول .
فى أفغانستان تلقفت المخابرات الأمريكية والموساد الشباب
العربى المؤمن بأفكار سيد قطب الذي انضم للإخوان في أمريكا كما نعلم ، وهناك صنعت
منهم القاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وعشرات من الجماعات التى تدمر
فى الوطن العربى الجاهلي الكافر كما نعته سيد قطب، ولا تلقى حجراً على الكيان
الصهيوني !
يعلم الله أن الهدف من هذا الكلام ليس الإساءة للرئيس
السادات ولكن بيان كيف انتشر فكر سيد قطب التكفيري وكيف قويت شوكة الإرهاب، وكيفية
الاستفادة من أخطاء الماضي لضمان عدم تكرارها، والتأكيد على أن الإرهاب صناعة
مخابراتية صهيونية دخيلة وليس منتجا تراثيا أصيلا، والتعاهد على عدم السماح لأي
رئيس يأتي بعد الرئيس السيسي بالعفو عن الإخوان أو إعادتهم للمشهد السياسي مرة
أخرى بدعوى أنهم فصيل وطني أو أنهم ظُلموا في عهد السيسي أو أو أو...
*نقلا عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق